يستمر التصعيد بين الجيش التركي والسوري على خلفية إقتحام الجيش السوري لآخر معاقل المسلحين في إدلب ومحاصرته لنقاك المراقبة التي التي تتخذها اركيا لحماية المسلحين .
وفي هذا السياق نشرت تركيا، الأربعاء، تعزيزات عسكرية جديدة على الحدود مع سوريا تشمل راجمات صواريخ، كما نقلت وحدات إضافية من القوات الخاصة إلى منطقة إدلب السورية.
وذكرت وكالة “الأناضول” أن قافلة شاحنات محملة بمنظومات راجمات صواريخ، تم جلبها من مختلف القواعد العسكرية في تركيا، وصلت إلى قضاء ريحانلي في ولاية هطاي على الحدود مع محافظة إدلب السورية.
#ВСТурции перебросили к границе Сирии реактивные системы залпового огня. Колонна грузовиков с системами #РСЗО из различных войсковых частей Турции достигла района #Рейханлы в провинции #Хатай на границе с сирийским Идлибом. pic.twitter.com/ldKwUiGl74
— Anadolu Русский (@aa_russian) February 12, 2020
كما عزز الجيش التركي، حسب الوكالة، نقاط المراقبة التابعة له في منطقة إدلب لخفض التصعيد، بعناصر من قوات “الكوماندوز” للمهام الخاصة.
وأفادت “الأناضول” بأن رتل التعزيزات المرسلة من وحدات مختلفة، وصل إلى قضاء ريحانلي، لتتجه بعد ذلك قوات “الكوماندوز” بواسطة مركبات مدرعة ناقلة للجنود إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب.
عزز الجيش التركي نقاط المراقبة التابعة له، في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعناصر من قوات المهام الخاصة "الكوماندوز"
وأفاد مراسل الأناضول أن رتل التعزيزات المرسلة من وحدات مختلفة، وصل إلى قضاء ريحانلي في ولاية هطاي جنوب تركياhttps://t.co/eDOG0kHu4Z pic.twitter.com/mgSIiwweSe— Anadolu العربية (@aa_arabic) February 12, 2020
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تهدد فيه تركيا بشن عمليات عسكرية في إدلب وسط تصعيد التوتر مع القوات الحكومية السورية، التي تتهمها أنقرة باستهداف المدنيين والعسكريين الأتراك بشكل مستمر.
من جانبها، أكدت سوريا مرارا عزمها استعادة السيطرة على كل أراضي البلاد من قبضة “الإرهابيين” الذين تقول إن تركيا تقدم دعما مستمرا لهم، محملة أنقرة المسؤولية عن خرق السيادة السورية.
روسيا تحمل تركيا المسؤولية عن تصعيد التوتر شمال غرب سوريا
وفي ذات السياق حملت روسيا تركيا مسؤولية التصعيد في إدلب مؤكدة أن تركيا لا تلتزم بشكل “مزمن” بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء: “نرى أن سبب التدهور الحالي يعود إلى عدم التزام تركيا بشكل مزمن بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي، المبرمة يوم 17 سبتمبر 2018، ونقل أنقرة عناصر من ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة الموالية لها إلى شمال شرق سوريا”.
وأكدت زاخاروفا أن روسيا “لا تزال متمسكة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عملية أستانا، ومصممة على مواصلة العمل المشترك الرامي إلى تنفيذها بصورة كاملة”.
وأوضحت زاخاروفا أن روسيا تعتبر أن “المهمة الأساسية في الظروف الحالية تكمن في خفض مستوى العنف على الأرض، وتأمين حماية العسكريين من الدول الضامنة، الموجودين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد، وكذلك منع إشعال مواجهة داخلية نتيجة عمليات عسكرية غير مدروسة”.
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: “نتوقع أن يواصل المسؤولون الروس والأتراك في الفترة القادمة العمل على وضع حل شامل لقضية إدلب. ومؤخرا زار وفد روسي من وزارتي الخارجية والدفاع أنقرة، ويجري الآن وضع جدول أعمال للاتصالات الجديدة عبر القنوات الوزارية”.
وتدخل معظم أراضي محافظة إدلب السورية إضافة إلى أجزاء من محافظات حمص واللاذقية وحلب، ضمن منطقة خفض التصعيد التي أقيمت في إطار عملية “أستانا” التفاوضية بين روسيا وتركيا وإيران.
ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، يوم 17 سبتمبر 2018 في سوتشي، مذكرة تفاهم خاصة بتسوية الأوضاع في إدلب تنص على فصل تركيا فصائل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في المنطقة عن التشكيلات الإرهابية، الأمر الذي لم يتم فعله حتى الآن.
وأدى تقدم الجيش السوري في إدلب، آخر معقل للمسلحين في البلاد بقيادة تنظيم “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقا)، إلى تصاعد ملموس للتوتر مع تركيا، التي تتهم السلطات السورية بقيادة الرئيس، بشار الأسد، بشن هجمات مستمرة على المدنيين والعسكريين الأتراك في المنطقة، داعية روسيا للضغط على دمشق لوقف هذه العمليات.