تسعى روسيا للحصول على مزيد من المركبات الجوية دون طيار بموجب صفقة تبلغ قيمتها ١٠٠ مليون دولار، تتعلق اكثر برشوة موسكو عدم تزويد ايران بصواريخ دفاع جوية متقنة فنيا، يمكن تحبط اي هجوم جوي اسرائيلي.
لم تتمكن روسيا من انتاج مركبة جوية دون طيار فعالة، مما شكل ضعفا اكتشفته روسيا خلال النزاع الوجيز مع جيورجيا، ولم تجعل روسيا من الواقع سرا من انها تريد اعادة هندسة المركبة الاسرائيلية لوضعها على خط انتاج سريع في روسيا وكانت موسكو اشترت ١٢ مركبة جوية دون طيار من اسرائيل بموجب صفقة بلغت قيمتها ٥٣ مليون دولار تم توقيع عقدها في نيسان”ابريل الماضي مع شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية (IAI) التي تملكها
الدولة، ولم يكشف النقاب عنها الا في حزيران”يونيو الماضي. وتتألف المركبات من مركبات جوية من الدرجة الثانية ومن مركبات صغيرة جوية دون طيار (Bird-Eye 400) ومن المركبة التكتيكية (I-View MK 150) والمركبة الجوية المتوسطة المدى (Searcher Mark 2). وكانت تلك الصفقة هي اول مبيع اسرائيلي لمنصات عسكرية لروسيا، كما كانت اول شراء روسي ايضا لنظام اسلحة خارجية. وتريد روسيا الحصول على ٥٠ مركبة جوية دون طيار اسرائيلية، وبنوع خاص مركبات تستديم لفترة طويلة في الجو. والمرجح ان يشمل ذلك اكبر مركبة جوية اسرائيلية دون طيار للمراقبة هي مركبة (Heron) التي يبلغ طول باع جناحها ٥٤ قدما، التي تتمتع بالقدرة على البقاء في الجو لفترة ٥٠ ساعة دفعة واحدة على ارتفاع ٣٠٠٠٠ قدم. وتستطيع ان تحمل ايضا صواريخ كما يمكن تزويدها بالوقود وهي في الجو من طائرة صهريج. وكانت جيورجيا استعملت مركبة التجسس التكتيكية (Hermes 450) التي تستديم طويلا، بنتها شركة (Elbit Systems) الاسرائيلية لتأمين استطلاع لميدان المعركة في النزاع الذي حصل في عام ٢٠٠٨، والتي اجتذبت اهتمام موسكو.
قرر الروس، الذين كان يجب ان يعتمدوا على قاذفات القنابل الاستراتيجية (Tu-22) الفعالة للمخابرات في ميدان المعركة، الاعتماد على هذه الطائرات بدرجة اقل والحصول على المركبات الجوية الاسرائيلية من اجل دراستها واعادة انتاجها في روسيا. وكان الروس يبنون مركبات جوية دون طيار منذ عقود، الا انهم لم يحققوا ابدا درجة النجاح التي حققتها الشركات الاميركية والاسرائيلية.
ففي اعقاب النزاع مع جيورجيا، اطلق سلاح الجو الروسي عدة مشاريع مركبات جوية دون طيار بهدف الحصول على نظم عملانية في عام ٢٠١١. الا ان متعاقدي الدفاع الروس لم يتمكنوا من الحصول على نظم تلبي متطلبات سلاح الجو الروسي. فالروس كانوا بحاجة الى ١٠٠ مركبة جوية دون طيار على الاقل وعلى ١٠ انظمة توجيه على الاقل ايضا تؤمن مراقبة لميدان المعركة التي يحتاج لها العسكريون. وفي اول مبيع مركبات جوية دون طيار لروسيا في حزيران”يونيو الماضي، امسك الاسرائيليون المركبة الجوية دون طيار الاكثر تقدما بعد ان اعلن مسؤولون روس علنا عن ان السبب الرئيسي الذي يريدون فيه المركبات الجوية دون طيار هو اختلاس التكنولوجيا. لكن الاسرائيليين فهموا انه كان حيويا التمكن من التأثير على موسكو، التي تزود ايران باسلحة رئيسية، لوقف تسليم صواريخ الدفاع الجوي من فئة (S-300 PMU) للجمهورية الاسلامية التي تريد النظام المتقدم لحماية مرافقها النووية من الضربات الجوية الاسرائيلية التي تهدد بها.
في عام ٢٠٠٨، قام رئيس مكتب الامن الدبلوماسي في وزارة الدفاع الاسرائيلية، الجنرال عاموس جيلاد، بزيارة موسكو وتلقى تطمينات بان روسيا لن تزود ايران بصواريخ (S-300) او بطائرات اعتراض نفاثة من طراز (MiG – 31) لسوريا. ولذلك، يتشكى الزعماء الايرانيون بصخب حول رفض موسكو احترام عقد بمبلغ ٨٠٠ مليون دولار مقابل خمس بطاريات صواريخ (S – 300) تم توقيعه في عام ٢٠٠٧، عندما تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وايران مرة اخرى على برنامج طهران النووي، مما رفع احتمال اجراء عسكري اسرائيلي من جانب واحد. ولذلك، قام رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين ناتنياهو، بزيارة موسكو سرا قبل مدة لدفع الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين الى عدم ارسال صواريخ (S-300) الى ايران. وقد اعطي تطمينات مرة جديدة بان الروس لن يزودوا ايران بالصواريخ.
يذكر ان مبيع”سرقة التكنولوجيا للمركبات الجوية دون طيار كانت رشوة لضمان ان الروس لن يجهزوا ايران بصواريخ افضل مضادة للطائرات، كما يقول محللون في الغرب