بالأمس، ونحن نشتغل على ال soft control (التحكم الناعم)، في تغطية الصحافة الإسرائيلية لأخبار المغرب بما يحمي #المغرب من تحويله لأداة للصراع الداخلي الإسرائيلي كما حاولت ذلك صحيفة هارتس المعارضة ل
#نتنياهو، والداعمة لاستقلال "الشعب الصحراوي"، ولحقوق الشعب الفلسطيني، إيمانا منهم بأن في ذلك الأمان ل #إسرائيل، سألني أحد الصحفيين الإسرائيليين ونحن نتناول غذاءنا في مطعم مغربي (تحت أنظار لخوت
)، أكثر سؤال يطرح في #إسرائيل:"أصدر حزب العدالة والتنمية وأذرعه بيانا يرفضون فيه أي علاقة مع #إسرائيل، وسعد الدين العثماني منهم ورئيس الحكومة، ونتنياهو أيضا رئيس الحكومة، ماذا سيفعل #العثماني في حال زيارة نتنياهو للمغرب زيارة رسمية؟ هل سيرفض استقباله؟ هل هو وحزبه قوة سياسية أكبر من
#الملك؟".
أجبته:"لا أعرف رد فعل العثماني لكني أعتقد أنه أكثر ذكاء من الدخول في مواجهة مع #القصر، مهما كان هو وحزبه وأذرعه حاضرين في المشهد السياسي، فلا يعني ذلك أنهم أقوى من
#القصر على الصحافة الإسرائيلية أن تفهم #المغرب، نحن لنا سياستنا، وعقليتنا، وطرقنا الخاصة في تدبير خلافاتنا، المغرب قادر على استيعاب كل الاختلافات والخلافات تحت مظلة النظام الملكي، ما يوجد فيه حزب العثماني اليوم ليس سهلا، رد فعلهم كان قويا، لكنه كان سيكون عنيفا لو تم الاتفاق وهم في #المعارضة، في نهاية المطاف العثماني سيختار ونحن على مشارف الانتخابات الاستمرار في المشهد السياسي سواء في
#الحكومة، أو في
#المعارضة، لكن العثماني يعي جيدا أن ملك البلاد قدم حماية كبيرة لحزبه، وتحمل كل الضغوط لمنع كل تدخل خارجي من أجل حل الحزب، وإخراجه من المشهد السياسي، في الأخير، الملك تهمه حماية الوطن، و #العثماني سيجهد في مساعدة الملك على هذا الأمر...أعتقد أنه في الأخير سيتصرف كرجل سياسة، وليس كمتدين يمارس السياسة".
حدث هذا ظهرا، ومساء كان #العثماني على موعد مع التاريخ لدخول قلوب المغاربة خارج حسابات الحزب، والسلطة، فتحدث...
تحدث العثماني لقناة
#الجزيرة وعبرها ل
#الأمة كسياسي، لا كمسلم يمارس السياسة...
لكن قبل أن يتحدث "طبيب السياسة"، كلاما، تحدث رمزا. حرص أن يكون خلفه صورة "صاحب الجلالة"، و"أمير المؤمنين"، وبجوارهما علم الوطن، ورد على سؤال المذيع الذي اعتقد أنه يساعد العثماني في رفع الحرج عن حزب الإسلاميين وهو يسأل:"هل كان قرارا صعبا؟"، فأجاب العثماني بلسان الطبيب:"أكيد أنه كان كذلك وإلا ما كان تأخر كل هذا الوقت"، واستلم الحديث من المذيع الذي ظل صامتا وكأنه يحاول أن يفهم هذه التركيبة المغربية التي مدت يدها ل #إسرائيل حرصا على إبقاء صلة الرحم مع أبنائها اليهود الذين عاشوا بيننا لثلاثة ألف سنة، دون أن تتعرض اليد الاخرى للضغط من أجل ازاحة ملك البلاد عن رئاسة لجنة القدس، ومنع المغرب والمغاربة من الاستمرار في وفائهم للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، ومرر الرسالة التي بها أسكت كل من كان يمني النفس بالتصدع بين الملك، وبين رئيس حكومته.
قال العثماني:"اخاطب الفلسطينيين بكل فصائلهم...مغرب موحد، سيساعدكم، ويدعمكم، افضل من مغرب مضطرب سيلتهي بإنقاذ أمنه واستقراره"، وختم الرجل كأي طبيب جراح يعرف أن العملية ليست بالسهلة، لكن من الضرورة إجراؤها وإلا الفيروس سيشل حركة المريض الى الأبد، وقال:"حار الجميع في موقف المغرب، لكن عليكم أن تعرفوا أن #المغرب له خط خاص، ولديه ثوابت رسمية للدولة المغربية تساعده على دعم الفلسطينيين وحقوقهم".
لا أقول نكتة ان الصحافة الاسرائيلية بلغ بها التنافس في تغطية أحداث #المغرب حد محاولة أحدهم البحث عن سبب حمل العثماني هذا اللقب، ومحاولة إيجاد رابط بينه وبين
#أردوغان ، وأن العثماني سليل العثمانيين الأتراك، لكن خرجة العثماني بالأمس كانت في وقتها، وحمت المغرب من الكثير من اللغط الإعلامي، خاطب العثماني "الأمة"، ليقول لهم:"نحن معكم، أيها العرب والفلسطينيون والمسلمون"، خاطب العثماني "الأمة"، ك"مغربي" أولا وأخيرا، وربح بخطابه ذاك ليس فقط شعبية لم ينلها كما صاحبه
#بنكيران، لكن أيضا أسهما منحت حياة جديدة لحزب أجمع الأطباء أنه في طريق الاحتضار.
خرجة #العثماني بالأمس، لم تكن فقط موفقة، بل قدمت صورة مختلفة عن السياسي الإسلامي، وأن السياسي الاسلامي في المغرب يختلف عن إخوته خارجه، فهو يحترم اليهودي لأنه تشبع بثقافة التعايش في المغرب مع جميع مكونات مجتمعه بما فيها المكون العبري، وأنه لذلك هو لا يخيفه الإسرائيلي، بل قادر على "الانفتاح" على
#إسرائيل، وليس كما يروج أن
#المغرب قام ب
#التطبيع معها، وأنه يثق في حكمة صاحب الجلالة، وفي قواعد الدولة المغربية، وثوابتها، وفي قراراتها الصعبة، وأنه لذلك هو وحزبه مستعدان لتحمل مسؤوليتهما في الترويج للرؤية المغربية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنها نموذج يحتذى في العلاقات الدولية، وفي عالم تدبير النزاعات، وأنه وحزبه قبل هذا وذاك مغربيان أولا وأخيرا، وتبعيتهما لهذا البلد، وثوابته، وأنهما لذلك مستعدان للتعاون مع الملك في حماية هذا الوطن
.
#العثماني تحدث كسياسي، وتحدث كطبيب، وقبل ذاك وذاك تحدث مغربيا
———
شامة درشول