تناول التحديات التي تواجه التصنيع الحربي العربي في «مقعد» الناظر
الوزير سيد مشعل: احذروا التشريعات الدولية الجديدة وعلينا الإسراع ببناء قدراتنا العسكرية
القاهرة - سجى عارف :
حول تحديات صناعة السلاح العربي دارت حوارات المقعد الفكري لمعالي السفير هشام ناظر بالقاهرة الذي استضاف به نهاية الأسبوع الماضي معالي المهندس سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي المصري، حيث تناول التحديات التي تواجه التصنيع الحربي في العالم العربي، كما حذّر وزير الإنتاج الحربي من أن المرحلة الحالية تعد من أخطر الفترات التي تمر بالوطن العربي في العصر الحديث؛ فنحن نواجه عدواً تقليدياً معروفاً إضافة للعدائيات الجديدة التي بدأت في الظهور ثم محاولات تطويق للوطن العربي سواء في الخليج أو البحر الأحمر، وكذا محاولة زعزعة الاستقرار في داخل الوطن العربي مع إثارة النعرات الطائفية والعرقية وأيضاً لم ولن ننسى الإرهاب وأخيراً القرصنة في البحر الأحمر وفي الخليج.
وقال: إن هذه الأخطار التي تحيط بالعالم العربي تفرض فرضاً قاطعاً على كافة الدول العربية بأن يكون الجامع الأكبر لها هو الأمن العربي وقوامه أمن المواطن العربي وأمن المصالح العربية وأمن الاقتصاد العربي وأمن الحدود العربية وحل المشاكل القائمة بما يتفق مع أهداف الدول العربية. وفي إشاراته إلى التحديات التي تواجهها صناعة السلاح العربي قال إذا نظرنا إلى قدرات التسليح العسكري العربي فسوف نكتشف توافر بعض القدرات وهذه القدرات تتركز أساساً في مصر والمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى التي دخلت حديثاً في التصنيع الحربي مثل الإمارات والأردن.
وكان هناك محاولات عديدة لتجميع القدرات العربية في التصنيع الحربي وكانت تجربة الهيئة العربية للتصنيع هي أول تجربة لمحاولة تجميع القدرات التصنيعية في العالم العربي ومحاولة تطويرها ولم توفق هذه التجربة لدواع سياسية نعلمها جميعاً.
والحقيقة أن الهيئة العربية للتصنيع نشأت في السبعينيات لم يكتب لها الاستمرار كهيئة عربية للتصنيع ولكن الآن هي قائمة وموجودة وتتبع مصر.
وصرح بأن البدايات الحقيقية المعاصرة للتصنيع الحربي في المملكة العربية السعودية جاءت على يد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1949م وهو نفس التوقيت في مصر ولكن البرنامج المصري كان طموحاً للغاية.
واستعرض معاليه تطور الإنتاج الحربي المصري منذ عام 1967م حين ساهم بشكل مؤثّر في حرب الاستنزاف على الرغم من أن معدلات النمو والتطوير كانت محدودة. وأشار إلى أن مصر في أوائل الثمانينيات بدأت استعادة التصنيع الحربي الثقيل وفي عام 79 بدأ بناء مصنع ضخم في صناعة الدفاعات الثقيلة وصناعة الدبابات.
وقال: إن مصر لديها مشروع طموح جداً يعيد التصنيع الحربي وتحتل حالياً موقعاً جيداً جداً كما تصنع الدبابة «ام وان ايه وان» بالتعاون مع الولايات المتحدة ولها نسبة تصنيع محلي كبير فيها فضلا عن تصنيع مدفعيات ثقيلة ومدفعيات متوسطة الأعيرة والذخائر التي تفي باحتياجات القوات المسلحة بنسبة كبيرة جداً لأنه لا يوجد قوات مسلحة على مستوى العالم تحقق اكتفاء ذاتياً.
وأوضح قائلاً: إن المملكة العربية السعودية تجمع دبابة ألمانية وبعض أنواع المدافع والذخائر.
وهناك في البلدان العربية قوام جيد للصناعات العسكرية تستطيع أن تحقق نوعاً من التكامل وعدم التكرارية في التصنيع الحربي.
وأكد الوزير أنه رغم ذلك كله فإنه لا يحقق طموح الوطن العربي إذا ما قورن بحجم الأخطار التي تهددنا ولا يتناسب معها هذا القدر من التصنيع وقال: إن التعاون العربي في التصنيع الحربي لا يزال محدوداً.
ونبّه الوزير إلى أن الأخطار في البحر الأحمر تتركز في تهديدات في الشمال وفي مداخله الجنوبية أيضاً ومحاولة زعزعة الاستقرار في اليمن ومحاولة تفتيته وتقسيمه ومحاولة احتلال أو الدفع بقوات أجنبية في اليمن، مشيراً إلى مؤتمر لندن في نهاية يناير الذي من بين أهدافه الواضحة هو الدفع بقوات أجنبية إلى اليمن وهو ما رفضته الحكومة اليمنية وقالت لن نسمح به. وأن قضية القرصنة في البحر الأحمر هي قضية مختلقة ولكنها تهدد الملاحة في البحر الأحمر وتهدد أمنه.
والبحر الأحمر كان دائماً بحراً عربياً بين المملكة ومصر واليمن والسودان وأن محاولة زعزعة الاستقرار به وهو أحد الأخطار التي تواجه العالم العربي.
وقال: إن الأخطر من ذلك هو محاولة الاختراق في عمق الدول العربية وتهديد أمنها الداخلي ومحاولة زرع الفتنة في الداخل مثل قضية الشيعة والسنة وقضية المسلمين والمسيحيين، وقضية العرقيات في العراق ما بين الأكراد والعرب، وقضية الزنج في السودان، وهي قضايا تستهدف عدم الاستقرار في المنطقة.
واعتبر أن قضية التسليح هي من القضايا الرئيسية التي تواجه العالم العربي وأن التقنيات تتطور بشكل سريع وأن ما نملكه اليوم قد يصبح متخلفاً تقنياً غداص، وضرب مثلاً بذلك في قضية الدفاع الجوي وما طرأ عليها من تغير، حيث كانت الصواريخ توجه للطائرات واليوم ظهرت الصواريخ المضادة للصواريخ، كذلك التحول نحو استخدام الطائرات دون طيار بكفاءة تفوق استخدام الطيارين وأبعاد تحليقها بعيدة جدا ومحاولة اكتشافها بالرادارات أصبحت صعبة وتحميلها بالصواريخ أصبح أكثر سعة ويمكنها أن تصل إلى مسافات كبيرة. وقال: إن هذا يفرض علينا تحدياً لتعميق التصنيع في مثل هذه الطائرات.
وحذَّر من أن التشريعات الدولية الجديدة سوف تفرض مزيداً من القيود ما يستلزم الإسراع في بناء القدرات العسكرية العربية.
http://www.al-jazirah.com/93144/fe22.htm
وأكد على أهمية تطوير التعليم كأحد مخرجات التنمية في الوطن العربي لمواجهة مجمل التحديات التي تواجه التنمية في المنطقة.
الوزير سيد مشعل: احذروا التشريعات الدولية الجديدة وعلينا الإسراع ببناء قدراتنا العسكرية
حول تحديات صناعة السلاح العربي دارت حوارات المقعد الفكري لمعالي السفير هشام ناظر بالقاهرة الذي استضاف به نهاية الأسبوع الماضي معالي المهندس سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي المصري، حيث تناول التحديات التي تواجه التصنيع الحربي في العالم العربي، كما حذّر وزير الإنتاج الحربي من أن المرحلة الحالية تعد من أخطر الفترات التي تمر بالوطن العربي في العصر الحديث؛ فنحن نواجه عدواً تقليدياً معروفاً إضافة للعدائيات الجديدة التي بدأت في الظهور ثم محاولات تطويق للوطن العربي سواء في الخليج أو البحر الأحمر، وكذا محاولة زعزعة الاستقرار في داخل الوطن العربي مع إثارة النعرات الطائفية والعرقية وأيضاً لم ولن ننسى الإرهاب وأخيراً القرصنة في البحر الأحمر وفي الخليج.
وقال: إن هذه الأخطار التي تحيط بالعالم العربي تفرض فرضاً قاطعاً على كافة الدول العربية بأن يكون الجامع الأكبر لها هو الأمن العربي وقوامه أمن المواطن العربي وأمن المصالح العربية وأمن الاقتصاد العربي وأمن الحدود العربية وحل المشاكل القائمة بما يتفق مع أهداف الدول العربية. وفي إشاراته إلى التحديات التي تواجهها صناعة السلاح العربي قال إذا نظرنا إلى قدرات التسليح العسكري العربي فسوف نكتشف توافر بعض القدرات وهذه القدرات تتركز أساساً في مصر والمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى التي دخلت حديثاً في التصنيع الحربي مثل الإمارات والأردن.
وكان هناك محاولات عديدة لتجميع القدرات العربية في التصنيع الحربي وكانت تجربة الهيئة العربية للتصنيع هي أول تجربة لمحاولة تجميع القدرات التصنيعية في العالم العربي ومحاولة تطويرها ولم توفق هذه التجربة لدواع سياسية نعلمها جميعاً.
والحقيقة أن الهيئة العربية للتصنيع نشأت في السبعينيات لم يكتب لها الاستمرار كهيئة عربية للتصنيع ولكن الآن هي قائمة وموجودة وتتبع مصر.
وصرح بأن البدايات الحقيقية المعاصرة للتصنيع الحربي في المملكة العربية السعودية جاءت على يد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1949م وهو نفس التوقيت في مصر ولكن البرنامج المصري كان طموحاً للغاية.
واستعرض معاليه تطور الإنتاج الحربي المصري منذ عام 1967م حين ساهم بشكل مؤثّر في حرب الاستنزاف على الرغم من أن معدلات النمو والتطوير كانت محدودة. وأشار إلى أن مصر في أوائل الثمانينيات بدأت استعادة التصنيع الحربي الثقيل وفي عام 79 بدأ بناء مصنع ضخم في صناعة الدفاعات الثقيلة وصناعة الدبابات.
وقال: إن مصر لديها مشروع طموح جداً يعيد التصنيع الحربي وتحتل حالياً موقعاً جيداً جداً كما تصنع الدبابة «ام وان ايه وان» بالتعاون مع الولايات المتحدة ولها نسبة تصنيع محلي كبير فيها فضلا عن تصنيع مدفعيات ثقيلة ومدفعيات متوسطة الأعيرة والذخائر التي تفي باحتياجات القوات المسلحة بنسبة كبيرة جداً لأنه لا يوجد قوات مسلحة على مستوى العالم تحقق اكتفاء ذاتياً.
وأوضح قائلاً: إن المملكة العربية السعودية تجمع دبابة ألمانية وبعض أنواع المدافع والذخائر.
وهناك في البلدان العربية قوام جيد للصناعات العسكرية تستطيع أن تحقق نوعاً من التكامل وعدم التكرارية في التصنيع الحربي.
وأكد الوزير أنه رغم ذلك كله فإنه لا يحقق طموح الوطن العربي إذا ما قورن بحجم الأخطار التي تهددنا ولا يتناسب معها هذا القدر من التصنيع وقال: إن التعاون العربي في التصنيع الحربي لا يزال محدوداً.
ونبّه الوزير إلى أن الأخطار في البحر الأحمر تتركز في تهديدات في الشمال وفي مداخله الجنوبية أيضاً ومحاولة زعزعة الاستقرار في اليمن ومحاولة تفتيته وتقسيمه ومحاولة احتلال أو الدفع بقوات أجنبية في اليمن، مشيراً إلى مؤتمر لندن في نهاية يناير الذي من بين أهدافه الواضحة هو الدفع بقوات أجنبية إلى اليمن وهو ما رفضته الحكومة اليمنية وقالت لن نسمح به. وأن قضية القرصنة في البحر الأحمر هي قضية مختلقة ولكنها تهدد الملاحة في البحر الأحمر وتهدد أمنه.
والبحر الأحمر كان دائماً بحراً عربياً بين المملكة ومصر واليمن والسودان وأن محاولة زعزعة الاستقرار به وهو أحد الأخطار التي تواجه العالم العربي.
وقال: إن الأخطر من ذلك هو محاولة الاختراق في عمق الدول العربية وتهديد أمنها الداخلي ومحاولة زرع الفتنة في الداخل مثل قضية الشيعة والسنة وقضية المسلمين والمسيحيين، وقضية العرقيات في العراق ما بين الأكراد والعرب، وقضية الزنج في السودان، وهي قضايا تستهدف عدم الاستقرار في المنطقة.
واعتبر أن قضية التسليح هي من القضايا الرئيسية التي تواجه العالم العربي وأن التقنيات تتطور بشكل سريع وأن ما نملكه اليوم قد يصبح متخلفاً تقنياً غداص، وضرب مثلاً بذلك في قضية الدفاع الجوي وما طرأ عليها من تغير، حيث كانت الصواريخ توجه للطائرات واليوم ظهرت الصواريخ المضادة للصواريخ، كذلك التحول نحو استخدام الطائرات دون طيار بكفاءة تفوق استخدام الطيارين وأبعاد تحليقها بعيدة جدا ومحاولة اكتشافها بالرادارات أصبحت صعبة وتحميلها بالصواريخ أصبح أكثر سعة ويمكنها أن تصل إلى مسافات كبيرة. وقال: إن هذا يفرض علينا تحدياً لتعميق التصنيع في مثل هذه الطائرات.
وحذَّر من أن التشريعات الدولية الجديدة سوف تفرض مزيداً من القيود ما يستلزم الإسراع في بناء القدرات العسكرية العربية.
http://www.al-jazirah.com/93144/fe22.htm
وأكد على أهمية تطوير التعليم كأحد مخرجات التنمية في الوطن العربي لمواجهة مجمل التحديات التي تواجه التنمية في المنطقة.
التعديل الأخير: