رفعت كوريا الشمالية من وتيرة انتقاداتها شديدة اللهجة ضد رفض كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مطالبتها بوقف المناورات العسكرية بينهما، بما فيها مناورات “الحل الأساسي” و”فرخ النسر”.
ووصفت صحيفة “رودونغ شينمون” الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في الشمال تلك المناورات العسكرية التي ستجري بين القوات الأميركية والكورية الجنوبية بأنها تحد واستفزاز واضح ضد كوريا الشمالية .
وأضافت أن كوريا الشمالية ستتخذ إجراءات حاسمة تستهدف الدفاع عن النفس في حال قيام واشنطن وسيول باستفزازات ضدها.
وقد أعلنت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن رفضهما طلب كوريا الشمالية بوقف إجراء المناورات العسكرية المشتركة المقررة في نهاية شهر شباط/فبراير القادم.
ووصف المتحدث باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية كيم إي دو في تصريح له المناورات العسكرية المشتركة مع القوات الأميركية بأنها تدريبات شرعية لا يحق لكوريا الشمالية التدخل فيها.
كما أعلن رفض بلاده لمقترح بيونج يانج بوقف جميع أنشطة “التشهير عبر الحدود” بينهما، متهماً إياها بأنها هي من درجت على توجيه الإساءات والتشهير للطرف الأخر وذلك بعد أن اقترحت كوريا الشمالية هذه الخطوة بمناسبة حلول رأس السنة الجديدة على التقويم القمري الذي يصادف يوم 31 من كانون الثاني/يناير.
وقال إن القضية الجوهرية في تأزم العلاقات بين الكوريتين هي سعي بيونغ يانغ للتطوير النووي، وطالبتها بإظهار نيتها الحقيقة نحو التخلي عن الأسلحة النووية عبر أعمال حقيقية.
وأضاف كيم أن كوريا الشمالية تربط قضية برنامج لم شمل الأسر المشتتة بالقضايا السياسية، وعليها أن توافق على تنفيذ البرنامج على الفور بلا شروط مسبقة وذلك من أجل بداية تحسين العلاقات بين الكوريتين، وأشار إلى أنه “لا يوجد تغيير في موقف الحكومة المتمثل في الرغبة في تحسين العلاقات بين الكوريتين على أساس الثقة بين الطرفين”، داعياً إلى رد الشمال الإيجابي على مساعي حكومة سيئول.
من ناحية أخرى يقوم نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز بزيارة لكوريا الجنوبية بدءاً من 20 كانون الثاني/يناير لإجراء مباحثات حول الأوضاع في شمال شرق آسيا بما فيها القضايا ذات الصة بكوريا الشمالية.
كما سيقوم مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ “دانيال راسل” بزيارة لكوريا الجنوبية اعتباراً من السادس والعشرين من كانون الثاني/يناير الحالي لإجراء مباحثات مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الأوضاع في كوريا الشمالية خاصة بعد أن قامت كوريا الشمالية بعرض مقترح يقضي بوقف توجيه الشتائم بين الكوريتين، كما سيبحث الانتقادات التي توجهها كوريا الشمالية ضد المناورات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن.
ويقول محللون إن كوريا الشمالية لا يسعها إشعال فتيل حرب تقليدية تعرف جيداً أنها ستخسرها، ولذا فإنها قد تعمد إلى اطلاق صاروخ بعيد المدى أو إجراء تجربة نووية جديدة.
وقد تقصف القوات الشمالية أراضي كوريا الجنوبية مجدداً، كما فعلت في عام 2010 وهو تصرف قد ترد عليه سيول بالمثل مما يعرض المنطقة لخطر الحرب.
وكانت المناورات السنوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة جرت مطلع 2013 بعيد إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الثالثة، ما أدى إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعدما هددت بيونغ يانغ سيول وواشنطن بضربات عسكرية.
وتراجعت حدة التوتر منذ ذلك الحين لكن الأجواء العدائية لا تزال تسيطر على العلاقات بين البلدين.
كوريا الشمالية توجه انتقادات للمناورات العسكرية الأميركية الكورية