في ذكرى الحملة الصليبية الأولى: قصة معركة ضورليم التي قسم فيها الفرسان الإفرنج و النورمان ظهر السلاجقة الترك سنة 1097

MQ-1 Predator

باحث في الحروب و الأرشيف العسكري
عضو مميز
إنضم
2 سبتمبر 2020
المشاركات
8,391
التفاعل
28,808 625 0
الدولة
Morocco
:بداية:

في مثل هذا اليوم بتاريخ يوليوز 15 سنة 1099 سقطت مدينة القدس على أيادي قوات الكاثوليك الافرنجية بعد خطاب البابا اوربان الثاني التي دعى الى حملة صليبية لها.

qods.png


لكن قبلها وقعت معركة ضورليم سنة 1097 بين السلاجقة و الفرسان الافرنج و التي كانت معركة مصيرية غيرت مجرى التاريخ و تسببت في تقدم الفرنجة نحو الشام و احتلالهم للقدس.

-أسلوب القتال عند السلاجقة الترك و الفرسان الافرنج:

قبل التعرف على المعركة؛ سوف اتحدث عن اسلوب القتال عند السلاجقة الترك و الفرسان الافرنج حيث ان الفرسان الافرنج هم كانو عندهم خبرة في المعارك و الحروب.

السلاجقة:


كانت جيوش السلاجقة متكونة من رماة السهام و الخيالة الخفيفة التي تنفد هجمات الكر و الفر. كانوا يضايقون العدو من مسافة بعيدة، ويطلقون وابلًا من السهام بعيدًا عن متناولهم. كانوا يتجنبون القتال المباشر إلا إذا كان بشروطهم. تأثرت تكتيكاتهم بأصولهم البدوية من سهوب أسيا الوسطى، ونجحوا في الجمع بين حرب رماة السهام الأتراك والتنظيم العسكري الإسلامي.
ومن أشهر تكتيكات السلاجقة في ساحات المعارك التظاهر بالتراجع، وهو شكلٌ فعّالٌ للغاية من أساليب التضليل في ساحة المعركة. في هذه المناورة، كان فرسان السلاجقة يتظاهرون بالفرار مذعورين، مما يستفزّ العدوّ لشقّ صفوفه وملاحقته بفوضى. وبمجرد أن تتمدد القوة المعادية وتشتّت، كان السلاجقة ينسحبون فجأةً، وغالبًا ما يهاجمون من الجانبين أو الخلف، مستخدمين حركتهم وتنسيقهم لتطويق العدوّ الذي أصبح الآن في وضعٍ ضعيف وتدميره. كان هذا التكتيك فعّالًا بشكل خاص ضدّ الجيوش الجامدة أو البطيئة، ولعب دورًا حاسمًا في معارك كبرى مثل معركة ملاذكرد عام 1071.


•صورة للخيالة السلاجقة رماة السهام الذي كان دور انتصارات السلاجقة كمعركة ملاذكر ضد البيزانطيين عام 1071

seljuk.png


الفرسان الافرنج:

كان عماد القوات الافرنجية هم الفرسان الافرنج و هم عبارة عن خيالة ثقيلة يتميزون بدروعهم الشخصية و الهجوم المباشر و هؤلاء الفرسان كسبو خبرة في عدة حروب كإنتصارهم على الامويين في معركة بلاط الشهداء حيث ان الفرنجة من اشرس الشعوب الاوروبية التي لا تهاب الموت و تقاتل بشكل شرس؛ كان التكتيك الأساسي للفرنجة هو الهجوم بالفرسان يركبون في تشكيلات ضيقة يركضون بسرعة عالية ويضربون العدو بالرماح، بهدف كسر خطوطهم بالقوة.

•صورة للفرسان الإفرنج:

cavalry.png

-معركة ضورليم:


بعد أن استولى الفرنجة على نيقية في يونيو/حزيران 1097، انقسم جيشهم إلى صفين أثناء زحفهم عبر الأناضول: أحدهما بقيادة بوهيموند من تارانتو، والآخر بقيادة غودفري من بويون، وريموند من تولوز، والأسقف أدهيمار. اغتنم السلاجقة، بقيادة قلج أرسلان الأول، فرصةً لنصب كمين للطليعة الأصغر بقيادة بوهيموند بالقرب من دوريلايوم.

في صباح الأول من يوليو، تعرضت طليعة بوهيموند لهجوم مفاجئ من آلاف رماة السهام السلاجقة. استخدم الأتراك أساليبهم المعتادة في رماية السهام على الخيالة السريعة، ومحاصرة الفرنجة، ومضايقتهم بالسهام، مع تجنب القتال المباشر.


صور توضح هجوم السلاجقة على الفرنجة و تحصن الفرنجة من هجماتهم:

1097.png


وكما تُظهر الصورة، شكّل الفرنجة بقيادة بوهيموند وزميله القائد روبرت النورماندي حلقة دفاعية بسرعة، حيث ترجل الفرسان وحرس المشاة المدنيين (بما في ذلك النساء والأطفال) في المعسكر. صمدوا لساعات، مُتكبّدين خسائر ومضايقات من نيران السهام المتواصلة.


تمسك بوهيموند وروبرت النورماندي بموقع دفاعي لساعات، مُشكلين معسكرًا مُحصّنًا، مُقاومين مُضايقات مُستمرة من رماة السهام على ظهور الخيل. وصل غودفري من بويون وريموند من تولوز قبل أديمار، بعد سماعهما القتال، لكنهما التزما الحذر في البداية ولم يُهاجما مباشرةً. لم يُغيّر وصولهما مجرى الأمور فورًا، مع أنه عزز الروح المعنوية وضمن عدم بقاء الفرنجة وحيدين.

جاءت نقطة التحول الحاسمة لاحقًا، عندما نفّذ الفارس الفرنجي أدهمار لو بوي، قائدًا للحرس الخلفي وقوات إضافية، مناورة التفافية، وضرب خيالة السلاجقة. أثار هذا ذعرًا بين الأتراك، الذين بدأوا بالتراجع. كان هجوم أدهمار المُوَقَّت حاسمًا، إذ كسر التشكيل السلجوقي وسمح للصليبيين بشن الهجوم.

صورة تظهر عندما هاجم الفارس الفرنجي أدهمار وقواته السلاجقة مما تسبب في ذعرهم وانسحابهم في النهاية من ساحة المعركة:

Ambush.png



-خلاصة:

كانت معركة ضورليم انتصارًا مبكرًا حاسمًا للفرنجة خلال الحملة الصليبية الأولى، إذ ضمنت لهم عبور الأناضول بهزيمة السلاجقة الأتراك بقيادة قلج أرسلان. أضعف هذا الانتصار سلطة السلاجقة في المنطقة، وكبح جماح المقاومة المنظمة، وسمح للفرنجة بالتقدم نحو أنطاكية، ثم القدس. كما عزز معنوياتهم، وأكد على أهمية الوحدة والانضباط في مواجهة التكتيكات التركية المتنقلة. ورغم كشفها عن نقاط ضعفهم للكمائن والمضايقات، إلا أن المعركة حافظت في النهاية على زخم الحملة الصليبية، وشكلت خطوة مهمة نحو نجاحاتها اللاحقة.

إعداد: MQ-1 Predator

إهداء للأخ: فيـصل @فيـصل




 
كان عماد القوات الافرنجية هم الفرسان الافرنج و هم عبارة عن خيالة ثقيلة يتميزون بدروعهم الشخصية و الهجوم المباشر و هؤلاء الفرسان كسبو خبرة في عدة حروب كإنتصارهم على الامويين في معركة بلاط الشهداء
القائد شان كونغ الحكيم @القائد شان كونغ الحكيم
 
فيديو محاكي للمعركة و مواجهة الخيالة السلاجقة مع الفرسان الافرنج.

 
بالمناسبة السلطان السلجوقي قلج ارسلان كان عمره فقط 17 سنة و رغم ذلك شارك في المعركة رغم صغر سنه.
 
سبب انتصار النصارى هو اعتمادهم لأسلوب قتال جديد
كان الفارس النصراني مدرع بشكل كامل هو وفرسه مما حيد تأثير النبالة الأتراك بشكل كبير
 
سبب انتصار النصارى هو اعتمادهم لأسلوب قتال جديد
كان الفارس النصراني مدرع بشكل كامل هو وفرسه مما حيد تأثير النبالة الأتراك بشكل كبير
الخيالة المدرعة تعود أصلها من إيران حيث أن البدو الإيرانيين الذي أسسو الإمبراطورية الفرثية كان عندهم نفس تكتكيات الأتراك لكن اعتمدو الدروع لكي يهاجمو خصموهم بشكل مباشر و هذا تسبب في هزيمة الرومان في معركة carrhae. و بالتالي إعتمد الرومان و الممالك الأوروبية تكتيت الفروسية المدرعة من الإيرانيين.
 
:بداية:

في مثل هذا اليوم بتاريخ يوليوز 15 سنة 1099 سقطت مدينة القدس على أيادي قوات الكاثوليك الافرنجية بعد خطاب البابا اوربان الثاني التي دعى الى حملة صليبية لها.

مشاهدة المرفق 799777

لكن قبلها وقعت معركة ضورليم سنة 1097 بين السلاجقة و الفرسان الافرنج و التي كانت معركة مصيرية غيرت مجرى التاريخ و تسببت في تقدم الفرنجة نحو الشام و احتلالهم للقدس.

-أسلوب القتال عند السلاجقة الترك و الفرسان الافرنج:

قبل التعرف على المعركة؛ سوف اتحدث عن اسلوب القتال عند السلاجقة الترك و الفرسان الافرنج حيث ان الفرسان الافرنج هم كانو عندهم خبرة في المعارك و الحروب.

السلاجقة:


كانت جيوش السلاجقة متكونة من رماة السهام و الخيالة الخفيفة التي تنفد هجمات الكر و الفر. كانوا يضايقون العدو من مسافة بعيدة، ويطلقون وابلًا من السهام بعيدًا عن متناولهم. كانوا يتجنبون القتال المباشر إلا إذا كان بشروطهم. تأثرت تكتيكاتهم بأصولهم البدوية من سهوب أسيا الوسطى، ونجحوا في الجمع بين حرب رماة السهام الأتراك والتنظيم العسكري الإسلامي.
ومن أشهر تكتيكات السلاجقة في ساحات المعارك التظاهر بالتراجع، وهو شكلٌ فعّالٌ للغاية من أساليب التضليل في ساحة المعركة. في هذه المناورة، كان فرسان السلاجقة يتظاهرون بالفرار مذعورين، مما يستفزّ العدوّ لشقّ صفوفه وملاحقته بفوضى. وبمجرد أن تتمدد القوة المعادية وتشتّت، كان السلاجقة ينسحبون فجأةً، وغالبًا ما يهاجمون من الجانبين أو الخلف، مستخدمين حركتهم وتنسيقهم لتطويق العدوّ الذي أصبح الآن في وضعٍ ضعيف وتدميره. كان هذا التكتيك فعّالًا بشكل خاص ضدّ الجيوش الجامدة أو البطيئة، ولعب دورًا حاسمًا في معارك كبرى مثل معركة ملاذكرد عام 1071.


•صورة للخيالة السلاجقة رماة السهام الذي كان دور انتصارات السلاجقة كمعركة ملاذكر ضد البيزانطيين عام 1071

مشاهدة المرفق 799784


الفرسان الافرنج:

كان عماد القوات الافرنجية هم الفرسان الافرنج و هم عبارة عن خيالة ثقيلة يتميزون بدروعهم الشخصية و الهجوم المباشر و هؤلاء الفرسان كسبو خبرة في عدة حروب كإنتصارهم على الامويين في معركة بلاط الشهداء حيث ان الفرنجة من اشرس الشعوب الاوروبية التي لا تهاب الموت و تقاتل بشكل شرس؛ كان التكتيك الأساسي للفرنجة هو الهجوم بالفرسان يركبون في تشكيلات ضيقة يركضون بسرعة عالية ويضربون العدو بالرماح، بهدف كسر خطوطهم بالقوة.

•صورة للفرسان الإفرنج:

مشاهدة المرفق 799822

-معركة ضورليم:


بعد أن استولى الفرنجة على نيقية في يونيو/حزيران 1097، انقسم جيشهم إلى صفين أثناء زحفهم عبر الأناضول: أحدهما بقيادة بوهيموند من تارانتو، والآخر بقيادة غودفري من بويون، وريموند من تولوز، والأسقف أدهيمار. اغتنم السلاجقة، بقيادة قلج أرسلان الأول، فرصةً لنصب كمين للطليعة الأصغر بقيادة بوهيموند بالقرب من دوريلايوم.

في صباح الأول من يوليو، تعرضت طليعة بوهيموند لهجوم مفاجئ من آلاف رماة السهام السلاجقة. استخدم الأتراك أساليبهم المعتادة في رماية السهام على الخيالة السريعة، ومحاصرة الفرنجة، ومضايقتهم بالسهام، مع تجنب القتال المباشر.


صور توضح هجوم السلاجقة على الفرنجة و تحصن الفرنجة من هجماتهم:

مشاهدة المرفق 799824


وكما تُظهر الصورة، شكّل الفرنجة بقيادة بوهيموند وزميله القائد روبرت النورماندي حلقة دفاعية بسرعة، حيث ترجل الفرسان وحرس المشاة المدنيين (بما في ذلك النساء والأطفال) في المعسكر. صمدوا لساعات، مُتكبّدين خسائر ومضايقات من نيران السهام المتواصلة.


تمسك بوهيموند وروبرت النورماندي بموقع دفاعي لساعات، مُشكلين معسكرًا مُحصّنًا، مُقاومين مُضايقات مُستمرة من رماة السهام على ظهور الخيل. وصل غودفري من بويون وريموند من تولوز قبل أديمار، بعد سماعهما القتال، لكنهما التزما الحذر في البداية ولم يُهاجما مباشرةً. لم يُغيّر وصولهما مجرى الأمور فورًا، مع أنه عزز الروح المعنوية وضمن عدم بقاء الفرنجة وحيدين.

جاءت نقطة التحول الحاسمة لاحقًا، عندما نفّذ الفارس الفرنجي أدهمار لو بوي، قائدًا للحرس الخلفي وقوات إضافية، مناورة التفافية، وضرب خيالة السلاجقة. أثار هذا ذعرًا بين الأتراك، الذين بدأوا بالتراجع. كان هجوم أدهمار المُوَقَّت حاسمًا، إذ كسر التشكيل السلجوقي وسمح للصليبيين بشن الهجوم.

صورة تظهر عندما هاجم الفارس الفرنجي أدهمار وقواته السلاجقة مما تسبب في ذعرهم وانسحابهم في النهاية من ساحة المعركة:

مشاهدة المرفق 799826



-خلاصة:

كانت معركة ضورليم انتصارًا مبكرًا حاسمًا للفرنجة خلال الحملة الصليبية الأولى، إذ ضمنت لهم عبور الأناضول بهزيمة السلاجقة الأتراك بقيادة قلج أرسلان. أضعف هذا الانتصار سلطة السلاجقة في المنطقة، وكبح جماح المقاومة المنظمة، وسمح للفرنجة بالتقدم نحو أنطاكية، ثم القدس. كما عزز معنوياتهم، وأكد على أهمية الوحدة والانضباط في مواجهة التكتيكات التركية المتنقلة. ورغم كشفها عن نقاط ضعفهم للكمائن والمضايقات، إلا أن المعركة حافظت في النهاية على زخم الحملة الصليبية، وشكلت خطوة مهمة نحو نجاحاتها اللاحقة.

إعداد: MQ-1 Predator

إهداء للأخ: فيـصل @فيـصل





مشكور اخوي وربي يجوزك وحدة عمرها 19
 
عودة
أعلى