في عام 2019 تغيرت طريقة الحوثي في الحرب من حرب عصابات الى طريقة قوات نظامية. يقومون بالهجوم من اكثر من محور و يقومون باغراق القوات المدافعة بقوة مفرطة حتى تتكسر مواقعهم الدفاعية. الحوثيين تخرجوا من طريقة حرب العصابات الى طريقة جيش نظامي.
بسبب التحول الى طريقة حرب نظامية رأينا ارتفاع هائل في عدد القتلى لديهم و لكن بالمقابل رأينا انهم يقومون بالسيطرة على مساحات اكبر في الارض من قبل.
تحولهم الى طريقة حرب نظامية هو تطور طبيعي لوضعهم في اليمن الان، هذه نقطة قوة لكنها ايضا نقطة ضعف. لازال الحوثيين يستغلون اكبر ضعف في صفوف القوات الشرعية في اليمن و هو عدم وجود قيادة موحدة و تنظيم كامل، كما ان القوات النظامية خسرت الافضلية العددية فحدث تحول بين من يقوم بالدفاع و من يقوم بالهجوم، و ايضا حصل تحول بين من يقوم بالحرب بطريقة جيش نظامي و من يقوم بالحرب باسلوب حرب العصابات.
نقطة الضعف الكبيرة التي توجد للحوثي من خلال تحولهم الى طريقة حرب جيش نظامي هو انه في حال الهجوم و الانكسار، اعادة لملمت القوات من جديد اصعب بكثير من قبل، من ما يعني انه اذا اردت فعلا ان تقوم بهزيمتهم في معركة يجب ان تقوم بهجوم مدرع كامل مدعوم بالطيران و المدفعية و الراجمات و المروحيات.
اذا اردت ان تفوز على الحوثيين يجب ان تزود القوات الشرعية بسلاح دبابات و مدفعية كبير قادر على احداث اختراقات كبيرة، عدد من الشاصات و بعض العربات المدرعة لن تحدث فرق كبير في ميزان القوى.
نظام الالوية اللذي لا زال متبع للاسف بطبيعته ليس نظام قادر على الهجوم بشكل جيد، على الاقل كل منطقة يجب ان تكون بقوة فيلق يحتوي من اثنين الى اربعة فرق عسكرية قادرة على ان تحدث تاثير في المعركة. الحوثي يحارب بنظام الفيلق و كل فيلق لديه ثلاثة فرق، على الاقل تنظيميا و ليس عمليا و نرى هذا في هجومهم على مارب و هجومهم على محور حرض و عبس الان، بينما من يحاول ان يتصدى لهجوم الفيلق هو عدد من الالوية اللتي تتبع بشكل مباشر الى فريق او لواء بدون تنظيم جيد في المنتصف قادر على مواكبة التغيرات بسرعة و كفائه. العمالقة من اكبر اسباب نجاحهم هو تنظيمهم على شكل جيش كامل، عدة الوية تتبع وحدة عسكرية و اللتي تتبع فيلق و اللذي يتبع جيش. و لا حظنا هذا بشكل مباشر في حملة شبوة و حريب.
لا زال هناك الكثير و الكثير من الملاحظات لكن لندعها الى وقت اخر.
