السؤال الأهم ليس متى سيتوقف القتال فقط، بل كيف يمكن للسودانيين أن يوقفوا نزيف الدم. ما جرى في الفاشر جريمة كبيرة تعكس بشاعة الحرب، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر بلا ذنب. تحميل المسؤولية لشخص أو طرف واحد يبسط المشهد، بينما الواقع أن استمرار الحرب مرتبط بتشابك معقد بين القوى العسكرية على الأرض، وضعف الإرادة السياسية الموحدة لإنهاء النزاع. لا يكفي انتظار خطوة منفردة من البرهان أو من الدعم السريع؛ بل المطلوب ضغط جماعي من الداخل ومن المجتمع الدولي لفرض وقف إطلاق النار الشامل يقود إلى عملية سياسية واضحة تُنهي هذه المأساة. مسؤولية دماء المدنيين تقع على كل من يستمر في إشعال الحرب أو يمد لها أو يوفر غطاءً سياسياً أو عسكرياً. أما متى تنتهي؟ فذلك رهن بقدرة القوى الوطنية على تجاوز الحسابات الضيقة والقبول بحل سياسي جامع، لا عبر بيانات أو وعود مؤجلة.