شارك في كتابة الموضوع
@راس البر (نقلا عن الدكتور مينا عادل)
@House
الجزء الاول : المناورة
بعض الناس بتعتقد ان الهروب من الصواريخ جو-جو المُطلقة من المقاتلات أمر مستحيل وصعب جدا ولكن هذا الاعتقاد خاطىء جملة وتفصيلا ،،
من المعروف والثابت إن المقاتلة بتقدر تعمل مناورة ضيّقة جدا عن الصاروخ وعشان الصاروخ يقدر يضربها دايما بيعوّض ده بالمناورات عالية الجهد High-G ،،
مثال (1) : المقاتلة التايفون بتقدر تعمل مناورة بجهد 9G ( يعني 9 مرّات ضعف قوة الجاذبية الارضية والضغط الجوي ) على سرعة 360 كم / ساعة وصاروخ الايريس-تي IRIS-T ( صاروخ مخصص للاشتباك الجوي ) اللي بتضربه التايفون وهو صاروخ حراري بيقدر يوصل لـ60G على سرعة 3 ماخ وده معناه معناة انه هايعمل دايرة دوران اكبر 4.5 مرة من التايفون .
هذا مثال صغير عشان نشوف الموضوع بالارقام في القتال داخل مدى الرؤيا WVR ونلقى نظرة على الموضوع فى القتال خارج مدى الرؤية BVR ،،
امكانية نجاح الصاروخ البعيد خلف مدى الرؤية بتبقى قليلة لكن لماذ ؟
لأنه ببساطة صاروخ سريع جدا وبيقدر يشد G قليل عن الصواريخ الحرارية فى المدى القصير ،، طيب نطبق الكلام على صاروخ الامرام AMRAAM تحديدا ونحسبها :
مثال (2) : الامرام بيقدر يجيب 40G على سرعة 4 ماخ فدا معناه انه هيبقى دايرة دورانة اكبر بـ12.2 مرة من دايرة دوران التايفون زى ماشوفنا فوق حتى لو التايفون بتعمل دوران على 5G بس برضه الامرام هيبقى دايرة دورانه اكبر بـ6.75 مرة منها ونخلي بالنا كمان إن الصاروخ بمجرد مابينضرب من المقاتلىة ويبدأ في تعقّب المقاتلة اللي بتناور بيبدأ هو ينزف في الطاقة والوقود اللي بيقل بطول وقت المناورة ،، طيب اومال لو بالمنظر ده ايه اللي صعب فى تفادي الصواريخ ؟ في الحقيقة الصعب هو الوقت اللازم للمناورة, يعنى ايه ؟؟
حضرتك بتواجه صاورخ بيقرب عليك بسرعة 1.2 - 1.4 كم / الثانية يبقى في افضل حال لو انضرب عليك الصاروخ ده من مسافة 20 كم يبقى تقريبا كده هايوصلك في خلال 14- 20 ثانية لصاروخ BVR راداري او 20 - 23 ثانية لصاروخ WVR حراري ،، يبقى افتكر كدا فهمنا المشكلة فين ؟ طيب نخش بقى على المناورات الى لازم تتعمل فى وقت مناسب :
1) مناورة الـBarrel Roll مناورة مفيدة اوى لانها بتخلى الصاروخ ينزف طاقة فى دايرة دوران ضيقة جدا جدا وعلى جهد عالي High-G لأنك بتقعد تعمل دوران حلزوني مستمر زي مافي الصورة :
2) مناورة F-Pole او الكرانك يعني بتكسر يمين او شمال مناورة حادة بزاوية 90 درجة وبرضه نفس الكلام الصاروخ بيشد G عالي وبينزف طاقة بمجرد مالطيار يعكس الاتجاة ويرجع تاني لاتجاهه زي ماكان في الاول ( بيبقى الصاروخ قدامه دائرة كبيرة اوي ) وبيكون الطيار خرج برة دائرة الدوران للصاروخ وده المطلوب ،، والموضوع ده كمان مفيد فى الصواريخ قصيرة المدى الى بتنضرب وجها لوجه وده اللي كان عملة طيار يوغسلافي ضد صاروخ الامرام اللي كان مضروب علية من اف 15 ،، انضرب عليه صاروخين وهرب منهم بنفس الطريقة دى وكان طيار الميج على بعد 40 كم
3) مناورة تانية فى وضع الـHead On ( يعني انت وخصمك داخلين وجها لوجه ) هى انك تاخد 30 - 60 درجة مع المسار بتاع الصاروخ الى جاي عليك وبعد كدا تعمل مناورة غطس Dive لأسفل عشان تحافظ على السرعة بتاعتك وتعرض الصاروخ للارباك والتشويش الناتج عن الارض ( الأرض ليها مجال كهرومغناطيسي وحراري بيشوّش على البواحث الرادارية والحرارية ) وبمجرد ما الصاروخ يقرب منك يتبدأ تناور فى الاتجاة المعاكس يعني تعمل تسلق Climb ولو الصاروخ لسة وراك بيعكس ويكمل مناورة وعبقال مايلحق يعدّل مساره هيكون نزف الطاقة بتاعته ،، بمعنى اصح انت بتاخد شكل مناورة الحلزون وانت نازل وده الى عملة طيار اف 16 بكستانى ضد ميراج 2000 هندى لما اتعمل عليه Lock-on منها بصاروخ السوبر ماترا فعمل نفس المناورة دى وكان بيرمى رقائق معدنية Chaffs مضللة للباحث الراداري للصاروخ .
4) لو الصاروخ مضروب عليك من الخلف بتبدأ تغطس وتاخد اكبر سرعة ممكن تاخدها وتجرى وتبعد المسافة بقدر الامكان بينك وبينه ،، والصاروخ أكيد هايجرى وراك لكن هايفقد طاقته بالوقت وخلاص ،، الموضوع ده ناجح ضد صواريخ البعيدة لكن فاشل فى الصواريخ الحرارية .
5) المناورة التانية لصاروخ مضروب من الخلف برضه انك تجري وتعمل تسلق لأعلى وفى اللحظة دي الصاروخ بيجري وبيحاول يتسلق زيك برضه وبمجرد مابيعمل ده بيبدأ يحرق وقود جامد جدا منه ( لأنه بيطلع عكس اتجاه الجاذبية فابيبذل مجهود اكبر في الدفع ) ووقوده بيقرب ينفذ وبمجرد مبيوصل لمسافة 1.5 كم منك بتبدأ تعمل مناورة اسبليت اس Split-S يعني تعمل غطس لأسفل وتاخد سرعة وتطلع تاني تاني وكل ده بيخلى الصاروخ اللي وراك راح فى داهية فى الزاوية وفي الطاقة كل حاجة وده شكل المناورة :
6) مناورة للصواريخ الحرارية وضع 3 / 9 بمعنى انك تخلي الصاروخ فى وضع الساعة 3 ( يمينك ) او الساعة 9 ( شمالك ) وتناور في الاتجاه وتحافظ على الصاروخ فى الوضع ده دايما وبمجرد مابيقرّب منك بعد مايكون فقد طاقة كبيرة هيبقى سهل عليك لو عكست اتجاهك انه يخرج برة دائرة الدوران بتاعتك .
طيب هل ده كافي اني اعمل مناورة حادة وارمي Chaffs بس بدون مراعاة التوقيت وينفع بعدها اهرب ؟ او بمعنى تاني ازاى طيار الاف 16 الغير مسلح بالأمرام يشتغل ضد الصاروخ ده ؟
ببساطة مناوره حادة بـG عالي واطلاق الـChaffs في نفس التوقيت ،، الا ان الصاروخ لو تم اطلاقه وهو مستوفي لشروط اطلاق Envelope صحيحة فصعب تفاديه والـChaffs او الشرك الخداعي الراداري هايكون تأثيره محدود لأن الصاروخ عمل Lock-on علي الهدف خلاص.
وان كان الافضل عمل المناوره اول مايتعمل عليك Lock-on في محاوله لعمل Brake-Lock او قبلها اللي احنا شرحنا بتتعمل ازاى فوق بالمناورات، عن طريق تغيير وضعية المقاتلة الهدف Aspect Angle ونخليها على وضع Beam ( يعني على يمين او شمال المقاتلة المهاجمة بزاوية 90 درجة ) بدلا من وضع المواجهة Head-on لتقليل مدى اطلاق الصاروخ لنص المسافة تقريبا والدخول في مدى اطلاق الصاروخ الخاص بالمقاتلة الهدف وبالتالي التساوي في مدى الاطلاق بين المقاتلتين والتغلب على ميزة المدى الاطول للأمرام ،،
وكمان ممكن التغلب على الصاروخ باستخدام تكتيكات في اعداد المقاتلات وشكل التشكيل نفسه وطبقا لنوع وطراز الرادار وطراز المقاتلة نفسها.
يعنى ببساطة الطيار اول مهمة مطلوبة منه انه مايتعملش عليه Lock-on اصلا ان قدر وان حصل واتعمل يكسره ويبدأ يجري ويكسر مدى الصاروخ للمقاتلة. طيب لو انا معايا صاروخ متوسط المدى وهتعامل بيه ؟
ببساطة بتخلي صواريخ العدو تطير اكبر مسافة ممكنة عن طريق انك تجهدها بالمناورات لأطول مسافة تقدر عليها فى نفس الوقت تقرب انت للهدف اللي عايز تضربه .
ودايما بنأكد ان مافيش مقاتلة مستحيل تنضرب مهما كانت امكانياتها وقولنا ديما ان اللي بيفرض اسلوبه على خصمة هو اللي دايما بيكسب لأنك لازم تتوقع هو هايعمل ايه وعلى اساسة بتتعامل معاه وده الى انتا عايزه دايما انه يتصرف بالاسلوب اللي انت فرضته عليه ،، ومهما كانت امكانيات مقاتلتك اقل من خصمك ممكن تظبط الميزان بتكتيك او بالعدد او بمنظومات تضيفها حتى لو كانت الرابتور نفسها او السو 35 مافيش مقاتلة مستحيل تنضرب .
ودايما هانفتكر كلام الطيار الباكستاني لما اتسأل عن رأيه في المقاتلة Su-30MKI الهندية المتطورة والمخيفة جدا ،، قال بكل بساطة :
Good plane but it is not invincible. It is built by humans, flown by humans and maintained by humans. It is our strong belief that if anything is created by humans it can be countered by humans.
طائرة جيدة ولكن ليست منيعة. فهي مصنعة بشريا وتطير بشريا ويتم صيانتها بشريا. نحن نؤمن وبشدة ان اي شيء مصنوع بأيدي البشر يمكن التغلب عليه من قبل البشر .
الجزء الثاني : التشويش
اولا التشويش الضوضائي Noise jamming :
هذا النوع التقليدي من التشويش يعتمد بالاساس على طاقة التشويش .. فكلما زادت طاقته زادت فعاليته وقلت المسافة التي سيتمكن خلالها رادار العدو من الاغلاق عليك او Burn through range
عندما نتحدث عن الباحث الراداري الخاص بالصاروخ فالباحث لا يمتلك قدرات القفز الترددي وطاقته ليست كبيرة بالمقارنة بمصدر التشويش وبالتالي سيكون قابل للتشويش عليه بشكل تقليدي تماما .
لكن الامرام يمتلك اكثر من شكل من اشكال التوجيه .. فاذا تعرض الباحث الراداري الخاص بالصاروخ للتشويش فانه يستهدف مصدر التشويش ذاته ويحوله لهدف وتسمى تلك الخاصية home on jamming (HOJ) .. لكن في الحقيقة يمكن التغلب على ذلك باكثر من طريقة :
1- ان تتبادل طائرتان متباعدتان التشويش على صاروخ الامرام .. وبالتالي يغير صاروخ الامرام اتجاهه مرات عديدة مستهلكا وقوده قبل ان يصيب اي منهما .
2- ان يتم استخدام طائرة اخرى للتشويش تقع على مسافة بعيدة عن الطائرة المستهدفة والصاروخ .. وبالتالي لا تستخدم الطائرة المستهدفة التشويش بينما تشوش الطائرة البعيدة المتواجدة على مسافة آمنة على باحث الصاروخ فيتوجه نحوها ويفقد طاقته ويسقط قبل ان يصل اليها .
يمكن التغلب على تلك التكتيكات بالاعتماد على التوجيه من رادار المقاتلة وليس باحث الصاروخ حتى يصبح الصاروخ على مسافة اقل بكثير من 1 كم من هدفه .. وذلك لضمان ان الباحث الراداري للصاروخ لن يمكن التشويش عليه حيث اصبح داخل ما يسمى Burn through range .
هنا يجب فهم العلاقة بين طاقة التشويش وقدرة الرادار على الرصد .. فالفهم الشائع ان طاقة التشويش تحتاج ان تماثل طاقة الرادار لتنجح في التشويش عليه غير صحيح .. فاقل طاقة تشويش تؤثر على المدى الحقيقي لرصد الرادار .. لكن كلما زادت طاقة التشويش كلما قل المدى الفعال الذي سيتمكن الرادار من التغلب عليه والاغلاق على الهدف وهو ما يسمى burn through range
ايضا في الواقع العملي فان burn through range اقل مما نعتقد .. فالطائرة عندما ترصد هدف تعتمد في ذلك على استقبال فقط الجزء من الموجات الذي ترتد من الهدف وتعود اليها .. هذا الجزء من الطاقة هو ما نحتاج للتشويش عليه .. وبالتالي فبينما تقطع موجات الرادارالمدى الفاصل بينها وبين الهدف مرتين فان التشويش يقطع تلك المسافة مرة واحدة فقط فاقدا نصف الطاقة فقط .. وبالتالي فان التشويش بطاقة هي نصف طاقة الرادار قادرة على تقليص مدى الرصد بشكل كبير .. يمكن فهم تلك العلاقة لمن يجيد اللغة الانجليزية من هذا المثال
يمكن ان نلاحظ هنا في هذا المثال انه رغم ان مصدر التشويش يبعد عن الرادار حوالي 200 ميل بينما الرادار يحتاج الى رصد هدف يبعد عنه فقط 100 ميل .. الا ان الرادار لن يمتلك القدرة على التغلب على هذا التشويش ورصد هدفه الا عندما يقترب منه الى مدى حوالي 840 قدم فقط (الميل = 6000 قدم)
هنا ايضا تبرز اهمية المقطع الراداري للطائرات .. فكلما قل حجم الطائرة كلما احتاجت لطاقة اقل للتشويش الفعال .. بمعنى مثلا لو افترضنا طائرة كالميج 35 مقطعها الراداري 1 متر مربع تحتاج طاقة 10 كيلو وات للتشويش على رادار ما بمدى معين .. فان طائرة كالـ B-52 مقطعها الراداري 100 متر مربع ستحتاج الى طاقة مقدارها 1 ميجا وات (1000 كيلو وات) للتشويش على نفس الرادار بنفس المدى .
عموما يمكن استخدام هذا الشكل من التشويش اما بالتشويش على تردد معين وحينها سيكون فعالا وقويا ضد هذا التردد لكنه لن يستطيع ان يشوش على رادار يقوم بالقفز الترددي ويغير تردداته بشكل مستمر .. يمكن ايضا استخدام هذا الشكل من التشويش ليغطي طيف متعدد من الترددات في نفس الوقت ليسمى حينها Barrage jamming لكن هذا سيعني تقسيم طاقة التشويش بين كافة تلك الترددات وبالتالي ضعفها في مواجهة رادار قوي .
ثانيا التشويش الخداعي Deceptive jamming :
في هذا الشكل من التشويش الطاقة ليست العامل الرئيسي لكن القدرة على التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى تحقق الهدف من الخداع (على اختلاف اشكاله) .. القيام بذلك في مواجهة الباحث الراداري لصاروخ كالامرام سهل وهو الاكثر انتشارا في المقاتلات الحديثة واكثرها فاعليه ضد الامرام .. ففي تلك الحالة الامرام لن يدرك انه يخضع للتشويش وبالتالي لن يتحول الى خاصية hoj .. ينقسم هذا الشكل من التشويش الى قسمين رئيسيين اما اخفاء الهدف تماما او تغيير مكانه :
1- الالغاء الايجابي للهدف : وهي ببساطة تتمثل في القدرة على انشاء موجات يمكنها ان تلغي الموجات المرتدة نحو باحث الصاروخ .. وبالتالي يختفي الهدف بالنسبة لباحث الصاروخ .
2- التلاعب بمكان الهدف : ولتلك الطريقة اشكال عديدة .. منها التلاعب بالمدى الفاصل بين الهدف وباحث الصاروخ .. او التلاعب بسرعة او ارتفاع الهدف .. او حتى التلاعب بموقع الهدف بطريقة مثل Cross-eye jamming ... او حتى الاعتماد على الشرك المجرور Towed Decoy .. ولكل طريقة تكنيك مختلف في التنفيذ .
يمكن التغلب على تلك الطريقة ايضا بالاعتماد على رادار المقاتلة بدلا من باحث الصاروخ .. لكن تلك المرة يجب الاعتماد على رادار المقاتلة حتى النهاية وعدم استخدام باحث الصاروخ نهائيا ... ايضا فان التشويش الخداعي قادر على التغلب على الرادار مهما بلغت طاقته طالما استطاع التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى ( تحقق شكل الخداع المراد تنفيذه) .. لذلك تجد تلك الطريقة صعوبات امام رادارت الايسا الحديثة التي تصعب من قدرة منظومات التحذير الراداري على التعرف على الموجات الصادرة من الرادار او حتى القدرة على مواكبة التغيير اللحظي في الترددات المستخدمة من قبل الرادار .. لكن ايضا منظومات التشويش لا تقف مكتوفة الايدي وتستمر في التطور .. في صراع يحتاج موضوع اخر لمناقشته .
الخلاصة :
في مواجهة طائرات الجيل الرابع المعزز او الجيل الخامس سيستخدم الامرام (وما يماثله من الروسي او الصيني) كصاروخ غير ذاتي التوجيه اكثر بكثير من الاعتماد عليه كصاروخ ذاتي التوجيه .
@راس البر (نقلا عن الدكتور مينا عادل)
@House
الجزء الاول : المناورة
بعض الناس بتعتقد ان الهروب من الصواريخ جو-جو المُطلقة من المقاتلات أمر مستحيل وصعب جدا ولكن هذا الاعتقاد خاطىء جملة وتفصيلا ،،
من المعروف والثابت إن المقاتلة بتقدر تعمل مناورة ضيّقة جدا عن الصاروخ وعشان الصاروخ يقدر يضربها دايما بيعوّض ده بالمناورات عالية الجهد High-G ،،
مثال (1) : المقاتلة التايفون بتقدر تعمل مناورة بجهد 9G ( يعني 9 مرّات ضعف قوة الجاذبية الارضية والضغط الجوي ) على سرعة 360 كم / ساعة وصاروخ الايريس-تي IRIS-T ( صاروخ مخصص للاشتباك الجوي ) اللي بتضربه التايفون وهو صاروخ حراري بيقدر يوصل لـ60G على سرعة 3 ماخ وده معناه معناة انه هايعمل دايرة دوران اكبر 4.5 مرة من التايفون .
هذا مثال صغير عشان نشوف الموضوع بالارقام في القتال داخل مدى الرؤيا WVR ونلقى نظرة على الموضوع فى القتال خارج مدى الرؤية BVR ،،
امكانية نجاح الصاروخ البعيد خلف مدى الرؤية بتبقى قليلة لكن لماذ ؟
لأنه ببساطة صاروخ سريع جدا وبيقدر يشد G قليل عن الصواريخ الحرارية فى المدى القصير ،، طيب نطبق الكلام على صاروخ الامرام AMRAAM تحديدا ونحسبها :
مثال (2) : الامرام بيقدر يجيب 40G على سرعة 4 ماخ فدا معناه انه هيبقى دايرة دورانة اكبر بـ12.2 مرة من دايرة دوران التايفون زى ماشوفنا فوق حتى لو التايفون بتعمل دوران على 5G بس برضه الامرام هيبقى دايرة دورانه اكبر بـ6.75 مرة منها ونخلي بالنا كمان إن الصاروخ بمجرد مابينضرب من المقاتلىة ويبدأ في تعقّب المقاتلة اللي بتناور بيبدأ هو ينزف في الطاقة والوقود اللي بيقل بطول وقت المناورة ،، طيب اومال لو بالمنظر ده ايه اللي صعب فى تفادي الصواريخ ؟ في الحقيقة الصعب هو الوقت اللازم للمناورة, يعنى ايه ؟؟
حضرتك بتواجه صاورخ بيقرب عليك بسرعة 1.2 - 1.4 كم / الثانية يبقى في افضل حال لو انضرب عليك الصاروخ ده من مسافة 20 كم يبقى تقريبا كده هايوصلك في خلال 14- 20 ثانية لصاروخ BVR راداري او 20 - 23 ثانية لصاروخ WVR حراري ،، يبقى افتكر كدا فهمنا المشكلة فين ؟ طيب نخش بقى على المناورات الى لازم تتعمل فى وقت مناسب :
1) مناورة الـBarrel Roll مناورة مفيدة اوى لانها بتخلى الصاروخ ينزف طاقة فى دايرة دوران ضيقة جدا جدا وعلى جهد عالي High-G لأنك بتقعد تعمل دوران حلزوني مستمر زي مافي الصورة :
2) مناورة F-Pole او الكرانك يعني بتكسر يمين او شمال مناورة حادة بزاوية 90 درجة وبرضه نفس الكلام الصاروخ بيشد G عالي وبينزف طاقة بمجرد مالطيار يعكس الاتجاة ويرجع تاني لاتجاهه زي ماكان في الاول ( بيبقى الصاروخ قدامه دائرة كبيرة اوي ) وبيكون الطيار خرج برة دائرة الدوران للصاروخ وده المطلوب ،، والموضوع ده كمان مفيد فى الصواريخ قصيرة المدى الى بتنضرب وجها لوجه وده اللي كان عملة طيار يوغسلافي ضد صاروخ الامرام اللي كان مضروب علية من اف 15 ،، انضرب عليه صاروخين وهرب منهم بنفس الطريقة دى وكان طيار الميج على بعد 40 كم
3) مناورة تانية فى وضع الـHead On ( يعني انت وخصمك داخلين وجها لوجه ) هى انك تاخد 30 - 60 درجة مع المسار بتاع الصاروخ الى جاي عليك وبعد كدا تعمل مناورة غطس Dive لأسفل عشان تحافظ على السرعة بتاعتك وتعرض الصاروخ للارباك والتشويش الناتج عن الارض ( الأرض ليها مجال كهرومغناطيسي وحراري بيشوّش على البواحث الرادارية والحرارية ) وبمجرد ما الصاروخ يقرب منك يتبدأ تناور فى الاتجاة المعاكس يعني تعمل تسلق Climb ولو الصاروخ لسة وراك بيعكس ويكمل مناورة وعبقال مايلحق يعدّل مساره هيكون نزف الطاقة بتاعته ،، بمعنى اصح انت بتاخد شكل مناورة الحلزون وانت نازل وده الى عملة طيار اف 16 بكستانى ضد ميراج 2000 هندى لما اتعمل عليه Lock-on منها بصاروخ السوبر ماترا فعمل نفس المناورة دى وكان بيرمى رقائق معدنية Chaffs مضللة للباحث الراداري للصاروخ .
4) لو الصاروخ مضروب عليك من الخلف بتبدأ تغطس وتاخد اكبر سرعة ممكن تاخدها وتجرى وتبعد المسافة بقدر الامكان بينك وبينه ،، والصاروخ أكيد هايجرى وراك لكن هايفقد طاقته بالوقت وخلاص ،، الموضوع ده ناجح ضد صواريخ البعيدة لكن فاشل فى الصواريخ الحرارية .
5) المناورة التانية لصاروخ مضروب من الخلف برضه انك تجري وتعمل تسلق لأعلى وفى اللحظة دي الصاروخ بيجري وبيحاول يتسلق زيك برضه وبمجرد مابيعمل ده بيبدأ يحرق وقود جامد جدا منه ( لأنه بيطلع عكس اتجاه الجاذبية فابيبذل مجهود اكبر في الدفع ) ووقوده بيقرب ينفذ وبمجرد مبيوصل لمسافة 1.5 كم منك بتبدأ تعمل مناورة اسبليت اس Split-S يعني تعمل غطس لأسفل وتاخد سرعة وتطلع تاني تاني وكل ده بيخلى الصاروخ اللي وراك راح فى داهية فى الزاوية وفي الطاقة كل حاجة وده شكل المناورة :
6) مناورة للصواريخ الحرارية وضع 3 / 9 بمعنى انك تخلي الصاروخ فى وضع الساعة 3 ( يمينك ) او الساعة 9 ( شمالك ) وتناور في الاتجاه وتحافظ على الصاروخ فى الوضع ده دايما وبمجرد مابيقرّب منك بعد مايكون فقد طاقة كبيرة هيبقى سهل عليك لو عكست اتجاهك انه يخرج برة دائرة الدوران بتاعتك .
طيب هل ده كافي اني اعمل مناورة حادة وارمي Chaffs بس بدون مراعاة التوقيت وينفع بعدها اهرب ؟ او بمعنى تاني ازاى طيار الاف 16 الغير مسلح بالأمرام يشتغل ضد الصاروخ ده ؟
ببساطة مناوره حادة بـG عالي واطلاق الـChaffs في نفس التوقيت ،، الا ان الصاروخ لو تم اطلاقه وهو مستوفي لشروط اطلاق Envelope صحيحة فصعب تفاديه والـChaffs او الشرك الخداعي الراداري هايكون تأثيره محدود لأن الصاروخ عمل Lock-on علي الهدف خلاص.
وان كان الافضل عمل المناوره اول مايتعمل عليك Lock-on في محاوله لعمل Brake-Lock او قبلها اللي احنا شرحنا بتتعمل ازاى فوق بالمناورات، عن طريق تغيير وضعية المقاتلة الهدف Aspect Angle ونخليها على وضع Beam ( يعني على يمين او شمال المقاتلة المهاجمة بزاوية 90 درجة ) بدلا من وضع المواجهة Head-on لتقليل مدى اطلاق الصاروخ لنص المسافة تقريبا والدخول في مدى اطلاق الصاروخ الخاص بالمقاتلة الهدف وبالتالي التساوي في مدى الاطلاق بين المقاتلتين والتغلب على ميزة المدى الاطول للأمرام ،،
وكمان ممكن التغلب على الصاروخ باستخدام تكتيكات في اعداد المقاتلات وشكل التشكيل نفسه وطبقا لنوع وطراز الرادار وطراز المقاتلة نفسها.
يعنى ببساطة الطيار اول مهمة مطلوبة منه انه مايتعملش عليه Lock-on اصلا ان قدر وان حصل واتعمل يكسره ويبدأ يجري ويكسر مدى الصاروخ للمقاتلة. طيب لو انا معايا صاروخ متوسط المدى وهتعامل بيه ؟
ببساطة بتخلي صواريخ العدو تطير اكبر مسافة ممكنة عن طريق انك تجهدها بالمناورات لأطول مسافة تقدر عليها فى نفس الوقت تقرب انت للهدف اللي عايز تضربه .
ودايما بنأكد ان مافيش مقاتلة مستحيل تنضرب مهما كانت امكانياتها وقولنا ديما ان اللي بيفرض اسلوبه على خصمة هو اللي دايما بيكسب لأنك لازم تتوقع هو هايعمل ايه وعلى اساسة بتتعامل معاه وده الى انتا عايزه دايما انه يتصرف بالاسلوب اللي انت فرضته عليه ،، ومهما كانت امكانيات مقاتلتك اقل من خصمك ممكن تظبط الميزان بتكتيك او بالعدد او بمنظومات تضيفها حتى لو كانت الرابتور نفسها او السو 35 مافيش مقاتلة مستحيل تنضرب .
ودايما هانفتكر كلام الطيار الباكستاني لما اتسأل عن رأيه في المقاتلة Su-30MKI الهندية المتطورة والمخيفة جدا ،، قال بكل بساطة :
Good plane but it is not invincible. It is built by humans, flown by humans and maintained by humans. It is our strong belief that if anything is created by humans it can be countered by humans.
طائرة جيدة ولكن ليست منيعة. فهي مصنعة بشريا وتطير بشريا ويتم صيانتها بشريا. نحن نؤمن وبشدة ان اي شيء مصنوع بأيدي البشر يمكن التغلب عليه من قبل البشر .
الجزء الثاني : التشويش
اولا التشويش الضوضائي Noise jamming :
هذا النوع التقليدي من التشويش يعتمد بالاساس على طاقة التشويش .. فكلما زادت طاقته زادت فعاليته وقلت المسافة التي سيتمكن خلالها رادار العدو من الاغلاق عليك او Burn through range
عندما نتحدث عن الباحث الراداري الخاص بالصاروخ فالباحث لا يمتلك قدرات القفز الترددي وطاقته ليست كبيرة بالمقارنة بمصدر التشويش وبالتالي سيكون قابل للتشويش عليه بشكل تقليدي تماما .
لكن الامرام يمتلك اكثر من شكل من اشكال التوجيه .. فاذا تعرض الباحث الراداري الخاص بالصاروخ للتشويش فانه يستهدف مصدر التشويش ذاته ويحوله لهدف وتسمى تلك الخاصية home on jamming (HOJ) .. لكن في الحقيقة يمكن التغلب على ذلك باكثر من طريقة :
1- ان تتبادل طائرتان متباعدتان التشويش على صاروخ الامرام .. وبالتالي يغير صاروخ الامرام اتجاهه مرات عديدة مستهلكا وقوده قبل ان يصيب اي منهما .
2- ان يتم استخدام طائرة اخرى للتشويش تقع على مسافة بعيدة عن الطائرة المستهدفة والصاروخ .. وبالتالي لا تستخدم الطائرة المستهدفة التشويش بينما تشوش الطائرة البعيدة المتواجدة على مسافة آمنة على باحث الصاروخ فيتوجه نحوها ويفقد طاقته ويسقط قبل ان يصل اليها .
يمكن التغلب على تلك التكتيكات بالاعتماد على التوجيه من رادار المقاتلة وليس باحث الصاروخ حتى يصبح الصاروخ على مسافة اقل بكثير من 1 كم من هدفه .. وذلك لضمان ان الباحث الراداري للصاروخ لن يمكن التشويش عليه حيث اصبح داخل ما يسمى Burn through range .
هنا يجب فهم العلاقة بين طاقة التشويش وقدرة الرادار على الرصد .. فالفهم الشائع ان طاقة التشويش تحتاج ان تماثل طاقة الرادار لتنجح في التشويش عليه غير صحيح .. فاقل طاقة تشويش تؤثر على المدى الحقيقي لرصد الرادار .. لكن كلما زادت طاقة التشويش كلما قل المدى الفعال الذي سيتمكن الرادار من التغلب عليه والاغلاق على الهدف وهو ما يسمى burn through range
ايضا في الواقع العملي فان burn through range اقل مما نعتقد .. فالطائرة عندما ترصد هدف تعتمد في ذلك على استقبال فقط الجزء من الموجات الذي ترتد من الهدف وتعود اليها .. هذا الجزء من الطاقة هو ما نحتاج للتشويش عليه .. وبالتالي فبينما تقطع موجات الرادارالمدى الفاصل بينها وبين الهدف مرتين فان التشويش يقطع تلك المسافة مرة واحدة فقط فاقدا نصف الطاقة فقط .. وبالتالي فان التشويش بطاقة هي نصف طاقة الرادار قادرة على تقليص مدى الرصد بشكل كبير .. يمكن فهم تلك العلاقة لمن يجيد اللغة الانجليزية من هذا المثال
يمكن ان نلاحظ هنا في هذا المثال انه رغم ان مصدر التشويش يبعد عن الرادار حوالي 200 ميل بينما الرادار يحتاج الى رصد هدف يبعد عنه فقط 100 ميل .. الا ان الرادار لن يمتلك القدرة على التغلب على هذا التشويش ورصد هدفه الا عندما يقترب منه الى مدى حوالي 840 قدم فقط (الميل = 6000 قدم)
هنا ايضا تبرز اهمية المقطع الراداري للطائرات .. فكلما قل حجم الطائرة كلما احتاجت لطاقة اقل للتشويش الفعال .. بمعنى مثلا لو افترضنا طائرة كالميج 35 مقطعها الراداري 1 متر مربع تحتاج طاقة 10 كيلو وات للتشويش على رادار ما بمدى معين .. فان طائرة كالـ B-52 مقطعها الراداري 100 متر مربع ستحتاج الى طاقة مقدارها 1 ميجا وات (1000 كيلو وات) للتشويش على نفس الرادار بنفس المدى .
عموما يمكن استخدام هذا الشكل من التشويش اما بالتشويش على تردد معين وحينها سيكون فعالا وقويا ضد هذا التردد لكنه لن يستطيع ان يشوش على رادار يقوم بالقفز الترددي ويغير تردداته بشكل مستمر .. يمكن ايضا استخدام هذا الشكل من التشويش ليغطي طيف متعدد من الترددات في نفس الوقت ليسمى حينها Barrage jamming لكن هذا سيعني تقسيم طاقة التشويش بين كافة تلك الترددات وبالتالي ضعفها في مواجهة رادار قوي .
ثانيا التشويش الخداعي Deceptive jamming :
في هذا الشكل من التشويش الطاقة ليست العامل الرئيسي لكن القدرة على التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى تحقق الهدف من الخداع (على اختلاف اشكاله) .. القيام بذلك في مواجهة الباحث الراداري لصاروخ كالامرام سهل وهو الاكثر انتشارا في المقاتلات الحديثة واكثرها فاعليه ضد الامرام .. ففي تلك الحالة الامرام لن يدرك انه يخضع للتشويش وبالتالي لن يتحول الى خاصية hoj .. ينقسم هذا الشكل من التشويش الى قسمين رئيسيين اما اخفاء الهدف تماما او تغيير مكانه :
1- الالغاء الايجابي للهدف : وهي ببساطة تتمثل في القدرة على انشاء موجات يمكنها ان تلغي الموجات المرتدة نحو باحث الصاروخ .. وبالتالي يختفي الهدف بالنسبة لباحث الصاروخ .
2- التلاعب بمكان الهدف : ولتلك الطريقة اشكال عديدة .. منها التلاعب بالمدى الفاصل بين الهدف وباحث الصاروخ .. او التلاعب بسرعة او ارتفاع الهدف .. او حتى التلاعب بموقع الهدف بطريقة مثل Cross-eye jamming ... او حتى الاعتماد على الشرك المجرور Towed Decoy .. ولكل طريقة تكنيك مختلف في التنفيذ .
يمكن التغلب على تلك الطريقة ايضا بالاعتماد على رادار المقاتلة بدلا من باحث الصاروخ .. لكن تلك المرة يجب الاعتماد على رادار المقاتلة حتى النهاية وعدم استخدام باحث الصاروخ نهائيا ... ايضا فان التشويش الخداعي قادر على التغلب على الرادار مهما بلغت طاقته طالما استطاع التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى ( تحقق شكل الخداع المراد تنفيذه) .. لذلك تجد تلك الطريقة صعوبات امام رادارت الايسا الحديثة التي تصعب من قدرة منظومات التحذير الراداري على التعرف على الموجات الصادرة من الرادار او حتى القدرة على مواكبة التغيير اللحظي في الترددات المستخدمة من قبل الرادار .. لكن ايضا منظومات التشويش لا تقف مكتوفة الايدي وتستمر في التطور .. في صراع يحتاج موضوع اخر لمناقشته .
الخلاصة :
في مواجهة طائرات الجيل الرابع المعزز او الجيل الخامس سيستخدم الامرام (وما يماثله من الروسي او الصيني) كصاروخ غير ذاتي التوجيه اكثر بكثير من الاعتماد عليه كصاروخ ذاتي التوجيه .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: