
050405-N-3557N-112 المحيط الأطلسي (5 أبريل 2005) - أجرت الفرقاطتان المغربيتان من فئة فلوريال، محمد الخامس (FFGHM 611) والحسن الثاني (FFGHM 612)، مناورات مع السفن التابعة لمجموعة القصف الاستكشافي يو إس إس كيرسارج (LHD 3). سترافق الفرقاطتان المغربيتان مجموعة القصف عبر مضيق جبل طارق، بوابة البحر الأبيض المتوسط. كيرسارج ووحدة مشاة البحرية الاستكشافية السادسة والعشرون المبحرة في مهمة دورية لدعم الحرب العالمية على الإرهاب. صورة للبحرية الأمريكية التقطها زميل المصور الطيار كريستوفر ج. نيوسوم (نُشرت).
وشرعت البحرية الملكية المغربية في رحلة طموحة لتحديث أسطولها، مع التركيز على دمج أنظمة الصواريخ المتقدمة من إسرائيل لتعزيز قدراتها الدفاعية.
يعكس هذا الجهد دفعةً استراتيجيةً لتعزيز القوات البحرية للبلاد في ظل التحديات الأمنية المتنامية في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا. ويتمثل جوهر هذه المبادرة في دراسة تجهيز نوعين رئيسيين من السفن - فرقاطات المراقبة من فئة فلوريال، محمد الخامس والحسن الثاني، وسفن الدوريات البحرية أفانتي 1800 التي تم شراؤها حديثًا - بأحدث التقنيات الإسرائيلية، وتحديدًا منظومتي صواريخ سبايك إن إل أو إس وباراك 8.
المعدات العسكرية
لا تُعدّ هذه الخطوات دليلاً على التحديث العسكري المغربي فحسب، بل تُمثّل أيضاً انعكاساً لعلاقاته الدفاعية المتنامية مع إسرائيل، والتي حفّزها التقارب الدبلوماسي عقب اتفاقيات إبراهيم عام ٢٠٢٠. وتُعدّ فرقاطتا "محمد الخامس" و"الحسن الثاني" من فئة "فلوريال" جوهر هذا الجهد التحديثي. صُنعت هذه السفن في فرنسا، ولطالما كانت بمثابة أصول حيوية للعمليات البحرية المغربية، حيث تُكلّف في المقام الأول بمهام المراقبة والدوريات في البيئات الساحلية والمياه المفتوحة. هذه الفرقاطات، المُسلّحة حالياً بصواريخ "إكزوسيت" المضادة للسفن وصواريخ "ميسترال" للدفاع عن قرب، مُصمّمة لمراقبة وحماية المياه الإقليمية المغربية.
ومع ذلك، تُقيّم البحرية الملكية حاليًا إضافة صواريخ سبايك إن إل أو إس (غير الموجهة) الإسرائيلية الصنع إلى ترسانتها. يُعدّ صاروخ سبايك إن إل أو إس، الذي طورته شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، صاروخًا متعدد الاستخدامات، يُطلق وينسى، ويبلغ مداه 32 كيلومترًا، وقادرًا على ضرب الأهداف في البحر أو البر بدقة.
من شأن هذا التحديث المحتمل أن يُعزز القدرات الهجومية للفرقاطات بشكل ملحوظ، مما يُمكّنها من مواجهة طيف أوسع من التهديدات، بما في ذلك تلك التي تُشكلها الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية العاملة في المنطقة. وتشتهر عائلة صواريخ سبايك، التي دخلت جيلها السادس اعتبارًا من عام ٢٠٢٤، بقدرتها على التكيف مع مختلف المنصات - المحمولة على الكتف، والمُطلقة من المركبات، والمُطلقة من المروحيات، والأنواع البحرية.
المعدات العسكرية
حصل المغرب على نسختي سبايك LR II وNLOS ضمن صفقة أسلحة أكبر مع إسرائيل، ومن المقرر اكتمال تسليمهما للبحرية الملكية في يونيو 2025. وبينما تم شراء صواريخ سبايك في البداية لسفن الدوريات أفانتي 1800، فإن دمجها المحتمل في فرقاطات فلوريال يمثل توسعًا استراتيجيًا في استخدامها. تتماشى هذه الخطوة مع الهدف الأوسع للمغرب المتمثل في تعزيز دفاعاته البحرية، والاستفادة من دقة الصاروخ ومداه لتوفير استجابة أكثر فعالية للتحديات الناشئة. بالتوازي مع ذلك، يدرس المغرب دمج نظام صواريخ باراك 8 في سفن الدوريات البحرية الجديدة أفانتي 1800.
صُممت سفينة أفانتي 1800، التي صممتها شركة بناء السفن الإسبانية نافانتيا، وهي سفينة حربية حديثة بطول 89 مترًا، مصممة خصيصًا للمهام الساحلية وفي المياه المفتوحة. مزودة بأنظمة متطورة مثل رادار ثلاثي الأبعاد، وقدرات حرب إلكترونية، وقاذفات صواريخ، وتتميز بتصميم هيكل خفي، وتعمل بطاقم مُخفّض، مما يجعلها منصة مرنة وفعالة. أما نظام باراك 8، الذي طورته شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، فهو نظام صواريخ أرض-جو بعيد المدى، مصمم لاعتراض مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات والطائرات المُسيّرة والصواريخ.
من خلال دمج هذا النظام، يهدف المغرب إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي لسفن أفانتي 1800، مما يضمن حماية أصوله البحرية بشكل جيد من التهديدات الجوية المتطورة. ويُعدّ اقتناء سفن أفانتي 1800 وتزويدها المحتمل بصواريخ باراك 8 جزءًا من جهود التحديث العسكري المستمرة في المغرب. في السنوات الأخيرة، استثمرت البلاد بكثافة في تعزيز صناعتها الدفاعية، حيث اشترت طائرات مسيرة إسرائيلية الصنع، وأنظمة مدفعية، والآن تكنولوجيا صاروخية متطورة.
المعدات العسكرية
يُعزى هذا التوجه جزئيًا إلى التهديدات المُتصوَّرة من الجزائر المجاورة وتزايد الأنشطة العسكرية في البحر الأبيض المتوسط. وقد استجاب المغرب بشكل استباقي، فأعاد نشر سفنه الحربية قبالة سواحله الشمالية لحماية سلامته الإقليمية ومصالحه البحرية. ويُؤكِّد دمج الصواريخ الإسرائيلية على متن سفن أفانتي 1800 هذا الالتزام، مُعزِّزًا قدرة البحرية الملكية على ترسيخ وجودها في المنطقة. ويُشكِّل التعاون الدفاعي المتنامي بين المغرب وإسرائيل حجر الزاوية في هذه التطورات.
سببٌ آخر مُحدد هو أن صواريخ بوينغ AGM-84L هاربون بلوك 2 ، التي حصل عليها المغرب من الولايات المتحدة لطائراته المقاتلة من طراز إف-16، ستكون ذات قدرات استهداف ساحلية مُنخفضة ، وفقًا للولايات المتحدة. صواريخ هاربون المُزمع توريدها للمغرب هي من نوع "قمع الأهداف غير الساحلية"، ولن تكون قادرة على مهاجمة الأهداف البرية، وذلك وفقًا لإشعار بيع أسلحة صادر عن السجل الفيدرالي الأمريكي في 27 أبريل.
مهدت اتفاقيات إبراهيم لعام 2020 الطريق للتقارب الدبلوماسي، وفتحت الأبواب أمام عقود عسكرية كبيرة بين البلدين. في عام 2021، وقعت إسرائيل اتفاقية دفاع مع المغرب كجزء من عرض عام للاستعداد لتعزيز مصالح الأمن القومي جنبًا إلى جنب مع الدول العربية التي اقتربت منها وسط قلق مشترك بشأن إيران والتشدد الإسلامي. ومنذ ذلك الحين، حصلت القوات المسلحة الملكية المغربية (FAR) على مجموعة من المعدات الإسرائيلية، وكان تسليم صواريخ سبايك في عام 2025 بمثابة نتيجة ملموسة لهذه الشراكة. وقد مكّن هذا التعاون المغرب من الوصول إلى تقنيات متقدمة مثل أنظمة سبايك وباراك 8، والتي توفر الدقة والتنوع - وهي سمات رئيسية لمعالجة البيئة الأمنية المعقدة التي تعمل فيها البلاد. إن الموقع الاستراتيجي للمغرب، الممتد على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، يزيد من أهمية قدراته البحرية.
المعدات العسكرية
إن جهود تحديث البحرية الملكية، بما في ذلك إمكانية دمج أنظمة الصواريخ الإسرائيلية، تُرسّخ مكانة المغرب كلاعب رئيسي في ديناميكيات الأمن الإقليمي. وتُعزز فرقاطات فلوريال، بمداها الهجومي المُعزّز بفضل صواريخ سبايك إن إل أو إس، وسفن أفانتي 1800 المُدعّمة بنظام الدفاع الجوي باراك 8، قدرة المغرب على حماية مياهه والتصدي للتهديدات التي تتراوح من الإرهاب إلى الجريمة البحرية. كما تُشير هذه التطورات إلى عزم المغرب على الحفاظ على الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، وهما منطقتان تشهدان تنافسًا وتوترًا متزايدين.
Moroccan Navy plans upgrading warships with Israeli missiles – Military Africa
