محتويات هذا المقال ☟
هل أوقف الضغط الروسي والأمريكي العملية العسكرية التركية شمال سوريا ؟
أظهرت تقديرات عسكرية أخيرة أن تركيا تخلت عن خططها للتوغل، شمال سوريا، بعد حشد عسكري كبير كانت أعدته، أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ورجح تقرير نشره معهد“ISW لدراسات الحرب“، ومقره واشنطن، أن يكون التراجع التركي عن هذه العملية العسكرية التي كانت متوقعة، بعد الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، جاء نتيجة مزيج من الضغط العسكري الروسي والدبلوماسي الأمريكي.
العملية العسكرية التركية
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا، في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى هذه العملية العسكرية، التي تستهدف منطقة الحكم الذاتي ذات الأغلبية الكردية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وجرى تجهيز ”الجيش السوري الحر“ الموالي لتركيا للمشاركة في تنفيذها.
وفي الفترة ما بين 26 و29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أرسلت القوات المسلحة التركية (TSK) ما لا يقل عن 10 قوافل عسكرية لتعزيز مواقعها العسكرية شمال سوريا.
ووصل الجزء الأكبر من هذه القوات إلى تل أبيض في محافظة الرقة وجنوب إدلب، مع تعزيزات إضافية إلى رأس العين، استعدادًا لما بدا أنه يستهدف غزو أجزاء من مناطق تل رفعت وتل تمر وعين عيسى، بحسب ما ذكره التقرير.
وأظهر الرصد العسكري أن التعبئة العسكرية التركية هذه، وهي الأكبر شمال شرق سوريا منذ توغل تركيا، في أكتوبر 2019، تشير إلى استعدادات حقيقية محتملة للتوغل وليس مجرد المواقف.
شواهد الردع الأمريكي الروسي للعملية
وبحسب تقرير نشر مؤخرا أجرت القوات الروسية والسورية الحكومية مناورات عسكرية مشتركة، قامت روسيا ”بتنسيقها“ مع قوات سوريا الديمقراطية، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما نشرت روسيا طائرات دوارة وثابتة الأجنحة في القامشلي وبالقرب من عين العرب قرب مناطق يحتمل أن تكون فيها تعزيزات عسكرية تركية.
كذلك أجرت روسيا مناورات مشتركة متعددة الأيام مع الجيش السوري قرب تل تمر بمحافظة الحسكة في اليوم نفسه.
وبالمثل، قامت الولايات المتحدة، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، وأوائل نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بدوريات محدودة، وقيل إنها بنت قاعدة جديدة بين القامشلي وتل تمر لردع التوغل التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية، الشريكة للولايات المتحدة.
ولم يستبعد التقرير احتمال أن يكون المسؤولون الأمريكيون أعربوا لتركيا عن معارضتهم لتوغلها في سوريا خلال العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بما في ذلك اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 منه مع الرئيس أردوغان.
ورأى التقرير أن روسيا أضحت أقل تسامحًا مع المزيد من الاستيلاء التركي على الأراضي في سوريا.
ويشير عدم وجود اتفاق روسي – تركي للحشد العسكري، في أكتوبر/ تشرين الأول، إلى أن الإستراتيجية الروسية في سوريا ربما تكون تحولت لرفض أي تنازلات روسية جديدة لتركيا، بحسب التقرير.