كثر الحديث في العقد الحالي و الذي سبقه و تحديدا بعد حرب تحرير الكويت عن تصميم الدبابة T-72 و مدى ملائمته و مناسبته لظروف المعركة الحديثة و بالتحديد مدى سلامته للطاقم ، و قد لعبت مشاهد الدبابات الـ T-72المحترقة و الفاقدة لأبراجها الدور الأكبر في إثارة هذه التساؤلات ، و أنقسم المعنيون في الموضوع إلى قسمين ، فقسم مدافع عن التصميم و قسم منتقد له ، و قد طرحت هذا الموضوع في مبادرة مني لعرض وجهات نظر كلا الطرفين.
و قبل أن أبدأ ، احب أن أعرض نبذة مختصرة عن تاريخ هذه الدبابة المثيرة للإهتمام ، دخلت الدبابة T-72 في خدمة الجيش السوفيتي سنة 1973 ، و هي تطوير إقتصادي للدبابة الأقدم و الأفضل في نفس الوقت ألا و هي الـ T-64 التي طورت بدورها إلى الدبابة T-80 فيما بعد ، و قد كان دخول الدبابة T-72 و الـ T-64 الخدمة كرد على دخول الدبابة البريطانية Chieftain الخدمة في صفوف حلف الناتو و الذي أثار ذعرا في صفوف قوات حلف وارسو. و حين دخلت هذه الدبابة مع زميلتها الـ T-64 الخدمة في صفوف القوات السوفيتية في أوروبا ، شكلت كابوسا بالنسبة لرجال الدبابات في حلف الناتو نظرا لأمكاناتها الكبيرة في ذلك الوقت و أعدادها الهائلة مقارنة بما لدى الغرب ، و أستخدمت هذه الدبابة أول مرة في القتال في حرب لبنان 1982 مع الجيش السوري ، و على عكس الإعتقاد السائد ، لم تواجه الميركافا 1 في هذه الحرب و قد دمر عدد منها بواسطة كمين لرجال المظلات الإسرائليين في سهل البقاع وأحتاج تدمير الدبابة الواحدة من 2-3 صواريخ م / د وقته ، و حاول الإسرائيليون وقتها سحب إحدى الدبابات المدمرة لدراستها و لم يتمكنوا من ذلك ، و على إثر هذه الحرب طورت قذيفة الدبابة M60 من طراز M111 القادرة على إختراق درع النسخة الأولى من الـ T-72 ، و قبل ذلك لم يكن هناك أي قذيفة لدى الغرب قادرة على إختراق الدبابة T-72 في الوضع الطبيعي للمعركة ، و قد قرأت عدة موضوعات من رجال دبابات غربيين خدموا في ألمانيا في السبعينات و الثمانينات أوضحوا فيها أن التعليمات كانت تقضي بضرب الـ T-72 من الأجناب و من البطن أثناء صعودها لمنحدر شديد و أن يتجنب ضربها من الأمام ، و شاركت هذه الدبابة أيضا في حرب العراق و إيران و قد أبلت بلاء حسن مع الـ T-62 ضد الدبابات الإيرانية M48 و M60 و شير 1 البريطانية ، و بعد ذلك بدأ نجم هذه الدبابة بالؤفول بعد مشاركتها في حرب تحرير الكويت و أداءها السئ أمام الدبابات الأبرامز و الـ M60 و التشالنجر ، و تحول الإعجاب إلي إنتقاد شديد للتصميم مما حدا بالروس إلى تغيير إسم التطوير الأحدث لهذه الدبابة وقتها إلى T-90 لكي يتمكنوا من تسويق هذا المنتج بعيدا عن السمعة السيئة التي لحقت في هذه الدبابة ، و من الحروب الأخرى التي خاضتها هذه الدبابة هي حرب إحتلال العراق و حروب البلقان و الشيشان و الحرب الأخيرة بين روسيا و جورجيا ، و قد صنعت هذه الدبابة في عدة دول أخرى غير الإتحاد السوفييتي و بنسب جودة متفاوتة ، فمثال كانت جودة الدبابات الـ T-72 التشيكسلوفاكية مماثلة لجودة الدبابات السوفيتية إن لم تكن تفوقها ، بينما كانت جودة الدبابات المصنوعة في بولندا هي الأسوأ.
و حين دخلت الدبابة T-72 و الدبابة T-64 الخدمة شكلتا ثورة في التصميم لم يسبقهما أحد في مجال تصميم الدبابات ألا و هي الملقم الألي الذي جعل من الممكن الإستغناء عن فرد الطاقم الرابع ، و كذلك شكلت الأجيال التالية ثورة أخرى أيضا في مجال إدخال الدروع السيراميكية في عالم الدروع و التي تمثلت حينها في إستخدام رمل الكوارتز في الدرع للمساعدة على مقاومة قذائف الطاقة الكيميائية ، و كان من الأشياء الجديدة ايضا إستخدام القذائف المنفصلة (الرأس الحربية + الظرف القابل للإحتراق) و التي كانت سلاحا ذو حدين كما سنرى لاحقا و أدت لتقليل فرص بقاء الطاقم ، و إضافة إلى المميزات الجديدة للـ T-72 كان هناك ميزات أخرى مشتركة بينها و بين الدبابات في عصر ظهورها و حتى في يومنا هذا ، فالذخيرة مخزنة في مكانين ، الأول في الملقم الألي تحت حجرة القتال و مفصولة عن حجرة الطاقم بأرضية حديدية ، و جزء من الذخيرة مخزن داخل البرج حول أماكن جلوس الطاقم ، و هذه الصفة مشتركة بين الـ T-72 و كل الدبابات الحديثة من عدا الأبرامز و اللوكليرك ، فالشالنجر ذخيرتها مخزنة أسفل البرج بدون أي فاصل بينها و بين الطاقم و الليوبارد ذخيرتها مخزنة بجانب السائق ، و هذا عدد قليل من الأمثلة ، فلماذا إذا هذا الإتهام للـ T-72 بسوء التصميم و عدم حماية الطاقم ؟ الجواب يكمن إذا عرفنا أن المسؤول عن إنفجار الذخيرة في الدبابة هو ظرف الحشوة الدافعة القابل للإحتراق و بالتحديد القذائف المخزنة خارج الملقم الألي و في داخل البرج ، فحين حدوث إختراق لهذه الدبابة ، تصدم الشظايا بظروف الحشوات الدافعة مما يؤدي إلى إنفجارها ، و هو ما يؤدي بالنهاية إلي إنفجار الذخيرة في الملقم الألي و إلى قتل أفراد الطاقم و إنتزاع البرج من مكانه ، و عموما هذه العملية لا تحدث دائما بالسرعة التي نتصور معها أن فرص هروب الطاقم غير ممكنة ، فمن دراسة الصور القادمة من حرب الشيشان ، نشاهد أن الكثير من أطقم الدبابات الـ T-72 و الـ T-80 قد تمكنوا فعلا من الهرب من دباباتهم بعد إصابتها و قبل إنفجار الدبابة و طيران البرج و لكنهم قتلوا برصاص القناصة المترصدين لهم بالخارج ، و إنتزاع البرج ليس فقط خاصية في الـT-72 فقط ، فقد حدث خلال حرب الخليج الأولى أن قامت دبابة بريطانية شالينجر بإطلاق النار على دبابة بريطانية أخرى شالينجر بالخطأ و كانت القذيفة ذات الرأس المهروس (HASH) ، و الذي حدث بعد ذلك أن القذيفة أصابت غطاء كوة الرامي المرفوع للأعلى مما أدى إلى إنفجار القذيفة خارج الدبابة ، و لكن دخلت بعض الشظايا إلى داخل الدبابة و أصابت الذخيرة في داخل البرج مما أدى إلى إنفجارها و إنتزاع برج الدبابة من مكانه و من سوء حظ الطاقم أنه لو كان مسار القذيفة منخفض بضعة سنتيمترات لأصيب الدرع الأمامي للدبابة و لم تحدث الكارثة، و للعلم فإن ذخيرة الشالينجر 1 مشابهة لذخيرة الـ T-72 أي أنها من النوع المنفصل و الحشوة الدافعة مغلفة بظرف قابل للإشتعال ، و هنا يتبادر السؤال ، لماذا لا يحدث نفس الشئ عند إختراق دبابة T-62 أو M60 ، الإجابة تكمن في أن قذائف هذه الدبابات هو من نوع القطعة الواحدة المغطاة بنحاس ، فحتى عند إصابة الذخيرة تبدأ بالإنفجار قذيفة قذيفة و دون القدرة على إنتزاع البرج من مكانه ، و يتضح لنا من هذه الدراسة البسيطة بأن العيب ليس في تصميم الدبابة T-72 بقدر ما هو في الذخيرة التي تحملها و بالأحرى الذخيرة المخزنة في داخل البرج و قد أدرك المصممون هذا الأمر الخطير و طرحوا تطوير للدبابة يشمل تخزين الذخيرة المحملة داخل البرج بعلب مصفحة لتلافي إنفجارها بشكل جماعي في حالة إختراقها ، و من النقاط السلبية لهذا الحل أنه يقلل من كمية الذخيرة المحمولة.
جهاز التلقيم الألي في الـ T-72
قذائف الـ T-72 و يلاحظ ظرف الشحنة الدافعة
قذائف الأبرامز
و نأتي الأن للضربة القوية التي تعرضت لها الـ T-72 ألا و هي حرب تحرير الكويت و عجز الدبابة عن مواجهة مثيلاتها الغربيات و لا مجال أبدا لإنكار ما جرى ، و لكن من باب الدراسة الأكاديمية يمكننا تشبيه المواجهات بين الـ T-72 و الشالنجر و الابرامز بمواجهة بين الشيرمان الأمريكية و الـ T-62 ، فالفارق التكنولوجي بين الدبابات كان عشر سنوات ، فالدبابات العراقية كانت تصميم الـ 79-1980 بينما تم تحديث الأبرامز إلى النسخة M1A1 HA في الورش الميكانيكية في السعودية بالـ 1990 بإضافة سبائك اليورانيوم إلى دروعها ، فكانت المحصلة أن قذائف الدبابات العراقية السوفيتية الصنع التي سحبت من الخدمة في الجيش السوفييتي في السبعينات عجزت بطبيعة الحال عن إختراق دروع الدبابات الأمريكية المصممة لمواجهة تهديدات التسعينات و في المقابل تمكنت قذائف الدبابات الأمريكية المصممة لمواجهة أهداف التسعينات من تدمير أهداف الثمانيات و بشكل طبيعي و متوقع ، و برأيي المتواضع و الذي من الممكن أن يكون خطأ هذا يثبت فقط تفوق نظام إدارةالنيران لدى الإبرامز و ليس درعها أو مدفعها لأنها لم تواجه خصما حقيقيا محمي بدروع حديثة و مسلح بقوة نيرانية قوية ، و هي لم تجرب في المعركة مثل الميركافا الإسرائيلية و لم تتعرض لتهديدات حقيقية مثل الميركافا أيضا ، إضافة إلى أن الدبابات العراقية قد قاتلت بعكس العقيد السوفيتية و التي تقضي بالتفوق بالعدد ، بل على العكس ، قاتلت حوالي 500 دبابة عراقية من طراز T-72 بدون غطاء جوي ضد ما يقرب 2500 إبرامز و شالينجر معززة بكل شئ ، فهل من العدل أن تعكس عملية حرب تحرير الكويت أداء الـ T-72 ، و إذا نظرنا إلى النزاع الشيشاني الثاني نجد أنه عند الإستخدام الصحيح للـ T-72 و الـ T-80 لم تفقد في غضون 6 سنوات من النزاع (إحصائية 2005) إلا 14 دبابة و هو عدد أقل بكثير من ما فقد من الأبرامز خلال القتال مع المقاومة العراقية.
بعد هذه كله ، أفعلا يحق لنا أن نقول أن الـ T-72 دبابة سيئة؟
و قبل أن أبدأ ، احب أن أعرض نبذة مختصرة عن تاريخ هذه الدبابة المثيرة للإهتمام ، دخلت الدبابة T-72 في خدمة الجيش السوفيتي سنة 1973 ، و هي تطوير إقتصادي للدبابة الأقدم و الأفضل في نفس الوقت ألا و هي الـ T-64 التي طورت بدورها إلى الدبابة T-80 فيما بعد ، و قد كان دخول الدبابة T-72 و الـ T-64 الخدمة كرد على دخول الدبابة البريطانية Chieftain الخدمة في صفوف حلف الناتو و الذي أثار ذعرا في صفوف قوات حلف وارسو. و حين دخلت هذه الدبابة مع زميلتها الـ T-64 الخدمة في صفوف القوات السوفيتية في أوروبا ، شكلت كابوسا بالنسبة لرجال الدبابات في حلف الناتو نظرا لأمكاناتها الكبيرة في ذلك الوقت و أعدادها الهائلة مقارنة بما لدى الغرب ، و أستخدمت هذه الدبابة أول مرة في القتال في حرب لبنان 1982 مع الجيش السوري ، و على عكس الإعتقاد السائد ، لم تواجه الميركافا 1 في هذه الحرب و قد دمر عدد منها بواسطة كمين لرجال المظلات الإسرائليين في سهل البقاع وأحتاج تدمير الدبابة الواحدة من 2-3 صواريخ م / د وقته ، و حاول الإسرائيليون وقتها سحب إحدى الدبابات المدمرة لدراستها و لم يتمكنوا من ذلك ، و على إثر هذه الحرب طورت قذيفة الدبابة M60 من طراز M111 القادرة على إختراق درع النسخة الأولى من الـ T-72 ، و قبل ذلك لم يكن هناك أي قذيفة لدى الغرب قادرة على إختراق الدبابة T-72 في الوضع الطبيعي للمعركة ، و قد قرأت عدة موضوعات من رجال دبابات غربيين خدموا في ألمانيا في السبعينات و الثمانينات أوضحوا فيها أن التعليمات كانت تقضي بضرب الـ T-72 من الأجناب و من البطن أثناء صعودها لمنحدر شديد و أن يتجنب ضربها من الأمام ، و شاركت هذه الدبابة أيضا في حرب العراق و إيران و قد أبلت بلاء حسن مع الـ T-62 ضد الدبابات الإيرانية M48 و M60 و شير 1 البريطانية ، و بعد ذلك بدأ نجم هذه الدبابة بالؤفول بعد مشاركتها في حرب تحرير الكويت و أداءها السئ أمام الدبابات الأبرامز و الـ M60 و التشالنجر ، و تحول الإعجاب إلي إنتقاد شديد للتصميم مما حدا بالروس إلى تغيير إسم التطوير الأحدث لهذه الدبابة وقتها إلى T-90 لكي يتمكنوا من تسويق هذا المنتج بعيدا عن السمعة السيئة التي لحقت في هذه الدبابة ، و من الحروب الأخرى التي خاضتها هذه الدبابة هي حرب إحتلال العراق و حروب البلقان و الشيشان و الحرب الأخيرة بين روسيا و جورجيا ، و قد صنعت هذه الدبابة في عدة دول أخرى غير الإتحاد السوفييتي و بنسب جودة متفاوتة ، فمثال كانت جودة الدبابات الـ T-72 التشيكسلوفاكية مماثلة لجودة الدبابات السوفيتية إن لم تكن تفوقها ، بينما كانت جودة الدبابات المصنوعة في بولندا هي الأسوأ.
و حين دخلت الدبابة T-72 و الدبابة T-64 الخدمة شكلتا ثورة في التصميم لم يسبقهما أحد في مجال تصميم الدبابات ألا و هي الملقم الألي الذي جعل من الممكن الإستغناء عن فرد الطاقم الرابع ، و كذلك شكلت الأجيال التالية ثورة أخرى أيضا في مجال إدخال الدروع السيراميكية في عالم الدروع و التي تمثلت حينها في إستخدام رمل الكوارتز في الدرع للمساعدة على مقاومة قذائف الطاقة الكيميائية ، و كان من الأشياء الجديدة ايضا إستخدام القذائف المنفصلة (الرأس الحربية + الظرف القابل للإحتراق) و التي كانت سلاحا ذو حدين كما سنرى لاحقا و أدت لتقليل فرص بقاء الطاقم ، و إضافة إلى المميزات الجديدة للـ T-72 كان هناك ميزات أخرى مشتركة بينها و بين الدبابات في عصر ظهورها و حتى في يومنا هذا ، فالذخيرة مخزنة في مكانين ، الأول في الملقم الألي تحت حجرة القتال و مفصولة عن حجرة الطاقم بأرضية حديدية ، و جزء من الذخيرة مخزن داخل البرج حول أماكن جلوس الطاقم ، و هذه الصفة مشتركة بين الـ T-72 و كل الدبابات الحديثة من عدا الأبرامز و اللوكليرك ، فالشالنجر ذخيرتها مخزنة أسفل البرج بدون أي فاصل بينها و بين الطاقم و الليوبارد ذخيرتها مخزنة بجانب السائق ، و هذا عدد قليل من الأمثلة ، فلماذا إذا هذا الإتهام للـ T-72 بسوء التصميم و عدم حماية الطاقم ؟ الجواب يكمن إذا عرفنا أن المسؤول عن إنفجار الذخيرة في الدبابة هو ظرف الحشوة الدافعة القابل للإحتراق و بالتحديد القذائف المخزنة خارج الملقم الألي و في داخل البرج ، فحين حدوث إختراق لهذه الدبابة ، تصدم الشظايا بظروف الحشوات الدافعة مما يؤدي إلى إنفجارها ، و هو ما يؤدي بالنهاية إلي إنفجار الذخيرة في الملقم الألي و إلى قتل أفراد الطاقم و إنتزاع البرج من مكانه ، و عموما هذه العملية لا تحدث دائما بالسرعة التي نتصور معها أن فرص هروب الطاقم غير ممكنة ، فمن دراسة الصور القادمة من حرب الشيشان ، نشاهد أن الكثير من أطقم الدبابات الـ T-72 و الـ T-80 قد تمكنوا فعلا من الهرب من دباباتهم بعد إصابتها و قبل إنفجار الدبابة و طيران البرج و لكنهم قتلوا برصاص القناصة المترصدين لهم بالخارج ، و إنتزاع البرج ليس فقط خاصية في الـT-72 فقط ، فقد حدث خلال حرب الخليج الأولى أن قامت دبابة بريطانية شالينجر بإطلاق النار على دبابة بريطانية أخرى شالينجر بالخطأ و كانت القذيفة ذات الرأس المهروس (HASH) ، و الذي حدث بعد ذلك أن القذيفة أصابت غطاء كوة الرامي المرفوع للأعلى مما أدى إلى إنفجار القذيفة خارج الدبابة ، و لكن دخلت بعض الشظايا إلى داخل الدبابة و أصابت الذخيرة في داخل البرج مما أدى إلى إنفجارها و إنتزاع برج الدبابة من مكانه و من سوء حظ الطاقم أنه لو كان مسار القذيفة منخفض بضعة سنتيمترات لأصيب الدرع الأمامي للدبابة و لم تحدث الكارثة، و للعلم فإن ذخيرة الشالينجر 1 مشابهة لذخيرة الـ T-72 أي أنها من النوع المنفصل و الحشوة الدافعة مغلفة بظرف قابل للإشتعال ، و هنا يتبادر السؤال ، لماذا لا يحدث نفس الشئ عند إختراق دبابة T-62 أو M60 ، الإجابة تكمن في أن قذائف هذه الدبابات هو من نوع القطعة الواحدة المغطاة بنحاس ، فحتى عند إصابة الذخيرة تبدأ بالإنفجار قذيفة قذيفة و دون القدرة على إنتزاع البرج من مكانه ، و يتضح لنا من هذه الدراسة البسيطة بأن العيب ليس في تصميم الدبابة T-72 بقدر ما هو في الذخيرة التي تحملها و بالأحرى الذخيرة المخزنة في داخل البرج و قد أدرك المصممون هذا الأمر الخطير و طرحوا تطوير للدبابة يشمل تخزين الذخيرة المحملة داخل البرج بعلب مصفحة لتلافي إنفجارها بشكل جماعي في حالة إختراقها ، و من النقاط السلبية لهذا الحل أنه يقلل من كمية الذخيرة المحمولة.
جهاز التلقيم الألي في الـ T-72
قذائف الـ T-72 و يلاحظ ظرف الشحنة الدافعة
قذائف الأبرامز
و نأتي الأن للضربة القوية التي تعرضت لها الـ T-72 ألا و هي حرب تحرير الكويت و عجز الدبابة عن مواجهة مثيلاتها الغربيات و لا مجال أبدا لإنكار ما جرى ، و لكن من باب الدراسة الأكاديمية يمكننا تشبيه المواجهات بين الـ T-72 و الشالنجر و الابرامز بمواجهة بين الشيرمان الأمريكية و الـ T-62 ، فالفارق التكنولوجي بين الدبابات كان عشر سنوات ، فالدبابات العراقية كانت تصميم الـ 79-1980 بينما تم تحديث الأبرامز إلى النسخة M1A1 HA في الورش الميكانيكية في السعودية بالـ 1990 بإضافة سبائك اليورانيوم إلى دروعها ، فكانت المحصلة أن قذائف الدبابات العراقية السوفيتية الصنع التي سحبت من الخدمة في الجيش السوفييتي في السبعينات عجزت بطبيعة الحال عن إختراق دروع الدبابات الأمريكية المصممة لمواجهة تهديدات التسعينات و في المقابل تمكنت قذائف الدبابات الأمريكية المصممة لمواجهة أهداف التسعينات من تدمير أهداف الثمانيات و بشكل طبيعي و متوقع ، و برأيي المتواضع و الذي من الممكن أن يكون خطأ هذا يثبت فقط تفوق نظام إدارةالنيران لدى الإبرامز و ليس درعها أو مدفعها لأنها لم تواجه خصما حقيقيا محمي بدروع حديثة و مسلح بقوة نيرانية قوية ، و هي لم تجرب في المعركة مثل الميركافا الإسرائيلية و لم تتعرض لتهديدات حقيقية مثل الميركافا أيضا ، إضافة إلى أن الدبابات العراقية قد قاتلت بعكس العقيد السوفيتية و التي تقضي بالتفوق بالعدد ، بل على العكس ، قاتلت حوالي 500 دبابة عراقية من طراز T-72 بدون غطاء جوي ضد ما يقرب 2500 إبرامز و شالينجر معززة بكل شئ ، فهل من العدل أن تعكس عملية حرب تحرير الكويت أداء الـ T-72 ، و إذا نظرنا إلى النزاع الشيشاني الثاني نجد أنه عند الإستخدام الصحيح للـ T-72 و الـ T-80 لم تفقد في غضون 6 سنوات من النزاع (إحصائية 2005) إلا 14 دبابة و هو عدد أقل بكثير من ما فقد من الأبرامز خلال القتال مع المقاومة العراقية.
بعد هذه كله ، أفعلا يحق لنا أن نقول أن الـ T-72 دبابة سيئة؟