جزائر الشاذلي بن جديد
صراع الجبابرة
فبراير 1979 ، جوان 1980
الرئيس بن جديد بين مؤسسة الجيش و جهاز الحزب
الجزء الخامس:
الجيش في قبضة الرئيس بن جديد
بعد أن نصب الرئيس الشاذلي، القادة الجدد في مناصبهم، لم يوجه أي توصية أو تعليمة أو حتى قرار، يحدد فيه صلاحيات و مهام كلمنهم، بل تركهم يسيرون على نفس المنهاج الذي كانوا عليه أيام الرئيس بومدين رحمه الله، لكنه بإنشاء مفتشية للجيش أحدت خلل في هرم القيادة، لأنه لم يحدد مهامها، مما نتج عنه تداخل في الصلاحيات بينها و بين الأمانة العامة لوزارة الدفاع، و هو خطأ متعمد سيتسبب لاحقا في أكبر مواجهة بين مرباح و عطايلية، و إلى أن ينفجر الوضع بين الرجلان، انتقل الرئيس بن جديد للخطوة الثالثة التي سترسخ أركان حكمه، و تميزه عن سابقه (الرئيس بومدين رحمه الله)، و هو على يقين أن مرباح سيخرج خاسرا في أول مواجهة له مع قادة الجيش الجدد.
لقد كان العقيد قاصدي مرباح رغم الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لديه، مخطأ على طول الخط، و بنا إستراتيجيته على معطيات خاطئة تماما، كما إنه ارتكب منذ البداية أخطاء جسيمة، كانت قادرة على أن تنهي مساره المهني، لو لا مروءة الرئيس الشاذلي بن جديد، الذي بقي ممتنا له، و لم يزحه تماما من الساحة حتى عام 1989، بعد أن وضعه على رأس أول حكومة جاءت بعد أحداث أكتوبر 1988، فقد كان بإمكان قاصدي مرباح قبول منصب وزير للداخلية، و لو قبل بهذا المنصب لاختلف الأمر، لأنه منصب إداري و أمني بامتياز، و في نفس الوقت منصب يمكنه من ممارسة صلاحيات واسعة جدا، تمكنه من لعب دور أحد الرجال الخمسة أصحاب السلطة العليا في البلاد (رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، منسق الحزب، رئيس المجلس الشعبي الوطني، الوزير الأول) إلا إن طموحه الزائد عن المسموح به، و في غياب إمكانيات تجسيد هاته الطموحات، وضعه في مواجهة قوى لم يكن مؤهلا لمواجهتها، في غياب دعم صريح و مباشر من رئيس الجمهورية. ففي إطار التحضيرات الخاصة بإحياء الذكرى الـ17 عشر لعيد الاستقلال (1962/1979)، وجه العقيد قاصدي مرباح بصفته أمينا عاما لوزارة الدفاع، برقية لقادة النواحي العسكرية الخمسة، يعلمهم فيها أنه سيقوم بجولة تفتيشية سيبدؤها من الناحية العسكرية الأولى.
في نفس اليوم الذي أرسلت فيه البرقية، جاء رد صاعق من قيادة الناحية العسكرية الأولى التي كان على رأسها العقيد محمد الروج، جاء فيها: أن مهام الأمين العام لوزارة الدفاع إدارية بحثه، و عليه لا يحق له القيام بأي عملية تفتيشية للوحدات القتالية، و القيادات الميدانية، و عليه يرفض قائد الناحية العسكرية الأولى، استقبال الأمين العام للوزارة و يمنعه من تجاوز صلاحياته المنحصرة في التسيير و الإدارة فقط، و بالتالي لن يسمح له بتفتيش الوحدات و لا القيادات التابعة للناحية الأولى.
لم يصدق العقيد مرباح، ما جاء في رد العقيد محمد عطايلية، فاتصل به هاتفيا للاستفسار، و دار بين الرجلين حديثا عنيفا، أخرج كل واحد منهما من الكلام ما لا يليق، ليرفع الخلاف للبث فيه لرئيس الجمهورية بصفته وزير الدفاع.
كل الأنظار توجهت صوب الرئيس بن جديد، لأن الحكم الذي سيصدره سيكون له نتيجتان لا ثالثة لهما، إما يرسخ مكانة الأمين العام الجديد لوزارة الدفاع، أو يقضي تماما على مكانته في الوزارة، و لدى كبار قادة الجيش. إلا أن الرئيس بن جديد، لم يتفاجئ بما حدث لأنه يعرف جيدا العقيد محمد عطايلية، و بما أن قاصدي مرباح راسل قادة النواحي دون أن يستشير وزير الدفاع، تعامل الرئيس بن جديد مع الحادث ببرودة دم منقطعة النظير، و لم يعر للقضية أي اهتمام، حتى أنه لم يرد على طلب قاصدي مرباح، ليصيب سطوة هذا الرجل في الصميم، فسكوت الرئيس بن جديد و رفضه الفصل بين الرجلين، فهم في أواسط القيادات العسكرية على أنه يوافق طرح محمد عطايلية، و أن دور الأمين العام ينحصر على الجانب الإداري فقط، فحدا جميع قادة النواحي حذو العقيد عطايلية، ليضعوا قاصدي مرباح في موقف حرج جدا لم يشهد أبدا مثله في حياته المهنية.
بعد أن اهتزت مكانة العقيد قاصدي مرباح لدى قادة النواحي العسكرية، حاول أن يتدارك الأمر بتعيين مجموعة من مقربيه على رأس المديريات المركزية لوزارة الدفاع، في انتظار إعادة ترتيب أموره، و منها يعيد بسط نفوذه على الوزارة، إلا أنه لم يفلح في ذلك لأن قرارات التعيين يمضيها وزير الدفاع الوطني، و لم يرد الرئيس الشاذلي بن جديد على اقتراحات قاصدي مرباح، مما يعني أنه رفضها فباءت هذه المحاولة أيضا بالفشل، و فقد العقيد مرباح هيبته نهائيا، على الجيش و على وزارة الدفاع الوطني.
أخذ كل الناس ينتظرون قرار عزل قاصدي مرباح من منصبه، إلا أن الرئيس الشاذلي خيب أمال الجميع، و أبقاه في نفس المنصب، لكن بدون أي صلاحية تذكر، اللهم تسيير الشؤون اليومية و العادية للوزارة، في انتظار تقزيمه أكثر من ذلك.
ما حدث لقاصدي مرباح، كان له صدا إيجابي جدا على صورة الرئيس الشاذلي داخل مؤسسة الجيش، فجميع القادة الجدد فهموا، أن الشاذلي سيكسر عظام كل من يجرأ على تعدي حدوده، فعم انضباط صارم داخل المؤسسة ككل، و التزم كل قائد بالدور المنوط به فقط، فلم يجرأ احد بعد هذا على تخطي حدوده، ليصبح الجيش في قبضة الرئيس بدون أي منازع.
بعد أن حجم الرئيس الشاذلي دور الأمين العام لوزارة الدفاع العقيد قاصدي مرباح، و أغلق عليه في قارورة من زجاج بحيث يرى و لا يستطيع أن يفعل أي شيء، و يصرخ فلا يسمعه أحد، استدار الرئيس بن جديد نحو الخطوة التالية و هي بسط سيطرته على جهاز الحزب، أقوى مؤسسة سياسية في البلاد، و الوحيدة التي كانت لا تزال تسبح خارج سيطرته، و على رأسها رجل ليس هو بالمندفع كقاصدي مرباح، و لا بالفاسد كرجل لا يليق أن نذكر اسمه، و لا بالغبي و لا بالجبان الذي يخشى المواجهة، فقد كان السيد محمد الصالح يحياوي رجلا جمع بين الثقافة الرفيعة، و قوة الشخصية في التعامل، و المهنية في تسيير شؤون الحزب، فكان التعامل معه و تحجيم دوره، يتطلب الكثير من الدهاء، و الكثير من الصبر، و الكثير من سعة القلب، و كلها أوصاف يتسم بها الرئيس الشاذلي بن جديد، بنسب متفاوتة.
لم يبقى أمام الرئيس الشاذلي إذا؛ ألا جهاز الحزب، ليبسط سيطرته التامة و الكاملة، على الدولة من قمتها إلى قاعدتها، و على أجهزتها المدنية، و العسكرية، و يصبح سيد القرار بدون أي منازع، لكنه كان يدرك أن المواجهة مع يحياوي لن تكون بنفس السهولة التي كانت مع غيره من كبار القادة المدنيين و العسكريين، الذي أخذ يزيحهم الواحد تلوى الأخر، لذلك استنتج هو و مستشاره السري الرائد بلخير و المقدم غزيل، أن تصفية يحياوي يجب أن تكون على مراحل، و أول خطوة في سبيل تحقيق ذلك، هي إعطاء صورة جماهيرية ممتازة للرئيس بن جديد، و قد كان المستشار الإعلامي للرئيس الدكتور محيي الدين عميمور يقوم بهذا العمل، باحترافية منقطعة النظير، فلم يبقى أمام الرئيس الشاذلي سوى القيام ببعض الخطوات التي سيظهر من خلالها على أنه رجل المرحلة، و فعلا قد فتح عهد جديد،و على قول أحد المقربين : نحمد الله فقد جاء بن جديد بكل جديد.
كانت الخطوة التالية التي انطلق الرئيس الشاذلي في تجسيدها، هي طرح مشروع تعديل الدستور، الذي أوصى به المؤتمر الرابع لحزب، فبتعديل الدستور يمكنه استدعاء مؤتمر استثنائي للحزب، يكون فرصة للتخلص من الشوائب العالقة ضمن منظومة الحكم الجديد، و كان بالإمكان تصفية منسق الحزب السيد محمد الصالح يحياوي قبل نهاية سنة 1979، لولا حدوث قضية أَخَرَتْ عملية التصفية لمنتصف عام 1980، و سنتطرق لكل هذه القضايا بالتفصيل في الجزء المقبل (إن شاء الله).
يتبع
صراع الجبابرة
فبراير 1979 ، جوان 1980
الرئيس بن جديد بين مؤسسة الجيش و جهاز الحزب
الجزء الخامس:
الجيش في قبضة الرئيس بن جديد
بعد أن نصب الرئيس الشاذلي، القادة الجدد في مناصبهم، لم يوجه أي توصية أو تعليمة أو حتى قرار، يحدد فيه صلاحيات و مهام كلمنهم، بل تركهم يسيرون على نفس المنهاج الذي كانوا عليه أيام الرئيس بومدين رحمه الله، لكنه بإنشاء مفتشية للجيش أحدت خلل في هرم القيادة، لأنه لم يحدد مهامها، مما نتج عنه تداخل في الصلاحيات بينها و بين الأمانة العامة لوزارة الدفاع، و هو خطأ متعمد سيتسبب لاحقا في أكبر مواجهة بين مرباح و عطايلية، و إلى أن ينفجر الوضع بين الرجلان، انتقل الرئيس بن جديد للخطوة الثالثة التي سترسخ أركان حكمه، و تميزه عن سابقه (الرئيس بومدين رحمه الله)، و هو على يقين أن مرباح سيخرج خاسرا في أول مواجهة له مع قادة الجيش الجدد.
لقد كان العقيد قاصدي مرباح رغم الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لديه، مخطأ على طول الخط، و بنا إستراتيجيته على معطيات خاطئة تماما، كما إنه ارتكب منذ البداية أخطاء جسيمة، كانت قادرة على أن تنهي مساره المهني، لو لا مروءة الرئيس الشاذلي بن جديد، الذي بقي ممتنا له، و لم يزحه تماما من الساحة حتى عام 1989، بعد أن وضعه على رأس أول حكومة جاءت بعد أحداث أكتوبر 1988، فقد كان بإمكان قاصدي مرباح قبول منصب وزير للداخلية، و لو قبل بهذا المنصب لاختلف الأمر، لأنه منصب إداري و أمني بامتياز، و في نفس الوقت منصب يمكنه من ممارسة صلاحيات واسعة جدا، تمكنه من لعب دور أحد الرجال الخمسة أصحاب السلطة العليا في البلاد (رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، منسق الحزب، رئيس المجلس الشعبي الوطني، الوزير الأول) إلا إن طموحه الزائد عن المسموح به، و في غياب إمكانيات تجسيد هاته الطموحات، وضعه في مواجهة قوى لم يكن مؤهلا لمواجهتها، في غياب دعم صريح و مباشر من رئيس الجمهورية. ففي إطار التحضيرات الخاصة بإحياء الذكرى الـ17 عشر لعيد الاستقلال (1962/1979)، وجه العقيد قاصدي مرباح بصفته أمينا عاما لوزارة الدفاع، برقية لقادة النواحي العسكرية الخمسة، يعلمهم فيها أنه سيقوم بجولة تفتيشية سيبدؤها من الناحية العسكرية الأولى.
في نفس اليوم الذي أرسلت فيه البرقية، جاء رد صاعق من قيادة الناحية العسكرية الأولى التي كان على رأسها العقيد محمد الروج، جاء فيها: أن مهام الأمين العام لوزارة الدفاع إدارية بحثه، و عليه لا يحق له القيام بأي عملية تفتيشية للوحدات القتالية، و القيادات الميدانية، و عليه يرفض قائد الناحية العسكرية الأولى، استقبال الأمين العام للوزارة و يمنعه من تجاوز صلاحياته المنحصرة في التسيير و الإدارة فقط، و بالتالي لن يسمح له بتفتيش الوحدات و لا القيادات التابعة للناحية الأولى.
لم يصدق العقيد مرباح، ما جاء في رد العقيد محمد عطايلية، فاتصل به هاتفيا للاستفسار، و دار بين الرجلين حديثا عنيفا، أخرج كل واحد منهما من الكلام ما لا يليق، ليرفع الخلاف للبث فيه لرئيس الجمهورية بصفته وزير الدفاع.
كل الأنظار توجهت صوب الرئيس بن جديد، لأن الحكم الذي سيصدره سيكون له نتيجتان لا ثالثة لهما، إما يرسخ مكانة الأمين العام الجديد لوزارة الدفاع، أو يقضي تماما على مكانته في الوزارة، و لدى كبار قادة الجيش. إلا أن الرئيس بن جديد، لم يتفاجئ بما حدث لأنه يعرف جيدا العقيد محمد عطايلية، و بما أن قاصدي مرباح راسل قادة النواحي دون أن يستشير وزير الدفاع، تعامل الرئيس بن جديد مع الحادث ببرودة دم منقطعة النظير، و لم يعر للقضية أي اهتمام، حتى أنه لم يرد على طلب قاصدي مرباح، ليصيب سطوة هذا الرجل في الصميم، فسكوت الرئيس بن جديد و رفضه الفصل بين الرجلين، فهم في أواسط القيادات العسكرية على أنه يوافق طرح محمد عطايلية، و أن دور الأمين العام ينحصر على الجانب الإداري فقط، فحدا جميع قادة النواحي حذو العقيد عطايلية، ليضعوا قاصدي مرباح في موقف حرج جدا لم يشهد أبدا مثله في حياته المهنية.
بعد أن اهتزت مكانة العقيد قاصدي مرباح لدى قادة النواحي العسكرية، حاول أن يتدارك الأمر بتعيين مجموعة من مقربيه على رأس المديريات المركزية لوزارة الدفاع، في انتظار إعادة ترتيب أموره، و منها يعيد بسط نفوذه على الوزارة، إلا أنه لم يفلح في ذلك لأن قرارات التعيين يمضيها وزير الدفاع الوطني، و لم يرد الرئيس الشاذلي بن جديد على اقتراحات قاصدي مرباح، مما يعني أنه رفضها فباءت هذه المحاولة أيضا بالفشل، و فقد العقيد مرباح هيبته نهائيا، على الجيش و على وزارة الدفاع الوطني.
أخذ كل الناس ينتظرون قرار عزل قاصدي مرباح من منصبه، إلا أن الرئيس الشاذلي خيب أمال الجميع، و أبقاه في نفس المنصب، لكن بدون أي صلاحية تذكر، اللهم تسيير الشؤون اليومية و العادية للوزارة، في انتظار تقزيمه أكثر من ذلك.
ما حدث لقاصدي مرباح، كان له صدا إيجابي جدا على صورة الرئيس الشاذلي داخل مؤسسة الجيش، فجميع القادة الجدد فهموا، أن الشاذلي سيكسر عظام كل من يجرأ على تعدي حدوده، فعم انضباط صارم داخل المؤسسة ككل، و التزم كل قائد بالدور المنوط به فقط، فلم يجرأ احد بعد هذا على تخطي حدوده، ليصبح الجيش في قبضة الرئيس بدون أي منازع.
بعد أن حجم الرئيس الشاذلي دور الأمين العام لوزارة الدفاع العقيد قاصدي مرباح، و أغلق عليه في قارورة من زجاج بحيث يرى و لا يستطيع أن يفعل أي شيء، و يصرخ فلا يسمعه أحد، استدار الرئيس بن جديد نحو الخطوة التالية و هي بسط سيطرته على جهاز الحزب، أقوى مؤسسة سياسية في البلاد، و الوحيدة التي كانت لا تزال تسبح خارج سيطرته، و على رأسها رجل ليس هو بالمندفع كقاصدي مرباح، و لا بالفاسد كرجل لا يليق أن نذكر اسمه، و لا بالغبي و لا بالجبان الذي يخشى المواجهة، فقد كان السيد محمد الصالح يحياوي رجلا جمع بين الثقافة الرفيعة، و قوة الشخصية في التعامل، و المهنية في تسيير شؤون الحزب، فكان التعامل معه و تحجيم دوره، يتطلب الكثير من الدهاء، و الكثير من الصبر، و الكثير من سعة القلب، و كلها أوصاف يتسم بها الرئيس الشاذلي بن جديد، بنسب متفاوتة.
لم يبقى أمام الرئيس الشاذلي إذا؛ ألا جهاز الحزب، ليبسط سيطرته التامة و الكاملة، على الدولة من قمتها إلى قاعدتها، و على أجهزتها المدنية، و العسكرية، و يصبح سيد القرار بدون أي منازع، لكنه كان يدرك أن المواجهة مع يحياوي لن تكون بنفس السهولة التي كانت مع غيره من كبار القادة المدنيين و العسكريين، الذي أخذ يزيحهم الواحد تلوى الأخر، لذلك استنتج هو و مستشاره السري الرائد بلخير و المقدم غزيل، أن تصفية يحياوي يجب أن تكون على مراحل، و أول خطوة في سبيل تحقيق ذلك، هي إعطاء صورة جماهيرية ممتازة للرئيس بن جديد، و قد كان المستشار الإعلامي للرئيس الدكتور محيي الدين عميمور يقوم بهذا العمل، باحترافية منقطعة النظير، فلم يبقى أمام الرئيس الشاذلي سوى القيام ببعض الخطوات التي سيظهر من خلالها على أنه رجل المرحلة، و فعلا قد فتح عهد جديد،و على قول أحد المقربين : نحمد الله فقد جاء بن جديد بكل جديد.
كانت الخطوة التالية التي انطلق الرئيس الشاذلي في تجسيدها، هي طرح مشروع تعديل الدستور، الذي أوصى به المؤتمر الرابع لحزب، فبتعديل الدستور يمكنه استدعاء مؤتمر استثنائي للحزب، يكون فرصة للتخلص من الشوائب العالقة ضمن منظومة الحكم الجديد، و كان بالإمكان تصفية منسق الحزب السيد محمد الصالح يحياوي قبل نهاية سنة 1979، لولا حدوث قضية أَخَرَتْ عملية التصفية لمنتصف عام 1980، و سنتطرق لكل هذه القضايا بالتفصيل في الجزء المقبل (إن شاء الله).
يتبع
التعديل الأخير: