هل ستصنع إيران القنبلة النووية؟

تمتلك إيران كمية من اليورانيوم يُقدّر الخبراء النوويون أنها كافية لإنتاج عشر قنابل نووية خلال أيام معدودة. وفي تطور غير مسبوق، هدّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبصورة علنية، المرشد الأعلى الإيراني بالاغتيال – وهو أمر يحدث لأول مرة في التاريخ.
في الوقت ذاته، استهدفت صواريخ إيرانية مجمعًا استخباراتيًا تابعًا للجيش الإسرائيلي، بينما حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تصعيد إضافي قد يدفع بالأوضاع إلى نقطة اللاعودة.
لكن، ما الذي يحدث تحديدًا بين إيران وإسرائيل؟ ومن هم هؤلاء الخبراء الذين يؤكدون قدرة إيران على إنتاج قنابل نووية إن رغبت في ذلك؟

️ إليك ملخّصًا سريعًا للأحداث، بطريقة جديدة، حيث أرفق رقمًا بجانب كل معلومة ليمكنك العودة إلى المصدر في التعليقات لمزيد من التفاصيل

ما جرى مؤخرًا خلال الهجوم الصاروخي الإيراني لم يكن مجرد قصف عابر؛ بل كان اختراقًا أمنيًا غير مسبوق، إذ تمكّنت إيران ولأول مرة منذ اندلاع الحرب من استهداف منشأة أمنية حساسة داخل إسرائيل، مخترقةً بذلك واحدة من أعقد أنظمتها الدفاعية.

وفقًا للفيديوهات المتداولة، أُطلق أكثر من خمسة صواريخ إيرانية – يُرجّح أنها من الطراز الجديد الذي أعلنته طهران مؤخرًا – وتمكنت من إصابة مجمع استخبارات الجيش الإسرائيلي في "هرتسيليا"، أحد أبرز مراكز القيادة المعلوماتية لجهاز "الموساد". (المصدر 1)
المثير أن العملية نُفذت بنجاح على الرغم من وجود بطاريات دفاع جوي من نوع "باتريوت" قرب الموقع، وتشير التحليلات إلى أن إيران استخدمت صواريخ شديدة التدمير، بمرافقة طائرات مسيّرة وصواريخ أصغر للتشويش على أنظمة الدفاع وفتح الطريق أمام الصواريخ الرئيسية.

وكالة "تسنيم" الإيرانية الرسمية أعلنت عن مقتل عدد كبير من ضباط "الموساد" والاستخبارات الحربية "أمان"، مؤكدةً أن هذه الضربة تمثّل بداية مرحلة جديدة في المواجهة، لا خطوط حمراء فيها. في المقابل، التزمت وسائل الإعلام الإسرائيلية الصمت التام، في ظل تعتيم إعلامي كامل رغم انتشار الفيديوهات على منصة X. (المصدر 2)

كما استهدفت إيران مستودعًا لوجستيًا للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب، ودُمّر بالكامل. (المصدر 3)
ورغم عدم وضوح وسيلة الهجوم، تفيد بعض التقارير بأنه ربما كان هجومًا سيبرانيًا، خاصة أن تقريرًا نشرته "العربي الجديد" أشار إلى زيادة الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الإسرائيلية بنسبة 700% منذ 13 يونيو، وتحدث عن مجموعة هاكرز إيرانية تُدعى "هندالة" أعلنت اختراق بيانات تتجاوز 2 تيرابايت من شركات إسرائيلية. (المصدر 4)



أما الخبر الأبرز فيخص البرنامج النووي الإيراني...

وفقًا لتقارير نشرتها CNN (المصدر 5)، يرى المجتمع الاستخباراتي الأمريكي أن إيران لا تمتلك سلاحًا نوويًا حاليًا، لكن هذا لا يعني أنها لا تسعى إلى ذلك.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن لدى إيران نحو 500 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ورغم أن تصنيع قنبلة نووية تقليدية يتطلب تخصيبًا بنسبة 90%، إلا أن الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة سابقًا، صرّح بأن هذه النسبة تكفي لإنتاج قنابل نووية، وإن كانت أقل فاعلية من قنبلة "هيروشيما". ووفقًا لحساباته، يمكن لإيران تصنيع حوالي 10 قنابل نووية باستخدام هذه الكمية. (المصدر 6)

️ لكن الموقف الإيراني لا يزال حرجًا للغاية رغم الضربات المؤثرة التي وجهتها.

إيران لا تمتلك منظومة دفاع جوي متقدمة قادرة على التصدي للطيران الإسرائيلي، وسلاحها الجوي متأخر تقنيًا، ما يصعّب عليها السيطرة على المجال الجوي فوق طهران. كما أن "حزب الله" والفصائل الفلسطينية، الذين كانوا يشكلون عمقها الدفاعي، أصبحوا أضعف، بينما سقوط النظام السوري الحليف جعلها مكشوفة أمام الهجمات الإسرائيلية.

في هذه الأثناء، تتحرك الولايات المتحدة عسكريًا بشكل واضح؛ فقد تم رصد أكثر من 17 طائرة للتزود بالوقود ومقاتلات F-35 وF-16 متجهة إلى قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، في وضع "جاهزية عملياتية". (المصدر 7)

وزير الدفاع الأمريكي "بيت هيجسيث" أعلن استعداد بلاده لدخول في "اشتباك موسع" إذا تعرضت قواعدها لهجوم، أو إذا طلبت إسرائيل الدعم المباشر. كما أن حاملة الطائرات "نيميتز" تتجه حاليًا إلى المنطقة. (المصدر 8)

كما صرّح ترامب علنًا بأن إيران "قريبة جدًا" من امتلاك قنبلة نووية، معتبرًا تجاهل هذا التهديد "لعبًا بالنار". وهدّد المرشد الأعلى الإيراني بشكل مباشر عبر منصة "تروث سوشيال"، مؤكدًا علمه بمكان اختبائه، وأن أمنه مؤقت فقط. (المصدر 9)

وأوضح كذلك أن الولايات المتحدة تمتلك "تفوقًا جويًا كاملاً" فوق طهران، ما يعني أنها أصبحت طرفًا مباشرًا في الحرب. (المصدر 10)

وماذا عن الحلول الدبلوماسية؟
الرئيس الفرنسي "ماكرون" دعا إلى وقف إطلاق النار وإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي بوساطة أمريكية، لكن إيران ترفض التفاوض تحت القصف. في المقابل، وجهت الصين تحذيرًا دبلوماسيًا لإسرائيل من عواقب التصعيد، بينما تراقب روسيا وباكستان الوضع دون تدخل فعلي.

وأخيرًا، أشارت مصادر استخباراتية أمريكية إلى أن إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من استهداف منشأة "فوردو" النووية، المحصّنة تحت جبل بعمق 100 متر، وهي المنشأة التي يُعتقد أن إيران ستستخدمها لتصنيع القنابل في حال قررت ذلك. (المصدر 10)

️ فهل نشهد قريبًا تفجيرًا نوويًا تجريبيًا يجعل من إيران قوة نووية معلنة؟ أم نسمع عن ضربة نووية إسرائيلية مفاجئة لطهران، خاصة بعد حديث ترامب عن "إخلاء طهران"؟