الوهابية ـ مصطلح أطلقه الخبثاء لتشويه صورة أهل السنة ، كيف نشأ هذا المصطلح ؟ ولماذا ؟ ومن وراءه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله تعلمون جيداً ، أن حركة الإصلاح الديني التي أعلنها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، قد قامت لتزيح عن كاهل أمة الإسلام ركاماً هائلاً من البدع والدجل والخرافة والشعوذة ، هذا الركام الذي أطفأ نور الإسلام ، وعكر صفو العقيدة ، ولوث التوحيد بالوثنية ، فأعاد إمام التوحيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ أن يعيد للتوحيد صفاءه ، وللعمل الصالح سنته ، وقضى على كل أشكال الدجل الكهنوتي ، وحارب كل أنواع البدع في العقائد والعبادات ، وربط الناس بخالقهم ، بعدما ربطهم شيوخ التصوف والتشيع بالحجر والشجر والقبور
ومن المعلوم أن دعوة من هذا الصنف تحيي نور الإسلام بعدما أوشك على الانطفاء،من الطبيعي
ألا تمر بسلام عند شيوخ التصوف والتشيع وشيوخ التقليد الأعمى الذين تضررت مصالحهم بعودة التوحيد إلى نقائه ، والإسلام إلى بهائه ، لأنهم يرتزقون على حساب تعكير صفو العقيدة ، وغياب التوحيد وتلويثه ، وإماتة السنة وإحياء البدعة .
فكاد هؤلاء الشيوخ الدجاجلة للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كل أنواع الكيد ، وحاربوه بكل ما أوتوا من قوة ، لأنه دمرهم اقتصادياً ، إذ سد عليهم كل أبواب النفع التي افتتحوها من خلال إحياء البدع الشركية والتعبدية ، إذ جعلوا من أنفسهم أوصياء الله على البشر ، وأنهم هم الجسر الذي يربط الناس بالله ، وهم الوسيلة بينهم وبين الله ، فتسللوا إلى جيوب الناس وأعراضهم
ومن جملة كيد هؤلاء الدجاجلة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ما يلي :
1 ـ افتراؤهم على شيخ الإسلام بأنه يكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
2 ـ افتراؤهم على الشيخ أنه يطعن بالأولياء ويزدريهم وينتقص منهم .
3 ـ افتراؤهم على الشيخ بأنه يطعن في كل علماء الأمة السابقين والمعاصرين بما فيهم الفقهاء الأربعة وسائر أئمة السلف .
4 ـ افتراؤهم على الشيخ بأنه يكفر كل المسلمين في عصره .
5 ـ افتراؤهم بأنه الشيخ استحدث ديناً جديداً .
6 ـ افتراؤهم بأن الشيخ أراد إحياء فكر الخوارج من خلال دينه الجديد ـ لذلك أطلقوا على اسم دعوته الإصلاحية باسم (الوهابية) مع أنه هو وأتباعه يستنكرون هذه التسمية ويضيقون ذرعاً بها .
ومن هنا حُقَّ لنا أن نسأل :
(من الذي أطلق هذه التسمية ؟ ، ولماذا ؟ ، ولماذا هذه التسمية بالذات ؟) .
أولاً : من خلال ما سبق عرفنا من الذي أطلق هذا المصطلح الذي ما أريد به إلا الكيد والخبث .
إنهم شيوخ الطرق الصوفية ، وشيوخ التقليد الأعمى ، وشيوخ الأشعرية والجهمية ، والشيعة بكل فرقها الخبيثة ، وعلى رأسها الرافضة والإسماعيلية والنصيرية والدروز . ووالدولة العثمانية ، ومحمد علي باشا (حاكم مصر) ومن ورائه شيوخ الأزهر وشيوخ التصوف .
ثانياً : الهدف من إطلاق هذا الاسم على هذه الحركة الإصلاحية هو تشويه صورتها ، وتثبيط عزم أتباعها ووهنهم ، ذلك لصرف الناس عن مجرد التعرف على حقيقتها ، وإيهام الناس أن هذا دين جديد هدام ، وتسميتهم بالوهابية هي تسمية خبيثة يراد بها أنها تنتسب لرجل مخترع ديناً جديداً ، على غرار المزدكية نسبة لمزدك ، والمانوية نسبة لماني ، والزرادشتية نسبة لزرادشت ، والبهائية نسبة للبهاء عباس ، ومن ثم يقولون للناس هذه حركة وهابية نسبة لمؤسسها محمد بن عبد الوهاب ، حتى ينفِّروا الناس منها ، وهذا ما حدث مع كثير من الناس وللأسف الشديد .
ثالثاً : أما عن الجواب لماذا هذه التسمية بالذات ؟ فأقول :
إن هذا الاسم لم يطلق بشكل عفوي أو اعتباطي ، بل أتى بعد مراجعة وتخطيط ، و إنهم لو أرادوا تسمية حركة الإصلاح على اسم من نادى بها لكان الأولى بأن تسمى على اسم شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ ومن المعلوم أن اسمه محمد ، وعلى هذا فكان ينبغي أن تسمى بـ (المحمدية) وليس الوهابية ، فالوهابية موافقة لاسم أبيه (عبد الوهاب) ، ومن المعلوم أن أباه لا دخل له بحركة الإصلاح ، ولا يعرف عنها شيء .
إذن لماذا اختير لفظ الوهابية بالذات ؟
والحقيقة أنه كان في القرن الثاني الهجري دولة لبعض الخوارج في شمال أفريقيا ، اسمها (الوهابية) نسبة لمؤسسها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم ، وكانت حركة سيئة للغاية ، حاربت أهل السنة ، وأبغضت أهل السنة والشيعة معاً ، وعطلت السنة النبوية ، كما عطلت فريضة الحج ، فمقتها سائر المسلمين ، وهاجمها كثير من علماء الأندلس والمغرب وعلماء الشرق ، وألفوا في الرد عليها الكثير من الرسائل ، وكفرها سائر علماء المسلمين ، ولهم في تفيد هذه الحركة خبيثة وتكفيرها الكثير من الفتاوى التي تزخر بها كتبهم .
وبقيت هذه الدولة حوالي مئة سنة تقريباً ، فأهلكها الله تعالى على يد أهل السنة في المغرب ، وأراح الله المسلمين من خطرها .
وعندما صدح إمام التوحيد وشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ بدعوته الغراء ، لتنقية العقيدة والتوحيد من الوثنية ، وتنقية العبادات من البدع ، محاولاً إرجاع إلى النبع الصافي إلى عصر النبوة ، مركزاً على أهمية التمسك بالكتاب والسنة وتقديمهما على كل قول وفعل ، محاولاً ربط الناس بخالقهم بعدما ارتبطوا بالقبور والأشجار والأحجار .
هنا وجد أهل الباطل من خلال تلاقي اسم أبيه مع مؤسس الحركة الوهابية الخارجية في القرن الثاني الهجري (عبد الوهاب بم عبد الرحمن بن رستم) ، فاستغلوا تلاقي هذه الأسماء ، ومن ثم أطلقوا على دعوة الشيخ باسم الوهابية ، بطرقة هي في غاية الخبث والدهاء ، وأتوا بكتب الفقهاء السابقين التي تزخر بالفتاوى التي تكفر الوهابية وفتحوها أمام الناس العوام ، وقالوا لهم ، حقيقة كفر الوهابية ، هذه فتاوى العام فلان والشيخ فلان والعلامة فلان والإمام فلان كلها تكفر الوهابية فصدق الناس افتراءهم .
ومن هنا عرفنا من هم الذين أطلقوا هذا المصطلح ، وكيف ، ولماذا ؟ .
مع أنه في الحقيقة ليس في وقتنا الحالي شيء اسمه الوهابية ، بل هناك أناس لبوا دعوة إمام التوحيد محمد بن عبد الوهاب ، اسمهم الحقيقي أهل السنة والجماعة ، يصفون أنفسهم أحياناً بأنهم السائرون على نهج السلف الصالح في فهم العقيدة وآيات الصفات وفي العبادات) ويعبدون ربهم كما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه الكرام يعبدون ربهم ، بلا زيادة ولا نقصان .
كثيراً من الناس يسمع كلمة (الوهابية)ومنهم من يرددها والأكثر من لا يعرف معناها ولا ما تدل عليه.
فأحببت أن أبين في مقالي هذا حقيقة هذا الاصطلاح تعليماً للجاهلين وذكرى للغافلين فأقول وبالله أستعين:
ان الله تعالى يبعث للناس على كل مائة سنة من يجدد لهم دينهم فكان مما وفقه الله تعالى وسدد خطاه ونفع به خلقاً من عباده ذلك الشيخ المبارك المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي، نشأ في نجد وتوفي فيها سنة 1206هـ أي قبل ما يزيد على قرنين من الزمان، الشيخ سيرته معروفة ودعوته مشهورة وقد كتب فيها كثير من أهل العلم واحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً من خلقه أنه من المقبولين فلقد نفع الله تعالى به خلقاً كثيراً وآثاره بلغت مشارق الأرض ومغاربها فرحمة الله تعالى وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.
التوحيد أبرز معالم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
اعلم يا أيها القارئ الكريم أنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ظهر في زمن قد كثرت فيه عبادة الأولياء والأحجار والأشجار والشرك قد انتشر والتوحيد قد اندرس أو كاد فاجتهد يدعو إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى وصنف في هذا الباب مصنفات صغيرة المبنى كبيرة المعنى من أشهرها (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد)ورسالة (كشف الشبهات) ورسالة (الثلاثة أصول) ورسالة (المسائل الأربع)، ورسالة (مسائل الجاهلية)وغيرها ثم تناولها أبناؤه وأحفاده وطلابه بالشرح والتعليق والإيضاح والنظم، فقامت دعوة التوحيد ونفع الله بها نفعاً عظيماً حتى يكاد المسلم أن يجزم بأن ما من موحد من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى يومنا هذا إلا وقد استفاد من آثاره ويكاد المسلم أن يجزم أن ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وهناك من يترحم على الشيخ أو يقرأ له كتاباً أو فائدة.
لماذا أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب كثيرون؟
اعلم أخي القارئ وفقني الله وإياك للحق أن الصراع بين الحق والباطل قديم، فمنذ أن وقع الخلاف في الأرض وظهر الشرك وأرسل الله تعالى رسله وأنزل كتبه والنزاع قائم بين الرسل وأعدائهم، والصراع مستمر بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، قال تعالى (وَكَذَلًكَ جَعَلْنَا لًكُلًّ نًبًيّي عَدُوّاً شَيَاطًينَ الإًنسً وَالْجًنًّ يُوحًي بَعْضُهُمْ إًلَى بَعْضي زُخْرُفَ الْقَوْلً غُرُوراً) (الأنعامـ112)، وقال تعالى (وَكَذَلًكَ جَعَلْنَا لًكُلًّ نَبًيّي عَدُوّاً مًّنَ الْمُجْرًمًينَ وَكَفَى بًرَبًّكَ هَادًياً وَنَصًيراً)(الفرقانـ31).
كذلك اتهام أهل الحق بالتهم الباطلة سُنّة ماضية منذ القدم حتى تقوم الساعة قال تعالى (كَذَلًكَ مَا أَتَى الَّذًينَ مًن قَبْلًهًم مًّن رَّسُولي إًلَّا قَالُوا سَاحًري أَوْ مَجْنُوني أَتَوَاصَوْا بًهً بَلْ هُمْ قَوْمي طَاغُونَ)(الذاريات:52ـ53)، والأدلة في هذا أكثر وأشهر من أن تحصر.والمقصود أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لما قام بالدعوة إلى توحيد الله تعالى وسار على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عاداه كل مبطل لا يريد الحق ويأباه.
فهذا أكبر دليل على صحة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أن تجد أحبابه وأنصاره هم كل من وحّد الله تعالى ورضي به رباًبينما تجد أعداءه ومبغضيه هم كل مشرك مبتدع ضال.
التكفير في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
أخي المسلم رعاك الله تعالى اعلم أن التكفير منه حق وباطل قال تعالى (هُوَ الَّذًي خَلَقَكُمْ فَمًنكُمْ كَافًري وَمًنكُم مُّؤْمًني وَاللَّهُ بًمَا تَعْمَلُونَ بَصًيري )(التغابنـ2)، وقال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافًرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون)(الكافرون: 1ـ2)، وقال تعالى {لَمْ يَكُنً الَّذًينَ كَفَرُوا مًنْ أَهْلً الْكًتَابً وَالْمُشْرًكًينَ مُنفَكًّينَ حَتَّى تَأْتًيَهُمُ الْبَيًّنَةُ} (البينةـ1)، وقال تعالى (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذًينَ قَالُواْ إًنَّ اللّهَ ثَالًثُ ثَلاَثَة) (المائدةـ73).والآيات في بيان كفر الكفار كثيرة والواجب على كل مسلم أن يكفر من كفره الله ورسوله، ولذا مما قرره غير واحد من أهل العلم أن من لم يكفر الكافر فهو كافر،وبيان ذلك أن يقال في عدم تكفير الكافر تكذيب لله تعالى، إذا كيف يقول الله تعالى {فَبُهًتَ الَّذًي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدًي الْقَوْمَ الظَّالًمًينَ} (البقرةـ258)، ثم يأتي من يقول لا، لم يكفر وكيف يقول الله تعالى {سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبي} (المسدـ3) ويأتي من يقول لن يصلى ناراً بل ان أبا لهب في الجنة!! أليس هذا تكذيباً لله تعالى؟! أليس هذا هو الكفر بعينه؟!
إذا عرفت هذا أدرك الظلم والبهتان الذي رمى به عُبّاد الأولياء المشركين عندما قالوا: الشيخ محمد بن عبد الوهاب يكفر الناس ودعوته (تكفيرية)وإنما الحق والحقيقة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يكفر من كفره الله ورسوله فيقول من عبد غير الله فقد كفر، ومن دعا غير الله فقد كفر، ومن سجد لغير الله فقد كفر، وهذا حق وكل ما سواه باطل.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لا يكفر المسلمين
أخي القارئ العزيز وفقني الله وإياك إلى كل خير إذا عرفت أن الواجب أن نقول عن الكافر (كافر)فاعلم رحمك الله تعالى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لم يتجاوز هذا فهو متمسك بالكتاب والسنة وداع إليهما ومن أكبر المحذورات تكفير المسلمين وفي الحديث الصحيح(من قال لأخيه يا كافر فإن كان كما قيل وإلا حارت عليه).لكن عُبّاد الأصنام سعوا جادين إلى تشويه صورة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتشويه دعوته بل دعوة الكتاب والسنة فعمدوا إلى أخبث أسلوب للتنفير فقالوا:الشيخ (تكفيري)حتى الذين يكفرون المسلمين عامة والصحابة خاصة تراهم يصفون الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بـ (التكفيري) وكما قيل (رمتني بدائها وانسلت).الشيخ محمد بن عبد الوهاب بريء من الفئات الخارجية الضالة.
أخي القارئ أرشدك الله للهدى اعلم أنه قد نبتت نابتة سوء قد تربت على بعض مؤلفات بعض الكتاب المعاصرين فكفروا المجتمعات الإسلامية واعتبروها مجتمعات جاهلية وسموا المساجد معابد وثنية وعاشوا عزلة فكرية فكفروا المسلمين وخرجوا عليهم واستغل بعض ضعاف النفوس هذه الحوادث هنا وهناك فزعموا زوراً وبهتاناً أن هذه من آثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وتالله ما صدقوا بل تعمدوا الافتراء والبهتان وأكبر دليل على بطلان قولهم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتبه مطبوعة ومنشورة وما نصت على هذا الفكر ولا دعت إلى الخروج ولا إلى سفك الدماء كما أن مدرسة الشيخ ما زالت قائمة وطلابه واتباعه متوافرون وإلى الحق يدعون وهم براء من هذا الفكر والمسلك المنحرف الضال.
الفكر الوهابي أو الحركة الوهابية
إذا عرفت ما تقدم يتبين لك أنه لا يوجد شيء في الحقيقة يدعى (الفكر الوهابي أو الحركة الوهابية) وإنما ثمة شيخ عالم من العلماء وفقه الله تعالى إلى الدعوة إلى توحيد الله تعالى إلى الاعتصام بالكتاب والسنة شيخ وعالم مجدد اسمه الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)لم يأت بفكر ولا اختراع ولا ابتداع وإنما دعا إلى ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
لكن الاعداء لمزوا الشيخ تنفيراً من التوحيد فقالوا: (فكر وهابي)وتبعهم بعض الجهال من الكتّاب والمؤرخين ومن عنده (ثقافة) وليس علماً فقالوا: (الحركة الوهابية).والحق أنها دعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، دعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة.
محمدية أم وهابية؟ {وَلَا يَحًيقُ الْمَكْرُ السَّيًّئُ إًلَّا بًأَهْلًهً}
وفي الختام اذكر كلمة لطيفة للشيخ المحدث الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى يقول ما خلاصته
انأهل البدع أرادوا لمز أهل السنة فقالوا: (وهابية) نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ولم يقولوا (محمدية)حتى لا يلتبس على العامة فيظنون أن المقصود اتباع محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستبدلوها فقالوا: (وهابية) ففروا من نسبة أهل التوحيد إلى محمد صلى الله عليه وسلم ونسبوهم إلى الوهاب جلا وعلا).
قلت حسنا يقول الله تعالى {وَلَا يَحًيقُ الْمَكْرُ السَّيًّئُ إًلَّا بًأَهْلًهً}(فاطرـ 43).
والحمد لله أولا وآخر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الشيخ سالم بن سعد الطويل جزاه الله خير فى صحيفةالوطن
وهنا للمزيد
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله تعلمون جيداً ، أن حركة الإصلاح الديني التي أعلنها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، قد قامت لتزيح عن كاهل أمة الإسلام ركاماً هائلاً من البدع والدجل والخرافة والشعوذة ، هذا الركام الذي أطفأ نور الإسلام ، وعكر صفو العقيدة ، ولوث التوحيد بالوثنية ، فأعاد إمام التوحيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ أن يعيد للتوحيد صفاءه ، وللعمل الصالح سنته ، وقضى على كل أشكال الدجل الكهنوتي ، وحارب كل أنواع البدع في العقائد والعبادات ، وربط الناس بخالقهم ، بعدما ربطهم شيوخ التصوف والتشيع بالحجر والشجر والقبور
ومن المعلوم أن دعوة من هذا الصنف تحيي نور الإسلام بعدما أوشك على الانطفاء،من الطبيعي
ألا تمر بسلام عند شيوخ التصوف والتشيع وشيوخ التقليد الأعمى الذين تضررت مصالحهم بعودة التوحيد إلى نقائه ، والإسلام إلى بهائه ، لأنهم يرتزقون على حساب تعكير صفو العقيدة ، وغياب التوحيد وتلويثه ، وإماتة السنة وإحياء البدعة .
فكاد هؤلاء الشيوخ الدجاجلة للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كل أنواع الكيد ، وحاربوه بكل ما أوتوا من قوة ، لأنه دمرهم اقتصادياً ، إذ سد عليهم كل أبواب النفع التي افتتحوها من خلال إحياء البدع الشركية والتعبدية ، إذ جعلوا من أنفسهم أوصياء الله على البشر ، وأنهم هم الجسر الذي يربط الناس بالله ، وهم الوسيلة بينهم وبين الله ، فتسللوا إلى جيوب الناس وأعراضهم
ومن جملة كيد هؤلاء الدجاجلة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ما يلي :
1 ـ افتراؤهم على شيخ الإسلام بأنه يكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
2 ـ افتراؤهم على الشيخ أنه يطعن بالأولياء ويزدريهم وينتقص منهم .
3 ـ افتراؤهم على الشيخ بأنه يطعن في كل علماء الأمة السابقين والمعاصرين بما فيهم الفقهاء الأربعة وسائر أئمة السلف .
4 ـ افتراؤهم على الشيخ بأنه يكفر كل المسلمين في عصره .
5 ـ افتراؤهم بأنه الشيخ استحدث ديناً جديداً .
6 ـ افتراؤهم بأن الشيخ أراد إحياء فكر الخوارج من خلال دينه الجديد ـ لذلك أطلقوا على اسم دعوته الإصلاحية باسم (الوهابية) مع أنه هو وأتباعه يستنكرون هذه التسمية ويضيقون ذرعاً بها .
ومن هنا حُقَّ لنا أن نسأل :
(من الذي أطلق هذه التسمية ؟ ، ولماذا ؟ ، ولماذا هذه التسمية بالذات ؟) .
أولاً : من خلال ما سبق عرفنا من الذي أطلق هذا المصطلح الذي ما أريد به إلا الكيد والخبث .
إنهم شيوخ الطرق الصوفية ، وشيوخ التقليد الأعمى ، وشيوخ الأشعرية والجهمية ، والشيعة بكل فرقها الخبيثة ، وعلى رأسها الرافضة والإسماعيلية والنصيرية والدروز . ووالدولة العثمانية ، ومحمد علي باشا (حاكم مصر) ومن ورائه شيوخ الأزهر وشيوخ التصوف .
ثانياً : الهدف من إطلاق هذا الاسم على هذه الحركة الإصلاحية هو تشويه صورتها ، وتثبيط عزم أتباعها ووهنهم ، ذلك لصرف الناس عن مجرد التعرف على حقيقتها ، وإيهام الناس أن هذا دين جديد هدام ، وتسميتهم بالوهابية هي تسمية خبيثة يراد بها أنها تنتسب لرجل مخترع ديناً جديداً ، على غرار المزدكية نسبة لمزدك ، والمانوية نسبة لماني ، والزرادشتية نسبة لزرادشت ، والبهائية نسبة للبهاء عباس ، ومن ثم يقولون للناس هذه حركة وهابية نسبة لمؤسسها محمد بن عبد الوهاب ، حتى ينفِّروا الناس منها ، وهذا ما حدث مع كثير من الناس وللأسف الشديد .
ثالثاً : أما عن الجواب لماذا هذه التسمية بالذات ؟ فأقول :
إن هذا الاسم لم يطلق بشكل عفوي أو اعتباطي ، بل أتى بعد مراجعة وتخطيط ، و إنهم لو أرادوا تسمية حركة الإصلاح على اسم من نادى بها لكان الأولى بأن تسمى على اسم شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ ومن المعلوم أن اسمه محمد ، وعلى هذا فكان ينبغي أن تسمى بـ (المحمدية) وليس الوهابية ، فالوهابية موافقة لاسم أبيه (عبد الوهاب) ، ومن المعلوم أن أباه لا دخل له بحركة الإصلاح ، ولا يعرف عنها شيء .
إذن لماذا اختير لفظ الوهابية بالذات ؟
والحقيقة أنه كان في القرن الثاني الهجري دولة لبعض الخوارج في شمال أفريقيا ، اسمها (الوهابية) نسبة لمؤسسها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم ، وكانت حركة سيئة للغاية ، حاربت أهل السنة ، وأبغضت أهل السنة والشيعة معاً ، وعطلت السنة النبوية ، كما عطلت فريضة الحج ، فمقتها سائر المسلمين ، وهاجمها كثير من علماء الأندلس والمغرب وعلماء الشرق ، وألفوا في الرد عليها الكثير من الرسائل ، وكفرها سائر علماء المسلمين ، ولهم في تفيد هذه الحركة خبيثة وتكفيرها الكثير من الفتاوى التي تزخر بها كتبهم .
وبقيت هذه الدولة حوالي مئة سنة تقريباً ، فأهلكها الله تعالى على يد أهل السنة في المغرب ، وأراح الله المسلمين من خطرها .
وعندما صدح إمام التوحيد وشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ بدعوته الغراء ، لتنقية العقيدة والتوحيد من الوثنية ، وتنقية العبادات من البدع ، محاولاً إرجاع إلى النبع الصافي إلى عصر النبوة ، مركزاً على أهمية التمسك بالكتاب والسنة وتقديمهما على كل قول وفعل ، محاولاً ربط الناس بخالقهم بعدما ارتبطوا بالقبور والأشجار والأحجار .
هنا وجد أهل الباطل من خلال تلاقي اسم أبيه مع مؤسس الحركة الوهابية الخارجية في القرن الثاني الهجري (عبد الوهاب بم عبد الرحمن بن رستم) ، فاستغلوا تلاقي هذه الأسماء ، ومن ثم أطلقوا على دعوة الشيخ باسم الوهابية ، بطرقة هي في غاية الخبث والدهاء ، وأتوا بكتب الفقهاء السابقين التي تزخر بالفتاوى التي تكفر الوهابية وفتحوها أمام الناس العوام ، وقالوا لهم ، حقيقة كفر الوهابية ، هذه فتاوى العام فلان والشيخ فلان والعلامة فلان والإمام فلان كلها تكفر الوهابية فصدق الناس افتراءهم .
ومن هنا عرفنا من هم الذين أطلقوا هذا المصطلح ، وكيف ، ولماذا ؟ .
مع أنه في الحقيقة ليس في وقتنا الحالي شيء اسمه الوهابية ، بل هناك أناس لبوا دعوة إمام التوحيد محمد بن عبد الوهاب ، اسمهم الحقيقي أهل السنة والجماعة ، يصفون أنفسهم أحياناً بأنهم السائرون على نهج السلف الصالح في فهم العقيدة وآيات الصفات وفي العبادات) ويعبدون ربهم كما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه الكرام يعبدون ربهم ، بلا زيادة ولا نقصان .
كثيراً من الناس يسمع كلمة (الوهابية)ومنهم من يرددها والأكثر من لا يعرف معناها ولا ما تدل عليه.
فأحببت أن أبين في مقالي هذا حقيقة هذا الاصطلاح تعليماً للجاهلين وذكرى للغافلين فأقول وبالله أستعين:
ان الله تعالى يبعث للناس على كل مائة سنة من يجدد لهم دينهم فكان مما وفقه الله تعالى وسدد خطاه ونفع به خلقاً من عباده ذلك الشيخ المبارك المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي، نشأ في نجد وتوفي فيها سنة 1206هـ أي قبل ما يزيد على قرنين من الزمان، الشيخ سيرته معروفة ودعوته مشهورة وقد كتب فيها كثير من أهل العلم واحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً من خلقه أنه من المقبولين فلقد نفع الله تعالى به خلقاً كثيراً وآثاره بلغت مشارق الأرض ومغاربها فرحمة الله تعالى وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.
التوحيد أبرز معالم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
اعلم يا أيها القارئ الكريم أنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ظهر في زمن قد كثرت فيه عبادة الأولياء والأحجار والأشجار والشرك قد انتشر والتوحيد قد اندرس أو كاد فاجتهد يدعو إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى وصنف في هذا الباب مصنفات صغيرة المبنى كبيرة المعنى من أشهرها (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد)ورسالة (كشف الشبهات) ورسالة (الثلاثة أصول) ورسالة (المسائل الأربع)، ورسالة (مسائل الجاهلية)وغيرها ثم تناولها أبناؤه وأحفاده وطلابه بالشرح والتعليق والإيضاح والنظم، فقامت دعوة التوحيد ونفع الله بها نفعاً عظيماً حتى يكاد المسلم أن يجزم بأن ما من موحد من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى يومنا هذا إلا وقد استفاد من آثاره ويكاد المسلم أن يجزم أن ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وهناك من يترحم على الشيخ أو يقرأ له كتاباً أو فائدة.
لماذا أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب كثيرون؟
اعلم أخي القارئ وفقني الله وإياك للحق أن الصراع بين الحق والباطل قديم، فمنذ أن وقع الخلاف في الأرض وظهر الشرك وأرسل الله تعالى رسله وأنزل كتبه والنزاع قائم بين الرسل وأعدائهم، والصراع مستمر بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، قال تعالى (وَكَذَلًكَ جَعَلْنَا لًكُلًّ نًبًيّي عَدُوّاً شَيَاطًينَ الإًنسً وَالْجًنًّ يُوحًي بَعْضُهُمْ إًلَى بَعْضي زُخْرُفَ الْقَوْلً غُرُوراً) (الأنعامـ112)، وقال تعالى (وَكَذَلًكَ جَعَلْنَا لًكُلًّ نَبًيّي عَدُوّاً مًّنَ الْمُجْرًمًينَ وَكَفَى بًرَبًّكَ هَادًياً وَنَصًيراً)(الفرقانـ31).
كذلك اتهام أهل الحق بالتهم الباطلة سُنّة ماضية منذ القدم حتى تقوم الساعة قال تعالى (كَذَلًكَ مَا أَتَى الَّذًينَ مًن قَبْلًهًم مًّن رَّسُولي إًلَّا قَالُوا سَاحًري أَوْ مَجْنُوني أَتَوَاصَوْا بًهً بَلْ هُمْ قَوْمي طَاغُونَ)(الذاريات:52ـ53)، والأدلة في هذا أكثر وأشهر من أن تحصر.والمقصود أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لما قام بالدعوة إلى توحيد الله تعالى وسار على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عاداه كل مبطل لا يريد الحق ويأباه.
فهذا أكبر دليل على صحة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أن تجد أحبابه وأنصاره هم كل من وحّد الله تعالى ورضي به رباًبينما تجد أعداءه ومبغضيه هم كل مشرك مبتدع ضال.
التكفير في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
أخي المسلم رعاك الله تعالى اعلم أن التكفير منه حق وباطل قال تعالى (هُوَ الَّذًي خَلَقَكُمْ فَمًنكُمْ كَافًري وَمًنكُم مُّؤْمًني وَاللَّهُ بًمَا تَعْمَلُونَ بَصًيري )(التغابنـ2)، وقال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافًرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون)(الكافرون: 1ـ2)، وقال تعالى {لَمْ يَكُنً الَّذًينَ كَفَرُوا مًنْ أَهْلً الْكًتَابً وَالْمُشْرًكًينَ مُنفَكًّينَ حَتَّى تَأْتًيَهُمُ الْبَيًّنَةُ} (البينةـ1)، وقال تعالى (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذًينَ قَالُواْ إًنَّ اللّهَ ثَالًثُ ثَلاَثَة) (المائدةـ73).والآيات في بيان كفر الكفار كثيرة والواجب على كل مسلم أن يكفر من كفره الله ورسوله، ولذا مما قرره غير واحد من أهل العلم أن من لم يكفر الكافر فهو كافر،وبيان ذلك أن يقال في عدم تكفير الكافر تكذيب لله تعالى، إذا كيف يقول الله تعالى {فَبُهًتَ الَّذًي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدًي الْقَوْمَ الظَّالًمًينَ} (البقرةـ258)، ثم يأتي من يقول لا، لم يكفر وكيف يقول الله تعالى {سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبي} (المسدـ3) ويأتي من يقول لن يصلى ناراً بل ان أبا لهب في الجنة!! أليس هذا تكذيباً لله تعالى؟! أليس هذا هو الكفر بعينه؟!
إذا عرفت هذا أدرك الظلم والبهتان الذي رمى به عُبّاد الأولياء المشركين عندما قالوا: الشيخ محمد بن عبد الوهاب يكفر الناس ودعوته (تكفيرية)وإنما الحق والحقيقة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يكفر من كفره الله ورسوله فيقول من عبد غير الله فقد كفر، ومن دعا غير الله فقد كفر، ومن سجد لغير الله فقد كفر، وهذا حق وكل ما سواه باطل.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لا يكفر المسلمين
أخي القارئ العزيز وفقني الله وإياك إلى كل خير إذا عرفت أن الواجب أن نقول عن الكافر (كافر)فاعلم رحمك الله تعالى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لم يتجاوز هذا فهو متمسك بالكتاب والسنة وداع إليهما ومن أكبر المحذورات تكفير المسلمين وفي الحديث الصحيح(من قال لأخيه يا كافر فإن كان كما قيل وإلا حارت عليه).لكن عُبّاد الأصنام سعوا جادين إلى تشويه صورة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتشويه دعوته بل دعوة الكتاب والسنة فعمدوا إلى أخبث أسلوب للتنفير فقالوا:الشيخ (تكفيري)حتى الذين يكفرون المسلمين عامة والصحابة خاصة تراهم يصفون الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بـ (التكفيري) وكما قيل (رمتني بدائها وانسلت).الشيخ محمد بن عبد الوهاب بريء من الفئات الخارجية الضالة.
أخي القارئ أرشدك الله للهدى اعلم أنه قد نبتت نابتة سوء قد تربت على بعض مؤلفات بعض الكتاب المعاصرين فكفروا المجتمعات الإسلامية واعتبروها مجتمعات جاهلية وسموا المساجد معابد وثنية وعاشوا عزلة فكرية فكفروا المسلمين وخرجوا عليهم واستغل بعض ضعاف النفوس هذه الحوادث هنا وهناك فزعموا زوراً وبهتاناً أن هذه من آثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وتالله ما صدقوا بل تعمدوا الافتراء والبهتان وأكبر دليل على بطلان قولهم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتبه مطبوعة ومنشورة وما نصت على هذا الفكر ولا دعت إلى الخروج ولا إلى سفك الدماء كما أن مدرسة الشيخ ما زالت قائمة وطلابه واتباعه متوافرون وإلى الحق يدعون وهم براء من هذا الفكر والمسلك المنحرف الضال.
الفكر الوهابي أو الحركة الوهابية
إذا عرفت ما تقدم يتبين لك أنه لا يوجد شيء في الحقيقة يدعى (الفكر الوهابي أو الحركة الوهابية) وإنما ثمة شيخ عالم من العلماء وفقه الله تعالى إلى الدعوة إلى توحيد الله تعالى إلى الاعتصام بالكتاب والسنة شيخ وعالم مجدد اسمه الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)لم يأت بفكر ولا اختراع ولا ابتداع وإنما دعا إلى ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
لكن الاعداء لمزوا الشيخ تنفيراً من التوحيد فقالوا: (فكر وهابي)وتبعهم بعض الجهال من الكتّاب والمؤرخين ومن عنده (ثقافة) وليس علماً فقالوا: (الحركة الوهابية).والحق أنها دعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، دعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة.
محمدية أم وهابية؟ {وَلَا يَحًيقُ الْمَكْرُ السَّيًّئُ إًلَّا بًأَهْلًهً}
وفي الختام اذكر كلمة لطيفة للشيخ المحدث الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى يقول ما خلاصته
قلت حسنا يقول الله تعالى {وَلَا يَحًيقُ الْمَكْرُ السَّيًّئُ إًلَّا بًأَهْلًهً}(فاطرـ 43).
والحمد لله أولا وآخر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الشيخ سالم بن سعد الطويل جزاه الله خير فى صحيفةالوطن
وهنا للمزيد