أمريكا تبحث نقل “توماهوك” لأوكرانيا لتطويق روسيا من الخلف

أمريكا تبحث نقل “توماهوك” لأوكرانيا لتطويق روسيا من الخلف

واشنطن تدر ما إذا كانت ستزود أوكرانيا بصواريخ توماهوك كروز أميركية الصنع، حسبما أكد مسؤولون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2025. ومن شأن هذه الخطوة أن توسع نطاق الضربات العميقة لأوكرانيا وتزيد الضغط على دفاعات روسيا.

وفي 28 سبتمبر/أيلول 2025، أكدت واشنطن أنها تدرس إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك كروز أمريكية الصنع، وهي خطوة ستمثل. تحولاً كبيراً ذا عواقب عملياتية وسياسية بعيدة المدى.

هذا الطلب، المدفوع بحاجة كييف للضغط على القوات اللوجستية والجوية الروسية إلى ما وراء حدودها، من شأنه أن يعزز قدرة أوكرانيا . على تعريض أهداف بعيدة للخطر، ويعقّد وضع الدفاع الجوي الروسي. صرّح نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، بأن الرئيس دونالد ترامب. سيتخذ القرار النهائي، مؤكداً حساسية القرار وتداعياته، وفقاً لما ذكرته رويترز.

 ما هو توماهوك؟ قدرات هجومية تتجاوز الخطوط الحمراء

يعد توماهوك صاروخ كروز هجومي بعيد المدى، دون سرعة الصوت، صمم لاختراق الأهداف الثابتة . من ارتفاعات منخفضة، متتبعًا التضاريس بدقة.

بعد ترقيته إلى طراز Block V، بات يجمع بين نظام ملاحة متطور، تخطيط مهمات ذكي، ورأس حربي . متعدد التأثيرات. وتشير بيانات البحرية الأمريكية إلى أن مداه يتجاوز 1000 كم، وقد يصل إلى 1600 كم، ما يسمح له بالضرب من خارج نطاق الدفاعات الجوية الكثيفة.

 من الخليج إلى أوكرانيا: سجل عملياتي حافل

منذ دخوله الخدمة في الثمانينيات، استخدمته القوات الأمريكية وحلفاؤها في عدة حروب، أبرزها حرب الخليج . عام 1991. النسخة الحالية Block V تمثل نقلة نوعية من الضربات الثابتة إلى المهام البحرية الموجهة.  مع الحفاظ على قابلية البرمجة والتوجيه المستمر. هذه المرونة جعلت توماهوك معيارًا عالميًا للضربات الدقيقة بعيدة المدى.

 مقارنة مع ترسانة أوكرانيا: فجوة في المدى والتأثير

في ضوء قدرات أوكرانيا الحالية، يتفوق توماهوك على صواريخ.  ATACMS وStorm Shadow/SCALP التي لا يتجاوز مداها 300 كم. لكن التحدي الحقيقي يكمن في منصات الإطلاق.

أوكرانيا لا تمتلك سفنًا مجهزة بنظام Mk-41، كما أن إطلاقه من سفن الناتو يواجه عقبات قانونية . وسياسية في البحر الأسود بموجب اتفاقية مونترو.

 الإطلاق البري: خيار نظري يواجه تعقيدات واقعية

رغم وجود نسخة برية من توماهوك ضمن برنامج Typhon الأمريكي، إلا أن نقلها إلى أوكرانيا . يتطلب بنية تحتية متكاملة تشمل التدريب، التخزين، القيادة والسيطرة، وكل ذلك تحت ضغط ناري مستمر.

هذه المنظومة مخصصة أساسًا للمحيطين الهندي والهادئ، ما يجعل نقلها إلى أوروبا الشرقية. تحديًا لوجستيًا وسياسيًا.

 الأثر الجيوستراتيجي: تهديد العمق الروسي

إذا تم تجاوز العقبات، فإن توماهوك قادر على ضرب مراكز القيادة، قواعد القاذفات. ومصافي النفط داخل العمق الروسي، مما يجبر موسكو على إعادة توزيع دفاعاتها الجوية.

وقد أظهرت هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية هذا العام على مناطق مثل ساراتوف وريازان . ومورمانسك أن الأهداف البعيدة ليست محصنة.

 ضغط على الرادارات الروسية وتغيير في معادلة الردع

بفضل نظام التوجيه المبرمج والتحليق المنخفض، يضغط توماهوك على طبقات الرادار الروسية. ويستهدف نقاطًا استراتيجية مثل السكك الحديدية ومراكز القيادة.

هذا النوع من الضربات يرفع احتمالات التصعيد ويجبر روسيا على تعديل استراتيجيتها الدفاعية. مما يغير تكلفة استمرار القصف على أوكرانيا.

 القرار السياسي: مفتاح التحول في مسار الحرب

رغم النقاش العلني في واشنطن، يبقى التفويض السياسي هو العامل الحاسم. إذا تم تجاوز العقبات.  فإن توماهوك سيمنح أوكرانيا قدرة غير مسبوقة على تهديد الحماية الخلفية الروسية.  مما قد يغير مسار الحرب ويزيد من خطر التصعيد. ولهذا، يبقى القرار النهائي بيد الرئيس الأمريكي، وسط توازن دقيق بين الردع والتصعيد.

 بين التقنية والسياسة… توماهوك ليس مجرد صاروخ

إن إدخال توماهوك إلى ساحة المعركة الأوكرانية لا يمثل مجرد إضافة تقنية، بل هو رسالة استراتيجية عميقة. فهو يختبر حدود الردع، ويعيد تعريف العمق الروسي، ويضع واشنطن أمام اختبار سياسي حساس. في عالم تتداخل فيه الجغرافيا بالنوايا، قد يكون توماهوك هو الرمز الجديد لصراع الإرادات.

الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook