صحيفة عكاظ تكتب عن إختراق ايران لباكستان والتحريض ضد السعودية وتكشف شيء من الواقع الذي ينكره البعض !!
شراكة استراتيجية سعودية ـ باكستانية.. رغم أنف طهران
رغم أن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان، لإسلام أباد قصيرة في زمنها، إلا أنها كانت عميقة في نتائجها، وإستراتيجية في مضامينها، من جهة تضييق الخناق على الإرهاب، ولجمه سواء من خلال التنسيق الثنائي الأمني والاستخباراتي، أو عبر تأكيد مشاركة الباكستان في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ووضع تجربتها لمحاربة التطرف في المناطق الجبلية رهن إشارة التحالف، ووأد المشروع الفارسي الطائفي سواء في المنطقة العربية أو في جنوب آسيا وخاصة في الباكستان.
وتشير المعلومات التي تحصلت عليها «عكاظ» المؤكدة إلى أن
السفير الإيراني في إسلام أباد مهدي هونير دوست، قام طوال الأسبابيع الماضية بزيارات مكوكية لعدد من السفراء المعتمدين في إسلام أباد، الأعضاء في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنته السعودية، حيث زعم دوست أن هذا التحالف ليس مشكلا لمكافحة الإرهاب، بل ضد إيران.
وأفصحت المصادر أنه لوحظ أن حراك السفير الإيراني داخل المنتديات الباكستانية والمنظمات غير الحكومية في حالة ازدياد، منذ اقتحام البعثاث الدبلوماسية في إيران، وقطع الرياض علاقتها مع طهران حيث قامت إيران حاليا بحشد عملائها في الداخل الباكستاني لتأجيج الشارع الباكستاني لمواجهات طائفية بين السنة والشيعة بهدف الاستفادة من الأزمة بين السعودية وإيران والضغط على الحكومة الباكستانية بعدم اتخاذ قرار لدعم المملكة. لقد ضخت إيران مئات الآلاف من الدولارات والتي تم توزيعها على زعماء الشيعة والعلماء والمأجورين في الإعلام والكتاب والقنوات الباكستانية وتحديدا في قناة (Ary) المعروفة بعدائها للمملكة واستضافتها للكتاب والمعلقين المعادين للمملكة والسعي لتخريب العلاقات السعودية الباكستانية. كما ارتبط السفير دوست مع بعض الأحزاب الباكستانية وقام بالترتيب معها (حزب الشعب الباكستاني الذي يرأسه آصف زرداري المعروف بولائه للشيعة)، وبعض القيادات السياسة الباكستانية لبدء حملة ضد المملكة والاستفادة القصوى من الأزمة السعودية الإيرانية لتأليب الشارع ضد الحكومة حيث يتأهب حزب الشعب للمناقشات في البرلمان للضغط على الحكومة.
المراقبون أكدوا أن هدف إيران من هذه المحاولات هو الضغط على حكومة نواز شريف حيث تستخدم إيران الورقة الشيعية الداخلية في الباكستان لتحريك الشارع وتأجيج الفتنة الطائفية، كما حدث خلال الأزمة اليمنية والسعي الحثيث لطرح التفاعلات بين الرياض وطهران في البرلمان، لكي يتسنى للأحزاب المدعومة من إيران والقيادات المدفوعة القيمة من طهران، الدخول في المماحكات والتجاذب السياسي وانتقاد المملكة وسياسات حكومة شريف، ولكي تكون هذه التجاذبات محل اهتمام الإعلام الباكستاني المدعوم من طهران. يجدر ذكره أن طهران تمتلك أدواتها في المسرح السياسي الباكستاني وتعتبر لاعبة في التخريب وتأجيج الفتنة الطائفية عبر استخدام المال السياسي، خاصة أن هناك شخصيات شيعية ذات تأثير قوي في الشارع الباكستاني وتستطيع تحريكه في الوقت الذي تشاء، حيث يلعب المال السياسي القادم من إيران دورا كبيرا في هذا التأثير على الأرض. زيارة الأمير محمد بن سلمان لباكستان أرست قواعد الشراكة ولجمت الإرهاب ووأدت المشروع الطائفي.
خان.. مندوب «قم» في إسلام أباد
هناك عامل مهم جدا في تأجيج الشارع الباكستاني، إضافة إلى التغلغل الإيراني، وهو عمران خان لاعب الكريكيت الذي تحول للسياسية، وأصبح رئيسا لحزب الإنصاف، والذي يحرص على الاستفادة من أي أزمة داخلية لتأليب الشارع ضد حكومة شريف.
خان الذي لعب دورا كبيرا في تزوير الحقائق إبان الأزمة اليمنية وساهم في تأليب الرأي العام ضد المملكة في أروقة البرلمان، مارس نفس الدور الخبيث، خلال اليومين الماضيين في تحريك وتأليب الرأي العام والإعلام الباكستاني ضد المملكة وحكومة شريف. وطالب خان في مؤتمر صحفي دعا إليه جميع الإعلاميين المأجورين، حكومة شريف بأن تلعب دور الطرف الثالث وأن لا تدعم السعودية ضد إيران، مؤكدا على ضرورة مناقشة الأزمة داخل البرلمان.
وأصبح خان يعرف بأنه مندوب لقم في أسلام أباد، ورغم أن إسلام أباد دعمت السعودية في حربها ضد الإرهاب الظلامي وطائفية إيران، إلا أن هناك تخوفا كبيرا لدى الحكومة، من قيام إيران بتأجيج الشارع الباكستاني للفتنة الطائفية من خلال عملائها في الداخل الباكستاني. حكومة شريف تمر بمنعطف هام، فهي تخوض حربا شعواء ضد الإرهاب داخليا وعبر الحدود القادم من أفغانستان والهند وإيران، وفي نفس الوقت تواجه أزمات اقتصادية وتعمل على معالجة الوضع الاقتصادي المهترئ الذي ورثته من حزب الشعب الباكستاني عام ٢٠١٣ عبر الخزينة الخالية.
وتسعى الحكومة حاليا للتركيز على مشاريع الطاقة لكي تتم إعادة الكهرباء للمصانع والمدن، باعتبارها الأزمة الأكبر في الباكستان، وهي تتطلع لقيام مستثمرين سعوديين للاستثمار في مجال القطاع الحيوي للطاقة، لذلك فإن حضور ومشاركة الاستثمار السعودي بقوة في الباكستان خاصة في مجال الطاقة وفي مشروع جوادر الإستراتيجي سيشجع الحكومة الباكستانية على الاستمرار، في تجميد مشروع أنابيب النفط الذي وقعه الرئيس زرداري في آخر أسبوعين من رئاسته للباكستان مع إيران، ليكون عاملا مؤرقا لحكومة شريف التي أجلت تنفيذه منذ عدة سنوات. وسيوجه الاستثمار السعودي رسالة مباشرة لإيران بأن المملكة حريصة على تعزير الشراكة مع حليفتها الباكستان. وكمحصلة فإن وجود نظام سني معتدل حاكم في الباكستان مهم جدا للاستمرار في عزل الحزام الشيعي الممتد من إيران إلى العراق ولبنان واليمن والاستمرار في عزلة إيران خليجيا وعربيا وإقليميا وإسلاميا.
التصريحات الباكستانية من رأس الهرم السياسي وحتى وزير الخارجية سرتاج عزيز أكدت على دعم المملكة ورفض أي تهديدات لها من قبل طهران، ونددت باقتحام البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران والوقوف إلى جانب المملكة، ويمكن التأكيد أن زيارة ولي ولي العهد دشنت عهدا جديدا من الشراكة وعززت جهود البلدين للجم الإرهاب الظلامي ووأد الطائفية الإيرانية.