مقالة في جريدة الرياض
بتاريخ الجمعة 13 ذي القعدة 1436 هـ - 28 اغسطس 2015م - العدد 17231
د.م. عصام أمان الله بخاريبتاريخ الجمعة 13 ذي القعدة 1436 هـ - 28 اغسطس 2015م - العدد 17231
"خلال عشر سنوات ستتسبب القدرات الإيرانية السيبرية على الإنترنت بمشاكل أكبر من البرنامج النووي الإيراني". كلمات (إيان بريمر) رئيس مجموعة يوراسيا في مايو لهذا العام 2015م. مقالة اليوم تناقش القدرات التقنية للجيوش الإيرانية السيبرية والواقع السعودي في حروب الإنترنت...
ننطلق من مقولة (دافيد كينيدي) مؤسس شركة (TrustedSec) المتخصصة في أمن المعلومات بأن إيران أصبحت تضاهي روسيا والصين في الخطر السيبري رغم أنها كانت في مستوى ضعيف قبل عدة سنوات. ومنذ تولي الرئيس روحاني السلطة تضاعفت ميزانية الجيش الإيراني السيبري 12 مرة حسب تقرير صادر عام 2013م عن مؤسسة (Small Media). وفي نفس العام تم إعداد 1500 مقاتل إيراني في وحدة قوات الباسيج السيبرية للمهام الخاصة للإنترنت حسب التقرير المنشور لمعهد الشرق الأوسط للإعلام والدراسات في (25/8/2013م).
من ناحية أخرى، تقدم الجامعات والمعاهد الإيرانية، كجامعة شريف التكنولوجية، دورات مكثفة لطلابها في قرصنة المعلومات والهجمات السيبرية وتقام مسابقات لهذا الغرض ويتم توفير برامج تدريب عملي للطلبة مع المجموعات الإيرانية الرسمية للهكرة (الهاكرز أو المتسللين). ويقول (ديميتري ألبيروفيتش) المؤسس المشارك لشركة (CrowdStrike) المتخصصة في أمن المعلومات: "لا أعلم دولة على كوكبنا ولا حتى أميركا تتفوق على إيران في التركيز والاهتمام بالعالم الافتراضي السيبري من على مستوى القيادات العليا".
ويشير التقرير المنشور في موقع مؤسسة (Recorded Future) في 26/6/ 2015م إلى أن أكثر دولتين تقوم طهران بمهاجمتهما على الإنترنت هي السعودية بالإضافة لأميركا. ومن الهجمات الإيرانية تلك التي استهدفت شركة أرامكو وهجمات أخرى متتابعة على المؤسسات الاقتصادية السعودية ضمن هجمات طويلة المدى أطلق عليها اسم "عملية الساطور Operation Cleaver".
وبالمقابل فهنالك محدودية في الهجمات السيبرية الخارجة للهكرة من المملكة إلى العالم عموماً مع غياب شبه تام لأي جماعات قتالية يبدو عليها أنها مدعومة حكومياً في مجال معارك الإنترنت. ومؤخراً اخترق هكرة العوجا موقع وكالة فارس الإيرانية للأنباء وتمكنت مجموعة هكرة سعوديين من اختراق موقع وزارة الدفاع الإيرانية. وبشكل عام وبنظرة إقليمية للقدرات الخاصة بالهجمات السيبرية فهنالك تفوق كمي ونوعي للفرس والكيان الصهيوني على العالم العربي. وبالنسبة للمملكة فهنالك عدد من الأسباب وراء ذلك كالتالي:
أولا) عدم وجود جيش سعودي رسمي لحروب الإنترنت ومعارك السايبر. والأمر يتجاوز المراقبة والرصد إلى عمل جيوش واستراتيجيات حربية للقرن الحادي والعشرين!
ثانيا) السياسة السامية للمملكة في عدم الانجراف للممارسات المستنكرة للدول المسؤولة كالهجمات السيبرية. ومع ذلك فمن الضروري امتلاك قدرات هجومية رادعة لحروب الإنترنت.
ثالثا) تشتت جهود الهكرة والمجموعات الصغيرة من الهواة السعوديين في عمليات يشوبها عدم التنسيق والفردية.
ما العمل إذاً؟ أتقدم بالمقترحات التالية:
- قرار سريع وحازم بإنشاء وحدة القوات السعودية السيبرية وتطويرها لأعلى المستويات.
-استحداث برامج أكاديمية لطلبة الجامعات السعودية وكليات التقنية في حروب الشبكات وأمن المعلومات ودعم الأبحاث في هذا المجال.
- تخصيص ميزانيات من صندوق التنمية الصناعية للشركات الوطنية في مجال الهجمات السيبرية وأمن المعلومات.
- تسليط الضوء إعلامياً على الممارسات التي تقوم بها إيران وغيرها من الهجمات السيبرية وتقديمها لوكالات الأنباء العالمية.
وأختم بكلمات العالم ألبرت آينشتاين:"لن يتم تدمير العالم بواسطة الأشرار، بل بواسطة أولئك الذين شاهدوهم ولم يفعلوا أي شيء!".
عصام أمان الله بخاري
المزيد
- كيف نربي أبناءنا ليصبحوا مثل زومبي؟
- الكائنات الفضائية تعيش على كوكب الأرض!
- هل أرامكو وسابك مصابتان بالمرض؟
- أسلحة يوم القيامة الإسرائيلية
- كيف نحل مشكلة البطالة عام 2035م؟
- ماذا يحصل في نصف ثانية؟
تابع آخر الأخبار عبر تويتر
إقرأ أيضاً