في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي تحولات جذرية في موازين القوة العسكرية، خاصة مع بروز دولتين عربيتين استطاعتا إثبات تفوقهما الميداني والاستخباراتي في بيئتين مختلفتين: الجزائر في شمال إفريقيا، والسعودية في الشرق الأوسط. كلا البلدين تمكّنا من إحباط محاولات معقّدة لاختراق مجالهما الجوي أو المساس بسيادتهما، لكن هذا النجاح لم يمرّ مرور الكرام لدى بعض القوى الإقليمية والدولية التي ترى في صعود القدرات العسكرية العربية تهديدًا لنفوذها أو مصالحها.
مصادر ميدانية وتقارير أمنية متقاطعة تشير إلى أنّ حادثة محاولة اختراق الأجواء الجزائرية من قبل مسيرة تركية الصنع تمّ استخدامها من قبل جهات انقلابية في مالي لم تكن سوى جزء من عملية استخباراتية مركّبة.
الهدف منها لم يكن عسكريًا بحتًا، بل سياسيًا إعلاميًا بالدرجة الأولى: تشويه صورة الجزائر وإضعاف ثقة الرأي العام الإقليمي بقدرات الدفاع الجوي الجزائري، الذي أثبت في السنوات الأخيرة مستوى عاليًا من الجاهزية والرصد المبكر.
تحليل المعطيات التقنية لحادثة التصدي أظهر أنّ الدفاع الجوي الجزائري — والمتمثل في شبكة من الأنظمة الروسية والصينية المتكاملة مع نظم قيادة وتحكم محلية — استطاع إسقاط المسيرة قبل دخولها المجال الجوي الفعلي للبلاد.
لكن فور إحباط العملية، بدأت حملة إعلامية منسّقة عبر مواقع إخبارية ومؤثرين مرتبطين بجهات استخباراتية لدولة معروفة بسعيها للتغلغل الإعلامي في إفريقيا، تدّعي أن المسيرة نجحت في اختراق الأجواء الجزائرية، في محاولة لتقويض مصداقية الردع الجزائري مع الإنزعاج من إنعكاس الحادثة لصالح نمو صورة الجزائر العسكرية في العالم.
المهمة لم تنتهي عند هذا الحد، تم العمل على محاولة بدأ حملة جديدة من الدعايات بأخبار مفبركة ومؤثرين موجهيين في نشر أخبار حول إختراع دعاية حول حوادث مشابهة من نجاح إختراق مسيرات أخرى من دول أخرى للأجواء الجزائرية، أو مثل نشر دعاية فرار مسؤول عسكري جزائري كبير على رأس المخابرات الجزائرية عبر قوارب الهجرة الغير شرعية إلى دولة إسبانيا، تظهر هذه الدعايات حقيقة نمو الدعايات المفبركة ضد الجزائر والمؤسسات الرسمية العسكرية بعد نجاح الجزائر الباهر عسكريا في المنطقة اليوم.
تؤكد عدة قراءات أن هذه الحملات ليست عشوائية، بل تُدار من غرف عمليات إعلامية مرتبطة بأجهزة استخباراتية لدولة إقليمية واحدة، تشعر بانزعاج متزايد من تنامي القوة العسكرية الجزائرية ودورها في غرب إفريقيا والساحل.
هذه الدولة نفسها — حسب تسريبات من تقارير أمنية غربية — كانت قد أطلقت حملات مشابهة ضد السعودية سابقًا، بعد نجاح الرياض في التصدي لهجمات الطائرات المسيرة الحوثية القادمة من اليمن عبر منظومات “باتريوت” و”ثاد” الأمريكية الصنع، ووسائل دفاع إلكترونية متقدمة تم تطويرها محليًا.
الانزعاج لم يكن من العمل العسكري بحد ذاته، بل من الانعكاس السياسي والإعلامي لهذا النجاح، الذي رفع من مكانة الجيوش العربية في التصنيفات الإقليمية، وغيّر نظرة الغرب إلى قدرتها على إدارة تكنولوجيا الردع الجوي الحديثة بفعالية عالية.
تحليل تطابق الأساليب الإعلامية والاستخباراتية في الحالتين (الجزائر والسعودية) يكشف عن عقيدة جديدة في حروب النفوذ الحديثة:
ليست الغاية تدمير الجيش العربي عسكريًا، بل تشويه صورته في الوعي الدولي وإضعاف ثقة الشعوب به.
تستخدم هذه الاستراتيجية أدوات ناعمة تشمل:
وتستهدف هذه الحملات بالأساس دولًا بدأت تُظهر استقلالًا استراتيجيًا متزايدًا عن المحاور التقليدية، مثل الجزائر التي تبني تحالفات جديدة في إفريقيا وآسيا، أو السعودية التي تقود تحولات صناعية وعسكرية ضمن رؤيتها لعام 2030.
النجاح الميداني الجزائري في إسقاط المسيرة المزعومة، مثلما نجحت السعودية في التصدي لهجمات الحوثيين، يعبّر عن جيل جديد من العقيدة الدفاعية العربية، يعتمد على:
الصراع الحقيقي لم يعد في السماء أو على الأرض فقط، بل في فضاء المعلومة والدعاية.
نجاح الجزائر في كشف وإسقاط المسيرة، ونجاح السعودية في حماية أجوائها من الصواريخ والطائرات الحوثية، يمثلان انتصارًا مزدوجًا:
في النهاية، يبقى الرهان الأكبر هو الحفاظ على مصداقية الردع العربي وبناء وعي شعبي يدرك أنّ الهجوم على الصورة هو أخطر من الهجوم بالسلاح، وأن الدول التي تقلق من صعود الجزائر والسعودية عسكريًا، تدرك أن معركة النفوذ في المنطقة تُحسم أولًا في عقول الشعوب، قبل أن تُحسم على خرائط الجيوش.
الجزائر تحت المجهر: نجاح إسقاط المسيرة التركية الخاصة بإنقلابي دولة مالي
مصادر ميدانية وتقارير أمنية متقاطعة تشير إلى أنّ حادثة محاولة اختراق الأجواء الجزائرية من قبل مسيرة تركية الصنع تمّ استخدامها من قبل جهات انقلابية في مالي لم تكن سوى جزء من عملية استخباراتية مركّبة.
الهدف منها لم يكن عسكريًا بحتًا، بل سياسيًا إعلاميًا بالدرجة الأولى: تشويه صورة الجزائر وإضعاف ثقة الرأي العام الإقليمي بقدرات الدفاع الجوي الجزائري، الذي أثبت في السنوات الأخيرة مستوى عاليًا من الجاهزية والرصد المبكر.
تحليل المعطيات التقنية لحادثة التصدي أظهر أنّ الدفاع الجوي الجزائري — والمتمثل في شبكة من الأنظمة الروسية والصينية المتكاملة مع نظم قيادة وتحكم محلية — استطاع إسقاط المسيرة قبل دخولها المجال الجوي الفعلي للبلاد.
لكن فور إحباط العملية، بدأت حملة إعلامية منسّقة عبر مواقع إخبارية ومؤثرين مرتبطين بجهات استخباراتية لدولة معروفة بسعيها للتغلغل الإعلامي في إفريقيا، تدّعي أن المسيرة نجحت في اختراق الأجواء الجزائرية، في محاولة لتقويض مصداقية الردع الجزائري مع الإنزعاج من إنعكاس الحادثة لصالح نمو صورة الجزائر العسكرية في العالم.
المهمة لم تنتهي عند هذا الحد، تم العمل على محاولة بدأ حملة جديدة من الدعايات بأخبار مفبركة ومؤثرين موجهيين في نشر أخبار حول إختراع دعاية حول حوادث مشابهة من نجاح إختراق مسيرات أخرى من دول أخرى للأجواء الجزائرية، أو مثل نشر دعاية فرار مسؤول عسكري جزائري كبير على رأس المخابرات الجزائرية عبر قوارب الهجرة الغير شرعية إلى دولة إسبانيا، تظهر هذه الدعايات حقيقة نمو الدعايات المفبركة ضد الجزائر والمؤسسات الرسمية العسكرية بعد نجاح الجزائر الباهر عسكريا في المنطقة اليوم.
أبعاد استخباراتية: الحرب على الصورة لا على الحدود
تؤكد عدة قراءات أن هذه الحملات ليست عشوائية، بل تُدار من غرف عمليات إعلامية مرتبطة بأجهزة استخباراتية لدولة إقليمية واحدة، تشعر بانزعاج متزايد من تنامي القوة العسكرية الجزائرية ودورها في غرب إفريقيا والساحل.
هذه الدولة نفسها — حسب تسريبات من تقارير أمنية غربية — كانت قد أطلقت حملات مشابهة ضد السعودية سابقًا، بعد نجاح الرياض في التصدي لهجمات الطائرات المسيرة الحوثية القادمة من اليمن عبر منظومات “باتريوت” و”ثاد” الأمريكية الصنع، ووسائل دفاع إلكترونية متقدمة تم تطويرها محليًا.
الانزعاج لم يكن من العمل العسكري بحد ذاته، بل من الانعكاس السياسي والإعلامي لهذا النجاح، الذي رفع من مكانة الجيوش العربية في التصنيفات الإقليمية، وغيّر نظرة الغرب إلى قدرتها على إدارة تكنولوجيا الردع الجوي الحديثة بفعالية عالية.
الربط بين الحالتين: استراتيجية كبح النمو العسكري العربي
تحليل تطابق الأساليب الإعلامية والاستخباراتية في الحالتين (الجزائر والسعودية) يكشف عن عقيدة جديدة في حروب النفوذ الحديثة:
ليست الغاية تدمير الجيش العربي عسكريًا، بل تشويه صورته في الوعي الدولي وإضعاف ثقة الشعوب به.
تستخدم هذه الاستراتيجية أدوات ناعمة تشمل:
- نشر مقاطع مزيفة لمسيرات مخترقة.
- ترويج أخبار ملفقة عن ضعف الدفاعات الجوية.
- استهداف سمعة الصناعات الدفاعية المحلية.
- دفع وسائل إعلام موالية لتضخيم “الاختراقات” المزعومة.
وتستهدف هذه الحملات بالأساس دولًا بدأت تُظهر استقلالًا استراتيجيًا متزايدًا عن المحاور التقليدية، مثل الجزائر التي تبني تحالفات جديدة في إفريقيا وآسيا، أو السعودية التي تقود تحولات صناعية وعسكرية ضمن رؤيتها لعام 2030.
الجزائر والسعودية: نموذج الردع الجديد في المنطقة
النجاح الميداني الجزائري في إسقاط المسيرة المزعومة، مثلما نجحت السعودية في التصدي لهجمات الحوثيين، يعبّر عن جيل جديد من العقيدة الدفاعية العربية، يعتمد على:
- الدمج بين الرصد الإلكتروني والاستخبارات الاستباقية.
- استخدام منظومات متعدّدة المصادر (روسية، صينية، محلية).
- توظيف الذكاء الاصطناعي في تتبّع المسيرات والطائرات بدون طيار.
- تعاون استخباراتي إقليمي لمواجهة الحروب الهجينة.
معركة الوعي قبل معركة السلاح:
الصراع الحقيقي لم يعد في السماء أو على الأرض فقط، بل في فضاء المعلومة والدعاية.
نجاح الجزائر في كشف وإسقاط المسيرة، ونجاح السعودية في حماية أجوائها من الصواريخ والطائرات الحوثية، يمثلان انتصارًا مزدوجًا:
- عسكريًا عبر تحييد التهديد.
- إعلاميًا عبر فضح الحرب النفسية التي تقودها بعض الأجهزة الاستخباراتية ضد الجيوش العربية الصاعدة.
في النهاية، يبقى الرهان الأكبر هو الحفاظ على مصداقية الردع العربي وبناء وعي شعبي يدرك أنّ الهجوم على الصورة هو أخطر من الهجوم بالسلاح، وأن الدول التي تقلق من صعود الجزائر والسعودية عسكريًا، تدرك أن معركة النفوذ في المنطقة تُحسم أولًا في عقول الشعوب، قبل أن تُحسم على خرائط الجيوش.