المغرب يريد العودة إلى الاتحاد الإفريقي وعينه على طرد البوليساريو
صرح العاهل المغربي الملك محمد السادس بأن بلاده تتمتع بغالبية ساحقة في الاتحاد الإفريقي لمصلحة عودتها إلى "الأسرة المؤسسية الإفريقية".
وأكد العاهل المغربي، في خطاب وجهه إلى المغاربة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، أن بلاده وهي تعلن نيتها العودة إلى الاتحاد الإفريقي لا "تطلب الإذن من أي أحد في الحصول على حقها الشرعي".
المسيرة نحو الجنوب
وجاءت تصريحات الملك المغربي، حول حق بلاده في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، استثنائية في الشكل والمضمون؛ حيث وردت في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء الذي ألقاه من العاصمة السنغالية داكار للمرة الأولى في تاريخ بلاده. كما أنها حملت تحديا صريحا لخصوم المملكة في المنظمة الإفريقية.
ولم يكن اختيار داكار التي يزورها العاهل المغربي لمدة ثلاثة أيام لإلقاء الخطاب أمرا اعتباطيا، فقد حمل دلالات كثيرة تصب جميعها في توجه المغرب المعلن نحو الجنوب من أجل حشد الدعم لوجهة نظره حول قضية الصحراء الغربية.
وقد تجلى هذا التوجه بالزيارات المكثفة، التي يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى دول الاتحاد، والتي بلغت، منذ اعتلائه سدة الحكم قبل سبعة عشر عاما، سبعا وثلاثين زيارة. وصرح مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الحضور الدبلوماسي للمغرب في إفريقيا يجد ترجمته على أرض الواقع عبر وجود أكثر من ثلاثين سفيرا مغربيا في دول القارة. وقد تم حديثا تغيير نحو 80٪ من السفراء المغاربة في إفريقيا لإنعاش هذا التوجه.
وقبل أيام قليلة من خطاب العاهل المغربي من السنغال، أعلنت وزارة الخارجية المغربية بالفعل عن بدء إجراءات عودة المغرب إلى مقعده في الاتحاد الفارغ منذ 32 عاما بسبب انسحاب المملكة احتجاجا على ضم الاتحاد جبهة البوليساريو. وتحدث بيان الخارجية المغربية عن توزيع رئيسة مفوضة الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما الطلب المغربي على الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي تمهيدا للتصويت عليه.
وكانت مفوضة الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما قد رفضت توزيع الطلب المغربي على الدول الأعضاء !!!!!!!، وهو ما دفع العاهل المغربي إلى الاستعانة بالرئيس التشادي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي ادريس ديبي لإقناع زوما بالأمر.
سياق العودة
وعلى الرغم من أن الهدف المعلن لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي هو "الدفاع عن حقوقه المشروعة وتصحيح المغالطات التي يروج لها خصومه داخل الاتحاد" كما قال العاهل المغربي، فإن هناك هدفا آخر يتمثل في طرد جبهة البوليساريو من أروقة الاتحاد.
وقد استبق المغرب قمة إفريقية ستعقد في مراكش على هامش قمة المناخ العالمية، وأطلق حملة لحشد الدعم لمصلحة عودته إلى الاتحاد الإفريقي. ويعتقد محللون أن المغرب يريد تقديم نفسه إلى الأفارقة على أنه الشريك الأبرز في مجالات الهجرة والأمن والمناخ؛ وهي الملفات الكبرى التي تشغل الرأي العام الإفريقي في الوقت الراهن.
ولئن كان المسعى المغربي يركز حاليا على تحريك الملف الصحراوي في المحفل القاري؛ فإن ذلك لا يمكن فصله عن الوضع الدولي المتغير خاصة مع انتخاب رئيس أمريكي جديد واختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة. غير أن الرباط تسعى كذلك لاستغلال حالة الضعف السياسي التي تمر بها جبهة البوليساريو بعد وفاة زعيمها القوي محمد عبد العزيز في شهر آب/أغسطس الماضي.
وقد يشكل الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي من جديد مدخلا مناسبا للمغرب من أجل إزالة الشرعية عن الجمهورية الصحراوية التي أسستها جبهة البوليساريو؛ حيث يمكن للمغرب أن يكسب ورقة دولية مهمة باستصدار قرار من الاتحاد الإفريقي بطرد الصحراء.
غير أن الجزائر التي تعتبر الغريم التقليدي للمغرب لن تقبل بأن يمر هذا الأمر مرور الكرام كما صرح بذلك مسؤولون جزائريون كبار على رأسهم رئيس الحكومة عبد المالك سلال. وتشتبه الجزائر في تحركات المغرب الهادفة للعودة إلى الاتحاد الإفريقي. إذ كتبت صحف جزائرية موالية للسلطة أن استعادة المغرب مكانته في الاتحاد الإفريقي قد تفقد المنظمة الإفريقية مصداقيتها باعتبار أن المملكة تريد مراجعة النصوص الأساسية للاتحاد كي تتمكن من طرد البوليساريو.
وتعترف 13 دولة فقط من أصل 54 دولة إفريقية بجبهة البوليساريو وهو معطى يصب في مصلحة المغرب الذي يواجه رفضا من معسكر الجزائر وجنوب إفريقيا في الاتحاد.
https://arabic.rt.com/news/848786-المغرب-يريد-العودة-إلى-الاتحاد-الإفريقي-وعينه-على-طرد-البوليساريو/
صرح العاهل المغربي الملك محمد السادس بأن بلاده تتمتع بغالبية ساحقة في الاتحاد الإفريقي لمصلحة عودتها إلى "الأسرة المؤسسية الإفريقية".
وأكد العاهل المغربي، في خطاب وجهه إلى المغاربة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، أن بلاده وهي تعلن نيتها العودة إلى الاتحاد الإفريقي لا "تطلب الإذن من أي أحد في الحصول على حقها الشرعي".
المسيرة نحو الجنوب
وجاءت تصريحات الملك المغربي، حول حق بلاده في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، استثنائية في الشكل والمضمون؛ حيث وردت في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء الذي ألقاه من العاصمة السنغالية داكار للمرة الأولى في تاريخ بلاده. كما أنها حملت تحديا صريحا لخصوم المملكة في المنظمة الإفريقية.
ولم يكن اختيار داكار التي يزورها العاهل المغربي لمدة ثلاثة أيام لإلقاء الخطاب أمرا اعتباطيا، فقد حمل دلالات كثيرة تصب جميعها في توجه المغرب المعلن نحو الجنوب من أجل حشد الدعم لوجهة نظره حول قضية الصحراء الغربية.
وقد تجلى هذا التوجه بالزيارات المكثفة، التي يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى دول الاتحاد، والتي بلغت، منذ اعتلائه سدة الحكم قبل سبعة عشر عاما، سبعا وثلاثين زيارة. وصرح مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الحضور الدبلوماسي للمغرب في إفريقيا يجد ترجمته على أرض الواقع عبر وجود أكثر من ثلاثين سفيرا مغربيا في دول القارة. وقد تم حديثا تغيير نحو 80٪ من السفراء المغاربة في إفريقيا لإنعاش هذا التوجه.
وقبل أيام قليلة من خطاب العاهل المغربي من السنغال، أعلنت وزارة الخارجية المغربية بالفعل عن بدء إجراءات عودة المغرب إلى مقعده في الاتحاد الفارغ منذ 32 عاما بسبب انسحاب المملكة احتجاجا على ضم الاتحاد جبهة البوليساريو. وتحدث بيان الخارجية المغربية عن توزيع رئيسة مفوضة الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما الطلب المغربي على الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي تمهيدا للتصويت عليه.
وكانت مفوضة الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما قد رفضت توزيع الطلب المغربي على الدول الأعضاء !!!!!!!، وهو ما دفع العاهل المغربي إلى الاستعانة بالرئيس التشادي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي ادريس ديبي لإقناع زوما بالأمر.
سياق العودة
وعلى الرغم من أن الهدف المعلن لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي هو "الدفاع عن حقوقه المشروعة وتصحيح المغالطات التي يروج لها خصومه داخل الاتحاد" كما قال العاهل المغربي، فإن هناك هدفا آخر يتمثل في طرد جبهة البوليساريو من أروقة الاتحاد.
وقد استبق المغرب قمة إفريقية ستعقد في مراكش على هامش قمة المناخ العالمية، وأطلق حملة لحشد الدعم لمصلحة عودته إلى الاتحاد الإفريقي. ويعتقد محللون أن المغرب يريد تقديم نفسه إلى الأفارقة على أنه الشريك الأبرز في مجالات الهجرة والأمن والمناخ؛ وهي الملفات الكبرى التي تشغل الرأي العام الإفريقي في الوقت الراهن.
ولئن كان المسعى المغربي يركز حاليا على تحريك الملف الصحراوي في المحفل القاري؛ فإن ذلك لا يمكن فصله عن الوضع الدولي المتغير خاصة مع انتخاب رئيس أمريكي جديد واختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة. غير أن الرباط تسعى كذلك لاستغلال حالة الضعف السياسي التي تمر بها جبهة البوليساريو بعد وفاة زعيمها القوي محمد عبد العزيز في شهر آب/أغسطس الماضي.
وقد يشكل الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي من جديد مدخلا مناسبا للمغرب من أجل إزالة الشرعية عن الجمهورية الصحراوية التي أسستها جبهة البوليساريو؛ حيث يمكن للمغرب أن يكسب ورقة دولية مهمة باستصدار قرار من الاتحاد الإفريقي بطرد الصحراء.
غير أن الجزائر التي تعتبر الغريم التقليدي للمغرب لن تقبل بأن يمر هذا الأمر مرور الكرام كما صرح بذلك مسؤولون جزائريون كبار على رأسهم رئيس الحكومة عبد المالك سلال. وتشتبه الجزائر في تحركات المغرب الهادفة للعودة إلى الاتحاد الإفريقي. إذ كتبت صحف جزائرية موالية للسلطة أن استعادة المغرب مكانته في الاتحاد الإفريقي قد تفقد المنظمة الإفريقية مصداقيتها باعتبار أن المملكة تريد مراجعة النصوص الأساسية للاتحاد كي تتمكن من طرد البوليساريو.
وتعترف 13 دولة فقط من أصل 54 دولة إفريقية بجبهة البوليساريو وهو معطى يصب في مصلحة المغرب الذي يواجه رفضا من معسكر الجزائر وجنوب إفريقيا في الاتحاد.
https://arabic.rt.com/news/848786-المغرب-يريد-العودة-إلى-الاتحاد-الإفريقي-وعينه-على-طرد-البوليساريو/