القبة الذهبية Golden Dome

برنامج "نظام القبة الذهبية" (Golden Dome) هو مبادرة دفاعية أمريكية حديثة تهدف إلى تطوير نظام شامل لحماية الأراضي الأمريكية من التهديدات الصاروخية المتزايدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، الفراغية، والصواريخ المتطورة الأخرى. أعلن عن هذا البرنامج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير 2025، عبر أمر تنفيذي بعنوان "القبة الحديدية لأمريكا" (Iron Dome for America)، والذي تم تغيير اسمه لاحقًا إلى "القبة الذهبية لأمريكا" ليعكس طموحاته الأوسع. يُعتبر هذا النظام امتدادًا لرؤية ترامب لتعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية، مستوحى من نجاح نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، ولكنه مصمم للتعامل مع تهديدات أكثر تعقيدًا ومساحة أكبر.
السياق التاريخي والغرض
أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا في 27 يناير 2025، وصفه بأنه خطوة لمواجهة "أكثر التهديدات كارثية" التي تواجه الولايات المتحدة، وهي الهجمات الصاروخية. يشير الأمر إلى زيادة تعقيد هذه التهديدات على مدى 40 عامًا بسبب تطورات الأعداء المنافسين والقريبين، مثل روسيا والصين. يهدف البرنامج إلى بناء درع صاروخي جديد من الجيل التالي، مستلهمًا من مبادرة الدفاع الاستراتيجي (Strategic Defense Initiative) التي اقترحها الرئيس رونالد ريجان في الثمانينيات، ولكن مع التركيز على التهديدات الحديثة.
الشركات المساهمة
تشمل الشركات الرئيسية المساهمة في تطوير برنامج القبة الذهبية ما يلي:
- لوكهيد مارتن (Lockheed Martin): تُعتبر الشركة الرائدة في المجال، حيث تقدم أنظمة دفاع صاروخي موجودة مثل C2BMC (نظام التحكم والإدارة)، NGI PAC-3 MSE (نظام باتريوت المتقدم)، SBIRS (نظام الأشعة تحت الحمراء الفضائي)، LRDR (رادار التمييز طويل المدى)، Sentinel A4 (رادار متقدم)، Aegis Combat System (نظام قتال بحري)، وTHAAD (نظام الدفاع في المرحلة النهائية). وفقًا لصفحة لوكهيد مارتن Golden Dome for America، فإن الشركة مستعدة للتعاون مع القطاعات الدفاعية والتكنولوجية الأخرى.
- سبيس إكس (SpaceX): وفقًا لتقرير Reuters، تُعتبر سبيس إكس من الشركات الرائدة في مناقصة لتطوير أجزاء حاسمة من النظام، بالشراكة مع بالانتير وأندوريل. ومع ذلك، نفى إيلون ماسك المشاركة المباشرة في منشور على منصة X.
- بالانتير (Palantir): شركة تقنية تركز على البرمجيات، شاركت في المناقصة مع سبيس إكس وأندوريل.
- أندوريل (Anduril): شركة تقنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والدفاع، شاركت أيضًا في المناقصة.
- شركات أخرى: وفقًا للمصادر، قد تشارك شركات دفاعية وتكنولوجية أخرى، لكن لم تُذكر أسماؤها بشكل محدد حتى الآن.
التفاصيل التقنية
المكونات والتقنيات
وفقًا لأمر التنفيذ، يشمل البرنامج مجموعة واسعة من التقنيات، منها:
المعترضات الفضائية: تطوير ونشر منظومة اعتراض صاروخية متعددة في الفضاء للاعتراض في مرحلة الإطلاق (boost-phase intercept)، مما يعزز القدرة على إحباط الهجمات مبكرًا.
أجهزة الاستشعار: تسريع نشر طبقة أجهزة استشعار الصواريخ الفراغية والباليستية (Hypersonic and Ballistic Tracking Space Sensor) لتحسين الكشف عن التهديدات.
القدرات المتعددة المراحل: نشر قدرات اعتراض في مراحل مختلفة، بما في ذلك تحت الطبقة (underlayer) وفي المرحلة النهائية (terminal phase) لمواجهة الهجمات ذات القيمة العالية.
القدرات غير القاتلة: تطوير تقنيات غير قاتلة لتعزيز القدرات القاتلة، مثل التداخل الإلكتروني أو أنظمة التشويش.
سلسلة الإمداد: ضمان سلسلة إمداد آمنة ومتينة مع ميزات أمان متقدمة.

كما يشمل البرنامج تطوير طبقة مراقبة للمحاربين المتعددين في الفضاء (Proliferated Warfighter Space Architecture custody layer) لتحسين التنسيق بين الأنظمة المختلفة.
المقارنة مع القبة الحديدية
بينما يستلهم البرنامج من نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، الذي نجح في حماية إسرائيل من الصواريخ قصيرة المدى، فإن القبة الذهبية تختلف بسبب الحاجة إلى حماية مساحة أكبر بكثير (الولايات المتحدة أكبر بأكثر من 100 مرة من إسرائيل). كما أنها تواجه تهديدات أكثر تقدمًا، مثل الصواريخ الفراغية والباليستية طويلة المدى، مما يتطلب تقنيات مثل المعترضات الفضائية.
مدى الكشف
لم تُذكر أرقام محددة لمدى الكشف، لكن يُعتقد أن الأقمار الصناعية مثل SBIRS تستطيع كشف الصواريخ منذ لحظة إطلاقها من الفضاء، مما يعني أن مدى الكشف يغطي مسافات طويلة جدًا. وفقًا لتقرير NPR، فإن الأقمار الصناعية تحتاج إلى رصد الصواريخ في مرحلة الإطلاق الأولية (3-5 دقائق)، مما يتطلب وجودها في مواقع استراتيجية فوق الأرض.
التغطية
يهدف برنامج القبة الذهبية إلى تغطية جميع أراضي الولايات المتحدة، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا مقارنة بنظام القبة الحديدية الإسرائيلي، الذي يغطي منطقة صغيرة نسبيًا (أقل من 400 ضعف مساحة الولايات المتحدة). وفقًا لتقرير NPR، فإن النظام يهدف إلى مواجهة تهديدات مثل الصواريخ العابرة للقارات (ICBMs) من دول مثل روسيا والصين، مما يتطلب شبكة فضائية وأرضية متكاملة لضمان التغطية الشاملة.
التحديات والملاحظات
- يواجه البرنامج تحديات فنية ومالية كبيرة، حيث يُعتبر مشروعًا طموحًا يتطلب استثمارات ضخمة وتطوير تكنولوجيا جديدة.
- وفقًا لتقرير Gizmodo، هناك شكوك حول جدوى العلمية للنظام، خاصة في مواجهة الصواريخ النووية.
- قد يؤثر البرنامج على التوازن الاستراتيجي العالمي، كما ذكر في Aerospace America.
- لا يزال البرنامج في مرحلة التخطيط، ويُتوقع أن يستغرق سنوات لتطويره ونشره.
الخلاصة
برنامج القبة الذهبية يمثل خطوة طموحة نحو تعزيز الأمن القومي الأمريكي، مع التركيز على تكامل التكنولوجيا الفضائية والأرضية. على الرغم من التحديات، فإن المشاركة الواسعة للشركات الدفاعية والتكنولوجية تشير إلى إمكانية تحقيق تقدم كبير في المستقبل.
التعديل الأخير: