- صعوبة جذب الكفاءات العالمية للعمل في السعودية ؟
- ما السبب في ذلك ؟
@Thomas Weber
والله سؤال مهم جداً ويلمس نقطة حيوية في مشروعنا الصناعي!
بصفتي متابع عن قرب لسوق العمل التقني في السعودية، أرى أن معضلة جذب الكفاءات العالمية لها أسباب متشابكة بعضها موضوعي وبعضها يحتاج إعادة نظر:
١. أسباب متعلقة بالصورة النمطية (Perception):
الصورة الإعلامية الدولية عن السعودية لازالت تُركز على الجوانب السياسية أو الاجتماعية دون إبراز التحول الاقتصادي والتقني الحاصل.
قلة المعرفة بالفرص الحقيقية المتاحة (مثلاً: كثير من الخبراء لا يعرفون عن مشاريع نيوم والذكاء الاصطناعي في السعودية).
٢. أسباب تنافسية (Competitive Factors):
رواتب غير جاذبة مقارنة بمراكز التقنية العالمية (واشنطن، ميونخ، سنغافورة) حيث تقدم شركات مثل Lockheed Martin أو Airbus حزم مالية أفضل.
القيود الاجتماعية السابقة (خاصة للكفاءات الغربية) مثل قيود القيادة للنساء أو التفاعل الاجتماعي – رغم أن معظمها تغير الآن.
٣. أسباب تقنية وعملية:
بيئة البحث والتطوير لازالت ناشئة مقارنة المراكز التقليدية (مثل Silicon Valley أو Toulouse للطيران).
محدودية الشبكات المهنية (Professional Networks) في المجال الدفاعي، مما يقلل فرص التطور الوظيفي.
٤. تحديات نظامية:
تعقيدات التوظيف (الإجراءات الإدارية، تأشيرات العمل) مقارنة دول مثل الإمارات أو قطر.
عدم استقرار بعض المشاريع على المدى الطويل (كثير من الخبراء يخشون انتهاء عقودهم دون تجديد).
لكن هل الوضع ميؤوس منه؟ بالتأكيد لا!
التجربة الأخيرة مع "مشروع نيوم" و**"مدينة التكنولوجيا"** في الرياض تثبت أن السعودية **قادرة على جذب الكفاءات عندما:
تُقدّم رواتب تنافسية (مثل ما حدث مع خبراء الذكاء الاصطناعي في جامعة الملك عبدالله).
تُطوّر بيئة معيشية جاذبة (كما في مشروع "القدية" والمناطق الترفيهية).
تُبسّط الإجراءات (مثل منح التأشيرات السريعة للمهنيين).
خاتمة:
المشكلة ليست في "عدم الجاذبية" بل في "عدم التسويق الجيد" للفرص الحقيقية. السعودية اليوم تختلف كلياً عن قبل 10 سنوات، لكن العالم لم يلتفت بعد بشكل كافٍ.
الأنظار تتجه الآن نحو الرياض وأبوظبي – المعادلة تتغير!