Assassin’s Mace
أسوء الكوابيس التى قد تعيشها أمريكا خلال القرن الحالى أو فى المستقبل القريب , سيناريو من تأليف و أخراج التنين
الصينى, هذا الكابوس يطلق عليه فى الصين أسم "مقصلة السفاح" أو ال"Assassin’s Mace". أما لماذا قد يكون هذا
السيناريو أسوء كابوس أمريكى؟ فالتاريخ وحده هو من سيجيبنا على هذا السؤال, والأمريكيون قارئون جيدون للتاريخ
بطبعهم, وجميع دراساتهم ومشاريعهم الأستراتيجية تعتمد على التحليل العلمى المدروس للفصول الساطعة من صفحاته.
فالرومان لم يعتبروا عبور القائد القرطاجى العظيم "هانيبال" لجبال الألب بأفياله سيناريو سئ أو مثير للأهتمام, الا عندما هاجمهم وطوق جيشهم الرومانى المتفوق عدة وعتاد فى المعركة الشهيرة "Cannae". والفرنسيون أيضا لم يعتبروا عبور الألمان لخطهم الدفاعى "ماجينو" سيناريو كارثيا ألا عندما عانوا من هزيمتهم المذلة فوق أطلاله. حتى الأمريكيين أنفسهم لم يعتبروا معركة بيرل هاربور الشهيرة سيناريو صعب ألا بعد انتهائها وتدمير أسطولهم والتأثير الأعلامى والشعبى لذلك على الجماهير الأمريكية. وعلى نفس الوتيرة لم يعتبر المخططون الأمريكيون فى بادئ الأمر سيناريو حرب العراق الأخير سيئا, وبدلا من خيال المشهد البهيج لسير الجنود الأمريكيون وسط شوارع بغداد ومقابلتهم من قبل أفراد الشعب العراقى بألقاء الورود و تحيتهم كمحررين لهم من الأستبداد والطغيان, أستيقظ الأمريكيون على الواقع المرير لهم الذين لاقوه من قتلى وخسائر فادحة فاضحة لحرب الشوارع وسط ضواحى بغداد الأبية.
وطبقا لقواعد وأسس الأستراتيجية الأمريكية التى قد نستشفها من التصريح الشهير ل "بول وولفويتز" سكرتير الدفاع الأمريكى الأسبق :
Our first objective is to prevent the re-emergence of a new rival. This is a
dominant consideration underlying the new regional defense strategy and
requires that we endeavor to prevent any hostile power from dominating a
region whose resources would, under consolidated control, be sufficient to
generate global power. These regions include Western Europe, East Asia, the
territory of the former Soviet Union, and Southwest Asia
والذى ندرك منه بكل وضوح الرفض الأمريكى التام لبزوغ قوة معادية تسيطر على أى منطقة بالعالم تسمح لها موارد هذه المنطقة بالتحول ألى قوة عالمية. خاصة فى مناطق مثل : غرب أوروبا, محيط الأتحاد السوفيتى السابق, شرق وجنوب أسيا. ومن هذه المنطلق وهذه العقيدة الأمريكية الراسخة يصبح سيناريو توجيه حرب أستباقية تجاه الصين ليس مستحيلا أو من فرض الخيال. ومن هذا المنطلق يلمع فى أذهاننا سؤالا أخر مهم.
لماذا الصين بالذات ؟؟ وأجابة هذا السؤال سنجدها هذه المرة موجودة فى حاضرنا الحالى.
- الصين , ومنذ عام 1978 , أصبح معدل نمو دخلها القومى فى حدود 9,4 %.
- 61 بليون دولار أستثمارات أجنبية مباشرة فى عام 2004.
- 851 بليون دولار ميزان التجارة الدولية , وهو الثالث على العالم.
- عجز التبادل التجارى الأمريكى مع الصين تخطى ال200 بليون دولار فى عام 2005.
- 750 بليون دولار صافى مخزون العملة الأجنبية الصعبة فى عام 2005.
- ثانى مستورد عالمى للبترول بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
- 442 ألف مهندس جديد و 48 ألف متخرج حاصل على درجة الماجستير و 8 ألاف حاصلين على درجة الدكتوارة كل عام , مقابل فقط حوالى60 ألف مهندس جديد كل عام فى الولايات المتحدة الأمريكية. "Howard French"
- فى عام 2004 ولأول مرة تتخطى الصين الولايات المتحدة الأمريكية فى حجم تصدير التكنولوجيا المتقدمة حول العالم, ففى هذا العام تخطت الصين أمريكا بحوالى 34 بليون دولار, و أرتفع الرقم الى 36 بليون دولار فى عام 2005. طبقا لل"الأكونوميست" فى 17 ديسمبر 2005.
"The Economist, Dec 17, 2005"
- حوالى 20 ألف مؤسسة تصنيعية جديدة تظهر فى الصين كل عام.
- تملك الصين حجم علاقات وتعاملات مالية مع أمريكا يبلغ حوالى 252 بليون دولار (مقارنة ب 48 بليون دولار فقط مع هونج كونج على سبيل المثال).
- من ضمن الخمسة عوامل الرئيسية فى الطعام و الطاقة والصناعة وهم (الحبوب , اللحم , البترول , الفحم و الحديد), تخطى الأستهلاك الصينى نظيره الأمريكى فيهم كلهم ماعدا البترول. "Lester Brown"
- فى عام 1996 كان لدى الصين 7 مليون مستخدم للهاتف النقال مقابل 44 مليون فى أمريكا, الأن الصين لديها عدد مستخدمين للهواتف النقالة أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية." Jeff Sloan"
- الصين لديها الأن تريليون دولار فى مخزون الأدخار الشخصى ومعدل ادخار يصل الى حوالى 50 % مقابل 158 بليون دولار و معدل أدخار يصل الى 2 % فى أمريكا." The Wall Street Journal, Nov 19, 2005"
- مدينة شنغهاى الصينية أصبح لديها حوالى 4 ألاف ناطحة سحاب , ضعف العدد الموجود فى مدينة نيويورك الأمريكية." The Wall Street Journal, Nov 19, 2005"
- الخبير العالمى "جولدمان ساكس" يتوقع ان يتخطى الأقتصاد الصينى نظيره الأمريكى فى جميع الأوجه والوجوه بحلول عام 2041.(وربما قبل حلول ذلك العام يا جولدمان J)
كل هذه الحقائق المرعبة للمحللين والنقاد و الخبراء الأستراتيجيين الأمريكيين تجعل من الصين القوة المعادية الأكثر تهديدا للهيمنة الأمريكية على الأقتصاد والسياسة العالمية.
لذلك قبل أن يتفوق الأقتصاد الصينى على نظيره الأمريكى , وقبل أن تبنى الصين ألة عسكرية تتحدى السيطرة الأمريكية على العالم كقوة كونية وحيدة. رأى كبار الخبراء والمخططين الأمريكيين أصحاب "مشروع القرن الأمريكى الجديد"
(“Project for the New American Century”)
أطلاق سيناريو مشروع "الحرب الأستباقية" ضد الصين , وكمقدمة لأفتتاح هذا المشروع دفعت أمريكا تايوان لأعلان أستقلالها. ولكن الصين على الجهة الأخرى من المحيط , توقعت و أعدت نفسها لمثل هذا الحدث الكبير, وبعد مشهد عملية "خليج تايوان"أو ال “Operation Summer Pulse – 04” حيث كانت قمة الدراما عندما تواجدت 7 مجموعات حاملات طائرات أمريكية فى منتصف يوليو وخلال أغسطس من عام 2004 حول حدود المياه الأقليمية الصينية, بدء المخططون والخبراء الصينيون الأعداد لمواجهة أكثر الكوابيس رعبا لهم, وهو وبكل تأكيد " أحتمالية مواجهة 15 مجموعة قتالية لحاملات طائرات , 12 من الولايات المتحدة الأمريكية بالأضافة الى ال 3 مجموعات الخاصة بأقرب حلفائها (بريطانيا), وقد أطلق الخبراء الصينيون مصطلح "assassin’s mace" أو "مقصلة السفاح الصينى"على استراتيجيتهم المضادة لمواجهة وهزيمة خمسة عشر مجموعة أو أكثرمن مجموعات حاملات الطائرات الغربية.
وهذا السيناريو يتضمن تنسيقا استراتيجيا كاملا ضمن خطة معدة مسبقة لتوزيع الأسلحة والقوات مع كل حلفاء الصين المناهضين للهيمنة الأمريكية حول العالم بما يشمل روسيا و أيران وغيرهما.
ولنشاهد معا بعض فصول هذا السيناريو الخيالى المرعب لكل العالم , كما رأته عيون أحد هؤلاء الخبراء العالميين "Victor N. Corpus" والذى نشره بالأوساط الغربية فى30 مارس 2006.
ليثير كل مشاعر التوجس والخيفة والرعب من هذا التنين الصينى الشرس ونموره المتوحشه.
الفصل الأول
المشهد الأول :
فى أحد أمسيات مستقبلنا القريب يستيقظ العالم , وتتسابق وكالات الأنباء العالمية على أذاعة الخبر المفجع والمفاجئ لكل الأوساط الأعلامية , الصين وبعد الأحداث الساخنة المتلاحقة والتصعيد السياسى مع تايوان تطلق مجموعة كبيرة من الهجمات الصاروخية المتواصلة التى تشل مفاصل دولة تايوان , سلسلة كاملة من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى المحملة بباقة مختلفة من الرؤوس الحربية سواء التقليدية , المضادة للرادار, الغازية الحرارية أو الكهرومغناطيسية , والتى تصيب كل القواعد العسكرية , مراكز القيادة والسيطرة الألية , مناطق الدعم اللوجيستى , المصانع الحربية الحيوية , المطارات العسكرية , المؤسسات الحكومية و الأستخباراتية الرئيسية فى مختلف أنحاء تايوان.
المشهد الثانى :
على شاشاتهم الأليكترونية العملاقة لمركز القيادة والسيطرة للدفاع الجوى بشمال أمريكا (NORAD) يراقب الضباط -ذوى الرتب العسكرية المثقلة بالنجوم- وعن كثب وتحفز النقاط المضيئة التى تمثل السبع مجموعات الأمريكية والمجموعاتان
البريطانية لحاملات الطائرات وهم يشقون طريقهم تجاه بحر الصين مع وجود ثلاثة مجموعات أمريكية أخرى تتجه الى الخليج العربى, بينما الحاملتان الأمريكيتان الباقيتان والحاملة البريطانية الأخيرة يظلان فى المحيط الهندى كأحتياطى أستراتيجى لهم.
المشهد الثالث :
وفى أثناء تقدم حاملات الطائرات, تكشف الصين أحد كروت اللعبة الخفية, عندما تسرب لوسائل الأعلام العالمية خبر تخليها عن الدولار الأمريكى وتوجهها للتعامل باليورو والذهب.
وفى هذا الأثناء, وبينما مازال أصدقائنا الأمريكيون بال (NORAD) يراقبون فى غبطة على شاشاتهم الصور المنقولة عن طريق رادارات الأقمار الصناعية لسفن السطح الحربية الصينية وهى تتراجع أمام التسع مجموعات من حاملات الطائرات لقوات التحالف التى تتقدم فى بطء و أصرار تجاه بحر الفلبين والمياه الأقليمية الصينية.
الفصل الثانى
الغبطة والنشوة الأمريكية المبالغ فيها سرعان ما تنقلب فجأة الى صدمة ورعب عندما تختفى الصور من جميع الشاشات الألكترونية, و تموت جميع الأتصالات التى تتم عن طريق الأقمار الصناعية, وعندها فقط تكون الصين قد كشفت عن ثانى كروت اللعبة الخفية , وتكون ابتدأت أول مفاجاءات المسرحية الميلودرامية "مقصلة السفاح الصينى", ويتم تحقيق ذلك عن طريق:
- تنشيط أقمارها الصناعية الصغيرة "الطفيلية" العالية الحركية -maneuverable “parasite” microsatellites - التى تقوم بالألتصاق بأقمار الأتصالات العسكرية الأمريكية, وتقوم أما بالتشويش عليها , أعمائها أو تدميرها.
- تستكمل هذه العملية الشديدة التعقيد بواسطة ألغام فضائية -space mines- تناور فى الفضاء وتقترب من الأقمار الصناعية الأمريكية وتنفجر.
- محطات أرضية سرية لأسلحة ليزر روسية وصينية تقوم فجأة بالنشاط لأعماء أو أسقاط الأقمار الصناعية الأمريكية والبريطانية التى تستخدم فى القيادة والسيطرة وعمليات الأستخبارات والبحث والأستكشاف (C4ISR).
- الاستخدام الواسع لمنظومة الصواريخ الصينية الخاصة المضادة للأقمار الصناعية.
- وللتأكد من الأعماء الكامل لمنظومة السيطرة والقيادة الألية يقوم مئات من محاربى المعلوماتية الروس والصينيين (قراصنة انترنت) –ممن تدربوا تدريبا خاصا و حرفيا- بمهاجمة أنظمة ال (C4ISR) الغربية.
الفصل الثالث
على ضفاف نهر أحد وديان الصين القديمة, يتراءى أمام أعيننا المتلصصة الحذرة المشهد المبهر للمحارب الصينى الأسطورى التاريخى وهو ينال من خصمه العنيد متبعا أسلوب ال "Assassin’s Mace", وهو أسلوب لا يعنى فقط السلاح الدفاعى الذى يستخدم لتعمية الخصم الأقوى مؤقتا, ولكن هناك معنى أخر لكلمة " Mace" فى الصينية القديمة, وهو تلك الذراع المسننة التى تستخدم فى النيل من الخصوم -فى الأزمنة الغابرة- عن طريق الأطاحة بالرؤوس و أقتلاعها من فوق أكتافها, وبتطبيق ذلك المصطلح على العصر الحالى ستكون تلك الذراع المسننة فى خطة "مقصلة السفاح الصينى" هى :
- الصاروخ الباليسيتى الصينى دونج فنج 21 دى (قاتل حاملات الطائرات).
- صواريخ الكروز (الفوق صوتية) الفائقة السرعة الحركية - supersonic cruise Missiles - القادرة على أغراق وحدات مجموعة حاملة الطائرات.
- الطوربيدات الصاروخية (شاكفال) - SHKVAL rocket torpedoes- الغير قابلة للأيقاف.
- الألغام البحرية الصاروخية الدفع –rocket-propelled mines- الصاعدة بسرعة من الأعماق.
- طائرات شبحية تطلق صواريخ مضادة للسفن وطائرات بدون طيار تقوم بهجمات أنتحارية فى قلب مجموعة حاملات الطائرات.
لذلك سوف يكون المشهد الأول من هذا الفصل كالتالى :
فقط وبعد ثوانى معدودة من تعمية جميع شاشات مركز ال (NORAD), مئات من صواريخ الكروز الفائقة السرعة والعالية الدقة (YJ12s, YJ22s, KH31A/Ps, YJ83s, C301s,C802s, SS-N-22s, SS-NX-26/27s, 3M54s & HN3s) والصواريخ الباليستية المضادة للسفن (DF7/9/11/15s, DF4s, DF21X/As/D) تنطلق من منصاتها المختلفة فى البر والبحر والجو لتصيب اهدافها المنتقاه بدقة من مجموعات حاملات الطائرات المتمركزة فى بحر الصين, فنجد أن كل حاملة طائرات ستستقبل حوالى مايزيد عن دستين من الصواريخ الكروز العالية السرعة والدقة يلحقها وفى نفس الوقت دفعات من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن المتوسطة والبعيدة المدى.
وتعتبر الصين تلك الصواريخ الفوق صوتية العالية السرعة ثالث كروتها الرابحة فى هذه اللعبة ضد غريمتها الولايات المتحدة الأمريكية والمسماه فى عرفهم بال "Assassin’s Mace", وصواريخ الكروز هذه تستطيع ان تحمل رؤوس تقيلدية تزن من 440 الى 750 رطل أو ما يعادل 200 كيلو طن من الرؤوس النووية التكتيكية (عشرة مرات أقوى من قنبلة هيروشيما)- و أن كان أستعمال الرؤوس النووية قد يكون مستبعدا فى هذا السيناريو- وتلك صواريخ الكروز سوف نراها تتسابق نحو مجموعة حاملة الطائرات بسرعة أكبر من ضعفى سرعة الصوت (تلك السرعة قد تصل الى عشرة مرات ضعف سرعة الصوت فى حالة صاروخ الدونج فنج 21 دى), ويمكن أضافة اليها الرؤوس الكهرومغناطيسية (والتى سوف تعطب جميع الأجهزة الأليكترونية والحاسبات الألية على متن السفن الأمريكية) أو حتى رؤوس قنابل التفجير الغازية (القادرة على محو جميع العاملين على سطح السفن والحاملات دون المساس بالمنصات نفسها), وبذلك تستطيع القوات الصينية تكوين كوكتيلا مرعبا من الرؤوس الحربية تتوجه نحو تشكيل مجموعات حاملات الطائرات, ولو تم أطلاق هذه الباقة القاتلة من الصواريخ من المنصات الطائرة أو من الغواصات وليس فقط من منصات ثابتة على البر, سوف يتخطى مداها وبكل سهولة ألاف الكيلومترات. وفى الحقيقة الغواصات الصينية والروسية الشبحية الخفية تستطيع ايصال تلك الحمولات النووية والتقليدية المدمرة للأراضى الأمريكية ذاتها وليس فقط لحاملات الطائرات.
فهل تملك حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية دفاعا ضد هذه الصواريخ الفوق صوتية الخرافية السرعة؟؟
الأجابة هى : لا حتى الأن , ولو استطاعت الصين ايصال مثل هذه الصواريخ الى حاملات الطائرات, فليست لدى الحاملات أى أمل فى مواجهتها, لأن منظومة مدافع الفالنكس (The Phalanx) أو المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ مثل أيجيس (Aegis ship defense systems) قد تكون فعالة ضد صواريخ الكروز التحت صوتية (subsonic cruise missiles) مثل صواريخ الاكسوسيت أو التوماهوك أو الصواريخ الباليستية خارج نطاق الغلاف الجوى (exo-atmospheric ballistic missiles), ولكنها لن تكون بالكفائة ذاتها أماما صواريخ الكروز المضادة للسفن مثل الياخونت ,الجرانيتس , الموسكيت أو الباليسيتى المرعب الدونج فنج 21 دى, ممن تزخر بهم ترسانة الصواريخ الصينية الأن.
المشهد الثانى:
فى قاع بحر الصين يقترب قطيع ذئاب مكون من اقوى غواصات الصين شبحية, تقترب فى خبث مطوقة فريستها من غواصات الحماية الخاصة بمجموعة حاملات الطائرات, أو حتى حاملات الطائرات أنفسها, مطلقه طوربيداتها الصاروخية (شاكفال) التى يصل وزن الواحد منها الى 6 ألاف رطل, وينطلق بسرعة 200 عقدة بحرية ليصل الى مدى يقارب ال 7500 ياردة وبتوجيه ذاتى كامل, وهى طوربيدات مصممة خصيصا لأغراق الغواصات النووية والسفن الحربية الكبيرة, وللأسف لايوجد حتى الأن لدى الغواصات أو سفن السطح الأمريكية أو البريطانية أى وسيلة دفاع تجاه هذا الجيل الجديد من الطوربيدات الصاروخية.
المشهد الثالث :
أحد مجموعات حاملة الطائرات و أثناء مرورها بأحد الممرات البحرية ببحر الصين أو بحر الفلبين تفاجى بمئات من الألغام البحرية الصاروخية –الصعبة الأكتشاف- والموضوعة بعناية ومخفاه بدهاء شديد تنطلق بسرعة عالية تجاه السطح لتصيب التشكيل بأصابات مؤلمة. وهذه الألغام الشديدة التعقيد (EM-52s) قد تم وضعها من قبل الغواصات الصينية قبل ألتهاب الأحداث مع تايوان و كتوقع للحدث الجلل الذى سوف يلحقها بتواجد درر تاج البحرية الأمريكية فى ساحات الصين البحرية.
المشهد الرابع :
أخيرا وفوق كل المشاهد المؤلمة السابقة, ستتعرض مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية المثقلة أساسا بالجراح لهجمات جوية شرسة, سواء بضربات ميكروسكوبية جراحية شديدة الأنتقائية بواسطة طائرات الصين الشبحية, أو حتى عن طريق أغراق انتحارى شامل بمئات وربما ألاف من طائرات الصين المقاتلة القديمة والتى تم تحويلها الى طائرات انتحارية بدون طيار تغطس بأسلوب الكاميكازى اليابانى الشهير فى قلب مصدر فخر البحرية الأمريكية.
وفى نهاية هذه المشاهد المركبة المتلاحقة وفى اقل من ساعة من الزمن من أطلاق دفعات الأغراق الصاروخى الصينى والتى نزلت كالمطر الأسود على الأرمادا الأمريكية والبريطانية, سنجد معظم حاملات الطائرات وفريقها من الطرادات وسفن القتال و صواريخ الكروز والغواصات المصاحبة لها, أما معطلة أو تحترق أو تغرق, محولة بحرى الصين والفلبين الى أخراج جديد عصرى لمعركة هانيبال التاريخية “Battle of Cannae” والتى فاجئ فيها الأمبراطورية الرومانية القوة الوحيدة المسيطرة على العالم فى وقتها.
الفصل الرابع
المشهد الأول (المسرح الروسى) :
وفى هذه الأثناء وبعد الأنسحاب الأستراتيجى لقوات الدفاع الصينى من على سواحل الصين, فأنها سوف تساعد وتدعم المئات وربما الألاف من قواعد الدفاع الجوى المركزية الأرضية البعيدة المدى (SA-10s, SA-15s, & SA-20s) بما تملكه تشكيلا تلك القوات من منظومات صواريخ الدفاع جوى المتنوعة (قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى).
تطبيقا لمبدأ الدفاع النشط "active defense" ولكى تشكل الصين ضغطا على قواعد ومراكز الدعم اللوجيستى الأمريكى فى المنطقة, تقوم الصين بهجمات صاروخية دقيقة وقوية لقواعد الولايات المتحدة الأمريكية فى اليابان وكوريا الجنوبية وجوام و أوكيناوا و دييجو جارسيا و أوزباكستان وقيرغيزستان. مغرقة هذه القواعد بشلال منهمر من صواريخ مسلحة برؤوس كهرومغناطيسية و قنابل غازية ورؤوس تقليدية. تحقيقا للمبدأ الصينى الحربى العتيق "أحصل على النصر بضربة واحدة " أو "Win victory with one strike"
وفى نفس الوقت تتجلى قمة خطة التعاون الأستراتيجى الصينى الروسى فى مواجهة التحالف الأنجلوساكسونى, عندما ترفع حالة الأستعداد القصوى فى قواعد الصواريخ النووية العابرة للقارات و الغواصات الحاملة لتلك الصواريخ فى كل من روسيا والصين , تزامنا مع الترابط مابين شبكتى الدفاع الجوى الأقليمى لكلا الدولتين, أستعدادا للدفاع والرد فى حالة أتخاذ قرار الهجمات النووية من قبل أمريكا أو بريطانيا (و أن كان قرارا مستحيلا على أى قائد سياسى غربى أتخاذه لما سيترتب عليه من قيام الحرب العالمية النووية وفقدان الملايين من الضحايا المدنيين فى كلا المعسكرين المتناحرين).
المشهد الثانى (مسرح الشرق الأوسط):
وفى نفس هذه الأثناء, وبناءا على تعاون وتخطيط مسبق مع روسيا والصين. يقوم حلفاء الدولتين فى منطقة الشرق الأوسط وما حول الخليج العربى, بمهاجمة الثلاث مجموعات لحاملات الطائرات المتواجدة بالخليج العربى بواسطة ترسانة متعددة من صواريخ الكروز الفائقة السرعة مثل الياخونت والجرانيت والموسكيت ومن منصات اطلاق متعددة سواء منصات أرضية أو طائرات قاذفة أو غواصات ديزل. مدعومة بالألغام الصاروخية الدفع. والتى سوف تشكل ضحالة مياه وضيق مساحة الخليج العربى عوائق جغرافية وجيولوجية طبيعية للحاملات والتى اصبحت تشبه بقطيع من البط الضخم القابع بهدوء على صفحات الخليج. ويسوء الأمر أكثر بمهاجمة ناقلتى بترول أمريكيتين وتدميرهم تدميرا تاما أثناء عبورهما بمضيق هرمز. مما شكل تهديدا كبيرا على مصادر البترول الرئيسية للولايات المتحدة الأمريكية.و ضغطا شديدا على الرأى العام الأمريكى و الغربى نظرا لفتح مسرحا ثانيا مؤلما وحساسا جدا للأحداث.
المشهد الثالث (مسرح أسيا الوسطى):
تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها فى نيران جبهة ثالثة تفتح فى أسيا الوسطى, وبعد سلسلة من هجمات صاروخية مركزة مزودة برؤوس كهرومغناطيسية وقنابل تفجير غازية على قواعد الولايات المتحدة الأمريكية الموجودة بوسط أسيا, نجد هذه القواعد تحتل بهجمات سريعة خاطفة من أربعة فرق ميكانيكية تنطلق من منطقة ممر ييلى كورجاس الصينية يتم تدعيمها بفرق مدرعة روسية تقود قوات متعددة الجنسيات من منظمة تعاون شنغهاى " the Shanghai Cooperation Organization (SCO)" والتى تضم دول ( كازاخستان , طاجكيستان , أوزباكستان , كيرجيزستان). ويتم أجتياح القواعد الامريكية بالمنطقة ولا تستطيع دول أسيا الوسطى معارضة النفوذ الروسى الصينى. و أن كانت هذه الخطوة بالذات وفتح هذه الجبهة قد يكون دافعا لجر أقدام معظم دول حلف الناتو للغوص فى أتون سيناريو هذه الحرب العالمية.
الخاتمة
وفى مجرد أيام أو حتى ساعات قليلة تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها تعيش أكبر كوابيسها جهارا نهارا, عندما تتشابك هذه المشاهد الدرامية مع بعضها البعض, لتجد أمريكا القوة العظمى الوحيدة المهيمنة على العالم نفسها متورطة وبقوة فى ثلاثة جبهات كبرى (جنوب شرق أسيا, أسيا الوسطى, الشرق الأوسط) وتتلقى الضربات الموجعة من هنا وهناك, ربما تكون الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أقوى ألة حربية مرعبة فى العالم , ولكن ليس من المستبعد جدا هزيمتها من دولة أو مجموعة دول أقل قوة منها, وذلك عن طريق تجنب نقاط قوتها وأستغلال نقاط الضعف فى أستراتيجيتها, وتحقيق أحد المبادئ اأخرى للعسكرية الصينية وهو "أنتصار الأضعف على الأقوى"أو "Victory through inferiority over superiority", أحد أشهر خبراء الأستراتيجية الصينية "شانج مينيكسيونج" يشبه ذلك بالملاكم الصينى العالم بنقاط جسم الأنسان الحيوية, والذى يستطيع أسقاط خصوما أقوى منه أرضا بواسطة أقل عدد من الحركات القتالية الممكنة.
وربما قد يكون الجزء الأكثر تعاسة لهذا السيناريو فى أعين المراقب والمشاهد الأمريكى, هو أنه حتى وبعد أدراك خبرائهم الأستراتيجيين أن الأداة الرئيسية فى فرض هيمنتهم على العالم (حاملة الطائرات) أصبحت معرضة للخطر والخروج من معادلة الصراع بواسطة خطة "مقصلة السفاح الصينى", الا انه فى نفس الوقت أمريكا لن تستطيع ببساطة تغيير الأستراتيجية أو التخلى عن هذه الماكينة العسكرية العملاقة, لأن ذلك يعنى فقدان مئات البلايين من الدولارات تم أستثمارهم فى هذه المنظومات التسليحية العالية التعقيد, ناهيك عن تأثير لوبى شركات التسليح والتعاقدات الطويلة الأمد, وقد يكون أيضا الأعتراف بالعجز الأستراتيجى أمام الرأى العام عائقا كبيرا لسلطات وزارة الدفاع هناك, ومن الناحية الأقتصادية والأجتماعية فقدان مئات ألاف الوظائف وفرص العمل المتعلقة بهذه الأليات العسكرية يمثل عائقا لا يحتمل أمام دوائر صنع القرار. كل هذه العوامل ستكون ضريبة أى قرار يتخذ بتوقف مشروع بناء حاملات الطائرات الأمريكية والتخلى عنها لنظام جديد مبتكر يتصدى للتحديات المستقبلية. ويحقق النصر والنجاح الأكيد فى أى صراع مستقبلى كبير مع أى قوة متقدمة تكنولوجيا.
السؤال الختامى الذى يطرح نفسه الأن.
هل هذا السيناريو قد يكون مستحيلا؟ وأن الصين لن تستطيع تحقيقه فعلا على أرض الواقع.
الأجابة هى (وبحسب كلمات فيكتور كوربوس حرفيا) : للأسف لا
لأن الصين الأن لديها القدرة التقنية والأقتصادية على التصنيع الكمى الهائل لمئات ان لم يكن الألاف من صواريخ الكروز الحديثة الفوق صوتية و الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطوربيدات الصاروخية (شاكفال) والتى لا تمتلك حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية أى وسيلة دفاع تجاهها. على الجانب الأخر تمتلك الهند وباكستان وأيران نفس هذه الصواريخ ومنصات أطلاقها المختلفة القادرة على تدمير أى سفينة تمر بالخليج العربى والخليج الهندى. الصين وروسيا سوف يلعبان فوق أراضى يعرفونها جيدا وقريبة من مناطق نفوذهم على عكس الولايات المتحدة ومن ورائها قوات حلف الناتو التى سوف تضطر لعبور المحيط الأطلنطى والمحيط الهادى لتحقيق الدعم اللوجيستى لقواتها بخطوط أمداد و أتصالات طويلة ومعرضة لهجمات عدائية كثيرة.
لذلك لو ارادت الولايات المتحدة الأمريكية أتخاذ طريق الحرب الأستباقية الوقائية لتحقيق الزعامة والريادة العالمية فعليها أن تتحمل تلك النتائج ولن تحميها ألاتها الحربية المتقدمة من شر الهزيمة من قوى أخرى أقليمية. أما الطريق الأخر لتحقيق الزعامة العالمية , وعلى طريقة اليوتوبيا , فهو بأستغلال أمريكا لثروتها وقوتها وتأثيرها لتحقيق الصالح والمنفعة لشعوب هذا الكوكب. وتشن حربا كبيرة عارمة واسعة النطاق, على الفقر والجهل والمرض, ولو فعلت ذلك لنالت قلوب وعقول البشر فى جميع انحاء الأرض , لتحقق الريادة الحقيقية للعالم, وتمنع الأرهاب الموجه تجاه أراضيها ومصالحها, وهذا الطريق المثالى فى الحقيقة هو الحل الوحيد للتغلب على ظاهرة الأرهاب الدولى التى تحكم قبضتها على العالم حاليا, وكانت الولايات المتحدة نفسها أول من وضعت حجر الأساس له, فهل مازال ممكنا على الادارة الأمريكية سلوك هذا الطريق الوردى الحالم خلال القرن الواحد والعشرين , أم فات الوقت, وأصبح السيناريو والطريق الأخر المظلم نهاية حتمية ؟؟
منقول من الأستاذ العزيز المشير فشكرا له على قبول الطلب..