المصريون والفراعنة: بين وهم الجينوم العريق والسياسة الموجهة وحقيقة الهوية المتعددة

شكرا ليك
انت بنفسك قلتها بعض الأصوات مصر فيها ملايين ما شاء الله مش كل كام صوت هيعلوا هنقول المصريين قاله
صدقني المصريين ناس بتحب دينها ومتدينين جدا الحمد لله واغلبهم علي الفطرة من شغله لصلاته لبيته
ثانيا القدماء المصريين كانه موحدين وفي ادلة كتير علي كدا


هذا الكلام عار من الصحة ، ومع الاحترام للدكتور مصطفى ، إلا أن الفراعنة أنفسهم يثبتون كفرهم وشركهم في نقوشهم وآثارهم ، ويأتي المصري المسلم ، وينفي عنهم الشرك ، ويحاول أن يجعلهم من الموحدين!!.
هذه السردية ، لم تأت من مصطفى بالأصل ، وبالطبع لم تقف عنده ، ولكنها استمرت إلى أن أصبحت "هرتلة فكرية" تثير الضحك والحزن في آن ، وتعجل المشاهد البعيد ، يتفاعل بألم لحال هكذا فكر عاطفي بحت.
لا تبتعد ، الدراسة ، سوف تقرأ الفكرة هذه بالضبط لاحقاً.​
 
مش هقرا ده كله بس تعليقا علي العنوان

المصريين مكانوش في السابق فراعنة ده اسم او لقب ملكي لحقبة من التاريخ المصري القديم
 
اقوى حضارة جيب اتار بلدك وقارنو باالاثار المصرية
وستعرف معنى اقوى حضارة
الى حد الساعة يتم اكتشاف المزيد
تانيا معروف ان الانسان المصري الفرعوني هو من اسس تلك العلوم النحت البناء التحنيط
ولا توجد حضارة قادرة على بناء الاهرمات حتى العصر الحديث بعد اكتشاف الجرافات و غيرها من معدات
هكذا هو حال الغالبية في الحوار ، أشير إلى القمر ، وينظر "البائس" إلى أصبعي!!.
اناقشهم في مسألة ، فيردون علي باخرى ، كيف تتفهم معهم ، لا أعرف؟!.
أنت لم تجب على السؤال ، ولا تدخل بلدي في الموضوع ، فأنا لم اطرحها من الأساس ، ولكن ، بلدي يكفيها ، أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم منها ، ومنها أنطلق الإسلام ، وادخلكم أجدادي ، بحول الله وقوته ، فيه أجمعين.
عزيزي الهاتو.
عندما تقول : أقوى. أقوى ممن؟! ، وكيف حكمت ، وعلى أي أساس كان حكمك؟!.
ثانيا ياعزيزي : أنت تقول قبل التاريخ!! ، هل تعرف ما قبل وما بعد التاريخ ؟!، وهل تعرف أنك بصمت لشيء تزعم أنه "قبل التاريخ" ، ومع هذا تعرف وتشهد له ، فأنت تشير - بكل جهل - إلى أنه تاريخ لم يدون؟!.
تعلم قبل أن تكتب ، ماقبل التاريخ ، شيء لم يدون ، وأنت تهين الحضارة الفرعونية وأنت لا تعلم.
ادخل على هذا الرابط ، تعلم أقرأ ، ثم تعال هنا ، أو هناك وناقش ، أما أسلوب الفرعنة ، فهذه لن تنفعك:​

 
المصريون القدماء لم يسموا أنفسهم فراعنة أبداً, بل سموا أنفسهم اسم "رمت" والتي تعني "الناس" أو "البشر"

يُعتبر بعض علماء الآثار والمصريات، مثل السير ويليام ماثيو فلندرز بيتري، أول من استخدموا مصطلح "الفراعنة" لوصف الشعب والحضارة المصرية القديمة في العصر الحديث، وذلك بسبب اهتمامهم الكبير بالروايات التوراتية.

بشكل عام، فإن استخدام لقب "الفراعنة" لوصف الشعب المصري القديم هو استخدام حديث يختلف عن المسمى الأصلي الذي كان يطلقه المصريون القدماء على أنفسهم وهو "رمت" (الناس).

تم استخدام مصطلح الفراعنة حديثاً من قبل البعض لتشكيل حالة تمايز ثقافي عرقي في مصر والابتعاد عن الرابطة العربية الاسلامية الأكبر التي تربط مصر بمحيطها العربي والاسلامي.
مش هقرا ده كله بس تعليقا علي العنوان

المصريين مكانوش في السابق فراعنة ده اسم او لقب ملكي لحقبة من التاريخ المصري القديم

هذا صحيح نوعا ما ، ولكن ، في مسى الفراعنة المتأخرين ، تم تسميتهم باسم البيت العظيم ، ونطقه مقارب لنطق "فرعون" ، هذا من ناحية ، من ناحية أخرى ، أغلب التاريخ والديانات السماوية ، كانت لدى الساميين ، حتى نقوش بلاد الرافدين ، كانت سامية ، إلا فيما يخص السومرية المبكرة ، لذا ، كان التدوين والسرد التاريخي مرتبط باللغة السامية ، فاسم مصر بالأصل الفرعوني ، هو "كميت" ، ولكنه لفظ بالأصل السامي ، بلفظة مصر ، وعلى هذا المنوال جرى التدوين.​
 
هذا صحيح نوعا ما ، ولكن ، في مسى الفراعنة المتأخرين ، تم تسميتهم باسم البيت العظيم ، ونطقه مقارب لنطق "فرعون" ، هذا من ناحية ، من ناحية أخرى ، أغلب التاريخ والديانات السماوية ، كانت لدى الساميين ، حتى نقوش بلاد الرافدين ، كانت سامية ، إلا فيما يخص السومرية المبكرة ، لذا ، كان التدوين والسرد التاريخي مرتبط باللغة السامية ، فاسم مصر بالأصل الفرعوني ، هو "كميت" ، ولكنه لفظ بالأصل السامي ، بلفظة مصر ، وعلى هذا المنوال جرى التدوين.​
كيميت تعني الارض لذلك في اية قرانية تقريبا فيها ادخلوا الارض

تاريخ مصر القديم مر بمراحل ومش بحب رؤية الي زي زاهي حواس او المرتبطين بالخارج

في علماء اثار مصريين يبحثوا عن الحقيقة بعيد عن اي سياسة

وانا اميل للمؤرخين القدامي والمرتبطين بالاسلام والي اخذوا من التراث الاسلامي ومن اهل مصر مباشرة بعد دخول الاسلام مصر هم اقرب للحقيقة

ومختصرها هو توزع الحضارات في الارض من اولاد نوح بعد الطوفان بين ابناء حام لابناء سام لابناء يافث

وكل له شعوبه وله حضاراته

ومش شرط يشبهوا بعض يعني اليونان و الصينيين و الاتراك والروس كلهم من يافث .. هل الصينيين يشبهوا اليونايين او الاتراك او الروس لا كل له شكله وشخصيته ممكن يشبهوا بعض في بعض الطباع لكن اشكال مختلفة وشخصيات مختلفة

كذلك اولاد حام من مصريين لامازيغ لسود افريقيا للهنود كل له شكله وشخصيته وان تشابهوا في سرعة الغضب مثلا وحب العلم وهكذا اولاد سام

هذا باختصار
 
الفصل الخامس :التجاذبات السياسية والفكرية في مصر: من محمد علي إلى عبدالفتاح السيسي

مقدمة:

بعد أن استعرضنا في الفصل السابق كيف انطلق مشروع الهوية الفرعونية الحديثة في مصر عبر تجربة محمد علي باشا ، والتي جاءت متشابكة مع أجندات استعمارية غربية لفصل مصر عن محيطها العربي والإسلامي ، ننتقل الآن إلى تتبع تطور هذا المشروع عبر العصور السياسية المختلفة ، سنرى كيف تم توظيف الهوية الفرعونية كأداة سياسية وفكرية تتأرجح بين المكر والتوظيف الإعلامي ، من عهد محمد علي مرورا بالملكية ، وثورة 1952، ثم التيارات الفكرية المختلفة ، وصولا إلى الاستخدام المكثف والذكي لهذه الهوية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
سوف نسلط الضوء على كيفية تحول الهوية الفرعونية من إرث تاريخي إلى أداة سياسية تستخدم في خلق خطاب قومي يصرف الانتباه عن القضايا الحقيقية، وكيف تتداخل هذه الهوية مع مختلف التيارات السياسية والاجتماعية في مصر.

1. عهد محمد علي والملكيات: بداية تشكيل الهوية الوطنية
مع بداية القرن التاسع عشر، وضع محمد علي باشا أسس مصر الحديثة، محاولا تأسيس دولة مركزية قوية تعتمد على تحديث الجيش والاقتصاد ، كان التركيز في تلك الفترة على بناء دولة قوية.
في عهد الملك فاروق، رجعت الهوية الوطنية وارتبطت بالعروبة والإسلام من جديد ، وكانت الحضارة الفرعونية موضوع دراسة أكاديمية وتراثي ، دون استغلال سياسي واسع.

2. ثورة 1952 والعهد الناصري: القومية العربية في المقدمة
جاء جمال عبد الناصر بثورة 1952 لتؤسس لمرحلة جديدة من القومية العربية والوحدة، وكان الفكر الناصري يرفض التقسيمات الضيقة ، معتبراً الحضارة الفرعونية جزءا من التراث المصري لكن ليس مصدرا رئيسياً للهوية السياسية.
يقول الناقد الراحل عبد الوهاب المسيري:
"كانت القومية العربية في فترة عبد الناصر مشروعا للتحرر والوحدة، ولم تستغل الحضارة الفرعونية إلا كجزء من تراث يتم الاعتزاز به دون ممارسات سياسية معلنة".

3. الإخوان والفكر الإسلامي: مواجهة القومية الفرعونية
مع تأسيس الإخوان المسلمين على يد حسن البنا عام 1928، وجدت حركة الإسلام السياسي نفسها في مواجهة الفكر القومي والاشتراكي، ورأت أن الإسلام هو العنصر الأساسي في هوية مصر.
قال حسن البنا :
"الإسلام وحده يكفل وحدة الأمة، ولا بد من الرجوع إلى ديننا وشرعنا في مواجهة الانحرافات الفكرية، بما فيها تلك التي تعيدنا إلى عصور ما قبل الإسلام.".
وهكذا رفض الإخوان بوضوح استغلال الحضارة الفرعونية كمرجعية سياسية، معتبرين إياها مرحلة تاريخية لا تمثل الهوية الإسلامية المصرية.

4. السادات ومبارك: استمرارية محدودة
عهد السادات ومبارك شهد تقليصاً للنزعات القومية العربية ، مع توجه أكبر نحو الليبرالية الاقتصادية وتحسين العلاقات مع الغرب والخليج ، بقي الاهتمام بالحضارة الفرعونية ثقافياً وسياحياً، دون استغلال سياسي مكثف.
يقول المفكر حسن نافعة:
"الفترة ما بين السادات ومبارك شهدت استقراراً نسبياً في الهوية الوطنية ، والحضارة الفرعونية ظلت جزءاً من التراث لكن لم توظف كما سيحدث لاحقا".

عهد السيسي: استغلال الحضارة الفرعونية كأداة مخدرة ومدخل للهيمنة الثقافية
مع صعود عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2014، تغير المشهد الثقافي والسياسي في مصر بشكل لافت ، حيث بدأت تظهر مؤشرات واضحة على استثمار سياسي ممنهج للهوية الفرعونية ، ليس فقط كرمز حضاري، بل كأداة دعائية تهدف إلى صرف الانتباه عن أزمات الواقع، وبناء سردية وطنية بديلة تستبعد الدين والعروبة من معادلة الهوية المصرية ، لسبيبين:
الدين قد يربط بالإخوان المنافسين الطامحين للسلطة ، والعروبة ، قد يربط بالخليج ، الممولين للحكم.
وقد أشارت وسائل إعلام غربية مرموقة إلى هذا التوظيف السياسي الصريح. ففي تقرير نشرته مجلة "نيو لاينز" الأمريكية ، تعليقاً على موكب المومياوات الملكية الذي نظمته الدولة عام 2021، بالقول:
"إن إحياء الماضي المجيد والعظيم دائما ما يكون فعالا، خصوصا في الدول السلطوية أو الاستبدادية. إن الترويج لمصر القديمة باعتبارها هوية وطنية موحدة يحمل ميزة إضافية ، وهي تقويض السردية الدينية التي تتبناها تيارات الإسلام السياسي ..... وبالنسبة للبعض، بدا الموكب وكأنه أشبه بحفل تتويج... آخر شيء تحتاجه مصر اليوم هو فرعون جديد.".
وهذا التعليق لا يعبر فقط عن موقف من الحدث الثقافي ، بل يكشف عن قراءة سياسية غربية واضحة مفادها أن السلطة المصرية تسعى إلى إعادة تشكيل الهوية الوطنية على أسس غير دينية، تستمد من الماضي الفرعوني، وتقدم بوسائل إعلامية احتفالية تستخدم كغطاء لصرف النظر عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية (The Irish Times) تقريرا في عام 2019 تناول مدى هيمنة السيسي على الثقافة والإعلام، حيث قالت:
"لقد برز السيسي بشكل واضح في مساعيه للسيطرة على الثقافة والفنون ، إن قبضته الحديدية لا تشمل فقط الاقتصاد والسياسة ، بل تمتد الآن إلى تشكيل المجال الثقافي بالكامل، بداية من الإعلام حتى الدراما الرمضانية، بما يعكس رغبة قوية في التحكم بسردية التاريخ والهوية.".
وتؤكد هذه التقارير أن النظام المصري لم يكتف بالترويج البصري والاحتفالي للفرعونية ، بل ذهب نحو إعادة هيكلة الخطاب الثقافي الوطني ، بحيث تصبح الفرعونية هي المرجعية الوحيدة للانتماء القومي ، ويتم بذلك تحييد الإسلام والعروبة، بل حتى طمس الذاكرة الحديثة للشعب المصري التي كانت تتغذى على رموز من الحقبة الإسلامية أو القومية.
يقول الباحث جمال عبد الغني:
"السيسي استغل فرعونية مصر كمخدر سياسي، حيث يستبدل أزمات الفساد وسوء الإدارة بصور تماثيل وأهرامات تعيد المصريين إلى ماض مزيف ينسون فيه حاضرهم القاسي.".
ويؤكد هذه الرؤية المفكر حسن نافعة، فيرى أن هذا الاستخدام :
"يخفي الفقر والفساد تحت عباءة المجد القديم، ويشتت الانتباه عن إخفاقات الحاضر."
وهو ما يتفق معه الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، الذي وصف هذا التوجه بـ:
"الأسطورة الإعلامية التي تغطي على أزمة الاقتصاد والحقوق، وتحول المصريين إلى متفرجين على احتفالات لا تعكس واقعهم".
وهكذا يتجلى لنا أن توظيف السيسي للهوية الفرعونية لم يكن مجرد مشروع سياحي أو احتفال ثقافي، بل هو إستراتيجية متكاملة للسيطرة على الوعي الجمعي، وتوجيه الانتباه بعيدا عن الحاضر المضطرب ، وبناء شرعية سياسية على أنقاض التاريخ البعيد.
وفي الجانب الآخر، استغلت هذه الصورة القومية الفرعونية في تصعيد حملات إعلامية مضللة ضد دول الخليج ، لخلق بلبلة تدفع الحكومة الخليجية للوقوف إلى جانب مصر رغم الإخفاقات ، كما ما وصفه الإعلامي المصري جمال سلطان بـ"اللعبة الذكية التي تحركها المخابرات المصرية لإلهاء المصريين عن أزماتهم الحقيقية عبر توجيه غضبهم الإعلامي نحو أعداء وهميين." ، يقصد الأعداء الوهميين "الخليجيين".
وعلى الجانب الإعلامي، صارت ماكينة السيسي الإعلامية توظف هذا البعد الفرعوني في تغطية أزماته، وتحويل أنظار الشعب نحو مبادرات أثرية كبرى ، وصراعات إعلامية مع دول الخليج ، حيث تحاول القاهرة ، عبر خطاب قومي مزيف، إضعاف التحالفات الخليجية، وكسب ود الشارع المصري المتعطش للقومية.
كما يقول الباحث الدولي روبرت فيسك:
"الحضارة الفرعونية في عهد السيسي ليست مجرد تراث، بل أصبحت سلاحا دعائيا لمراكمة الدعم الشعبي، بينما يتم التعتيم على القضايا الحقيقية مثل الفساد وغلاء الأسعار".
هذا الاستخدام السياسي استغل عمق الفقر والبطالة ليسكت الغضب الشعبي ، مع استمرار تضليل الرأي العام حول العلاقة مع الخليج ، مثل الادعاءات بأن الخليج لم يساعد مصر بالنفط ، مما دفعها إلى التوجه لإسرائيل ، كلها أمور تروجها وسائل الإعلام الحكومية لخلق أعداء وهميين وتحويل المصري البسيط إلى طرف دفاعي عن النظام رغم أزماته.

الخاتمة :
إن رحلة الهوية الفرعونية عبر التاريخ السياسي الحديث لمصر تظهر بوضوح كيف يمكن لتراث حضاري عريق أن يتحول إلى أداة سياسية متجددة ، تستخدم أحيانا للتعبئة الوطنية ، وأحيانا أخرى لتبرير سياسات معينة أو تشتيت الانتباه عن مشاكل العصر.
هذا التوظيف السياسي والثقافي جعل الهوية الفرعونية تكتسب حضورا متزايدا في الخطاب الرسمي والإعلامي ، لكنه أيضا خلق حالة من التوتر والاختلاف في المجتمع المصري ، خاصة في العلاقة بين الهوية الدينية والانتماءات الثقافية.
لذا، في الفصل التالي، سننتقل إلى دراسة هذه الهوية من زاوية الوعي الشعبي، حيث تتباين الرؤى بين المسلمين والأقباط ، وتبرز ديناميكيات جديدة تتعلق بكيفية استهلاك وتفسير الهوية الفرعونية في المجتمع المصري، وما يعكسه ذلك .​
 
كيميت تعني الارض لذلك في اية قرانية تقريبا فيها ادخلوا الارض

تاريخ مصر القديم مر بمراحل ومش بحب رؤية الي زي زاهي حواس او المرتبطين بالخارج

في علماء اثار مصريين يبحثوا عن الحقيقة بعيد عن اي سياسة

وانا اميل للمؤرخين القدامي والمرتبطين بالاسلام والي اخذوا من التراث الاسلامي ومن اهل مصر مباشرة بعد دخول الاسلام مصر هم اقرب للحقيقة

ومختصرها هو توزع الحضارات في الارض من اولاد نوح بعد الطوفان بين ابناء حام لابناء سام لابناء يافث

وكل له شعوبه وله حضاراته

ومش شرط يشبهوا بعض يعني اليونان و الصينيين و الاتراك والروس كلهم من يافث .. هل الصينيين يشبهوا اليونايين او الاتراك او الروس لا كل له شكله وشخصيته ممكن يشبهوا بعض في بعض الطباع لكن اشكال مختلفة وشخصيات مختلفة

كذلك اولاد حام من مصريين لامازيغ لسود افريقيا للهنود كل له شكله وشخصيته وان تشابهوا في سرعة الغضب مثلا وحب العلم وهكذا اولاد سام

هذا باختصار

التاريخ له روايات متعددة ، وتلك الروايات حمالة أوجه ، وليس هنالك رواية صريحة مطلقة ، خصوصا في قراءة التاريخ القديم ، فالتاريخ يبقى تاريخ ، هو إرث ثقافي حضاري مهم ، ولكنه ، لا ينبغي أن يخدرنا عن حاضرنا ، ولا ينبغي أن نصدق من يستغله لمشاريعه السياسية ، أو أن يوظفنا في تلك المشاريع لصالحه الشخصي ، كما أن الروايات التاريخية ، ارتبطت بالساميين أكثر من غيرهم ، كما أشرتُ سابقا ، وهو وجود الأديان السماوية عندهم ، والنصوص لديهم مثبتة ، وغير قابلة للطعن ، خصوصاً القرآن ، كما أن روايات التاريخ اليهودي القديم ، كان من الساميين.
الخلاصة :
التاريخ علم يتجدد ، وليس علم جامد ، ورواياته متعددة ، ونظرياته متقلبة ، إلا فيما نص عليه القرآن.
 
الفراعنه القدمى وفراعنه مصر اليوم الجدد هم واحد وكلهم اعداء الرب ورسله

من يفتخر اليوم بالفراعنه الذي اغرقهم الرب في البحر بسبب كفرعم بالرب وانبيائه من اورشليم القديمه في مصر هم منهم واليهم لا فرق ولا يحاولون خداعكم باسم الاسلام والعروبه اهم شيء لديهم الحكم والفساد والمال والباقي لا يهم من دين او خير هم يعبدون الحكم والمال فقط
 
الفصل السادس : الهوية الفرعونية في الوعي المصري: من الفخر الرمزي إلى الانتماء الثقافي بين المسلمين والأقباط.

ومع ترسخ استغلال الهوية الفرعونية في الخطاب السياسي الرسمي، أصبح من المهم تتبع أثر هذا التوظيف في الوعي الشعبي العام، لدى المسلمين والأقباط ، لنفهم كيف يتم استهلاك هذا الخطاب في الشارع المصري ، وما الحدود التي يفرضها الدين والانتماء الاجتماعي عليه.

الرؤية الإسلامية الشعبية: صراع رمزي مع البداوة الخليجية والمركزية الدينية:
في الخطاب الشعبي المصري، وخصوصا بين المسلمين، تظهر الهوية الفرعونية بوصفها أداة للمفاخرة الحضارية في مواجهة ما ينظر إليه على أنه "تهميش ثقافي" ، أو "استعلاء اقتصادي" من المجتمعات الخليجية المعاصرة ، وهو في الأصل ، كان ناشئ من تعبئة إعلامية حكومية ، وفي هذا السياق التعبوي ، لا يتردد بعض المصريين في استخدام أوصاف مثل "البدو" أو حتى "الأقزام" ، وهي ألفاظ دارجة في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل ، في إشارة إلى شعوب الخليج ، وذلك بهدف إظهار تفوق رمزي مبني على الحضارة والقدم التاريخي ، فيكررها الفرد المصري البسيط ، ناشدا التصدي ضد هذا التفوق الخليجي المتطور عنه حاليا ، يرددها بعد وعي في الغالب ، أو من منطلق مخفي بالدنيوية مقارنة مع هذا "البدوي" ، لكي يبدو اللفظ في فمه ، مملوء بالفخر والسمو والرفعة ، وغفل المصري البسيط ، أن السعوديين ، بوجه عام ، يفخرون بانتمائهم للبداوة ، ولا يملون عن ممارستها في صحرائهم ، رغم تطورهم الهائل ماليا وثقافيا.
لكن المسألة لا تتوقف عند البعد الحضاري فقط ، بل تمتد إلى البعد الديني الرمزي أيضا ، فالمصري المسلم المعاصر - وهو ينتمي إلى حضارة فرعونية قديمة، لكنه يعيش ضمن هوية إسلامية – يشعر أحيانا أن مركزية الإسلام التاريخي (الجزيرة العربية: مكة والمدينة) قد جرده من هذا التفوق ، ومن هنا تأتي محاولة بعض الخطابات الشعبية لإعادة تأويل التاريخ الفرعوني دينيا ، بادعاء أن الفراعنة كانوا موحدين أو على دين إبراهيم أو حتى يعرفون الإله الواحد ، وهي أطروحات لا تستند إلى أي أدلة علمية أو تاريخية ، لكنها تستخدم كجسر رمزي للتوفيق بين الفخر الحضاري والمرجعية الدينية.
هذا التوظيف يتيح للمصري المسلم أن يتبنى الهوية الفرعونية بكل فخر ، دون أن يشعر أنه في صدام مع عقيدته الإسلامية ، بل يرى نفسه – أحيانا – أكثر قدما وعمقا في التوحيد من أهل الجزيرة العربية أنفسهم ، كمحاولة منهم ، لنيل المجد التاريخي وأصالة الدين أيضاً ، وقد بلغ هذا التوجه ببعض الكتّاب(*) أن صاغوا أطروحات تتجاوز التأويل الرمزي إلى إسقاط صريح للمفاهيم الإسلامية على العقائد الفرعونية ، فادعوا أن الفراعنة كانوا يتبعون ما يشبه الشريعة المحمدية قبل ظهور الإسلام بقرون، بل ذهب أحدهم – في دراسة منشورة – إلى أن الحج ، كركن من أركان الإسلام ، كان معروفا ومعمولا به ضمن الطقوس الدينية الفرعونية ، وهي أطروحات تفتقر إلى الأساس التاريخي والمنهجي ، وتصنف في إطار المبالغة الفكرية غير المؤيدة بأدلة علمية ، بمعنى أدق "هرتلة فكرية" ، ومع ذلك ، هي تعبر عن الرغبة الشعبية العميقة في إثبات أسبقية دينية وتاريخية على المركز الإسلامي التقليدي في الجزيرة العربية.

الرؤية القبطية: الفراعنة كأسلاف روحيين وهوية ثقافية أصيلة
على الجانب الآخر من المشهد المصري ، يتبنى كثير من الأقباط نظرة أكثر عمقا واتساقا نحو الهوية الفرعونية ، تتجاوز المفاخرة الحضارية أو الصراع الرمزي مع المحيط العربي، إلى مستوى الارتباط الوجودي والثقافي ، ففي الوعي الجمعي القبطي ، ينظر إلى الحضارة الفرعونية بوصفها الأصل التاريخي والروحي للهوية القبطية ، ليس من باب التفوق على الآخر ، بل من باب الاستمرارية التاريخية والانتماء العميق لأرض مصر.
بعكس ما نراه في الخطاب الإسلامي الشعبي، لا يسعى الأقباط عادة إلى "توحيد" الفراعنة دينيا أو محاولة أسلمتهم ، بل على العكس ، يعترفون بوضوح أن أسلافهم كانوا وثنيين ، وأن التحول إلى المسيحية كان نقطة فاصلة روحيا ، لكنه لم ينه الصلة بالثقافة الفرعونية ، بل حافظ عليها في شكل جديد ، هذا يظهر بوضوح في استمرار استخدام الرموز الفرعونية في الكنائس، وتبجيل النيل، والاحتفاء بالزراعة والاحتفالات الموسمية ، وهي كلها امتدادات لممارسات مصرية قديمة، اندمجت لاحقا في الطقوس الدينية القبطية.
ويؤكد هذا الأمر ، الباحث "جيسون تومسون" في كتابه "تاريخ مصر" ، فيشير إلى أن الأقباط كانوا أوائل من تبنوا القطيعة الدينية مع الماضي الوثني ، لكنهم حافظوا على "حبهم لهويتهم المصرية"، مما ولد نوعا من الازدواج الثقافي الصحي: "نحن مصريون، لكننا لسنا وثنيين.".

الهوية القبطية: من الاستمرارية الحضارية إلى الخصوصية الثقافية
يرى بعض المفكرين الأقباط أن الطابع القومي المصري، الذي بني عبر آلاف السنين ، ظل محفوظا لديهم ، في لغتهم (القبطية) وطقوسهم وزيهم، وحتى أسمائهم. فهم يعتبرون أنفسهم الورثة الطبيعيين للفراعنة جينيا وثقافيا ، لا من حيث العقيدة ، بل من حيث الخصوصية الروحية المتجذرة في أرض مصر، والتي تطورت لاحقا مع اعتناق المسيحية ، دون أن تنقطع جذورها الحضارية ، لأنهم لم يمروا بتحولات لغوية أو هجرات كبيرة كما حدث مع المسلمين بعد الفتح الإسلامي.
هذا التصور يجعل الهوية الفرعونية بالنسبة لكثير من الأقباط مرجعية مركزية ، وأحيانا عنصراً مميزا عن محيطهم الديني والاجتماعي ، لكن دون أن يحمل ذلك بالضرورة نزعة استعلائية أو تنافسية ، بل كثيرا ما يستخدم هذا الانتماء كوسيلة لتأكيد الحضور الوطني ، وإثبات أن الأقباط جزء أصيل من التاريخ المصري ، وليسوا طارئين عليه كما تلمح أحيانا بعض الخطابات الإقصائية.

محددات الخطاب القبطي: فخر بالاستمرارية لا بالمواجهة
وعلى الرغم من أن بعض الخطابات القبطية قد تضفي على هذا الانتماء بعدا احتجاجياً في مواجهة التهميش أو محاولات طمس الهوية ، فإن الغالب في الرؤية القبطية للفرعونية هو الاستيعاب والامتداد ، لا المواجهة والصراع ، فهي رؤية تنطلق من الإحساس بأنهم أبناء أرض مصر الممتدة، وليست بحاجة لإثبات ذلك عن طريق مقارنات مع الآخر.
في النهاية، تمثل الرؤية القبطية للهوية الفرعونية سردية انتماء حضاري صامد عبر العصور ، تستند إلى استمرارية لغوية وثقافية ودينية متراكمة ، تختلف في منطلقاتها عن التوظيف السياسي أو الرمزي الذي نراه في أوساط أخرى من المجتمع.

أثر هذا التوجه الفكري على وعي المصري البسيط:
رغم أن الطبقة المثقفة أسست هذه الحركة الفكرية والهوية الفرعونية الحديثة ، فإن أثرها على الجماهير الشعبية كان متفاوتاً ، فبينما تبنى كثير من المصريين ، خصوصاً المسلمين ، الهوية الفرعونية كرمز للفخر الوطني والمواجهة الثقافية ، بقيت الصورة عند البعض مبهمة أو سطحية، تتحكم فيها الخطابات الإعلامية والتعليمية الرسمية التي تميل أحياناً إلى تلطيف الصورة، أو التحيز لقراءات معينة.
إضافة إلى ذلك، لعبت الأجهزة الحكومية، بما في ذلك الأجهزة الإعلامية والمخابراتية، دوراً مركزياً في توجيه الرأي العام، عبر إدارة حملات إعلامية ومنصات إلكترونية أحيانا تفتعل خلافات وصراعات مع دول الخليج أو جيران مصر ، وذلك لأغراض متعددة ، من بين هذه الأغراض ، إشغال المواطن البسيط بالخلافات المفتعلة بحيث يلتفت عن قضايا داخلية واقتصادية هامة ، أو بهدف ممارسة ضغط سياسي على بعض حكومات دول الخليج من خلال رسائل غير مباشرة مفادها : "أعطونا الدعم المالي أو السياسي مقابل إسكات هذه الأصوات والنقاشات الساخنة على منصات التواصل ووسائل الإعلام"،
هذه السياسة ليست بجديدة ، فقد اعتمدتها الحكومات المصرية السابقة في عهود عبد الناصر والسادات ومبارك ، لكن ما يختلف الآن هو أن السلطات الحالية قد تستهين بتطور الإعلام والوعي لدى الشعوب الخليجية ، وتظل تراهن على أساليب قديمة في الابتزاز الإعلامي والسياسي ، مما يجعل الشعب المصري وحده الضحية في هذا الصراع غير المتكافئ.
أما الأقباط ، فقد حافظوا على وعيهم التاريخي والعرقي، وبرزوا في مناسبات كثيرة كحاملين لهوية فرعونية متماسكة ، مستخدمين هذا الارتباط لتمييز أنفسهم عن المكونات الأخرى في المجتمع.

خاتمة:
في النهاية، يمكن القول إن تجربة محمد علي باشا في إحياء الهوية الفرعونية ، وبتأييد من الغرب الاستعماري ، كانت نقطة انطلاق مهمة لفكر قومي مصري حديث ، وفتحت المجال لحركة فكرية مستمرة تسعى إلى صياغة هوية وطنية تعترف بتعدد أصول المصريين ، وبالرغم من الاختلافات بين الطوائف في تفسير العلاقة مع الفراعنة، فإن الهوية الفرعونية تبقى مرجعية مركزية في الفهم الذاتي للمصريين ، تجمعهم تحت مظلة حضارية شاملة، تعكس تنوعهم التاريخي والاجتماعي.​

===========​
(*) الكتابات في هذا الشأن كثيرة من أن تحصر ، كثيرة لدرجة ، أنها اسس فهما خاطئا لدى الكثير من المصريين ، فهم ، تخطى ما نقشه وكتبه الفراعنة عن أنفسهم ، ليستقر في وعيهم حقيقة واحجة فقط ، وهي أن الفراعنة فعلا موحدين. ومن أراد مشاهدة "الهرتلة الفكرية" تلك ، فليكتب في البحث ، "هل الفراعنة موحدين" ، أو شيء نحو ذلك ، ومع هذا أضيف هذا الرابط لشخص يقال عنه "دكتور" !!:​

 
الفصل الخامس :التجاذبات السياسية والفكرية في مصر: من محمد علي إلى عبدالفتاح السيسي

مقدمة:

بعد أن استعرضنا في الفصل السابق كيف انطلق مشروع الهوية الفرعونية الحديثة في مصر عبر تجربة محمد علي باشا ، والتي جاءت متشابكة مع أجندات استعمارية غربية لفصل مصر عن محيطها العربي والإسلامي ، ننتقل الآن إلى تتبع تطور هذا المشروع عبر العصور السياسية المختلفة ، سنرى كيف تم توظيف الهوية الفرعونية كأداة سياسية وفكرية تتأرجح بين المكر والتوظيف الإعلامي ، من عهد محمد علي مرورا بالملكية ، وثورة 1952، ثم التيارات الفكرية المختلفة ، وصولا إلى الاستخدام المكثف والذكي لهذه الهوية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
سوف نسلط الضوء على كيفية تحول الهوية الفرعونية من إرث تاريخي إلى أداة سياسية تستخدم في خلق خطاب قومي يصرف الانتباه عن القضايا الحقيقية، وكيف تتداخل هذه الهوية مع مختلف التيارات السياسية والاجتماعية في مصر.

1. عهد محمد علي والملكيات: بداية تشكيل الهوية الوطنية
مع بداية القرن التاسع عشر، وضع محمد علي باشا أسس مصر الحديثة، محاولا تأسيس دولة مركزية قوية تعتمد على تحديث الجيش والاقتصاد ، كان التركيز في تلك الفترة على بناء دولة قوية.
في عهد الملك فاروق، رجعت الهوية الوطنية وارتبطت بالعروبة والإسلام من جديد ، وكانت الحضارة الفرعونية موضوع دراسة أكاديمية وتراثي ، دون استغلال سياسي واسع.

2. ثورة 1952 والعهد الناصري: القومية العربية في المقدمة
جاء جمال عبد الناصر بثورة 1952 لتؤسس لمرحلة جديدة من القومية العربية والوحدة، وكان الفكر الناصري يرفض التقسيمات الضيقة ، معتبراً الحضارة الفرعونية جزءا من التراث المصري لكن ليس مصدرا رئيسياً للهوية السياسية.
يقول الناقد الراحل عبد الوهاب المسيري:
"كانت القومية العربية في فترة عبد الناصر مشروعا للتحرر والوحدة، ولم تستغل الحضارة الفرعونية إلا كجزء من تراث يتم الاعتزاز به دون ممارسات سياسية معلنة".

3. الإخوان والفكر الإسلامي: مواجهة القومية الفرعونية
مع تأسيس الإخوان المسلمين على يد حسن البنا عام 1928، وجدت حركة الإسلام السياسي نفسها في مواجهة الفكر القومي والاشتراكي، ورأت أن الإسلام هو العنصر الأساسي في هوية مصر.
قال حسن البنا :
"الإسلام وحده يكفل وحدة الأمة، ولا بد من الرجوع إلى ديننا وشرعنا في مواجهة الانحرافات الفكرية، بما فيها تلك التي تعيدنا إلى عصور ما قبل الإسلام.".
وهكذا رفض الإخوان بوضوح استغلال الحضارة الفرعونية كمرجعية سياسية، معتبرين إياها مرحلة تاريخية لا تمثل الهوية الإسلامية المصرية.

4. السادات ومبارك: استمرارية محدودة
عهد السادات ومبارك شهد تقليصاً للنزعات القومية العربية ، مع توجه أكبر نحو الليبرالية الاقتصادية وتحسين العلاقات مع الغرب والخليج ، بقي الاهتمام بالحضارة الفرعونية ثقافياً وسياحياً، دون استغلال سياسي مكثف.
يقول المفكر حسن نافعة:
"الفترة ما بين السادات ومبارك شهدت استقراراً نسبياً في الهوية الوطنية ، والحضارة الفرعونية ظلت جزءاً من التراث لكن لم توظف كما سيحدث لاحقا".

عهد السيسي: استغلال الحضارة الفرعونية كأداة مخدرة ومدخل للهيمنة الثقافية
مع صعود عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2014، تغير المشهد الثقافي والسياسي في مصر بشكل لافت ، حيث بدأت تظهر مؤشرات واضحة على استثمار سياسي ممنهج للهوية الفرعونية ، ليس فقط كرمز حضاري، بل كأداة دعائية تهدف إلى صرف الانتباه عن أزمات الواقع، وبناء سردية وطنية بديلة تستبعد الدين والعروبة من معادلة الهوية المصرية ، لسبيبين:
الدين قد يربط بالإخوان المنافسين الطامحين للسلطة ، والعروبة ، قد يربط بالخليج ، الممولين للحكم.
وقد أشارت وسائل إعلام غربية مرموقة إلى هذا التوظيف السياسي الصريح. ففي تقرير نشرته مجلة "نيو لاينز" الأمريكية ، تعليقاً على موكب المومياوات الملكية الذي نظمته الدولة عام 2021، بالقول:
"إن إحياء الماضي المجيد والعظيم دائما ما يكون فعالا، خصوصا في الدول السلطوية أو الاستبدادية. إن الترويج لمصر القديمة باعتبارها هوية وطنية موحدة يحمل ميزة إضافية ، وهي تقويض السردية الدينية التي تتبناها تيارات الإسلام السياسي ..... وبالنسبة للبعض، بدا الموكب وكأنه أشبه بحفل تتويج... آخر شيء تحتاجه مصر اليوم هو فرعون جديد.".
وهذا التعليق لا يعبر فقط عن موقف من الحدث الثقافي ، بل يكشف عن قراءة سياسية غربية واضحة مفادها أن السلطة المصرية تسعى إلى إعادة تشكيل الهوية الوطنية على أسس غير دينية، تستمد من الماضي الفرعوني، وتقدم بوسائل إعلامية احتفالية تستخدم كغطاء لصرف النظر عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية (The Irish Times) تقريرا في عام 2019 تناول مدى هيمنة السيسي على الثقافة والإعلام، حيث قالت:
"لقد برز السيسي بشكل واضح في مساعيه للسيطرة على الثقافة والفنون ، إن قبضته الحديدية لا تشمل فقط الاقتصاد والسياسة ، بل تمتد الآن إلى تشكيل المجال الثقافي بالكامل، بداية من الإعلام حتى الدراما الرمضانية، بما يعكس رغبة قوية في التحكم بسردية التاريخ والهوية.".
وتؤكد هذه التقارير أن النظام المصري لم يكتف بالترويج البصري والاحتفالي للفرعونية ، بل ذهب نحو إعادة هيكلة الخطاب الثقافي الوطني ، بحيث تصبح الفرعونية هي المرجعية الوحيدة للانتماء القومي ، ويتم بذلك تحييد الإسلام والعروبة، بل حتى طمس الذاكرة الحديثة للشعب المصري التي كانت تتغذى على رموز من الحقبة الإسلامية أو القومية.
يقول الباحث جمال عبد الغني:
"السيسي استغل فرعونية مصر كمخدر سياسي، حيث يستبدل أزمات الفساد وسوء الإدارة بصور تماثيل وأهرامات تعيد المصريين إلى ماض مزيف ينسون فيه حاضرهم القاسي.".
ويؤكد هذه الرؤية المفكر حسن نافعة، فيرى أن هذا الاستخدام :
"يخفي الفقر والفساد تحت عباءة المجد القديم، ويشتت الانتباه عن إخفاقات الحاضر."
وهو ما يتفق معه الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، الذي وصف هذا التوجه بـ:
"الأسطورة الإعلامية التي تغطي على أزمة الاقتصاد والحقوق، وتحول المصريين إلى متفرجين على احتفالات لا تعكس واقعهم".
وهكذا يتجلى لنا أن توظيف السيسي للهوية الفرعونية لم يكن مجرد مشروع سياحي أو احتفال ثقافي، بل هو إستراتيجية متكاملة للسيطرة على الوعي الجمعي، وتوجيه الانتباه بعيدا عن الحاضر المضطرب ، وبناء شرعية سياسية على أنقاض التاريخ البعيد.
وفي الجانب الآخر، استغلت هذه الصورة القومية الفرعونية في تصعيد حملات إعلامية مضللة ضد دول الخليج ، لخلق بلبلة تدفع الحكومة الخليجية للوقوف إلى جانب مصر رغم الإخفاقات ، كما ما وصفه الإعلامي المصري جمال سلطان بـ"اللعبة الذكية التي تحركها المخابرات المصرية لإلهاء المصريين عن أزماتهم الحقيقية عبر توجيه غضبهم الإعلامي نحو أعداء وهميين." ، يقصد الأعداء الوهميين "الخليجيين".
وعلى الجانب الإعلامي، صارت ماكينة السيسي الإعلامية توظف هذا البعد الفرعوني في تغطية أزماته، وتحويل أنظار الشعب نحو مبادرات أثرية كبرى ، وصراعات إعلامية مع دول الخليج ، حيث تحاول القاهرة ، عبر خطاب قومي مزيف، إضعاف التحالفات الخليجية، وكسب ود الشارع المصري المتعطش للقومية.
كما يقول الباحث الدولي روبرت فيسك:
"الحضارة الفرعونية في عهد السيسي ليست مجرد تراث، بل أصبحت سلاحا دعائيا لمراكمة الدعم الشعبي، بينما يتم التعتيم على القضايا الحقيقية مثل الفساد وغلاء الأسعار".
هذا الاستخدام السياسي استغل عمق الفقر والبطالة ليسكت الغضب الشعبي ، مع استمرار تضليل الرأي العام حول العلاقة مع الخليج ، مثل الادعاءات بأن الخليج لم يساعد مصر بالنفط ، مما دفعها إلى التوجه لإسرائيل ، كلها أمور تروجها وسائل الإعلام الحكومية لخلق أعداء وهميين وتحويل المصري البسيط إلى طرف دفاعي عن النظام رغم أزماته.

الخاتمة :
إن رحلة الهوية الفرعونية عبر التاريخ السياسي الحديث لمصر تظهر بوضوح كيف يمكن لتراث حضاري عريق أن يتحول إلى أداة سياسية متجددة ، تستخدم أحيانا للتعبئة الوطنية ، وأحيانا أخرى لتبرير سياسات معينة أو تشتيت الانتباه عن مشاكل العصر.
هذا التوظيف السياسي والثقافي جعل الهوية الفرعونية تكتسب حضورا متزايدا في الخطاب الرسمي والإعلامي ، لكنه أيضا خلق حالة من التوتر والاختلاف في المجتمع المصري ، خاصة في العلاقة بين الهوية الدينية والانتماءات الثقافية.
لذا، في الفصل التالي، سننتقل إلى دراسة هذه الهوية من زاوية الوعي الشعبي، حيث تتباين الرؤى بين المسلمين والأقباط ، وتبرز ديناميكيات جديدة تتعلق بكيفية استهلاك وتفسير الهوية الفرعونية في المجتمع المصري، وما يعكسه ذلك .​
لا يوجد امة و الا خلي فيها نذير بنص القران

المصريين او القبط اكرم الاعاجم كما ذكر ذلك احد علماء الصحابة او السلف لا اذكر اسمه

لذلك تزوج منهم ابراهيم وانجب من هاجر العرب العدنانية الي منهم قريش والرسول يعني امهم مصرية

وتكررت السنة مع الرسول في التزوج بمارية القبطية وانجبت ولده ابراهيم
 
عودة
أعلى