ظهرت الحقيقة : كيف ساعد ال CIA علي أنقلاب 52 ضد الملك فاروق

يكفي أن تعرف كيف حفرت قناة السويس لتعلم كم الخزي والعار وحال الشعب قبلها وبعدها
 
التعديل الأخير:
محمد مرسي فقيد الخرفان الذي حصل على التعليم الجامعي وقت عبدالناصر والسادات أقر أن لولا سياسه الإصلاح الزراعي التي أقرها نظام الضباط الأحرار لما كان استطيع أبوه الفلاح الفقير أن يدخله الجامعه من الأساس ولكان ظل فلاحا معدما كابوه تماما
 
والله ناس معندها دم
الاخونجى من كتر الخوازيق بقى يمجد حتى فى ابالهب لو ينفع
ده اللي بيسقوه لهم في الشعب بتاعتهم ..شيطنة الاستقلال وحريه الشعب والاقتصاد وتمجيد فتره الاستعمار والتبعيه والفقر مكتبه فقط في الضباط الأحرار الذين حرموهم من حلمهم في حكم مصر
 
وقت عبدالناصر والسادات أقر أن لولا سياسه الإصلاح الزراعي

كذب تاني؟​

فاروق سبق عبدالناصر في توزيع الأراضي والمنازل على المعدمين..600 فلاح بكفر سعد استفادوا بـ5 أفدنة وبقرة ومنزل​

 
الراحل محمد جلال كشك رحمه الله سبق وأن تكلم عن ذلك
وكتب كتابين ممتازة جدا الأول كلمتي للمغفلين والثاني ثورة يوليو الأمريكية يحلل فيها أسباب تنفيذ أمريكا انقلاب يوليو وسبب اختيار عبدالناصر بالذات رغم وجود عدة تنظيمات في الجيش تخطط لإسقاط الملك طبعا ذلك استنادا على كتاب الضابط الأمريكي مايلز كوبلاند (لعبة الأمم) عام ١٩٦٩ واللي فضح فيه العسكر شر فضيحة وكيف كانوا العوبة بيد CIA

 

كذب تاني؟​

فاروق سبق عبدالناصر في توزيع الأراضي والمنازل على المعدمين..600 فلاح بكفر سعد استفادوا بـ5 أفدنة وبقرة ومنزل​

600 فلاح من اصل 10 مليون فلاح ،😂😂😂😂😂 مش مكسوف على دمك وانت بتقولها ... صحيح جلدكم تخين
 
شارع واحد فى القاهره الى كل واحد بيجيب صوره ويقلك ياسلام على مصر ايام الملكيه
وهو لو دور وسأل كويس هيلاقى جده لم يكن يرتدى سروال ايامها
هذة الصور موجود أقذر منها حتى الأن ونحن في 2021
لا تلعب على أمور زائفة
 
الراحل محمد جلال كشك رحمه الله سبق وأن تكلم عن ذلك
وكتب كتابين ممتازة جدا الأول كلمتي للمغفلين والثاني ثورة يوليو الأمريكية يحلل فيها أسباب تنفيذ أمريكا انقلاب يوليو وسبب اختيار عبدالناصر بالذات رغم وجود عدة تنظيمات في الجيش تخطط لإسقاط الملك طبعا ذلك استنادا على كتاب الضابط الأمريكي مايلز كوبلاند (لعبة الأمم) عام ١٩٦٩ واللي فضح فيه العسكر شر فضيحة وكيف كانوا العوبة بيد CIA


كويس الوثائقي ده , شكراً.
 
600 فلاح من اصل 10 مليون فلاح ،😂😂😂😂😂 مش مكسوف على دمك وانت بتقولها ... صحيح جلدكم تخين
الملك فاروق كان يوزع 5 أفدنة على كل مواطن شرط أن يتوافر فيه صفات محددة للحفاظ على خصوبة التربة ومعدل انتاجها.

حتي لا يتم تدمير تناسق الحاصلات الزراعية زي القطن اللي اتدمر او غيره ... مش تدي اي حد ارض و خلاص.

الاصلاح الزراعي اللي بدأه هو الملك فاروق


ياريت نبطل كدب بقي.
 
"الولد" الذى حكم مصر!!


يروى السير "لامبسون" السفير البريطاني في مصر فى مذكراته عما حدث يوم 28 يناير عام 1943 فيقول: "إتصل بى النحاس فى السابعة مساء, فدعوته لمقابلة رئيس الوزراء – تشرشل – وحضر بالفعل.. بدأ ونستون حديثه بالإعراب عن امتنانه لموقف مصر والنحاس خاصة خلال الأيام العصيبة فى الصيف الماضى.. وتطرق رئيس الوزراء – تشرشل – لمسألة الإمدادات مؤكدا الأهمية الحيوية لحصولنا على احتياجاتنا من مصر.. وهذا ما جعل النحاس يعمد إلى أن يتحدث بإسهاب عن المصاعب الداخلية, وبوجه خاص كيف نتوقع الحصول على ما نريد من مصر من الحبوب وغيرها.. إذا لم نقم بإمدادها باحتياجاتها من الأسمدة.. بيد أن هذه التفاصيل لم تكن تعنى تشرشل.. تدخلت فى الحديث قائلا: إننى والباشا سوف نناقش كافة التفاصيل التى نريدها.. فقال تشرشل: لا يعنينى سوى الحبوب, ويتعين توفيرها على وجه السرعة باعتبارها عاملا أساسيا للمجهود الحربى"!!
مذكرات السفير البريطانى ليست مادة للتسلية.. لأنها عبارة عن وثاق يحفظها أرشيف الخارجية البريطانية.. تم الإفراج عنها وأصبحت متاحة لمن يريد أن يعرف ويفهم.. فما ذكره السفير عن لقاء "تشرشل" مع "النحاس" واضح, ولا يحتمل تأويلا أو توضيحا.. فرئيس الوزراء البريطانى يطلب فى صيغة الأمر "الحبوب" لصالح المجهود الحربى.. وسفيره لم يسمح باسترسال رئيس وزراء مصر لكى يطلب الأسمدة!! وكان رد "تشرشل" هو التأكيد على أن ما يعنيه هو الحبوب على وجه السرعة.. هل هذا رجاء أم طلب شراء؟! ذلك مجرد عنوان على أن بريطانيا كانت تتعامل مع مصر على أنها بقرتها الحلوب!! وهو ما أكده "عبد الجليل العمرى" أستاذ الاقتصاد المرموق قبل الثورة, والذى أصبح وزيرا بعدها حين قال: "كان الاقتصاد المصرى بقرة يتم حلبها فى بريطانيا لصالحهم"!! وله فى ذلك دراسات منشورة تم طمسها كغيرها, حتى يتيسر "لخدم الملكيه والاستعمار" أن يسترسلوا فى الحديث عن قيمة الجنيه المصرى مقابل الاسترلينى والدولار.. وأن مصر كانت تداين بريطانيا بما تملكه من ثروات.. والحقيقة الثابتة هى ثروات مصر.. كما أن الحقيقة الثابتة – أيضا أن هذه الثروات كان يتقاسمها الاستعمار والملك وخدمهم فقط!!
لعلنا نتساءل.. لماذا يتم إخفاء كل هذه الحقائق والوثائق؟! وهذا السؤال وحده كفيل بأن يعيد "الهرم المقلوب" إلى وضعه الصحيح.. فالإجابة على السؤال تضفى تقديرا واحتراما مع كل الاعتزاز بثورة 23 يوليو وزعيمها "عبد الناصر" وذلك ما يسعى "خدم الملكية والاستعمار" إلى محوه من الذاكرة الوطنية.
يصل "لامبسون" فى صفحة من صفحات مذكراته إلى التأكيد يوم 23 يونيو عام 1944 خلال حديث له مع وزير الحرب البريطانى "لويس جريج" لكى يقول: "إننى من المحتمل أن أكون قد أخطأت عندما لم أقم بإقصاء الملك تحت ضغط الدبابات التى كانت تحاصر القصر, على نحو كان يكفينا مزيد من الأحاديث"!! ثم يؤكد أن قادة بلاده كانوا يؤيدون ما يفعله فى مصر وبها!! حين يسجل عن يوم 26 نوفمبر 1943 أنه سمع من "تشرشل" قوله له: "لم أشعر بالقلق خلال قراءة برقياتك التى كنت تبعث بها, لعلمى بأنك تحكم قبضتك على مقاليد الأمور.. وأشار إلى المصاعب التى صادفتنى فى الربيع الماضى من جانب كبار القادة, ووصف موقفهم بأنه لم يكن محتمل على الإطلاق"
يعود بعد ذلك "لامبسون" للتأكيد على أنه أخطأ بعدم خلع الملك عن العرش يوم 4 فبراير عام 1942 حين سجل فى مذكراته عن يوم 3 يناير عام 1944 واقعة أخرى يقول فبها: "حضر إلنا الأمير محمد على – ولى العهد – فى الثانية عشرة ظهرا.. راح يحدثنى عن الملك الشاب ووصفه بأنه شخص حاقد.. غريب الأطوار.. وراح يبرهن على ذلك بما حدث فى حفل أقامته الأميرة شويكار زوجة والده الملك فؤاد.. فعندما قام الأمير عبد المنعم بتهنئة الملك فاروق على شفائه بعد الحادث الذى تعرض له فى القصاصين فما كان من الملك إلا أن قال أنه خاب أمله فى بعض من القوم, وأنه سوف يثأر لنفسه منهم.. كان غريبا أن يقول لى الأمير محمد على على ذلك الكلام الذى يفتقر للباقة والتعقل.. ذلك جعل جاكلين – زوجة السفير – تقول أنها على ثقة من أن الملك الشاب سىء فعلا.. وذلك جعلنى أزداد شعورا بأن الحكمة كانت تقتضى منا التخلص منه وتنحيته عن الحكم.. وأعتقد أنه كان يتعين علينا بالفعل إقصائه"
سيرة الملك "فاروق" تناولها عشرات من الساسة والمؤرخين.. كلهم أجمعوا على فساده وسطحيته وأن استمراره فى الحكم كلف مصر الكثير.. لكن "خدم الاستعمار والملكية" يتجاهلون كل ذلك.. هم يعلمونه.. لكنهم يعرفون أن دورهم هو قلب الحقائق, وهم يمارسونه بنشاط شديد!
يشرح "لامبسون" فى مذكراته أن حادث 4 فبراير عام 1942 كاد أن يتكرر خلال شهر ابريل عام 1944 عندما أراد الملك "فاروق" إقالة وزارة "النحاس" وتناول تفاصيل تحذيراته له وأن قرار مثل هذا سيكلفه ثمنا فادحا.. وتناول اتصالاته مع "لندن" حول الموضوع.. ثم يؤكد أن الملك استمر مترددا فى اتخاذ القرار رغم مناوراته أملا فى أن يتمكن من إبعاد "النحاس" عن الحكم.. حتى حدثت واقعة مدهشة.. فقد كان الملك "فاروق" فى طريقه لآداء صلاة الجمعة, فشاهد لافتات تحمل عبارة "يحيا الملك ويحيا النحاس" فى الشوارع التى كان يمر بها.. أصدر الملك أمرا إلى حكمدار القاهرة بإزالة اللافتات.. نفذ الحكمدار الأمر.. تدخل فؤاد "سراج الدين" وكان وزيرا للداخلية بأمر عكسى, وأوقف إزالة اللافتات.. إستشاط الملك غضبا واعتبر ذلك قمة الإهانة.. أعلن أنه سيقيل "النحاس" مهما كان الثمن.. قدم "النحاس" استقالة وزارته, وتم الإعلان عن تكليف "أحمد ماهر" بتشكيل وزارة ائتلافية صباح 9 اكتوبر عام 1944.. حدث ذلك وقت غياب "لامبسون" عن البلاد.. كان قد غادر فى رحلة مع زوجته إلى "جنوب إفريقيا" يوم 12 سبتمبر.. وتطورت الأحداث فى غيابه, وتم إعلان تشكيل وزارة "أحمد ماهر" قبل وصوله إلى القاهرة.

أصل إلى ورقة شديدة الأهمية والوضوح فى مذكرات "لامبسون" وتلك التى كتبها عما حدث يوم 17 فبراير عام 1945.. شهد هذا اليوم اجتماعا فى مقر إقامة وزير الدولة البريطانى المقيم بالقاهرة.. حضره "ونستون تشرشل" و"أنتونى إيدن" والسفير "لامبسون" مع الملك "فاروق" وخلاله تحفظ "تشرشل" على الذهاب إلى محاكمة رئيس الوزراء "مصطفى النحاس" بسبب ماورد فى "الكتاب الأسود" الذى أصدره "مكرم باشا عبيد" وآخرين بعد خلافهم مع "النحاس" الذى فصلهم من "الوفد" ويقول "لامبسون" عن ذلك: "تحدث فاروق ليقول أن النحاس قد يكون تورط فى جرائم كبيرة.. إلا أنه لن يشجع على ذهابه لمحاكمة.. إنتقل تشرشل بالحديث لكى يطلب من فاروق نهجا حاسما لتحسين الأوضاع الاجتماعية فى مصر.. وعمد إلى التأكيد على أنه ليس هناك مكان فى العالم يجمع التناقض بين الثروات الهائلة والفقر الحاد على النحو الظاهر هنا فى مصر.. وأن الفرصة قد أصبحت مواتية للملك الشاب لكى يهتم برفع مستوى المعيشة لشعبه!! فلماذا لا يأخذ جانبا من ثروات الباشوات الأثرياء لتحسين مستوى المعيشة للفلاحين.. فرد الملك فاروق بأن ذلك ما كان يفكر فيه بالفعل"
إستمر "الولد" يفكر ويفكر.. لأكثر من سبع سنوات!!

هذا رئيس وزراء بريطانيا يشير عليه أن يأخذ من الباشوات والأثرياء لتحسين أحوال الفلاحين.. يحدثه عن التناقض بين الغنى الفاحش والفقر الحاد.. وعندما حدث وفعلته ثورة 23 يوليو بزعامة "عبد الناصر" راحوا يقولون أنه خرب البلاد, ويطلقون كذبة ساذجة بأنه بقانون الإصلاح الزراعى فتت الأرض الزراعية.. هم يعلمون أن الأرقام هى الحقيقة بعينها.. تقول الأرقام أن "61" مالكا فقط كان يملك كل منهم أكثر من ألفى فدان بينهم الملك "فاروق" نفسه!! وكان هناك "28" يملك كل منهم أكثر من 1500 فدان.. وكان هناك "99" مالكا لدى كل منهم ألف فدان.. و"92" مالك لدى كل منهم 800 فدان.. أى أن "280" مالك كان بحوزتهم "583,400" خمسمائة ثلاثة وثمانين الف واربعمائة فدان!! والملكيات التى تزيد عن 200 فدان كانت فى يد 2115 مالكا ومساحتها 1,3 مليون فدان.. بينما يوجد 2 مليون و309 ألف يملك كل منهم أكثر من فدان بمساحة مليون و230 ألف فدان.

بالتأكيد "خدم الملكية والاستعمار" تزعجهم هذه الحقائق.. تكشفهم هذه المعلومات.. تخرسهم هذه المستندات والوثائق.. لكنهم يصمون آذانهم ويرفعون الصوت بامتلاكهم ماكينات شائعات ودعاية عملاقة, لا تكف عن العمل لكى تحدثك عن "زمن الليبرالية" الزاهر.. المزدهر.. والذى جعل "تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا نفسه ينفيه فى جلسة مباحثات رسمية مع "الولد الذى حكم مصر" ويسجله سفير بلاده فى مذكراته وبرقياته المحفوظة فى أرشيف وزارة الخارجية الانجليزية.. والمتاحة لمن شاء الاطلاع عليها!

الحقائق الصامتة كثيرة.. وكثيرة جدا.. والأكاذيب الصارخة تحولت من تلال إلى جبال.. لذلك يجب أن نواصل قراءة بعضا من المعلومات والشهادات حول مصر فى الثلاثينات والأربعينات..
 
%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D8%AB%D8%A7%D8%B1_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-1948.jpg
 
هذة الصور موجود أقذر منها حتى الأن ونحن في 2021
لا تلعب على أمور زائفة
لا يوجد زيف الا محاولة ترقيع الاجرام فى عهد الملكيه
وحفر قناة السويس و الالاف الذين ماتوا فيها ابشعها
اكيد انت لست ممن شارك اهلك فى حفر القناه ولكن ربما ممن رقص فى حفل الافتتاح بعدها
 
اي فائض هداك الله .. البلد كان تحت حكم الاستعمار البريطاني الذي استدان من الخزانة المصرية ورفضوا تسديد الديون بعد انتهاء الحرب العالمية ... دعمكم من تاريخ المسلسلات التي تمجد في حكم هذه العائلة فقط التمجيد في الملكية كنظام لا اكثر
لم ارى يوما مسلسلا مصريا في حياتي صراحتاً لاكن يبقى الشعب المصري ادرى مني انا في ما يراه صالح للوطنه الام تحياتي 💪
 
انا بصراحة لدي قناعة شخصية لم أجد ماينفيها إلي الان!!!!

سؤال بسيط لو سمحتوا:

لماذا بعد انتهاء WW2 و استقلال اغلب الدول العربية بعد ذلك، كان نظام الحكم ملكي موالي لبريطانيا والغرب عموما؟؟؟؟

الدول التي حدثت فيها انقلابات عسكرية كان إبان الحرب الباردة و دعم المعسكر الشرقي -الاتحاد السوفيتي- لهذه الدول!!!!!

بداية بمصر و العراق و اليمن و سوريا و الجزائر و ليبيا و السودان كلها حدث فيها نفس المشهد تقريبا!!!!!

كل هذه الدول اخذت اتجاها معاكسا للمصالح و الهيمنة الامريكية او الغربية عموما (ب استثناء فرنسا في بعض الفترات)!!!!

كيف تدعم امريكا انقلابات عسكرية مواليه لعدوها الاتحاد السوفيتي في اقليم حيوي ك الشرق المتوسط؟؟؟

العدوان الثلاثي علي مصر توقف بسبب أن امريكا كانت تريد ان تفهم بريطانيا بأنها هي سيدة الغرب الجديدة و ليس حبا في الرئيس الراحل جمال عبدالناصر!!!!!
 
"الولد" الذى حكم مصر!!


يروى السير "لامبسون" السفير البريطاني في مصر فى مذكراته عما حدث يوم 28 يناير عام 1943 فيقول: "إتصل بى النحاس فى السابعة مساء, فدعوته لمقابلة رئيس الوزراء – تشرشل – وحضر بالفعل.. بدأ ونستون حديثه بالإعراب عن امتنانه لموقف مصر والنحاس خاصة خلال الأيام العصيبة فى الصيف الماضى.. وتطرق رئيس الوزراء – تشرشل – لمسألة الإمدادات مؤكدا الأهمية الحيوية لحصولنا على احتياجاتنا من مصر.. وهذا ما جعل النحاس يعمد إلى أن يتحدث بإسهاب عن المصاعب الداخلية, وبوجه خاص كيف نتوقع الحصول على ما نريد من مصر من الحبوب وغيرها.. إذا لم نقم بإمدادها باحتياجاتها من الأسمدة.. بيد أن هذه التفاصيل لم تكن تعنى تشرشل.. تدخلت فى الحديث قائلا: إننى والباشا سوف نناقش كافة التفاصيل التى نريدها.. فقال تشرشل: لا يعنينى سوى الحبوب, ويتعين توفيرها على وجه السرعة باعتبارها عاملا أساسيا للمجهود الحربى"!!
مذكرات السفير البريطانى ليست مادة للتسلية.. لأنها عبارة عن وثاق يحفظها أرشيف الخارجية البريطانية.. تم الإفراج عنها وأصبحت متاحة لمن يريد أن يعرف ويفهم.. فما ذكره السفير عن لقاء "تشرشل" مع "النحاس" واضح, ولا يحتمل تأويلا أو توضيحا.. فرئيس الوزراء البريطانى يطلب فى صيغة الأمر "الحبوب" لصالح المجهود الحربى.. وسفيره لم يسمح باسترسال رئيس وزراء مصر لكى يطلب الأسمدة!! وكان رد "تشرشل" هو التأكيد على أن ما يعنيه هو الحبوب على وجه السرعة.. هل هذا رجاء أم طلب شراء؟! ذلك مجرد عنوان على أن بريطانيا كانت تتعامل مع مصر على أنها بقرتها الحلوب!! وهو ما أكده "عبد الجليل العمرى" أستاذ الاقتصاد المرموق قبل الثورة, والذى أصبح وزيرا بعدها حين قال: "كان الاقتصاد المصرى بقرة يتم حلبها فى بريطانيا لصالحهم"!! وله فى ذلك دراسات منشورة تم طمسها كغيرها, حتى يتيسر "لخدم الملكيه والاستعمار" أن يسترسلوا فى الحديث عن قيمة الجنيه المصرى مقابل الاسترلينى والدولار.. وأن مصر كانت تداين بريطانيا بما تملكه من ثروات.. والحقيقة الثابتة هى ثروات مصر.. كما أن الحقيقة الثابتة – أيضا أن هذه الثروات كان يتقاسمها الاستعمار والملك وخدمهم فقط!!
لعلنا نتساءل.. لماذا يتم إخفاء كل هذه الحقائق والوثائق؟! وهذا السؤال وحده كفيل بأن يعيد "الهرم المقلوب" إلى وضعه الصحيح.. فالإجابة على السؤال تضفى تقديرا واحتراما مع كل الاعتزاز بثورة 23 يوليو وزعيمها "عبد الناصر" وذلك ما يسعى "خدم الملكية والاستعمار" إلى محوه من الذاكرة الوطنية.
يصل "لامبسون" فى صفحة من صفحات مذكراته إلى التأكيد يوم 23 يونيو عام 1944 خلال حديث له مع وزير الحرب البريطانى "لويس جريج" لكى يقول: "إننى من المحتمل أن أكون قد أخطأت عندما لم أقم بإقصاء الملك تحت ضغط الدبابات التى كانت تحاصر القصر, على نحو كان يكفينا مزيد من الأحاديث"!! ثم يؤكد أن قادة بلاده كانوا يؤيدون ما يفعله فى مصر وبها!! حين يسجل عن يوم 26 نوفمبر 1943 أنه سمع من "تشرشل" قوله له: "لم أشعر بالقلق خلال قراءة برقياتك التى كنت تبعث بها, لعلمى بأنك تحكم قبضتك على مقاليد الأمور.. وأشار إلى المصاعب التى صادفتنى فى الربيع الماضى من جانب كبار القادة, ووصف موقفهم بأنه لم يكن محتمل على الإطلاق"
يعود بعد ذلك "لامبسون" للتأكيد على أنه أخطأ بعدم خلع الملك عن العرش يوم 4 فبراير عام 1942 حين سجل فى مذكراته عن يوم 3 يناير عام 1944 واقعة أخرى يقول فبها: "حضر إلنا الأمير محمد على – ولى العهد – فى الثانية عشرة ظهرا.. راح يحدثنى عن الملك الشاب ووصفه بأنه شخص حاقد.. غريب الأطوار.. وراح يبرهن على ذلك بما حدث فى حفل أقامته الأميرة شويكار زوجة والده الملك فؤاد.. فعندما قام الأمير عبد المنعم بتهنئة الملك فاروق على شفائه بعد الحادث الذى تعرض له فى القصاصين فما كان من الملك إلا أن قال أنه خاب أمله فى بعض من القوم, وأنه سوف يثأر لنفسه منهم.. كان غريبا أن يقول لى الأمير محمد على على ذلك الكلام الذى يفتقر للباقة والتعقل.. ذلك جعل جاكلين – زوجة السفير – تقول أنها على ثقة من أن الملك الشاب سىء فعلا.. وذلك جعلنى أزداد شعورا بأن الحكمة كانت تقتضى منا التخلص منه وتنحيته عن الحكم.. وأعتقد أنه كان يتعين علينا بالفعل إقصائه"
سيرة الملك "فاروق" تناولها عشرات من الساسة والمؤرخين.. كلهم أجمعوا على فساده وسطحيته وأن استمراره فى الحكم كلف مصر الكثير.. لكن "خدم الاستعمار والملكية" يتجاهلون كل ذلك.. هم يعلمونه.. لكنهم يعرفون أن دورهم هو قلب الحقائق, وهم يمارسونه بنشاط شديد!
يشرح "لامبسون" فى مذكراته أن حادث 4 فبراير عام 1942 كاد أن يتكرر خلال شهر ابريل عام 1944 عندما أراد الملك "فاروق" إقالة وزارة "النحاس" وتناول تفاصيل تحذيراته له وأن قرار مثل هذا سيكلفه ثمنا فادحا.. وتناول اتصالاته مع "لندن" حول الموضوع.. ثم يؤكد أن الملك استمر مترددا فى اتخاذ القرار رغم مناوراته أملا فى أن يتمكن من إبعاد "النحاس" عن الحكم.. حتى حدثت واقعة مدهشة.. فقد كان الملك "فاروق" فى طريقه لآداء صلاة الجمعة, فشاهد لافتات تحمل عبارة "يحيا الملك ويحيا النحاس" فى الشوارع التى كان يمر بها.. أصدر الملك أمرا إلى حكمدار القاهرة بإزالة اللافتات.. نفذ الحكمدار الأمر.. تدخل فؤاد "سراج الدين" وكان وزيرا للداخلية بأمر عكسى, وأوقف إزالة اللافتات.. إستشاط الملك غضبا واعتبر ذلك قمة الإهانة.. أعلن أنه سيقيل "النحاس" مهما كان الثمن.. قدم "النحاس" استقالة وزارته, وتم الإعلان عن تكليف "أحمد ماهر" بتشكيل وزارة ائتلافية صباح 9 اكتوبر عام 1944.. حدث ذلك وقت غياب "لامبسون" عن البلاد.. كان قد غادر فى رحلة مع زوجته إلى "جنوب إفريقيا" يوم 12 سبتمبر.. وتطورت الأحداث فى غيابه, وتم إعلان تشكيل وزارة "أحمد ماهر" قبل وصوله إلى القاهرة.

أصل إلى ورقة شديدة الأهمية والوضوح فى مذكرات "لامبسون" وتلك التى كتبها عما حدث يوم 17 فبراير عام 1945.. شهد هذا اليوم اجتماعا فى مقر إقامة وزير الدولة البريطانى المقيم بالقاهرة.. حضره "ونستون تشرشل" و"أنتونى إيدن" والسفير "لامبسون" مع الملك "فاروق" وخلاله تحفظ "تشرشل" على الذهاب إلى محاكمة رئيس الوزراء "مصطفى النحاس" بسبب ماورد فى "الكتاب الأسود" الذى أصدره "مكرم باشا عبيد" وآخرين بعد خلافهم مع "النحاس" الذى فصلهم من "الوفد" ويقول "لامبسون" عن ذلك: "تحدث فاروق ليقول أن النحاس قد يكون تورط فى جرائم كبيرة.. إلا أنه لن يشجع على ذهابه لمحاكمة.. إنتقل تشرشل بالحديث لكى يطلب من فاروق نهجا حاسما لتحسين الأوضاع الاجتماعية فى مصر.. وعمد إلى التأكيد على أنه ليس هناك مكان فى العالم يجمع التناقض بين الثروات الهائلة والفقر الحاد على النحو الظاهر هنا فى مصر.. وأن الفرصة قد أصبحت مواتية للملك الشاب لكى يهتم برفع مستوى المعيشة لشعبه!! فلماذا لا يأخذ جانبا من ثروات الباشوات الأثرياء لتحسين مستوى المعيشة للفلاحين.. فرد الملك فاروق بأن ذلك ما كان يفكر فيه بالفعل"
إستمر "الولد" يفكر ويفكر.. لأكثر من سبع سنوات!!

هذا رئيس وزراء بريطانيا يشير عليه أن يأخذ من الباشوات والأثرياء لتحسين أحوال الفلاحين.. يحدثه عن التناقض بين الغنى الفاحش والفقر الحاد.. وعندما حدث وفعلته ثورة 23 يوليو بزعامة "عبد الناصر" راحوا يقولون أنه خرب البلاد, ويطلقون كذبة ساذجة بأنه بقانون الإصلاح الزراعى فتت الأرض الزراعية.. هم يعلمون أن الأرقام هى الحقيقة بعينها.. تقول الأرقام أن "61" مالكا فقط كان يملك كل منهم أكثر من ألفى فدان بينهم الملك "فاروق" نفسه!! وكان هناك "28" يملك كل منهم أكثر من 1500 فدان.. وكان هناك "99" مالكا لدى كل منهم ألف فدان.. و"92" مالك لدى كل منهم 800 فدان.. أى أن "280" مالك كان بحوزتهم "583,400" خمسمائة ثلاثة وثمانين الف واربعمائة فدان!! والملكيات التى تزيد عن 200 فدان كانت فى يد 2115 مالكا ومساحتها 1,3 مليون فدان.. بينما يوجد 2 مليون و309 ألف يملك كل منهم أكثر من فدان بمساحة مليون و230 ألف فدان.

بالتأكيد "خدم الملكية والاستعمار" تزعجهم هذه الحقائق.. تكشفهم هذه المعلومات.. تخرسهم هذه المستندات والوثائق.. لكنهم يصمون آذانهم ويرفعون الصوت بامتلاكهم ماكينات شائعات ودعاية عملاقة, لا تكف عن العمل لكى تحدثك عن "زمن الليبرالية" الزاهر.. المزدهر.. والذى جعل "تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا نفسه ينفيه فى جلسة مباحثات رسمية مع "الولد الذى حكم مصر" ويسجله سفير بلاده فى مذكراته وبرقياته المحفوظة فى أرشيف وزارة الخارجية الانجليزية.. والمتاحة لمن شاء الاطلاع عليها!

الحقائق الصامتة كثيرة.. وكثيرة جدا.. والأكاذيب الصارخة تحولت من تلال إلى جبال.. لذلك يجب أن نواصل قراءة بعضا من المعلومات والشهادات حول مصر فى الثلاثينات والأربعينات..
يارجل خف على دمك ,,, عبد الناصر كان في الثلاثينات وعبد الحكيم كان رائد في أول الثلاثينات أصبح مشير وقائد للجيش في يوم وضحاها وباقي ضباط الأحرار عينوا وزراء وكانوا في نفس العمر .. كم عمر الأمير محمد بن سلمان ؟؟ هذا طبيعي في الملكية ف ولي العهد يتعلم منذ صغرة تعليم خاص لتولي أمور الحكم
 
"الولد" الذى حكم مصر!!


عاش "لامبسون" فى مصر 12 عاما.. بدأت فى زمن الملك "فؤاد" وانتهت يوم 9 مارس عام 1946.. وخلال أيامه الأخيرة سجل فى مذكراته واقعة يندى لها الجبين.. حدث يوم 3 يناير أن اقترح الملك "فاروق" على السيدة "الفيرى" زوجة القائد العام للقوات البريطانية فى مصر, أن يتناول الغذاء عندهم إحتفالا بالعام الجديد – 1946 – يقول "لامبسون" أنه حدثت مفاجأة صاعقة: "تجاوز الملك فاروق كل حدود اللياقة, عندما فرض عليهم أن يحضر ومعه عشيقته – ميللى سى – ولم تبد صاحبة البيت اعتراضا.. سمحوا لعشيقة الملك أن تحضر.. ذلك جعلنى أرى تصرف الملك مشين ومثير للسخط.. وقلت بأننى لو كنت مكان السيدة الفيرى ما كنت لأقبل ذلك"

كان الموقف مثار تعليقات كثيرين فى دوائر السفارة البريطانية وقيادة قواتهم فى مصر.. دفع ذلك أحدهم أن ينقل ردود الفعل للملك "فاروق" وأنهم اعتبروا ما حدث سلوكا فاضحا.. يسجل "لامبسون" فى مذكراته يوم 5 يناير رد الملك: "برر الملك فاروق ما فعله بأن الآنسة – ميللى سى – كانت لطيفة ورقيقة.. وقال فاروق أن أمير ويلز سبق أن فعل ذلك, وبدا غير مكترث بغضب الدوائر البريطانية وعائلاتهم"!! وحدث فى هذا الوقت أن وقعت جريمة محاولة اغتيال "أمين عثمان" الشهيرة يوم 5 يناير فطغت على الفعل الفاضح لجلالته!!
قبل أن يتبجح أحد "خدم الملكية والاستعمار" بأى رد أو تعليق.. تعالوا نقرأ ورقة من مذكرات "كريم ثابت" صديق الملك "فاروق" ومستشاره الصحفى والوزير فى آخر حكومات "زمن الملكية" وصدرت المذكرات عام 2000 وتمت طباعتها أربع طبعات, وفيها يروى صاحبها: "كنت أستمع للإذاعة المصرية, فسمعت أن دولة إسماعيل باشا صدقى رئيس الوزراء وسعادة حسن يوسف باشا رئيس الديوان الملكى بالنيابة, سيسافران فى الغد إلى جزيرة رودس ليعرض دولة الرئيس مشروع التعديل الوزارى على جلالة الملك.. كان القصر قد تلقى فى خلال اليوم العاشر لمغادرة الملك إلى قبرص, برقية من اليخت الملكى تقول أن جلالته نزل فى رودس لأنه قرر أن يمد فترة استجمامه.. وأذيع فى المساء أن جلالتة تفضل, فوافق على التعديل الوزارى وأمضى المراسيم به.. وقد تعطف جلالته بدعوة رئيس الوزراء إلى الغذاء على مائدته.. وبعد عودته صرح إسماعيل باشا صدقى بأن جلالة الملك بصحة جيدة وأنه أفاد من سياحته كثيرا.. ونوه بالدعاية الطيبة العظيمة التى ينشرها جلالته فى كل مكان ينزل فيه.. ويظهر أن أن إسماعيل صدقى لم يلمح الفنانة كاميليا التى كانت بصحبة جلالته فى رحلته"!!


جلالته كان لا يخجل من المجاهرة بعشيقته.. لا يخفى تركه للبلاد أسابيع ليستمتع مع الفنانة "كاميليا" ولم يخجل من فضائح أمه وأخته.. لذلك ستجد أن الذين يدافعون عن زمن جلالته لا يخجلون حين يقولون أن مصر فى الثلاثينات والأربعينات كانت أجمل فالتاريخ عندهم مجموعة لقطات سينمائية وصور فوتغرافية.. ليتهم يقرأون مذكرات "سيد مرعى" وعنوانها "أوراق سياسية" ونشرها عام 1977, وفيها يصف حالة مصر.. فيقول: "كان الشعب يبحث عن الخبز فلا يجده.. بل أن لا يمكن تصور نوع الخبز الذى لا يجد الناس غيره.. إنه خبز مخلوط بالذرة والأرز, بعد أن حدث نقص فى كميات القمح.. نتيجة أن مصر التى كانت تتمتع باكتفاء ذاتى من القمح راحت تطعم عشرات الآلاف من قوات الاحتلال.. لهذا بدأت صناعة الخبز من الذرة المخلوط بدقيق الأرز.. ولو تركت رغيف الخبز ثلاث ساعات يصبح جامدا كقطعة خشب وأسود بلون التراب"!!

حدث ذلك فى زمن الملك "فاروق" خلال الحرب العالمية الثانية.. وسبق أن حدث وقت الحرب العالمية الأولى, وخلالها دفعت مصر ثمنا فادحا من حياة أبنائها وثروات شعبها وكرامتهم.. وذلك ما يجسده "سيد مرعى" فى مذكراته بقوله: "نتيجة النقص الشديد فى المواد الغذائية لأفراد الشعب, والتكدس الشديد لدى جنود الاحتلال.. بدأ بعض الناس يتخصصون فى نهب قطارات التموين الذاهبة إلى معسكرات الانجليز.. بل أن بعض الجنود الانجليز كانوا يبيعون للشعب ما لديهم من سلع, بطريقة غير مشروعة.. كنا نرى لورى محمل بالبضائع وفيه جنديين أو ثلاثة, ويقف فى شارع أو ميدان ليبدأ الجنود فى البيع للأهالى بطاطين وملايات سرير.. بعدها يعود الجنود إلى معسكراتهم ويبلغون أنهم تعرضوا للسرقة فى الطريق"!
فقط نتذكر ما قاله "تشرشل" خلال اجتماعه مع "النحاس": "لا يهمنى غير توفير الحبوب للمجهود الحربى والقوات البريطانية"!! وصحيح أن وسط القاهرة وشوارعه كانت تتراقص فيها محلات اليهود بالإضاءة..بل وتعج بالملاهى وعلب الليل الفاخرة.. وفيها تجد الموضة على أجساد الخواجات والباشوات.. وسجل "سيد مرعى" فى مذكراته ما شاهده بعينيه, وكان واحدا من كبار الملاك والأثرياء ونائبا فى برلمان ما قبل الثورة.. فقال: "فى المرات القليلة التى كنا نأتى فيها إلى القاهرة.. نشاهد جنود الانجليز سكارى يعربدون خلال خروجهم من الملاهى.. يوقف أحدهم أى مواطن يمر أمامه ويشهر فى وجهه السلاح ليستولى على نقوده.. يقوم بتكسير فاترينة لأحد المحلات لينهبه.. وإذا شاهد أحدهم سيدة فى الشارع يطاردها.. وحدث أن ذهبنا إلى سينما متروبول أنا وزوجتى وأخى وزوجته, وبعد خروجنا من السينما وقرب سيارتنا فوجئنا بأربعة جنود مسلحين يقفزون فوق رفارف السيارة وهم سكارى.. ركبنا بسرعة وأدرت المحرك وأسرعت بقوة لأهرب منهم, وتركتهم يسقطون فى مشهد لا يختلف عن مشاهد السينما.. وهؤلاء كانوا محصنون ولا يخضعون للحساب أو القانون"!

نامت الكتب.. صمتت الوثائق.. تم حجب كل صوت قادر على تنوير الشعب.. ثم درات ماكينات تشويه ثورة 23 يوليو وزعيمها "جمال عبد الناصر" بعد رحيله بعام واحد فقط.. تهدأ هذه الماكينات أحيانا, لكنها لم تتوقف لأكثر من نصف قرن.. ثم جاء اليوم الذى شاهدنا فيه من رفع السلاح فى وجه الدولة, وشارك فى انقلاب على "عبد الناصر" بعد نكسة 1967 على منصة رئاسة مجلس الشيوخ.. وأمامه فى القاعة كل المشاركين فى الترويج لأيام الملكية!

يقولون أن "زمن الملكية الجميل" كانت فيه مصر "غنية" و"ديمقراطية"
يقول "كريم ثابت" صديق الملك ومستشاره والوزير فى آخر حكومات "زمن الملكية" الكثير عن هذا الزمن.. سيكون مفيدا أن نقلب أوراقه فى مذكراته التى كتبها بخط يده ونشرها فى مصر.. فيها يذكر: "صارحنى الملك فاروق بأن خلافه الشديد مع مصطفى النحاس, ونفوره منه يرجع إلى ما قبل حلفه اليمين الدستورية.. فقد كان فى باريس حين كان النحاس يزور لندن لإمضاء المعاهدة المصرية – الانجليزية عام 1936.. فلم يكلف النحاس نفسه مشقة الحضور إلى باريس للسلام على وإطلاعى على ما جرى فى لندن, لأننى لم أكن قد باشرت سلطتى الدستورية.. فقد كنت فى نظره ولدا صغيرا لا يستحق أن يهتم به.. ولم يحضر لزيارتى إلا بعد أن نبهوه إلى هذا الواجب.. وعندما حضر تأخر ساعة كاملة عن الموعد الذى حددته له.. ولا أظن أنه كان يجرؤ على هذا التأخير لو كانت المقابلة مع والدى"!!
قبل أن يصف كل من عرف آخر ملوك مصر بأنه "ولد"!!
كان الملك نفسه يعرف أنه "ولد" صغير!!
لكن "خدم الاستعمار والملكية" يرونه ملكا عظيما.. مظلوما.. شوهته الثورة التى يرونها خربت مصر!! ربما لأن ثورة 23 يوليو عبرت عن الشعب.. كسرت أنف الاستعمار ورجاله.. وقد يكون لأن الثورة قام زعيمها "جمال عبد الناصر" بتأميم قناة السويس.. فتجدهم يروجون أن امتيازها كان سينتهى عام 1968.. ولو انتظرنا لعادت إلينا.. وهؤلاء لا يذكرون أن الانجليز حاولوا مد امتيازها لأربعين عاما أخرى عام 1910.. كادت المحاولة تنجح بعد أن وافق الخديوى "عباس" وشرع رئيس الوزراء "بطرس غالى" فى التوقيع.. لكن رصاصات شاب من أبناء مصر كانت أسبق فاغتالته!! ليطوى الاستعمار هذه الصفحة, ويطور خطة بقاه فى مصر ببناء أكبر القواعد البريطانية على ضفاف قناة السويس.


نعود لمذكرات "كريم ثابت" الذى يروى عن جلالته أنه حكى له: "النحاس قال لى يوما بعد أن حلفت اليمين الدستورية عام 1937.. أرجو من جلالتك أن تعتبرنى بمثابة والدك.. كتمت غيظى لأنه خاطبنى كما يخاطب الوالد ولده"!!
كيف كان يفكر آخر ملوك مصر قبل ثورة 23 يوليو؟!
يجيب على السؤال "كريم ثابت" فى مذكراته, فيقول بالنص: "لاحظت حبه للظهور بمظهر العارف بكل شىء.. يكره أن يبدو كمن يتعلم من إنسان آخر, أو من يستفيد من خبرة غيره.. فقد باعد بينه وبين رجال كثيرين لأنهم أشعروه, أو خيل إليه أنهم أرادوا أن يشعروه بأنهم على استعداد لأن يكونوا مستشارين له فى السياسة أو الشئون العامة.. وحدث أن توفيق دوس باشا الذى كان مقربا للملك فؤاد إلتقى بالملك فاروق بعد أن جلس على العرش.. فقال له فاروق أنه يعرف مكانته لدى الملك فؤاد, وثقته فيه وفى آرائه.. وكان طبيعى أن يرد الرجل بأنه يأمل أن يفوز بالثقة نفسها من جلالته.. فعامله فاروق بجفاء, وكان يدعوه إلى بعض المناسبات ليفهمه أنه ليس فى حاجة إلى آرائه أو نصائحه"!!

يوضح "كريم ثابت" فى مذكراته الإجابة أكثر.. فيقول: "بعد مصرع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى.. كتبت الصحف والمجلات فى مصر وخارجها عنه, أنه كان المستشار الذى يصعب على فاروق تعويضه.. فامتعض الملك من هذه الكتابات ووضع خطا أحمر تحت كل عبارة وصفت الراحل بأنه كان مستشارا.. وقال لى: هؤلاء المغفلين يظنون أن حسنين هو الذى كان يعمل ويتصرف.. لا يعلمون أن حسنين كان آلة منفذة"!! وليؤكد ذلك ترك منصب رئيس الديوان شاغرا لمدة سنة ليتأكد الجميع أنه قادر على العمل بلا مستشارين!!

فهمه "كريم ثابت" وقرأ عقله وتفكيره.. هو يعترف بذلك بوضوح فيقول: "إقترحت عليه يوما رأيا دون أن أنسبه إليه.. وافقنى وهنأنى.. أردت التهوين من شعوره بأن هذا تفكيرى فقلت له: جلالتك تهنئنى على ما قلت كما لو كان ثمرة تفكيرى.. والحقيقة أن ملازمتى لكم أتاحت لى معرفة آرائك, لذلك عند طرح أى موضوع أفكر بوجهة نظر جلالتك.. أسعده كلامى وقال: فهمت لماذا أكثر من اصطحابك معى؟! لذلك كنت إذا اقترحت شيئا أقول أننى سمعته منه"!! وبعدها يؤكد المعنى بوضوح أكثر فيقول: "كان مطلوبا منى التأكيد على أننى وسائر رجاله ننفذ تعليماته وتوجيهاته"!!



التفاصيل كثيرة.. الوثائق متوفرة.. التاريخ شاهد وذاكرته قوية.. لكنه صامت مع سبق الإصرار والترصد.. مسموح فقط للسفهاء وخدم الاستعمار والملكية أن يتكلمون!!
 
عامة حتى يرتاح الاخونجيه ومن يعيشون على اطلال الماضى
لافاروق راجع الظهر والا مرسى راجع العصر :مع السلامة:
وزعو فريسكا بقى على روحهم::Lamo::
 
عودة
أعلى