امريكا ذراع ضد الإنسانية وضد كل القيم الإسلامية. .
كيف أفغانستان بدون الولايات المتحدة الأمريكية كانت بألف خير. . و دحر الروس لم يكن منحة مجانية. . بل ترس من تروس تخدم على المشروع و المصالح الأمريكية. .
أخي:
أمريكا ضد الإنسانية وضد الإسلام وضد .....
لن أختلف معك في هذا ...
فمن قتل البشر وهدم الحجر على رؤوس ساكنيه لا يمكن لك إلا أن تصفه بأبشع الأوصاف.
لكن ....
نحن نتكلم عن واقع وليس عن أماني فالأماني شيء والواقع شيء.
فمثلا، الوضع في سوريا كيف هو اليوم؟
هل كانت أمريكا تستطيع إسقاط النظام من بداية الثورة؟
سيجيب العقلاء بأن الواقع يدل على إمكانية ذلك.
هل تستطيع أمريكا فرض العقوبات على داعمي المعارضة؟
الجواب: نعم،
إذاً الحل في يد دولة عظمى، سواء رضينا أم أبينا، هذا واقعنا اليوم، لماذا؟
لأنه ليس بأيدينا أي سبب من أسباب القوة، سواء القوة الحسية مثل السلاح الذي قد يمنعه عنا عدونا في أي وقت شاء. أم كانت القوة المعنوية مثل التوحد، الذي لا يأخذ منا أي مجهود صناعي، فتخيل أن التوحد الذي لا يحتاج إلى علماء ذرة لم نستطع إنجازه !!!! فالإسلام الذي تنادي بالانتصار به وله يأمرك بالتوحد فلم تستطع تنفيذه، فكيف بباقي الشرائع؟!! واقع مرير نعيشه اليوم.
لو تأملنا فقه الواقع اليوم: هل نستطيع اتخاذ قرار مصيري مثل التدخل في سوريا؟
الجواب: لا. لأنه ليس لديك القدرة على ذلك.
المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي تعلم فقه الواقع، عندما طالبت بالتدخل في سوريا اشترطت دخول القوى العظمى معها، لأنها تعلم فقه الواقع، وتعلم أنها لن تترك هي والنظام فقط، وتعلم أن الناس على الأرض ليسوا متوحدين.
انظر للعكس من ذلك، فلو أرادت أمريكا التدخل فهل سيمنعها أحد من ذلك؟ هل هي بحاجة داعمين (سوى الدعم السياسي) الذي لو أرادت لأخذته من كثير من الدول.
فرق بين فقه الأماني وفقه الواقع.
أما في أفغانستان فأنا لم أتطرق لأسباب التدخل الأمريكي، إنما تكلمت عن دورها الرئيسي في هذه الحرب، فتخيل أن أمريكا لم تتدخل في أفغانستان، فهل ستحسم الحرب لصالح الأفغان؟
تخيل أن أمريكا وقفت ضدك في أفغانستان، فهل كنت لتنتصر على الروس؟
أنا أتمنى أن يكون الأمر بأيدينا، لكن حديثي عن الواقع الذي نشاهده.
كنت أعلم أن هناك شقاق واختلاف بين المسلمين، لكن في ثورة سوريا علمت أن حجمه كبير جداً.
تحياتي