المعتمد بن عباد

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,428
التفاعل
17,569 41 0
المعتمد بن عباد


هو المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن الملك المعتضد بالله أبي عمرو، عباد بن الظافر بالله أبي القاسم، قاضي إشبيلية، ثم ملكها، محمد بن إسماعيل بن قريش اللخمي، قيل: هو من ذرية النعمان بن المنذر صاحب الحيرة.
حكم المعتمد على المدينتين قرطبة وإشبيلية، وأصلهم من الشام.

التعريف به ونشأته

نشأ المعتمد بن عباد كغيره من أبناء الملوك على الميول والدعة والترف، وكانت نشأته في الأندلس، ولما أراد أن يستنجد بالمرابطين وقد حزره البعض من حاشيته أبى إلا الاستنجاد بهم وهذا يدل على أنه نشأ نشأة إسلامية إلا أن الترف والدعة غلبت عليه.

جهاده وأهم المعارك ودوره فيها

رأى الأدفونش ضعف المسلمين واشتغالهم بالنعيم ومحاربة بعضهم البعض ففرض عليهم الجزية تمهيدًا لأخذ بلادهم، واستيقظ المسلمون في الأندلس يومًا وقد رأوا أن الأدفونش جمع جيوشه وأسقط طليطلة، تمهيدًا لإسقاط كل المدن الأخرى، ووجه الأدفونش رسالة تهديد إلى المعتمد الذي كان يدفع الجزية كغيره من ملوك الطوائف يأمره فيها بترك حصنه، فما كان من المعتمد إلا أن قتل الرسول ليقطع كل اتجاه للصلح بينه وبين الأدفونش وإعلانًا للحرب، واستنجد بيوسف ابن تاشفين أمير دولة المرابطين ولما حذره أهل الأندلس قال لهم رعي الجمال خير لي من رعي الخنازير.
بعد سقوط طليطلة طغى الأدفونش لما رآه من ضعف المسلمين وتفرقهم، فأرد أن يحكم كل الأندلس، فأرسل رسالة إلى الأدفونش رسالة إلى المعتمد بن عباد يأمره فيها بالنزول عن حصنه وتسليمه له، وأورد الذهبي أكثر من رسالة ففي سير أعلام النبلاء أن الأدفونش طلب من المعتمد أن يأذن لامرأته بأن تلد في جامع قرطبة وكان الرسول بينهما يهودًا، فأبى المعتمد هذه السخرية والذلة التي أراد أن يضعه فيها الأدفونش وقتل السفير بعد أن أغلظ للمعتمد في القول معلنًا للحرب بينه وبين الأدفونش، أما في كتاب تاريخ الإسلام وقد أورد الذهبي رواية أخرى عن ابن حزم فقال: (وجّه ادفونش بن شانجة رسولاً إلى المعتمد، وكان من أعيان ملوك الفرنج يقال له البرهنس، معه كتاب كتبه رجلٌ من فقهاء طليطلة تنصَّر ويعرف بابن الخيّاط، فكان إذا عّير قال: إنَّك لا تهدي من أحببت والكتاب: من الامبراطور ذي الملّتين الملك أدفونش بن شانجة، إلى المعتمد بالله، سدّد الله آراءه، وبصّره مقاصد الرشاد. قد أبصرت تزلزل أقطار طليطلة، وحصارها في سالف هذه السّنين، فأسلمتم إخوانكم، وعطّلتم بالدَّعة زمانكم، والحذر من أيقظ باله قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهدٍ سلف بيننا نحفظ ذمامه نهض العزم، ولكن الإنذار يقطع الأعذار، ولا يعجل إلاّ من يخاف الفوت فيما يرومه، وقد حمّلنا الرّسالة إليك السّيد البرهنس، وعنده من التّسديد الّذي يلقى به أمثالك، والعقل الّذي يدبّر به بلادك ورجالك، ما أوجب استنابته فيما يدق ويجلّ).
ومن الواضح أنهما رسالتين كانت الثانية والتي أعلن فيها الأدفونش الحرب هي نتيجة للرسالة الأولى، فالرسالة الأولى طلب فيها الأدفونش من المعتمد بأن يأذن لامرأته أن تلد في جامع قرطبة فقتل المعتمد السفير وكان يهوديًا، فأرسل الأدفونش الرسالة الثانية ليعلن الحرب على المعتمد لِما فعله مع رسوله، واستبشر المسلمون خيرًا لما أعلن المعتمد الحرب لما رأوا ما هم فيه من ذلة وهوان بسبب تركهم الجهاد.
استدعى المعتمد رجال دولته ليسمعوا هذه الرسالة يشاركوه الرأي فلما قرئ الكتاب، بكى أبو عبد الله بن عبد البرّ وقال: (قد أبصرنا ببصائرنا أنَّ مآل هذه الأموال إلى هذا، وأن مسالمة الّعين قوّة بلاده، فلو تضافرنا لم نصبح في التّلاف تحت ذلّ الخلاف، وما بقي إلاّ الرجوع إلى الله والجهاد).
وأما الذين جنحت قلوبهم إلى الدنيا وتعلقت بها قالوا: نرى المهادنة والمسالمة، إلا أن المعتمد ألهبت غيرة الإسلام في قلبه وقرر الحرب وحتى يقطع كل طريق للصلح بينه وبين الأدفونش قام بقتل السفير بينه وبين الأدفونش استخفافًا بالأدفونش، وأشار عليه العلماء بإرسال رسالة إلى يوسف بن تاشفين لنصرته، فقالوا له نخاف عليك من الاستنجاد به فقال رعي الجمال خير من رعي الخنازير، ولما بلغ الأدوفنش قتل سفيره استشاط غضبًا وأخذته العزة بالإثم، فجيش الجيوش لقتال المعتمد، واستعد المعتمد للقتال حتى يأتيه المدد من قبل المرابطيتن وكان قد أرسل رسالة إلى الأدفونش يقول له فيها:
الذّلّ تأباه الكرام وديننا... لك ما ندين به من البأساء
سمناك سلمًا ما أردت وبعد ذا... نغزوك في الإصباح والإمساء
الله أعلى من صليبك فادرع... لكتيبة خطبتك في الهيجاء
سوداء غابت شمسها في غيمها... فجرت مدامعها بفيض دماء
ما بيننا إلاَ النّزال وفتنة... قدحت زناد الصّبر في الغماء
من الملك المنصور بفضل الله المعتمد على الله محمد بن المعتضد بالله، إلى الطّاغية الباغية أدفونش الّذي لقَّب نفسه ملك الملوك، وتسمّى بذي الملَّتين. سلام على من اتَّبع الهدى، فأول ما نبدأ به من دعواه أنه ذو الملّتين والمسلمون أحقّ بهذا الإسم لأنّ الّذي نملكه من نصارى البلاد، وعظيم الاستعداد، ولا تبلغه قدرتكم، ولا تعرفه ملّتكم. وإنّما كانت سنة سعدٍ اتَّعظ منها مناديك، وأغفل عن النّظر السّديد جميل مناديك، فركبنا مركب عجز يشحذ الكيس، وعاطيناك كؤوس دعةٍ، قلت في أثنائها: ليس. ولم تستحي أن تأمر بتسليم البلاد لرجالك، وإنّا لنعجب من استعجالك وإعجابك بصنعٍ وافقك فيه القدر، ومتى كان لأسلافك الأخدمين مع أسلافنا الأكرمين يدٌ صاعدة، أو وقفة مساعدة، فاستعد بحربٍ، وكذا وكذا..إلى أن قال: فالحمد لله الّذي جعل عقوبة توبيخك وتقريعك بما الموت دونه، والله ينصر دينه ولو كره الكافرون، وبه نستعين عليك.
وكانت الموقعة المشهورة في التاريخ المعروفة بالزلاقة وهي من أهم المعارك في تاريخ الأندلس وقد أبلى فيها المعتمد بلاء حسنًا، فقد استعد المعتمد للقتال قبل أن تأتيه الإمدادات، واجتمع بالمعتمد بن عبّاد بإشبيلية، وتهيَّأ عسكرها وعسكر قرطبة، وأقبلت المطَّوَّعة من النّواحي،
وسار جيش الإسلام حتّى أتوا الزّلاّقة، وأقبلت الفرنج، وتراءى الجمعان، فوقع الأدفونش على ابن عبّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابن عبّاد وأبلى بلاءً حسنًا، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل من بها، فلم تتمالك النّصارى لمّا رأت ذلك أن انهزمت، فركب ابن عبّاد أقفيتهم، ولقيهم ابن تاشفين من بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم ينج منهم إلاّ القليل. ونجا الأدفونش في طائفة، وجمع المسلمون من رؤوس الفرنج كومًا كبيرًا، وأذّنوا عليه، ثمّ أحرقوها لما جيفت.
وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان، وأصاب المعتمد بن عبّاد جراحات في وجهه. وكان العدو خمسين ألفًا، فيقال: لم يصل منهم إلى بلادهم ثلاثمائة نفس. وهذه ملحمة لم يعهد مثلها. وحاز المسلمون غنيمةً عظيمة.

من كلماته:
قال المعتمد بن عباد وهو في سجن أغمات:
سلت علي يد الخطوب سيوفها... فجذذن من جسدي الخصيب الأفتنا
ضربت بها أيدي الخطوب وإنما... ضربت رقاب الآملين بنا المنى
يا آملي العادات من نفحاتنا... كفوا، فإن الدهر كف أكفنا

ومن أقواله لما حذره بعض الناس من الاستعانة بيوسف ابن تاشفين، فقال: رعي الجمال خير من رعي الخنازير.






انقضت سنوات الأفراح، وأقبلت أيام الأتراح، فبعد أن كان أميرًا أصبح أسيرًا، فقد توفي المعتمد ابن عباد أسير في سجن أغمات بعد أن أخذه يوسف بن تاشفين وأسقط ملكه، وذلك عام ثمان وثمانين وأربعمائة.

قالوا عنه:

قال عنه ابن كثير: كان المعتمد هذا موصوفا بالكرم والأدب والحلم، حسن السيرة والعشرة والإحسان إلى الرعية، والرفق بهم، حزن الناس عليه، وقال في مصابه الشعراء فأكثروا.
وقال الذهبي: كان من محاسن الدنيا جودًا، وشجاعة، وسؤددًا، وفصاحة، وأدبًا .



المراجع: سير أعلام النبلاء - تاريخ الإسلام للذهبي - البداية والنهاية.
 
السلام عليكم
المعتتمد ابن عباد مالك قرطبة وإشبيلية أعظم ملوك الاندلس
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
كان ملكا عظيما وشاعرا حكيما منذ نهاية عصره والفكر والادب والعلم الاسلامي في تراجع
 
يعطيك العافية والكن الايس اهو من عمل زوجته ترب ذهب الي تالعب فيه هي وجوريه
 
المعتمد الأسير فقد كانت نهايته في سجنه التي كتبها شعرا ً ممتدحاً بها نفسه بعد أن أدبر عنه الدهر وذهب عنه المادحون الذين كانوا يتقاطرون على بابه فلم يعد هناك من يمدحه غير نفسه ولا من يزوره غير بناته في سجنه.. كلهم أدبروا عنه والدنيا كما عبر عنها سيد الأولياء الإمام علي عليه السلام (إذا أقبلت منحتك محاسن غيرك وإذا أدبرت سلبتك محاسن نفسك) أجل لقد كتبها وأوصى أن تكتب على شاهد قبره وهي كذلك حتى الآن في منطقة ( اغمات ) بالمغرب حيث عاش أسيراً ومات غريباً أسيرا ودفن أسيرا وهذا ما أوصى بكتابته على شاهد قبره :

قبر الغريب سقاك الرائح الغادي حقا ظفرت بأشلاء بن عباد
بالعلم بالحلم بالنُّعمى إذا اتصلت بالخصب إن اجدبوا بالري للصادي
بالضارب الطاعن الرامي إذا اقتتلوا بالموت أحمر بالضرغامة العادي
بالدهـــر في نقم بالبحر في نعمٍ بالبدر في ظلم بالصدر في النادي
حقاًّ هو الموت حاباني به قدرٌ من السماء فوافاني لميعاد
ولم أكن قبل ذاك اليوم أعلمه أن الجبال تهادي فوق أعواد
يكفيك يا قبر ما استودعت من شرف يسقيك كل قطوب المزن رغاد
 
- الملك محمد المعتمد على الله آخر ملوك اشبيلية من صنف ملوك الطوائف، رغم تميزه عن نظرائه في كثير من الصفات إلا أنه يتحمل كغيره مسؤولية الذل و الهوان الذي أصاب المسلمين قبل قدوم أسود المغرب الإسلامي المجاهدين المرابطين.
- و قد كان المعتمد كغيره (بإستثناء المتوكل بن الأفطس ملك بطليوس في الحدود الإسبانية البرتغالية حاليا) يدفع "جزية" لألفونسو6 قيصر إسبانيا كما لقب نفسه ( و هذا الملعون هو الأذفونش كما يسميه المؤرخون المسلمون و هو إبن فرديناندو و ليس شانجة كما ورد في الموضوع، بعد موت فرديناندو، قسمت اسبانيا النصرانية إلى 3 ممالك: قسم ل سانكو: الإبن الأكبر ، قسم لألفونسو نفسه و آخر لأخيه الصغير غارسيا ، ثم تآمر ألفونسو على سانكو و قتله و سجن غارسيا و هكذا سيطر بمفرده على اسبانيا النصرانية )
- و كما ورد في الموضوع بعد الطلب الغريب لألفونسو6 من المعتمد أن تضع زوجته ذاخل حرم جامع قرطبة و طبعا رفض المعتمد هذا الأمر، كانت المحاولة الثانية هي لما جاء اليهودي مبعوث ألفونسو لتسلم الجزية من المعتمد، و هنا شكك اليهودي في طبيعة الذهب الذي قدمه المعتمد، الأمر الذي أغضب المعتمد على وقاحة اليهودي تجاهه فقطع رأسه من فوره، و لما علم ألفونسو جهز جيشا كثيفا و فرض حصارا على اشبيلية و هنا طرحت على المعتمد فكرة الإستنجاد بأسود المغرب المرابطين المجاهدين، الذين وصلت أخبارهم الآفاق، و مجرد فقط التفكير في طلب النجدة من المرابطين هو الذي أجبر ألفونسو على فك حصار اشبيلية حتى قبل أن يرسل المعتمد طلبا رسميا إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، كيف ذلك؟ يروى أن ألفونسو لما كان محاصر اشبيلية و إمعانا في إذلال المعتمد، أرسل إليه يطلب أن يمده المعتمد بمروحة ليدفع الذباب من أمامه، و كأنه لا يزعجه قط في جوار اشبيلية غير الذباب أما عسكر المعتمد فهو تحت مستوى الذباب، فرد عليه المعتمد برسالة أنه سيروح من أمامه بمروحية المرابطين، و لما سمع ألفونسو بكلمة المرابطين فقط حتى أمر جيشه بفك الحصار عن اشبيلية لأنه يعلم جيدا ماهي طبيعة أسود المغرب المجاهدين.
- رحب المعتمد ترحيبا شديدا بقدوم يوسف بن تاشفين و رجاله،و أبلى بلاءا حسنا في الزلاقة، لكنه كان منزعجا من الشعبية الكاسحة للمرابطين في الأندلس بعد الزلاقة، و يقال أنه حاول التآمر سرا رفقة ملوك الطوائف الآخرين مع ألفونسو6 المهزوم ضد المرابطين و يبدو أن المخابرات المرابطية رصدت هاته الإتصالات المشبوهة و هذا ما جعل يوسف بن تاشفين المدعم بفتاوي العلماء و تعيين الخليفة العباسي له بالإمارة الشرعية للمغرب و الأندلس ، أن يتخذ قرار إلغاء ملوك الطوائف و كان مصير المعتمد هو النفي إلى أغمات بينما كان مصير الآخرين هو القتل و التشريد.
 
يعطيك العافية والكن الايس اهو من عمل زوجته ترب ذهب الي تالعب فيه هي وجوريه
بالفعل يا صديقي ، كانت زوجة المعتمد تسمى إعتماد (أصلها جارية إسبانية) و يروى أنها مرة رأت من القصر جواري في الخارج يلعبن بالطين، فاشتهت الأمر و أخبرت المعتمد بالأمر و لما كان لا يرفض لها طلب، أمر بصنع طين من المسك و العنبر "طين VIP" و لعبت به إعتماد رفقة جواريها حتى شبعن.... و مرت الأعوام و طلبت إعتماد من المعتمد طلبا معينا و يبدو أن المعتمد كان مشغولا بأمور الحكم فلم يلب لها الطلب في حينه، و كعادة النساء قالت له اعتماد: لم أرى منك خيرا قط ، فأجابها المعتمد فورا: أتذكرين يوم الطين؟؟؟..... فسكتت خجلا و انصرفت.
ملاحظة: إعتماد هي أم أولاد المعتمد : الرشيد ولي العهد، المأمون و الراضي أمراء قرطبة و الجزيرة الخضراء على التوالي ، و كما نلاحظ خلال حكم ملوك الطوائف التافهين كانوا يكثرون من إتخاذ ألقاب الخلفاء ، و لهذا يقول الشاعر:
مما يزهدني في أرض أندلس ألقاب معتمد فيها و معتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي صولة الأسد
 
عودة
أعلى