الفتح المغربي لبلاد السودان

إنضم
29 ديسمبر 2007
المشاركات
1,053
التفاعل
18 0 0
الفتح المغربي لبلاد السودان



بعد سقوط الأندلس واستيلاء البرتغاليين والإسبانيين على معظم السواحل المغربية الشمالية والغربية، انطلقت حركات الجهاد التي تعددت قواعدها بتعدد مراكز الاحتلال والتي أفسدت على الغزاة كل محاولة للتوغل داخل البلاد.
وازداد الشعور بالخطر عندما قاد الملك البرتغالي ”دون سباستيان“ الحملة الصليبية التي انهزمت في معركة وادي المخازن يوم الاثنين 30 جمادى الأولى عام 986 هـ الموافق 4 غشت 1578 م: ”وناهيك عن يوم أجلى عن ثلاثة ملوك موتى ما بين مجندَلٍ وغريق وفائض النفس حتف الأنف وعن ثمانين ألفاً من المشركين ما بين قتيل وأسير“([1]).
لقد كان الانتصار في معركة وادي المخازن التي انتهت بمقتل ”دون سباستيان“ وأسر الآلاف من الجيش البرتغالي حافزاً ومشجعاً على تحرير القواعد البرتغالية بالسواحل المغربية. ولكن التدخل العسكري الإسباني من جهة، والتهديدات التركية بضم المغرب من جهة أخرى حالت دون ذلك:


فقد تدخلت القوات الإسبانية في اليوم الثالث لمعركة وادي المخازن بدعوى حماية القواعد البرتغالية الأربع (سبتة وطنجة وأصيلا ومازكان) من الهجومات المغربية([2]).
وتوالت مؤامرات الأتراك العثمانيين للإطاحة بالمولى أحمد المنصور والتدخل لضم المغرب إلى الإمبراطورية العثمانية:
l ساعة توليته: فقد نادوا بالأمير إسماعيل بن المعتصم المستقر مع أمه بالجزائر، ”فلم يقبل ذلك أهل مراكش. فجيء بمولاي أحمد أينما كان، فولوه. فكان مولاي أحمد أميراً“ ([3]).
lعندما وصل إلى فاس، ”قتل النفر الأربعة جميعاً ليوم واحد من شهر رجب عام ستة وثمانين وتسعمائة وأصبحت رؤوسهم معلقة على الشرفات بباب السبع من أبواب فاس الجديد“([4])، بعد مؤامرة فاشلة.
lمساندتهم للأمير داود بن عبد المومن في ثورته على عمه المنصور بسوس في شعبان عام 987 هـ/ أكتوبر 1579 م.
lالتهديد بالتدخل العسكري بقيادة علوج باشا في جمادى الثانية عام 989 هـ/ يونيه 1581 م([5]).
وبذلك ضاعت على المغاربة فرصة تحرير ما تبقى للبرتغال من قواعد احتلال في السواحل المغربية، وأجبر المنصور على تسليم جثة ”دون سباستيان“ إلى الوفد الإسباني ـ البرتغالي الذي قدم إلى المغرب ”يرغبونه في الامتنان عليهم بشلو الطاغية بستيان الموارى بالقصر في تابوته... فامتن لذلك به عليهم وأسلمه إليهم“([6]).

* * *

خلال الربع الأخير من القرن العاشر للهجرة، ظل المغاربة حذرين من أي تحرك إسباني يستهدف الانتقام لهزيمة الحملة الصليبية في المخازن أو التمركز في قواعد تهدد بلاد الإسلام وديار المسلمين في غربي إفريقيا وبلاد السودان التي تربطها بالمغرب علاقات دينية واجتماعية واقتصادية منذ قرون بعيدة.
وحرصاً من المولى أحمد المنصور السعدي (1578 ـ 1603 م) على تدعيم هذه الروابط للحيلولة دون أي تهديد خارجي، سارع إلى تعزيز الوجود المغربي في المنطقة الساحلية ما بين درعة ونهر السينغال عام 992 هـ/ 1585م.

وخاضوا القفر مع الساحل إلى السودان، فوصلوا إليها من بعد الجهد لتسعين مرحلة متصلة من ثغور ممالك العرب القبلية… وارتحلت العساكر تخترق ممالك السودان حتى انتهت لخليج النيل المنبعث من قاصية السودان… وكان الذي استجاب لهم ودان بالطاعة والانقياد من عرب الفلاة فقط وأممهم الذين ينتجعون الكلأ في مجالات القفر الممتد من ثغور المغرب القبلية إلى ممالك السودان بالجنوب نيفاً وأربعين ألف خيمة([7]).

وبذلك حال المنصور دون أي تدخل للإسبان في بلاد السودان بالرغم من احتلالهم لجزيرة ”أركان“ القريبة من الرأس الأبيض ومصب نهر السينغال: ” … العساكر والأجناد التي جعلناها لنكاية عدو الدين بالمرصاد واعتدناها للذب عن كلمة الإسلام وحياطة البلاد والعباد “([8]) أو القيام بأي تبشير مسيحي:

ولما رأيناهم قد أتوا من الغواية… وتفاقم الأمر حتى… النزوع إلى دين النصرانية واستبدال الملة التوحيدية بالملة التثليثية، فوجهوا وفداً خاض من بلادهم ثبج البحر إلى الاشبونة قاعدة برتغال من بلاد الكفر حتى أتوا منها بقسيسين يفقهونهم في دين الطاغوت وعقائد اللاهوت… فانقدح بذلك دين النصرانية في من يليهم انقداح النار حتى تفاقم الداء واستشرى ورجعت كلمة الإسلام في تلك الآفاق القهقرى… ([9]).

وتمتعت نتيجة لذلك بلاد السودان بالطمأنينة والسلام: وهي جنود الله التي لولا ما حجزت بينكم وبين طواغيت الشرك سيوفها القاصمة وضربت في وجه الكفر دونكم بأسوارها العاصمة… لفاض عليكم طوفانه السائل وسال على أرضكم منه شؤبوب هاطل. وكبحت عنكم عنان الكفر حتى نمتم في كفالتها آمنين وفي حياطتها وادعين مطمئنين ([10]).

غير أن اضطراب الأوضاع الداخلية لدولة سنغاي الممتدة على الحوض الأوسط لنهر النيجر والمضاعفات الخطيرة التي ترتبت عليها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ”ثم بدلوا نعمة الله كفراً، وما تركوا شيئاً من معاصي الله تعالى إلا وارتكبوها جهراً“ ([11]) جعلت أحوال السودانيين تتصف ”بالأحوال الذميمة والطبائع الرذيلة“([12]) وأيامهم بأنها ”أيام بؤس ومجاعة“ ([13]) في وقت ارتفعت فيه أصوات الاستغاثة وطلبات النجدة من الخليفة المنصور، وهو الحريص على ”لم شعث المسلمين ودعم دعائم الدين وتشييد معالم الجهاد وإخماد شرر الكفر“ ([14]).
أرسل المولى أحمد إلى السودان قوات عسكرية لإقرار الأمن والطمأنينة في شهر جمادى الأولى 999 هـ الموافق لمارس 1591 م. وعندما وصلت إلى تمبوكتو، شرعت ”في التمهيد وتسكين الشارد وتأمين الطريد وخفض الجناح حتى اطمأنت النفوس المستنة في مجال القلق واستقرت الأفئدة الجائشة“ ([15]).
ومن الذين استقبلوا القوات المغربية استقبال الفاتحين قاضي القضاة بتمبوكتو عمر بن محمود بن عمر وخطيب جامع كاغو محمود رامي، ”وتلقاهم الخطيب المذكور بالترحيب والإكرام وأضافهم إضافة فاخرة كبيرة“([16])، وعدد كبير من الأمراء السودانيين. ”وكان ممن انخذل عن الاسكيا أخوه في نحو ثلاثمائة من إخوته ووجوه عساكره ورؤساء دولته… راسل أجناد المنصور ليصل يده بأيديهم“ ([17]).
وعن عدالة الحكم المغربي في السودان يؤكد المؤرخ السوداني عبد الرحمن السعيدي ـ وهو معاصر ـ بأن سلوك أغلبية المسؤولين المغاربة كان محموداً:
فعندما أخذت الأوضاع تستقر، ولوا على بلاد السودان الاسكيا سليمان. ”وأكرم الباشا سليمان غاية الإكرام حتى جعله اسكيا عليهم“([18]).
وقد كان الباشا منصور ”رجلاً مباركاً عدلاً ذا حكم شديد في الجيش وأمسك أيدي الظلمة والفسقة على المسلمين فصار يحبه الضعفاء المساكين ويبغضه الفسقة والظالمون“ ([19]).
أما الباشا محمد طابع، ”فذو معرفة وذو رأي وتدبير“ ([20]).
والباشا سليمان كان ”ذا همة عالية ورأي فائق وتدبير عجيب وحكم سديد وسار بذلك في الجيش كله“ ([21]).
وعن القائد مامي المغربي ذكر السعيدي في "تاريخـ"ـه: ”ثم جاء القائد مامي إلى جني… وأصلح من أمور البلاد ما أصلح… ثم رجع القائد مامي لتمبوكتو وقد استقام الحال بحيث لم يبق في تلك الناحية ما يشوش البال والحمد لله الكبير المتعال“ ([22]).
وهكذا ساد الأمن والاستقرار مجموع بلاد السودان وازدهرت بالتالي أحوالها الاقتصادية. ”وعن قريب إن شاء الله تعود تلك الأقطار تزهو على
جِلَّقَ وشط الفرات ويطير صيتها في الخصب فتمير القاصي والداني من أقاليم السودان“([23]).
وبالفتح المغربي للسودان، ”اجتمعت اليوم ـ بحمد الله ـ بانتظام هذه الممالك كلمة الإسلام وارتقى الأمر ـ بحول الله ـ إلى الكمال “([24]).

[و] الهمم الشريفة قد همت بتجديد الأسطول وكلفت بالاستكثار من المراكب الجهادية والآلات الحربية بما كان مولانا أمير المؤمنين ـ أيده الله ـ يؤمل من فتح جزيرة الأندلس وعبور البحر إليها بجنود الله وعساكر الإسلام لتجديد رسوم الإيمان بها وافتكاكها من أيدي الكفر المتغلب عليها ([25]).

لما تم لمولانا الإمام الخليفة المنصور بالله أمير المؤمنين ـ أيده الله ـ ما أراد من فتح إقليمي توات وتيكورارين…، بادر بتجهيز العساكر إلى جهة الساحل… وبعث عن مولاه القائد أبي عبد الله محمد بن سالم صاحب الشرطة بفاس. فعقد له عليهم وسرحه إلى السوس بالمال وخزائن العدة والبارود وأوعز إلى القائد أبي محمد عبد المولى بن عيسى بن بر الوالي كان على عمالة تكاوصت ووادي نول بالحركة معه بقومه وسائر عشائره من عبده النازلين معه وجعله إسوة مولاه ابن سالم في تدبير الحروب دون الخراج، فنهضوا من السوس من بعد استكمال الأهبة في شهور عام اثنين وتسعين (وتسعمائة) وخاضوا القفر مع الساحل إلى السودان فوصلوا إليها من بعد الجهد لتسعين مرحلة متصلة من ثغور ممالك العرب القبلية ولم يكن لأهل السودان من علم بالعساكر لوحشية القفر حتى نزلوا بساحتهم… ولم يكن إلا أن بادر ملوكهم باللحاق إلى المعسكر واللياذ بالطاعة… ووصلوا إلى معسكر جنود الإمام أمير المؤمنين يقدمهم كبيرهم الموفى على الغاية في السن والهرم إبراهيم بن رضوان يامرفال وموسى جوب وغولي أخو يامرفال وكلهم من ملوك السواحل ببلاد السودان وألقوا أنفسهم على القواد مستسلمين فتلقوهم بما يتلقى به أمثالهم من عظماء القوم وملوكهم وأكرموا موصلهم وخلعوا عليهم… وارتحلت العساكر من بعد ذلك وسارت تحت رايات أمير المؤمنين تخترق ممالك السودان حتى انتهت لخليج النيل المنبعث من قاصية السودان وكرعت خيل المنصور في مائة وخفقت راياتها على شطه… وقفلت العساكر إلى المغرب ظافرة ظاهرة وكان الذي استجاب لهم ودان بالطاعة والانقياد من عرب الفلات فقط وأممهم الذين ينتجعون الكلأ في مجالات القفر الممتد من ثغور المغرب القبلية إلى ممالك السودان بالجنوب نيفاً وأربعين ألف خيمة كلها من أهل الوبر والكراع المربى على النمل كثرة والجراد انتشاراً.
عبد العزيـز الفشتـالي، مناهل الصفا في
مآثر موالينا الشرفا، ص ص .78 ـ 80.

وبعد الفتح المغربي لبلاد السودان،

كتب ـ أيده الله ـ إلى الجهـات والأقطار من ممالكه بالفـتح وإنهاء البشرى…
ولما استوى القدم بعساكرنا ـ وفرها الله ـ في البلاد، وأصبحوا في دنيا لا تفي العبارة لها بكنه ولا تعارض بشبه ولا نظير لها في الأرضين بوجه، ما شئت من ممالك متعددة الأقطار، متنوعة الأوطان والأوطار، جمة المرافق والفوائد وما ألف الوافد والرائد، لا تحد بغاية ولا تدرك بها نهاية محشر الأمم وبستان العالم ومدرج الذر من بني آدم، وملك ضخم لا تصل إليه الهمم لولا عنايته التي لا تقاوم. وناهيك بممالك يخترقها بحر النيل نهر الجنة ومدفع مياه الرحمة… تزخر بالنعم واتصال العمران… ولقد اجتمعت اليوم ـ بحمد الله ـ بانتظام هذه الممالك كلمة الإسلام وارتقى الأمر ـ بحول الله ـ إلى الكمال الذي دل منه حسن الابتداء على حسن الاختتام، ولم يبق ـ بحول الله ـ إلا صـرف العزائمـ إلى جهـاد العدو الكافر وأن تدور عليه ـ بحول الله ـ الدوائر حتى نغزوه بجنود الله في عقر دياره ومحل قراره، ويعلو حزب الله على حزب الشيطان وأنصاره بعز الله وتأييده… وفي ليلة الجمعة سابعة شعبان المكرم عام تسعة وتسعين وتسعمائة.
عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، صص 142 ـ 146.





([1]) عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 39.

([2]) عبد الكريم كريم، المغرب في عهد الدولة السعدية، ص. 110.

([3]) عبد الرحمن السعيدي، تاريخ السودان، ص. 208.

([4]) مناهل الصفا، ص. 47.

([5]) المغرب في عهد الدولة السعدية، ص. 112.

([6]) مناهل الصفا، ص. 49.

([7]) عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 80.

([8]) عبد الله كَنون، رسائل سعدية، ص. 132.

([9]) مجموع مخطوط بالخزانة العامة بالرباط. ك 278، ص. 187.

([10]) رسائل سعدية، ص. 132.

([11]) عبد الرحمن السعيدي، تاريخ السودان، ص. 135.

([12]) المصدر والصفحة نفسهما.

([13]) المصدر نفسه، ص. 122.

([14]) المناهل، مصدر مذكور، ص. 133.

([15]) المصدر نفسه، ص. 148.

([16]) تاريخ السودان، ص. 141.

([17]) المناهل، ص. 153.

([18]) المصدر نفسه، ص. 152.

([19]) تاريخ السودان، ص. 177.

([20]) المصدر نفسه.

([21]) المصدر نفسه، ص. 190.

([22]) المصدر نفسه، ص. 162.

([23]) المناهل، ص. 167.

([24]) المصدر نفسه، ص. 145.

([25]) المصدر نفسه، ص. 170. الدكتور عبد الكريم كريم
 
التعديل الأخير:
الصراحة لم افهم شيئا
مرة افهم ان المقصود ببلاد السودان السينغال ومرة نجد نهر النيل فنظن انه السودان الذي نعرفه ثم حديث عن تومبوكتو وبعدا صحراء الجزائر
واول مرة اعرف ان اسبانيا احتلت ااضي سودانية
يا ريت تلخص لنا المقال لاني الصراحة لم افهم شيئ
 
الصراحة لم افهم شيئا
مرة افهم ان المقصود ببلاد السودان السينغال ومرة نجد نهر النيل فنظن انه السودان الذي نعرفه ثم حديث عن تومبوكتو وبعدا صحراء الجزائر
واول مرة اعرف ان اسبانيا احتلت ااضي سودانية
يا ريت تلخص لنا المقال لاني الصراحة لم افهم شيئ
في المصطلح المغربي يقصد ببلاد السودان دول جنوب الصحراء -الكبرى-
 
لكن المقال يتحدث ايضا عن السودان ونهر النيل
لقد وصل نفوذ دولة الاشراف الادارسة الى منطقة النوبة وسيطروا على ممرات القوافل التيجارية الافريقية وهذا شيء مفروغ منه عند كافة المؤرخين العرب والاجانب
 
الصراحة لم افهم شيئا
مرة افهم ان المقصود ببلاد السودان السينغال ومرة نجد نهر النيل فنظن انه السودان الذي نعرفه ثم حديث عن تومبوكتو وبعدا صحراء الجزائر
واول مرة اعرف ان اسبانيا احتلت ااضي سودانية
يا ريت تلخص لنا المقال لاني الصراحة لم افهم شيئ
قد اقتصرت في هذا الموضوع عن الوثائق التاريخية النادرة فقط واقدم الشكر الى جامعة محمد الخامس بالرباط والى الاستاذ الدكتور عبد الكريم كريم صاحب المجهود هدى الموضوع اهداء للمنتدى الغالي
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أحمد المنصور الذهبي: واسطة عقد الملوك السعديين


السلطان أحمد المنصور الذهبي بن محمد الشيخ المهدي بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني السعدي، واسطة عقد الملوك السعديين، وأحد ملوك المغرب العظام. ولد بفاس عام 956/1549، وبويع في ساحة معركة وادي المخازن الظافرة يوم الاثنين متم جمادى الأولى سنة 986/ 4 غشت 1578. يعتبر عهده الذي دام حوالي ست وعشرين سنة أزهى عهود الدولة السعدية رخاء وعلما وعمرانا وجاها وقوة.


ظل الطابع العلمي من أهم مميزات عهده، إذ كان يرعى العلماء والمتعلمين، ويعقد مجالس علمية عامة وخاصة في أوقات معلومة لا تتخلف، يحضرها علماء دولته من الشمال والجنوب، فيغدق عليهم من الصلات والعطايا ما حفلت به كتب التاريخ والتراجم. ومن الثابت أنه كان إلى جانب مشاركته الواسعة في العلوم اللغوية والشرعية، أديبا شاعرا ناثرا، ورياضيا موهوبا مواظبا على دراسة أمهات كتب الحساب والجبر والهندسة لأقليدس وابن البناء وأضرابهما. كما كانت حاشيته تكاد تكون كلها من العلماء والأدباء حتى قادة الجيش وولاة الأقاليم.

وقد ألف السلطان أحمد المنصور كتابين مهمين، الأول في علم السياسة سماه "كتاب المعارف في كل ما تحتاج إليه الخلائف"، والثاني كتاب "العود أحمد" وجمع في الأدعية المأثورة عن الرسول (ص)، والمأخوذة من كتب الحديث الصحاح. وله "فهرس" ذكر فيه شيوخه وما قرأ عليهم، و"ديوان" صغير جمع فيه أشعاره، و"ديوان أشعار العلويين" لم يكمله. وقد ألفت في السلطان أحمد المنصور كتب عديدة، وألفت باسمه كتب تنيف عن المائة. وتعتبر مكتبته بمراكش أعظم مكتبة في ذلك العصر الزاهر، حوت من نفائس مؤلفات القدماء والمحدثين ما لم تحوه مكتبة أخرى.
واضطلع السلطان أحمد المنصور بأعباء دولته بعد معركة وادي المخازن، وفكر وقدر أن قواته في التسعينات من القرن العاشر الهجري لا تستطيع اختراق حاجز الأتراك في الشرق، ولا مصادمة الاسبانيين وراء المضيق، فلم يبق أمامه مجال للعمل إلا من ناحية الجنوب، فاسترد في يسر صحراء تيكورارين وتوات، وأخضع الإمارات السودانية الصغيرة في منطقة حوض السنيغال. وسالم مملكة بورنو-كانم في الجهة الشرقية بعد أن خطب وده ملكها وبايعه، ولم تقف في وجهه سوى مملكة سنغاي وريثة الامبراطوريتين العريقتين مالي وغانا، فجهز لها حملة كبرى انتهت بالاستيلاء عليها عام 999/1591. وبذلك أصبحت رقعة نفوذ الدولة السعدية تمتد جنوبا إلى ما وراء نهر النيجر، وتصل شرقا إلى بلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر.
واعتنى السلطان أحمد المنصور بزراعة السكر وصناعته، ووسع مزارعه التي لم تعد قاصرة على سوس وإنما أصبحت تنتشر في بلاد حاحا وشيشاوة القريبة من مراكش. وطور مصانع تصفية السكر، وجهزها بأحدث الآلات بحيث أصبح السكر المغربي مرغوبا فيه من مختلف البلاد الإفريقية والأوربية. ووظف عائدات تجارة السكر والتبر المجلوب من السودان في تشييد منشآت عمرانية دينية وعلمية وعسكرية في مختلف أنحاء البلاد، وأعظمها قصر البديع بمراكش الذي لم يبن قبله مثله في هذه البلاد.
وحظي السلطان أحمد المنصور باحترام الدول الأوربية، وسعت بعضها إلى ربط علاقات ودية معه مثل انكلترا وفرنسا وهولندا. وتمتنت علاقاته بالملكة البريطانية إليزابيت الأولى التي رغبت في التعاون معه على احتلال الهند على أن يتولى المغرب تموين الحملة بالمال وانكلترا بالأسطول والرجال.
عمل السلطان أحمد المنصور كثيرا، وكان يطمح أن يعمل أكثر لولا أن المنية باغثته بفاس مطعونا ليلة الاثنين 16 ربيع الأول عام 1012/24 غشت 1603. ودفن بإزاء مقصورة الجامع الأعظم بفاس الجديد، ثم نقل إلى مراكش ودفن في قبور الأشراف السعديين قبلي جامع المنصور بالقصبة.
(اختصار مادة "أحمد المنصور الذهبي"التي كتبها المرحوم الأستاذ محمد حجي، معلمة المغرب، 1: 173 - 175 )


 
لقد وصل نفوذ دولة الاشراف الادارسة الى منطقة النوبة وسيطروا على ممرات القوافل التيجارية الافريقية وهذا شيء مفروغ منه عند كافة المؤرخين العرب والاجانب

اين تقع منطقة النوبة التى تقصدها؟!
 
ياخ حارس الحدود الخط الى بتكتب بيه سئ جدا
ياريت تكبر الخط وتخنه شويه وتختار نوع الخط غبر ده
 
بلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر.

منطقة النوبة تنقسم الى قسمين:

1-النوبة السفلى وتمتد من الحدود المصرية السودانيه الى مدينة اسوان فى جنوب مصر (الجزء المصرى من النوبة)

2-النوبة العليا ووتقع فى شمال السودان وتمتد حتى الحدود المصريه السودانيه (الجزء السودانى من النوبه)

فأى نوبه تقصد بالتحديد خضعت لد
ولة الاشراف الادارسة وياريت مصدر وتاريخ هذه الفترة الزمنيه.
 
الذي الاحظة ان جميع المعارك والحروب و النزاعات التي كان يوجهها المغرب كانت تتميز بازدواجية و اقصد ان المغرب كان يواجه عدوين في وقت واحد و مع ذلك استطاع ان يصبر
فعندما كان يواجه البرتغاليين في معركة وادي المخازن و تربص اسبانيا بالمغرب مستقبلا, كان العثمانيون يريدون بسط سيطرتهم على المغرب!!!!!
خصوصا ان المغرب غربه محيط و لا توجد دولة تساعده
كان دائما لوحده و صبر
و بعد معركة وادي المخازن, اعطت المغرب هيبة عالميا, فسارعت دول اسكندنافيا بعقد اتفاقيات حول البحرية, و امريكا عقدت اتفاقية مع المغرب يقوم بموجبه الاسطول المغربي بحماية السفن الامريكية التجارية, و تعانه مع العثمانيين في صنع المدافع
حتى بريطانيا عقدت اتفاقيات مع المغرب خصوصاانها كانت في نزاع مع اسبانيا
 
منطقة النوبة تنقسم الى قسمين:

1-النوبة السفلى وتمتد من الحدود المصرية السودانيه الى مدينة اسوان فى جنوب مصر (الجزء المصرى من النوبة)

2-النوبة العليا ووتقع فى شمال السودان وتمتد حتى الحدود المصريه السودانيه (الجزء السودانى من النوبه)

فأى نوبه تقصد بالتحديد خضعت لدولة الاشراف الادارسة وياريت مصدر وتاريخ هذه الفترة الزمنيه.
عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 39.

عبد الكريم كريم، المغرب في عهد الدولة السعدية، ص. 110.

عبد الرحمن السعيدي، تاريخ السودان، ص. 208.

مناهل الصفا، ص. 47.

المغرب في عهد الدولة السعدية، ص. 112.

مناهل الصفا، ص. 49.

عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 80.

عبد الله كَنون، رسائل سعدية، ص. 132.

مجموع مخطوط بالخزانة العامة بالرباط. ك 278، ص. 187.

رسائل سعدية، ص. 132.

عبد الرحمن السعيدي، تاريخ السودان، ص. 135.



المناهل، مصدر ، ص. 133.

.

تاريخ السودان، ص. 141.

المناهل، ص. 153.


تاريخ السودان، ص. 177.


المناهل، ص. 167.
 
منطقة النوبة تنقسم الى قسمين:

1-النوبة السفلى وتمتد من الحدود المصرية السودانيه الى مدينة اسوان فى جنوب مصر (الجزء المصرى من النوبة)

2-النوبة العليا ووتقع فى شمال السودان وتمتد حتى الحدود المصريه السودانيه (الجزء السودانى من النوبه)

فأى نوبه تقصد بالتحديد خضعت لدولة الاشراف الادارسة وياريت مصدر وتاريخ هذه الفترة الزمنيه.
http://ar.wikipedia.org/wiki/أحمد_المنصور_الذهبي
 
منطقة النوبة تنقسم الى قسمين:

1-النوبة السفلى وتمتد من الحدود المصرية السودانيه الى مدينة اسوان فى جنوب مصر (الجزء المصرى من النوبة)

2-النوبة العليا ووتقع فى شمال السودان وتمتد حتى الحدود المصريه السودانيه (الجزء السودانى من النوبه)

فأى نوبه تقصد بالتحديد خضعت لدولة الاشراف الادارسة وياريت مصدر وتاريخ هذه الفترة الزمنيه.
واليك الموقع الرسمي لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربية http://www.islam-maroc.ma/ar/detail.aspx?ID=1613&z=385&s=345
 
لا داعي لخلط الامور بلاد السودان التي تتكل عنها يا اخي هي اسم كان يطلق على كل من صحراء موريتانيا و مالي والنيجر وشمال السينغال ليس سودان اليوم يا اخي العزيز
 
التعديل الأخير:
لا داعي لخلط الامور بلاد السودان التي تتكل عنها يا اخي هي اسم كان يطلق على كل من صحراء موريتانيا و مالي والنيجر وشمال السينغال ليس سودان اليوم يا اخي العزيز
بالفعل ولكن المصادر التاريخية تؤكد ان منطقة النوبة المتاخمة لصعيد مصر كانت اقصى امتداد للفتوحات السعدية في افريقيا ولماذا لم تقرا المصادر اقرا الموضوع والمصادر اولا تم قم بالرد.http://www.islam-maroc.ma/ar/detail.aspx?ID=1613&z=385&s=345
 
بالفعل ولكن المصادر التاريخية تؤكد ان منطقة النوبة المتاخمة لصعيد مصر كانت اقصى امتداد للفتوحات السعدية في افريقيا ولماذا لم تقرا المصادر اقرا الموضوع والمصادر اولا تم قم بالرد.http://www.islam-maroc.ma/ar/detail.aspx?ID=1613&z=385&s=345
يا اخى لا وجود مطلقا لأى حديث عن سيطرة او خضوع منطقة النوبة للملكة السعديه

هذه هى آخر حدود المملكة فقط فقد وصلت الى منطقة النوبة اى كانت لها حدود

مشتركة مع النوبة



واضطلع السلطان أحمد المنصور بأعباء دولته بعد معركة وادي المخازن، وفكر وقدر أن قواته في التسعينات من القرن العاشر الهجري لا تستطيع اختراق حاجز الأتراك في الشرق، ولا مصادمة الاسبانيين وراء المضيق، فلم يبق أمامه مجال للعمل إلا من ناحية الجنوب، فاسترد في يسر صحراء تيكورارين وتوات، وأخضع الإمارات السودانية الصغيرة في منطقة حوض السنيغال. وسالم مملكة بورنو-كانم في الجهة الشرقية بعد أن خطب وده ملكها وبايعه، ولم تقف في وجهه سوى مملكة سنغاي وريثة الامبراطوريتين العريقتين مالي وغانا، فجهز لها حملة كبرى انتهت بالاستيلاء عليها عام 999/1591. وبذلك أصبحت رقعة نفوذ الدولة السعدية تمتد جنوبا إلى ما وراء نهر النيجر، وتصل شرقا إلى بلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر.
 
يا اخى لا وجود مطلقا لأى حديث عن سيطرة او خضوع منطقة النوبة للملكة السعديه



هذه هى آخر حدود المملكة فقط فقد وصلت الى منطقة النوبة اى كانت لها حدود

مشتركة مع النوبة
وخاضوا القفر مع الساحل إلى السودان، فوصلوا إليها من بعد الجهد لتسعين مرحلة متصلة من ثغور ممالك العرب القبلية… وارتحلت العساكر تخترق ممالك السودان حتى انتهت لخليج النيل المنبعث من قاصية السودان… وكان الذي استجاب لهم ودان بالطاعة والانقياد من عرب الفلاة فقط وأممهم الذين ينتجعون الكلأ في مجالات القفر الممتد من ثغور المغرب القبلية إلى ممالك السودان بالجنوب نيفاً وأربعين ألف خيمة([7]).
([7]) عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 80 .
 
وخاضوا القفر مع الساحل إلى السودان، فوصلوا إليها من بعد الجهد لتسعين مرحلة متصلة من ثغور ممالك العرب القبلية… وارتحلت العساكر تخترق ممالك السودان حتى انتهت لخليج النيل المنبعث من قاصية السودان… وكان الذي استجاب لهم ودان بالطاعة والانقياد من عرب الفلاة فقط وأممهم الذين ينتجعون الكلأ في مجالات القفر الممتد من ثغور المغرب القبلية إلى ممالك السودان بالجنوب نيفاً وأربعين ألف خيمة([7]).
([7]) عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 80 .

اتفقنا فى السابق كما اكد سيمو ان ممالك السودان ليست هى سودان اليوم

ثانيا نهر النيل يمتد من شمال السودان الى جنوبه كما انه يخترق حدود احد عشرة دولة

اخيرا هذا ايضا لا يثبت سيطرة المملكة على النوبة

على العكس ربما يؤكد ما ذكرت فى السابق من وصول حدودها الى النوبه فقط.
 
عودة
أعلى