محتويات هذا المقال ☟
تحاول روسيا التعويض على خسائرها في قطاع النفط معتمدة على صناعة الأسلحة وترويجها خارجيا ,على الرغم من أن الأسلحة مردودها المالي أقل من النفط .
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “سفابونايا براسا” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن بدء شركة “روس أوبورون إكسبورت” للأسلحة -التي تعتبر الوكالة الوسيطة الحكومية الوحيدة لصادرات روسيا ووارداته.
في الترويج للرادار الروسي الأكثر تطورا “59 إن 6 تي إي” المعروف باسم “بروتيفنيك جي أي”، القادر على الكشف عن الأهداف التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
أسلحة تفوق سرعة الصوت
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت أصبح أولوية بالنسبة لليابان، بينما تنسج كل من الولايات المتحدة والصين وألمانيا والمملكة المتحدة وإسرائيل وغيرها من الدول على المنوال ذاته.
وأضافت الصحيفة أن الطلب على الرادارات في سوق الأسلحة العالمية ينمو بشكل سريع للغاية، لا سيما أن هذا المنتج فائق التقنية لا يحتاج إنتاجه مبالغ ضخمة فقط، بل خبرة واسعة أيضا.
عموما، تندرج كل من روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين ضمن قائمة المصدرين الرئيسيين الذين يتنافسون على أسواق المبيعات.
رادار “59إن6 تي إي”
وفي وقت سابق، كانت أوكرانيا أيضا من بين الشركات المصنعة، التي ورثت بعد عام 1991 عددا من الشركات الرائدة في قطاع تطوير وإنتاج الرادار والاتصالات اللاسلكية والأجهزة الخاصة، ولديها إمكانات تصدير كبيرة.
وذكرت الصحيفة أن رادار “59إن6 تي إي” طور من طرف معهد بحوث نيجني نوفغورود للهندسة، وبالإضافة إلى استعماله من قبل القوات المسلحة الروسية، وقع ضمه سنة 2016 إلى القوات المسلحة البيلاروسية، لكن لم يعرض للبيع على نطاق واسع.
يعتبر رادار “إن 117 ” الأمريكي، نظير الرادار الروسي المذكور، وقد استخدم منذ سنة 1990 كجزء من نظام الدفاع الجوي الكندي الأمريكي، وبيع إلى مجموعة من الدول، من بينها رومانيا ولاتفيا وإستونيا.
وأوردت الصحيفة أن الصين طورت رادارا مشابه باعته إلى كل من الإكوادور وباكستان. ومن جهتها، تتوقع “روس أوبورون إكسبورت” ارتفاع نسبة الطلب على الرادار الحديث في كل من دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن جهته، ذكر المدير العام للشركة ألكسندر ميخييف: “لقد أخذنا بعين الاعتبار الأهمية المتزايدة لأنظمة الدفاع الجوي في ضمان أمن الدول، فضلا عن احتياجات العملاء الأجانب إلى زيادة القدرات الاستخبارية لوحدات الدفاع الجوي”.
على صعيد آخر، أظهر تمسك تركيا بشراء منظومة الدفاع الجوي “إس400” قدرة روسيا على منافسة حلف شمال الأطلسي، وقد تُزود تركيا التي ما زالت تستخدم رادار “إن 117″ الأمريكي بـ”بروتيفنيك جي أي” الروسي كمكافأة.
إمكانيات عالية لرادار “59إن6 تي إي”
يعتبر هذا الرادار عالي الجودة، وهو قادر على أن يكشف بشكل فعال الأجسام الديناميكية الهوائية والقذائف التسيارية والأهداف التي تطير بسرعة تصل إلى 8000 كيلومتر في الساعة، على ارتفاع يصل إلى 200 كيلومتر ومسافة تصل إلى 450 كيلومتر.
ومن المرجح أن يرتفع الطلب على رادار “59 إن 6 تي إي” الروسي، وكذلك على أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، وقد يكون الشركاء التقليديون في المجال العسكري التقني مثل دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال أفريقيا أهم الراغبين في الحصول على الرادار الحديث.
وأفادت الصحيفة بأنه من الممكن أن تُظهر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اهتماما بهذا الرادار، لا سيما أنهما تحتاجان إليه لزيادة فعالية دفاعهما الجوي.
وأوضحت الصحيفة أن مبيعات الأسلحة لا تعود بنفس الإيرادات التي تجنيها صناعة النفط، غير أنها تعتبر من الصناعات المربحة. وبالنسبة لروسيا.
التي فقدت جزءا كبيرا من ميزانيتها بسبب تقلص عائدات النفط، يمكن لبيع الأسلحة وتوسيع سوقها أن يدر أرباحا عليها. وقد كشف تقرير مركز إحصاء تجارة الأسلحة العالمية عن عائدات الدول من تصدير الأسلحة في الفترة الفاصلة بين 2015 و2019.
حيث بلغ نصيب الولايات المتحدة 136.685 مليار دولار، وروسيا 53.436 مليار دولار، وفرنسا 37.492 مليار دولار وألمانيا 18.1 مليار دولار.
إرتفاع كبير في حجم مبيعات الأسلحة الأمريكية
وفي وقت سابق، ذكر خبراء معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الولايات المتحدة زادت بشكل كبير في حجم مبيعات الأسلحة في السنوات الأخيرة، وبذلك نما حجم صادراتها من الأسلحة بنسبة 29 في المئة، ما مكنها من اكتساح حوالي 36 في المئة من سوق الأسلحة العالمية.
وأوردت الصحيفة أن روسيا تمكنت من الحفاظ على المرتبة الثانية في تصدير الأسلحة السنة الماضية بفضل عقود تصدير مقاتلات “سو 35” ومنظومة “إس-400″، فضلا عن دبابة “تي 90”.
علاوة على ذلك، بدأت موسكو في توسيع حصتها في السوق الخارجية بمساعدة بعض النماذج الأخرى من أحدث الأسلحة.
وعلى الرغم من أن روسيا تصدر الأسلحة إلى أكثر من خمسين دولة، إلا أن التعاون مع تركيا والهند حقق نتائج ملحوظة.
من هذا المنطلق، زودت روسيا الهند في نهاية السنة الماضية بـ18 مقاتلة من طراز “سو 30″، و20 مقاتلة محدثة من طراز “ميكويان ميج 29” و450 دبابة من طراز “تي90″، و600 ألف بندقية هجومية، وقد بلغت قيمة الصفقة حوالي 14 مليار دولار.
وأضافت الصحيفة أن تركيا حصلت على أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “إس-400” بقيمة 2.5 مليار دولار، ما زاد من شعبية هذه المنظومة وحفز العديد من البلدان.
بما في ذلك مصر والعراق والسودان، على إبرام عقود لتوريد أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن إطلاق رادار “59 إن 6 تي إي” الحديث في السوق الدولية يعد بمثابة نجاح كبير لروسيا، ويخدم صورتها خارجيا كأحد الموردين الرئيسيين لأنظمة الدفاع الجوي.