محتويات هذا المقال ☟
روسيا تصعد الحرب على أوكرانيا ومخاوف من “إعلان الحرب” بـ”يوم النصر”
سلطت الصحف الغربية على القلق المتزايد للغرب وأمريكا خوفا من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يعلن الحرب رسميا في. ”يوم النصر“ المقرر في 9 مايو/أيار الجاري، والذي ستتعقبه تعبئة عامة مما قد يثير غضب الشعب الروسي.
ميدانيا، ذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، أن ”روسيا صعدت من ضرباتها الجوية في اليومين الماضيين واستهدفت بشكل واسع. خطوط الإمداد الأوكرانية الرئيسية التي تنقل أسلحة غربية بمليارات الدولارات إلى البلاد، بما في ذلك خطوط السكك الحديدية والمخازن“.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه ”مع دخول موسكو وكييف في سباق صريح لتشكيل المرحلة الحالية من الحرب – التي تركز على شرق.أوكرانيا – أصبح التدفق السريع والمتزايد للأسلحة التي يوفرها الداعمون الغربيون لأوكرانيا محط تركيز متزايد لكلا الجانبين“.
وأضافت الصحيفة أنه ”على سبيل المثال، أصابت الضربات الجوية الروسية، الثلاثاء، ست محطات قطارات في وسط وغرب أوكرانيا. حيث ركز الكرملين هجماته على البنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك محطات الكهرباء وإمدادات المياه، كما أصاب صاروخ ”كروز“. روسي حظيرة طائرات في أوديسا بها طائرات مسيرة تركية من طراز ”Bayraktar TB2″، بالإضافة إلى صواريخ وذخيرة من الولايات المتحدة وأوروبا“.
وقالت الصحيفة في تقريرها: ”كان التركيز المبكر لإمدادات الأسلحة لأوكرانيا في البداية على الأسلحة الصغيرة والمعدات الدفاعية. لكن ذلك تغير في الأسابيع الأخيرة، على الأقل بعد إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن حزمة دعم بقيمة 33 مليار دولار لأوكرانيا.بما في ذلك 20 مليار دولار مساعدات عسكرية.“
وأردفت: ”تأتي الزيادة السريعة في إمدادات الأسلحة في وقت غيرت القوات الروسية تكتيكاتها منذ المرحلة الأولى من الحرب، قبل انسحاب .القوات من هجومها الفاشل حول كييف لتركيز العمليات على المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا.
وتعتمد القوات الروسية الآن بشكل أكبر على الاستخدام المكثف للمدفعية والصواريخ ضد الدفاعات الأوكرانية التي تفوقت إلى حد كبير، ليس أقلها في منطقة دونباس.“
الإنسحاب من بعض المواقع
في المقابل، نقلت صحيفة ”التايمز“ البريطانية عن خبراء دفاع غربيين قولهم إن ”القوات الروسية أجبرت على الانسحاب. من أجزاء من شرق أوكرانيا بعد هجوم مضاد كبير قد يعرض خطط الرئيس، فلاديمير بوتين، للاستيلاء على دونباس، للخطر“.
ونقلت الصحيفة عن ”معهد دراسة الحرب“، ومقره واشنطن، قوله إن ”القوات الأوكرانية دفعت القوات الروسية للتراجع عن مواقعها .على بعد 25 ميلا شرق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن ”قوة الهجوم المضاد“ قد تجبر القادة الروس على إعادة النظر. في خططهم لنشر موارد إضافية في دونباس“.
وقالت ”التايمز“ في تقرير لها إن المخابرات البريطانية توصلت إلى أن ”القوات الغازية“ تتجمع استعدادًا لشن هجوم على مدن رئيسية .في دونباس، بما في ذلك كراماتورسك وسيفيرودونيتسك، حيث تحتشد القوات الروسية بالقرب من إيزيوم، وهي نقطة عبور رئيسية فوق نهر سيفرسكي دونيتس في دونباس.
وفي هذا الشأن، رأى ”معهد دراسة الحرب“ أن القوات الروسية قد تضطر إلى الاختيار بين احتلال مواقع داخل نطاق مدفعية خاركيف.أو تخصيص موارد لمهاجمة دونباس.
وقال المعهد: ”الهجوم المضاد الأوكراني قد يزعزع المواقف الروسية شمال شرق خاركيف، ويمكن أن يضع شروطًا لعملية أوسع لإبعاد. الروس عن معظم مواقعهم حول المدينة.“
وأضاف: ”هذا الاحتمال قد يشكل معضلة بالنسبة للروس، سواء لتعزيز قرب خاركيف لمنع مثل هذه العملية الأوكرانية الأوسع نطاقًا. أو المخاطرة بفقدان معظم أو كل مواقعهم في نطاق المدفعية بالمدينة.“
أوامر بنزع سلاح أوكرانيا ”حرفيا“
في سياق متصل، ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن القوات الروسية تتلقى في المرحلة الحالية من الحرب أوامر من الرئيس بوتين. بنزع سلاح أوكرانيا ”حرفيا“، مشيرة إلى أن ذلك ظهر جليا في القصف الروسي المتزايد في الأيام الماضية على منشآت تنتج معدات ثقيلة. تحتاجها القوات المسلحة الأوكرانية بشدة.
وقالت المجلة في تقرير لها ”إن وابل الصواريخ الروسي الهائل عبر أوكرانيا الذي استمر ليومين وأرسل مقذوفات تضرب أهدافا. في جميع أنحاء البلاد، يأتي وسط مؤشرات متزايدة على أن الكرملين يكثف من استهداف أهم مناطق الإنتاج البلاد الدفاعي“.
وأضافت المجلة: ”استهدفت الضربات الروسية القواعد الصناعية الأوكرانية الرئيسية والمواقع الرئيسية للصناعات الدفاعية، في محاولة. لسحق القدرات العسكرية المحلية في كييف ومنح القوات الروسية المتعثرة ميزة في القتال من أجل السيطرة على شرق أوكرانيا.“ موضحة أن ”ذلك يتطلب إمداد كييف بأنظمة أسلحة متطورة من الغرب“.
ومثال على ”الخطة الروسية“، نقلت المجلة عن مسؤول دفاع أوكراني بارز قوله ”إن روسيا دمرت أو ألحقت أضرارًا بالغة بمنشأة .صواريخ مضادة للسفن بالقرب من كييف، ومصنع ”ماليشيف“ للدبابات في خاركيف، ومجمعات صناعية ثقيلة في مدن خاركيف. وماريوبول وميكولايف“.
أنظمة إطلاق صواريخ
وأضاف المسؤول الأوكراني أن بلاده في حاجة ماسة بشكل خاص إلى أنظمة إطلاق صواريخ متعددة ومدفعية ودبابات وعربات. أفراد مدرعة بسبب الضربات الروسية ضد المنشآت العسكرية الحيوية، مشددا: ”كنا بحاجة إلى تلك الأسلحة لأن الروس دمروا جميع منشآتنا.“
ورأت المجلة الأمريكية أن ”الضربات الروسية تمثل تحولًا في الإستراتيجية التي ظهرت بعد سلسلة من النكسات العسكرية المحرجة خلال. شهرين من الحرب، لكن خبراء صرحوا بأن الإستراتيجية تعود جذورها إلى وقت مبكر من الغزو عندما أعلن بوتين مرارا عزمه على ”إزالة النازية“ و“نزع السلاح“ عن أوكرانيا“.
ونقلت المجلة عن مايكل كوفمان، الخبير في الجيش الروسي قوله“: ”لديهم (الجنود الروس) هدف محدد في أوكرانيا، وجزء. من هذه المنشآت المستهدفة مواقع يعتقدون أنها تندرج ضمن مهمة نزع السلاح“.
وتابع قائلا: ”عندما أعلن بوتين أن الهدفين في أوكرانيا هما نزع النازية ونزع السلاح، اتخذ الجيش الروسي ذلك بشكل حرفي؛. فقط قصف البنية التحتية العسكرية الرئيسية والمرافق التي تشكل جزءًا من المجمع الصناعي العسكري.“
واختتمت ”فورين بوليسي“ تقريرها بالقول: ”إن تكثيف روسيا للضربات على صناعة الدفاع الأوكرانية يمكن أن يشير أيضًا إلى نيتها. في السيطرة على ما أصبح (حرب استنزاف أطول)، حيث تستنزف القوات الروسية نظيرتها الأوكرانية وإمداداتها ومخزوناتها .من الذخيرة، في حين أن الدول الغربية تصارع من أجل تكثيف المساعدة العسكرية لكييف للمساعدة في صد الغزو.“
مخاوف من إعلان الحرب في ”يوم النصر“
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أنه مع اقتراب ”يوم النصر“ في روسيا في 9 مايو – احتفالًا بانتصار الاتحاد السوفيتي. على ألمانيا النازية – تتزايد المخاوف من أهداف الرئيس بوتين في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة في تحليل لها: ”بينما ألحقت روسيا الموت والدمار في جميع أنحاء أوكرانيا، وأحرزت بعض التقدم في الشرق والجنوب. خلال الأسابيع العشرة الماضية، فإن المقاومة الأوكرانية الشديدة والأسلحة الثقيلة التي قدمها الغرب وعدم الكفاءة العسكرية الروسية. حرمت بوتين من الانتصار السريع الذي كان يتوقعه.“
وأضافت: ”الآن، ومع اقتراب روسيا من الانهيار بسبب فرض حظر نفطي وشيك من قبل الاتحاد الأوروبي، ومع اقتراب يوم النصر. بأربعة أيام فقط، قد يرى بوتين الحاجة إلى هز الغرب بتصعيد جديد، حيث يتزايد القلق من أن بوتين سيستخدم الحدث للهجوم على أعداء. روسيا المتصورين وتوسيع نطاق الصراع.“
وتابعت: ”وفي إشارة إلى تلك المخاوف، توقع وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الأسبوع الماضي أن بوتين سوف يستغل الفرصة. لإعادة تعريف ما أسماه الرئيس الروسي (عملية عسكرية خاصة) إلى (حرب)، داعيا إلى تعبئة عامة من الشعب الروسي،“ وذلك في وقت .أشار فيه محللون روس إلى أن الإعلان عن التجنيد العسكري قد يثير ردود فعل محلية عنيفة.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن مثل هذا الإعلان سيشكل تحديًا جديدًا لأوكرانيا التي مزقتها الحرب، وكذلك لواشنطن وحلفائها. في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يحاولون مواجهة العدوان الروسي دون التورط مباشرة في الصراع.“
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن إعلان تعبئة جماهيرية أو حرب شاملة قد يثبت أنه لا يحظى بدعم شعبي كبير بين الروس. لكنهم توقعوا أن بوتين سيتخذ ”الخيار الأكثر أمانًا“ وأشاروا إلى الأراضي التي استولت عليها روسيا بالفعل في منطقة دونباس. بشرق أوكرانيا لتكون بمثابة ”نصر أولي“.
واختتمت ”نيويورك تايمز“ تحليلها بالقول: ”لكن التعبئة الجماهيرية – التي من المحتمل أن تتضمن التجنيد العسكري وفرض حظر على. الرجال الروس في سن الخدمة العسكرية من مغادرة البلاد – يمكن أن تنقل حقيقة الحرب إلى شريحة أكبر من المجتمع الروسي. مما يثير الاضطرابات.“
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook