محتويات هذا المقال ☟
ثلاث خيارات فقط أمام إيران في أفغانستان بعد إنسحاب القوات الأمريكية منه
سلط تقرير لـ”معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” الضوء على نشر إيران تعزيزات عسكرية على طول الحدود مع أفغانستان، في وقت تدرس فيه خيارات مختلفة لتأمين مصالحها في البلد المجاور، بعد انسحاب القوات الأمريكية منه.
واستعرض التقرير ثلاث خيارات لطهران لتجنب زعزعة الاستقرار الخطيرة في أفغانستان وتعزيز مصالحها هناك، هي: دعم سيطرة طالبان سرا أو علنا مع التوصل إلى اتفاقيات تكتيكية واستراتيجية مع الحركة من أجل احتواء أنشطتها، أو شن حرب بالوكالة ضد الجماعة، أو التدخل مباشرة.
وتاليا السيناريوهات الثلاثة التي افترضها التقدير الأمريكي:
دعم سيطرة “طالبان”
يرى الكثيرون في إيران أن سيطرة “طالبان” هي الخيار السياسي العملي الوحيد في أفغانستان – أو على الأقل الخيار الوحيد لكسب ود هذه الدولة الإسلامية.
وقد يفسر هذا الموقف سبب ظهور الأسلحة الإيرانية منذ زمن طويل عبر الحدود بصورة اعتيادية. وتمت مصادرة العديد من هذه الأسلحة من “طالبان” على مر السنين، ورغم أن طهران قد تكون أو لا تكون مسؤولة عن تزويدها .
بشكل مباشر، إلا أن بعضها على الأقل يُنسَب إلى حد كبير لتلك الأسلحة التي وَجدت طريقها إلى أيدي الجماعات الشيعية في العراق خلال تمردها بين عامَي 2005 و2011 (على سبيل المثال، المتفجرات الخارقة للدروع التي يطلق عليها طالبان اسم “التنين”).
وتحترم طهران صمود “طالبان”؛ وعلى الرغم من اختلافاتهما الإيديولوجية، إلّا أن لديهما الكثير من القواسم المشتركة، التي تشمل وجهات نظرهما المتطرفة وعدائهما تجاه الولايات المتحدة.
ويمكن أن يمهد هذا التقارب الطريق نحو تعاون استراتيجي مستقبلي، شرط أن تكون “طالبان” مستعدة لتقديم ضمانات موثوقة لحماية مصالح الشيعة الأفغان.
ومن دون هذه التفاهمات، تخشى طهران على الأرجح من أن سيطرة “طالبان” الكاملة قد تمنح حرية أكبر للمزيد من العناصر السنية المتطرفة في أفغانستان – وعلى الأخص، يمكن للفصائل السلفية مهاجمة المجتمعات الشيعية علنا، مما يؤدي إلى تدفق كبير للاجئين إلى إيران.
ومع ذلك، قد يقرر المسؤولون الإيرانيون وقادة “طالبان” الحد من هذه المخاوف، من خلال الحفاظ على عدم التضارب بحكم الأمر الواقع والتعاون على المستوى التكتيكي.
شن حرب بالوكالة
عبر الاستفادة من تجربتها في العراق وسوريا، قد تستخدم طهران بدلا من ذلك المليشيات لمنع السيطرة الكاملة لحركة “طالبان”. فإيران تملك أصلا سلاحا واحدا فعالا لهذا السيناريو هو: لواء “الفاطميون” المخضرم.
وهي مليشيا تتكون من مقاتلين أفغان، تم تجنيدهم وتدريبهم وتجهيزهم من قبل “فيلق القدس” للقتال في سوريا ابتداء من عام 2012.
ويمكن تصور تشكيل مليشيات أخرى داخل أفغانستان من خلال تنظيم آلاف السكان المحليين الذين يبحثون بشدة عن عمل من أي نوع كان وتدريبهم. ويُفترَض أن يتم وضع مثل هذه الجماعات تحت قيادة المحاربين القدامى للواء “الفاطميون” وضباط “فيلق القدس” وأسياد الحرب السابقين في “التحالف الشمالي”.
التدخل المباشر
إذا كان هدف إيران هو دعم الحكومة المركزية في أفغانستان، و/أو وضع مظلة واقية للسكان الشيعة، و/أو الحفاظ على الوضع الراهن من خلال منع الانتصار الكامل لحركة “طالبان”، فقد تختار المزيد من العمل العسكري المباشر.
على سبيل المثال، يمكن أن تطلق عملية تُركز على الاستيلاء بسرعة على عاصمة المحافظة هرات، وهي معقل تقليدي لإيران. ومع ذلك، فإن أي إجراء مشابه قد يكون مكلفا للغاية في النهاية؛ لأنه سيتطلب من إيران إقامة وجود عسكري كبير والاعتماد على خطوط إمداد طويلة وهشة.
وعلى الأرجح، سيحاول النظام الإيراني إنشاء منطقة عازلة على الجانب الأفغاني من الحدود وبناء جسور برية إلى المناطق الشيعية، ويُفترض أن يتم ذلك باستخدام وحدات لواء “الفاطميون” المدعومة بمدفعية ثقيلة تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، وطائرات مسلحة بدون طيار، وذخائر حائمة، ونيران صواريخ دقيقة.
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى