محتويات هذا المقال ☟
لماذا يسبب إنسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان صداعا لروسيا؟
مخاوف كثيرة تنتاب روسيا بعد القرار الأمريكي بالإنسحاب من أفغانستان وسارعت روسيا لتدارك الموقف وترتيب أمورها مع طالبان التي إستقبلت وفدا لها الخميس في موسكو .
حيث ذكر دبلوماسي روسي سابق ومحللان، أن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان يمثل صداعا بالنسبة لروسيا، التي تخشى أن يدفع القتال المتصاعد اللاجئين للفرار إلى فنائها الخلفي في آسيا الوسطى ويؤدي إلى تسلل المتشددين، بل وقد يثير حربا في إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابقة.
وأخلت القوات الأمريكية قاعدة ”باجرام“ الجوية الرئيسية، الأسبوع الماضي، وانسحبت كذلك معظم قوات حلف شمال الأطلسي. وجرأ ذلك طالبان، التي تحرز تقدما على الأرض مما أثار المخاوف بشأن مدى إحكام حكومة كابول قبضتها على السلطة، ودفع أكثر من ألف من قوات الأمن الأفغانية للهرب إلى طاجيكستان.
وتثير الاضطرابات قلق روسيا؛ لأنها تعتبر المنطقة، وهي جزء من الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يُدار من موسكو، خاصرتها الدفاعية الجنوبية ونطاق نفوذ قد تنبع منه تهديدات الإسلاميين المتشددين.
هل ستتدخل روسيا عسكريا في أفغانستان؟
أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه من غير المرجح أن تتدخل موسكو عسكريا في أفغانستان، لا سيما وأن ذكريات الحرب الأليمة التي خاضتها في ذلك البلد من 1979 إلى 1989 ما زالت تطاردها إلى الآن.
لكن المصادر الثلاثة قالت إن نزوح اللاجئين إلى طاجيكستان سيشكل، إن حدث، تحديا إنسانيا وقد يتسلل إليها المتشددون. وطاجيكستان دولة فقيرة يسكنها 9.3 مليون نسمة، وخاضت حربا أهلية شارك فيها مسلحون إسلاميون من 1992 إلى 1997، وقد تواجه أوزبكستان وتركمانستان تداعيات أيضا.
وقال فلاديمير فرولوف، وهو دبلوماسي روسي سابق رفيع المستوى: ”طاجيكستان هي على ما يبدو الأكثر عرضة للخطر، فهي دولة هشة وفي خضم توريث الحكم لابن (الرئيس إمام علي) رحمان“.
وأضاف: ”يكمن الخطر في أن تستغل قوات المتشددين الانقسامات الاجتماعية الحالية والمطالبات اليائسة بالعدالة من أجل إشعال الحرب الأهلية مجددا“.
وتوجد أكبر قاعدة عسكرية روسية في الخارج بطاجيكستان قرب الحدود الأفغانية، وتضم نحو ستة آلاف جندي ودبابات وحاملات أفراد مدرعة وطائرات مسيرة وهليكوبتر، ولديها أيضا قاعدة جوية في قرغيزستان المجاورة.
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الطاجيكي رحمان، يوم الإثنين، بأن موسكو ستساعد دوشنبه في مواجهة أي تداعيات إذا لزم الأمر.
وقال فرولوف: ”ثمة تهديد آخر يكمن في تركمانستان، التي هي ليست دولة في واقع الأمر ولا تسيطر تماما على حدودها مع أفغانستان“.
لعبة صفرية
قال كورتونوف، إن موسكو تستهدف الحيلولة دون أن تصبح أفغانستان مرتعا للإرهاب الدولي وتقويض دورها كمصدر كبير للهيروين.
وقالت المصادر الثلاثة، إن خطة روسيا تشمل العمل مع طالبان، التي تعتبرها رسميا جماعة ”إرهابية“، لكن استضافتها في موسكو من أجل محادثات السلام.
ونقلت وكالة ”تاس“ الروسية للأنباء عن وفد من طالبان زار موسكو، الخميس، قوله إن الحركة لن تهاجم الحدود مع طاجيكستان أو تسمح باستخدام أفغانستان قاعدة لشن هجمات على روسيا.
وقال أركادي دوبنوف، وهو محلل يعمل انطلاقا من موسكو، إن روسيا حرصت على عدم انتقاد طالبان في بياناتها الأخيرة.
وقال فرولوف: ”موسكو تراهن على أن طالبان قوة قبلية محلية إلى حد بعيد وليس لديها بالتالي مصلحة أو طموح لفرض قوتها وسيطرتها خارج حدود أفغانستان“.
وأضاف: ”الرهان هو أن عدم شن الحرب على طالبان (حتى دعائيا) سيؤتي أُكله بالتوصل إلى… تسوية مؤقتة مع الحكومة الجديدة في كابول، التي تسيطر عليها طالبان“.
أما السيناريو الذي تريد موسكو تحاشيه فهو إعادة انتشار قوات حلف شمال الأطلسي في آسيا الوسطى بعد خروجها من أفغانستان.