لماذا المحبس
فجأة يسمع العالم كله بالمحبس، و تحتل القرية النائية الهادئة المهملة المعزولة عن العالم منذ قرون صدارة الاحداث، و ليس بها الا ثلة فليلة من الرحل. و ليس بها تنمية و لا مناجم، و لا طريق و لا أهمية استراتيجية على الاقل ما دام نزاع الصحراء.
فلماذا المحبس و لماذا الآن؟.
لأن المحبس التي لم يكن أحد من أهلها يتخيل يوما أن غير اهل السمارة او أهل الزاك يعلمون بوجودها، أصبحت هي مفتاح نزاع الصحراء.
المحبس يرد اسمها يوميا في بلاغات حرب الجبهة الافتراضية، و اوفدت الجزائر اليها تلفزتها، و حمل المغرب جرافاته الى المحبس قبل ان تزورها صحافته.
معارك المحبس حاليا ليست بين جنود كما قد يتبادر لذهن المتلقي، هي ساحة حرب اعلامية و رسائل متبادلة بين المغرب و الجزائر، ففي المحبس الشبر الذي صرح الساسة و العسكريين الجزائريين بعد 13 نوفمبر أنه لا ينبغي للمغرب ان يقترب منه. و هي كركرات المغرب الجديدة في الشمال إن ضمها كما فعل مع كركرات الجنوب ينهي النزاع مع البوليساريو.
بين الحزام الدفاعي من جهة المحبس و بين الحدود الموريتانية عدة كيلومترات فقط إذا شملها الحزام الدفاعي المغربي تنتهي البوليساريو المسلحة. لانه بذلك يدفعها نحو الاراضي الجزائرية او يقضى عليها شرق الحزام و لا من يهب لنجدتها و طريق العودة الى الجزائر دونها الحزام الدفاعي.
المحبس ستشعل نار الحرب بين المغرب و الجزائر او ستنهي نزاع الصحراء. فإن لم تضبط الجزائر قوات البوليساريو و لا تتجاوز هذه الاخيرة حدود حربها الافتراضية الحالية سيضطر المغرب الى استكمال الحزام من قطاع المحبس (الرينكون ) الى مركز الحدود الموريتاني على حدود تيندوف. كما فعل في الكركرات.
و الطرفين الجزائر و المغرب كل منهما يده عاى الزناد حاليا، و المحبس هي من سيشعل شرارة حرب اقليمية لا تخدم احدا في المنطقة.
النقطة الحمراء المسمات (الرينكون ) هي أقرب نقطة من الحزام الدفاعي المغربي للحدود الموريتانية من جهة تيندوف.