ترامب يدعو إلى إعادة النظر بعضوية أمريكا في الناتو
تاريخ النشر:23.03.2016 | 07:44 GMT |
تطرقت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى الضربة التي وجهها دونالد ترامب لمؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية، مشيرة إلى أنها تهدد منظومة الأمن في الغرب.
جاء في مقال الصحيفة:
وجه رجل الأعمال المرشح لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، ضربة قوية الى مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وكذلك الأوروبية، عندما وضع موضع شك حجر الزاوية في منظومة الأمن الغربي – قيادة واشنطن لحلف شمال الأطلسي "الناتو". جاء ذلك خلال لقائه بهيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست.
فقد اشار ترامب الى ان "الناتو يكلفنا كثيرا. نعم نحن بهذه الصورة نحمي أوروبا، ولكننا ننفق أموالا كثيرة. لم يعد بإمكاننا تحمل هذا، لذلك يجب اعادة النظر بهذا. ابقاء الناتو ولكن بتحمل نفقات أقل".
تناقش مسألة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة على مختلف المستويات، وليس غريبا ان تكون لرئيس الدولة او عضو الكونغرس أو أي خبير أو وسائل الاعلام وجهة نظر مخالفة تماما لوجهة النظر السائدة. حتى مثل هذا يحدث بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية مثلا، كما حصل في مسألة قصف سوريا. في واشنطن لا يخفون انزعاجهم من انهم يتحملون العبء الأكبر، في حين ان حلفاءهم لا ينفقون على الأمور الدفاعية حتى 2 بالمائة من الناتج الاجمالي المحلي كما اتفق عليه في الناتو. ولكن لم يجرأ أحد حتى الآن على وضع قيادة الولايات المتحدة منذ 70 سنة لهذا الحلف موضع تساؤل كما فعل ترامب.
Reuters Bassam Khabieh
مخلفات الحرب في سوريا
يتساءل ترامب "ان ما يجري في أوكرانيا يمس الولايات المتحدة أقل بكثير من بقية الدول الأعضاء في الناتو، ومع ذلك نحن نتحمل العبء الأكبر. فمثلا لماذا لا تتعاون ألمانيا مع الناتو في مسألة أوكرانيا؟ أو بقية البلدان المجاورة لأوكرانيا؟ لماذا نسير في مقدمتهم دائما، هل نستعد للدخول في حرب عالمية ثالثة ضد روسيا؟".
www.segodnya.com
فكتوريا نولاند توزع البسكويت في أوكرانيا
من المحتمل ان يكون مفعول هذه التصريحات في بولندا ودول البلطيق التي تطلب وتلح على الولايات المتحدة والناتو على انشاء قواعد عسكرية على اراضيها، كمفعول انفجار قنبلة. وطبعا سوف ينضم زعماء هذه البلدان الى الجوقة التي تنتقد ترامب.
لم يكتف ترامب بانتقاد حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا فقط، بل وفي آسيا ايضا معبرا عن شكوكه بجدوى الاستثمارات العسكرية في هذه المنطقة. وقال "كوريا الجنوبية دولة غنية جدا وصناعية متطورة، ومع ذلك نحن لا نحصل على تعويضات عادلة لما نقدمه لها من خدمات، حيث أن سفننا وطائراتنا هناك ونجري مناورات حربية معهم ولا نحصل سوى على جزء يسير مما ننفقه". واضاف "لا أعتقد اننا نحصل على شيء مفيد من وجودنا في هذه المنطقة. لقد كنا دولة غنية لها نفوذ. أما الآن نحن دولة فقيرة ومدينة".
بعد السلسلة الكارثية لتدخلات جورج بوش الابن والأزمة الاقتصادية عام 2008 تضاءلت شهية الولايات المتحدة في تسوية المشاكل العالمية بـ "الحديد والنار" وبصورة أدق باستخدام حاملات الطائرات وصواريخ "توماهوك". اليوم لم تدعو الى الدهشة الدعوة الى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى تحت شعار الديمقراطية.
Sputnik Pavel Davydov
دبابة امريكية تدخل بغداد 2003
ولكن من جانب آخر لم تسكت "الصقور" في واشنطن، فقبل فترة نشرت مجموعة من السياسيين الراديكاليين الذين يؤيدون مواقف واشنطن العدائية، رسالة يحثون فيها الامريكيين على العودة الى رشدهم وادراك الكارثة التي ستجلبها السياسة الخارجية لترامب الذي يتصدر قائمة المنافسين الجمهوريين على منصب الرئاسة.
لم تلق هذه الرسالة أذنا صاغية بين الناخبين، وعبروا عن دعمهم للمرشح ترامب، حيث لم يبق بين المنافسين أي "صقر" جمهوري. ولكن بقيت الديمقراطية هيلاري كلينتون القريبة في تفكيرها منه، ولكنها تميل الى مواقف متشددة في السياسة الخارجية.
Reuters Joshua Roberts
هيلاري كلينتون
ومن الجدير بالذكر ان الرئيس أوباما انتخب لمنصب الرئاسة لأنه طرح فكرة تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في العالم خلال حملته الانتخابية، وفي تصريحات ادلى بها مؤخرا الى مجلة "The Atlantic" عبر عن أسفه من وجود دول "free-rider" حليفة للولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط التي تستخدم "القوة الأمريكية في حل مصالحها الضيقة. أثارت هذه التصريحات ردود فعل سلبية في السعودية وتركيا واسرائيل وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
وختم ترامب حديثه بالقول "لقد شاهدت كيف تفجر المدارس التي شيدت من قبلنا في العراق. نحن نبني المدارس وهم يفجروها ثانية. ولكن لا يمكننا بناء مدرسة في بروكلن، لأننا لا نملك الأموال اللازمة للتعليم، نحن لا نبني في بلدنا. لذلك أتساءل ألم يحن الوقت للتفكير بنفسنا وبلدنا؟ صحيح العالم موجود خارج حدود الولايات المتحدة...ولكن بلادنا تنهار الى أجزاء...". واضاف مختتما "علينا اعادة بناء بلدنا
تاريخ النشر:23.03.2016 | 07:44 GMT |
تطرقت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى الضربة التي وجهها دونالد ترامب لمؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية، مشيرة إلى أنها تهدد منظومة الأمن في الغرب.
جاء في مقال الصحيفة:
وجه رجل الأعمال المرشح لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، ضربة قوية الى مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وكذلك الأوروبية، عندما وضع موضع شك حجر الزاوية في منظومة الأمن الغربي – قيادة واشنطن لحلف شمال الأطلسي "الناتو". جاء ذلك خلال لقائه بهيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست.
فقد اشار ترامب الى ان "الناتو يكلفنا كثيرا. نعم نحن بهذه الصورة نحمي أوروبا، ولكننا ننفق أموالا كثيرة. لم يعد بإمكاننا تحمل هذا، لذلك يجب اعادة النظر بهذا. ابقاء الناتو ولكن بتحمل نفقات أقل".
تناقش مسألة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة على مختلف المستويات، وليس غريبا ان تكون لرئيس الدولة او عضو الكونغرس أو أي خبير أو وسائل الاعلام وجهة نظر مخالفة تماما لوجهة النظر السائدة. حتى مثل هذا يحدث بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية مثلا، كما حصل في مسألة قصف سوريا. في واشنطن لا يخفون انزعاجهم من انهم يتحملون العبء الأكبر، في حين ان حلفاءهم لا ينفقون على الأمور الدفاعية حتى 2 بالمائة من الناتج الاجمالي المحلي كما اتفق عليه في الناتو. ولكن لم يجرأ أحد حتى الآن على وضع قيادة الولايات المتحدة منذ 70 سنة لهذا الحلف موضع تساؤل كما فعل ترامب.
Reuters Bassam Khabieh
مخلفات الحرب في سوريا
يتساءل ترامب "ان ما يجري في أوكرانيا يمس الولايات المتحدة أقل بكثير من بقية الدول الأعضاء في الناتو، ومع ذلك نحن نتحمل العبء الأكبر. فمثلا لماذا لا تتعاون ألمانيا مع الناتو في مسألة أوكرانيا؟ أو بقية البلدان المجاورة لأوكرانيا؟ لماذا نسير في مقدمتهم دائما، هل نستعد للدخول في حرب عالمية ثالثة ضد روسيا؟".
www.segodnya.com
فكتوريا نولاند توزع البسكويت في أوكرانيا
من المحتمل ان يكون مفعول هذه التصريحات في بولندا ودول البلطيق التي تطلب وتلح على الولايات المتحدة والناتو على انشاء قواعد عسكرية على اراضيها، كمفعول انفجار قنبلة. وطبعا سوف ينضم زعماء هذه البلدان الى الجوقة التي تنتقد ترامب.
لم يكتف ترامب بانتقاد حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا فقط، بل وفي آسيا ايضا معبرا عن شكوكه بجدوى الاستثمارات العسكرية في هذه المنطقة. وقال "كوريا الجنوبية دولة غنية جدا وصناعية متطورة، ومع ذلك نحن لا نحصل على تعويضات عادلة لما نقدمه لها من خدمات، حيث أن سفننا وطائراتنا هناك ونجري مناورات حربية معهم ولا نحصل سوى على جزء يسير مما ننفقه". واضاف "لا أعتقد اننا نحصل على شيء مفيد من وجودنا في هذه المنطقة. لقد كنا دولة غنية لها نفوذ. أما الآن نحن دولة فقيرة ومدينة".
بعد السلسلة الكارثية لتدخلات جورج بوش الابن والأزمة الاقتصادية عام 2008 تضاءلت شهية الولايات المتحدة في تسوية المشاكل العالمية بـ "الحديد والنار" وبصورة أدق باستخدام حاملات الطائرات وصواريخ "توماهوك". اليوم لم تدعو الى الدهشة الدعوة الى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى تحت شعار الديمقراطية.
Sputnik Pavel Davydov
دبابة امريكية تدخل بغداد 2003
ولكن من جانب آخر لم تسكت "الصقور" في واشنطن، فقبل فترة نشرت مجموعة من السياسيين الراديكاليين الذين يؤيدون مواقف واشنطن العدائية، رسالة يحثون فيها الامريكيين على العودة الى رشدهم وادراك الكارثة التي ستجلبها السياسة الخارجية لترامب الذي يتصدر قائمة المنافسين الجمهوريين على منصب الرئاسة.
لم تلق هذه الرسالة أذنا صاغية بين الناخبين، وعبروا عن دعمهم للمرشح ترامب، حيث لم يبق بين المنافسين أي "صقر" جمهوري. ولكن بقيت الديمقراطية هيلاري كلينتون القريبة في تفكيرها منه، ولكنها تميل الى مواقف متشددة في السياسة الخارجية.
Reuters Joshua Roberts
هيلاري كلينتون
ومن الجدير بالذكر ان الرئيس أوباما انتخب لمنصب الرئاسة لأنه طرح فكرة تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في العالم خلال حملته الانتخابية، وفي تصريحات ادلى بها مؤخرا الى مجلة "The Atlantic" عبر عن أسفه من وجود دول "free-rider" حليفة للولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط التي تستخدم "القوة الأمريكية في حل مصالحها الضيقة. أثارت هذه التصريحات ردود فعل سلبية في السعودية وتركيا واسرائيل وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
وختم ترامب حديثه بالقول "لقد شاهدت كيف تفجر المدارس التي شيدت من قبلنا في العراق. نحن نبني المدارس وهم يفجروها ثانية. ولكن لا يمكننا بناء مدرسة في بروكلن، لأننا لا نملك الأموال اللازمة للتعليم، نحن لا نبني في بلدنا. لذلك أتساءل ألم يحن الوقت للتفكير بنفسنا وبلدنا؟ صحيح العالم موجود خارج حدود الولايات المتحدة...ولكن بلادنا تنهار الى أجزاء...". واضاف مختتما "علينا اعادة بناء بلدنا