فيما تسعى الشركتان لرفع قيمة الإيرادات غير النفطية لـ350 مليار ريال
أرامكو و«سابك» تقودان أول تحالف نفطي كيماوي بالشرق الأوسط
تنوع مصادر اللقيم محلياً عزز خطط أرامكو وسابك لتوسعات ناجحة
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
تمضي عملاقتا النفط والبتروكيماويات في العالم شركتا "أرامكو السعودية" و"سابك" قدما بخطى واثقة ومساعٍ حثيثة نحو دعم وإنجاح مشروع التحول الوطني الحقيقي 2020 المرتكز بثقل كبير جداً على أحد أهم أهدافه الإستراتيجية المتعلقة بتنمية الإيرادات غير النفطية برفع قيمتها بنسبة 224% لتصل إلى 530 مليار ريال في 2020؛ حيث تقود الشركتان حالياً تحالفا نفطيا بتروكيماويا ضخما جداً والأول من نوعه في الشرق الأوسط من خلال بناء مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية في المملكة وبحجم استثمار مقدر يفوق 20 مليار ريال ومن المخطط إنجازه 2020؛ حيث تقرر تشييده في مدينة ينبع الصناعية وسيوفر حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة.
وسوف يدعم هذا المجمع المبتكر تحقيق الأهداف الإستراتيجية المناطة بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية للتحول الوطني 2020 المرتبطة بأهداف الرؤية 2030 وأبرزها زيادة قيمة صادرات السلع غير النفطية من 185 مليار ريال، إلى 330 مليار ريال. في وقت من المتوقع أن يستهلك حوالي 10 ملايين طن متري من الزيت الخام سنوياً في هذا المجمع لإنتاج البتروكيماويات والمواد الكيماوية المتخصصة.
وتعكف أرامكو و"سابك" حالياً على التعمق في الدراسات والأبحاث نحو تكنولوجية مبتكرة تمكنهما من إنتاج المواد الكيميائية مباشرة من النفط الخام، في وقت أثبتت تقنية وإمكانية تكسير النفط الخام الخفيف مباشرة لإنتاج الأوليفينات نجاحاً في سنغافورة من خلال شركة إكسون موبيل الكيميائية في وحدة التكسير الجديدة التابعة لها هناك.
وبالفعل أحرزت أرامكو وسابك خطوات متقدمة نحو تنويع مواد اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيماويات في المملكة والتركيز على استغلال النفط ضمن إحدى الثروات المتاحة لتكون خاماً ولقيماً مثالياً لإنتاج البتروكيماويات مباشرة من النفط ليقود المملكة نحو عهد صناعي جديد بمزايا نمو اقتصادية فاعلة ذات قيمة مضافة تمنح قوة لتعزيز الاقتصاد الوطني لأداء دور رئيس ضمن التحوّل الاقتصادي للمملكة، حيث تأتي فكرة المشروع الجديد منسجمة مع رؤية المملكة 2030، وأهمها إرساء أرض صلبة لبناء مصانع جديدة لقطاع الصناعات التحويلية في المملكة التي سوف يهيئ لها المجال هذا المجمع من خلال تعزيز قيمة إنتاج النفط الخام في المملكة عبر التكامل الشامل في سلسلة الصناعات الهيدروكربونية، والإسهام في التنويع الاقتصادي من خلال إنتاج مواد جاهزة للاستهلاك، إضافة إلى تطوير وابتكار تقنيات متقدمة، وجعل النمو الاقتصادي المستدام للمملكة متوائماً مع برنامج التحول الوطني.
ويسير هذا المجمع جنباً إلى جنب ضمن جهود مضنية تبذلها أرامكو وسابك في مشروعات مماثلة ذات صلة حيث تعكف الشركتان حالياً على الترتيب لإطلاق أعمال البناء والتشييد لمشروعات الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية التي تأسست نتيجة شراكة تجمع صندوق الاستثمارات العامة و"سابك" وأرامكو السعودية، برأس مال ملياري ريال، وتهدف لتطوير عدد من الصناعات الجديدة في المملكة، تشمل صناعة المعدات التي تخدم قطاعات النفط والغاز، والنقل، والطاقة، ومعدات قطاع المياه والكهرباء، وصناعة السفن. في ظل إتاحة الفرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة لتلعب دوراً تربط من خلاله بين مختلف المشاركين في هذه المنظومة الاقتصادية المتكاملة.
وتسعى أرامكو وسابك من خلال هذه الشركة إلى استغلال منتجاتهما الأساسية ومنتجات المؤسسات والشركات الإستراتيجية في المملكة لاستثمارها في الصناعات التحويلية والصناعات المساندة على أسس تجارية، والاستثمار في القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية لتطوير صناعات تحويلية متعددة في جميع القطاعات الصناعية المعتمدة على البتروكيماويات، والبلاستيك، والأسمدة، والحديد والصلب، والألمنيوم، والصناعات الأساسية الأخرى المحققة للتنوع الاقتصادي.
وضمن مخطط الشركة الاستثماري المقترح إقامة عدد من الصناعات التحويلية المهمة دون منافسة للقطاع الخاص والتي تشمل قطاعات إستراتيجية للاقتصاد الوطني من ضمنها القطاع الملاحي، وقطاع معدات الطاقة والمياه والكهرباء، وقطاع معدات صناعة النفط والغاز، وقطاع السيارات، في وقت من المتوقع أن ينبثق من الشركة 20 مشروعًا في الخمس سنوات الأولى من التأسيس تقدر تكلفتها الاستثمارية بنحو 7.450 مليارات ريال إضافة إلى ما ستوفره الدولة من بنى تحتية للمشروعات الملاحية كالأرصفة وغيرها بتكلفة تقدر بنحو 5.6 مليارات ريال.