ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد المقاتلين الذين أرسلتهم تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ليصل إلى حوالى 4700، في حين بلغ عدد الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب حوالى 1800.
تبعث تركيا متشددين سوريين ينتمون إلى جماعات مثل تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» للقتال في ليبيا نيابة عن حكومة الوفاق الوطني، بحسب ما صرح به قائدان في ميليشيات ليبية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.
و قال قائدان في حكومة “الوفاق” لوكالة “أسوشييتد برس”، إن “تركيا جلبت أكثر من 4000 مقاتل أجنبي إلى طرابلس، العشرات منهم ينتمون إلى جماعات متطرفة”.
وسلطا الضوء على الآراء المختلفة داخل الميليشيات الليبية حول قبول المتطرفين السوريين في صفوفهم. إذ قال أحدهما إن “خلفيات المقاتلين ليست مهمة، ما داموا جاؤوا للمساعدة”. بينما قال الآخر إن “بعض القادة يخشون أن يشوه المقاتلون الأجانب صورة الحكومة” التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.
بدوره، صرح رامي عبد الرحمن، مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بأنه جرى رصد ما لا يقل عن 130 من مقاتلي “داعش” أو “القاعدة” ضمن ما يقارب من 4700 مقاتل سوري أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
ونقل المرصد عن مقاتل سوري من محافظة إدلب، قوله إنه تقدم بطلب للسفر إلى ليبيا، مشيراً إلى أن الإغراءات المالية التي تقدمها تركيا “كانت الدافع وراء طلبه السفر إلى ليبيا”.
وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المقاتلين وتخطيها الرقم المطلوب من قبل تركيا (ستة آلاف شخص)، فإن عمليات التجنيد في عفرين ومناطق “درع الفرات” وشمال شرقي سوريا لا تزال مستمرة.
ووثق المرصد وقوع مزيد من القتلى في صفوف المقاتلين الموالين لتركيا في معارك طرابلس، ليصل عددهم إلى 80 قتيلاً.
وحذر المرصد السوري من انتقال حوالى 64 من المقاتلين المؤيدين لتركيا، من ليبيا إلى أوروبا، ليشكلوا تهديداً كبيراً على دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى خط دبلوماسي، وصل وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا، والتقى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وذلك بعد أيام من إعلان بلاده عن مبادرة تنشد الحوار بين الأطراف الليبية.
وقال مكتب الإعلام للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في بيان على “فيسبوك”، إن “حفتر ووزير الخارجية الجزائري بحثا آخر الأوضاع حول ليبيا”، وناقشا “العلاقات بين الدولتين ودور الجزائر الداعم لإعادة الاستقرار في ليبيا، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والجريمة”، بحسب البيان.
وتابع “المشير حفتر ثمن عالياً دور الدولة الجزائرية الإيجابي الساعي لإيجاد حل للأزمة، وأثنى على موقفها الثابت من القضية الليبية”.
وشدد حفتر كذلك “على دور الشعب الجزائري المهم ووقوفه إلى جانب الشعب الليبي”.
كما استضافت الجزائر في 23 يناير (كانون الثاني) اجتماعاً لدول جوار ليبيا دعا إلى حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا، بعيداً من الحلول العسكرية والتدخل الأجنبي.
ويسود وقف لإطلاق النار بين الجانبين منذ 12 يناير، على الرغم من تبادل الطرفين المتصارعين الاتهامات بخرقه.
وفي الثاني من فبراير (شباط)، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس السعيد، استعداد بلديهما لجمع الأطراف الليبية لحل الأزمة ومن ثم الذهاب إلى الانتخابات.
وقال الرئيس الجزائري في كلمة له الأحد مع نظيره التونسي، إنه يشترط لتنفيذ مقترحهما لجمع الأطراف الليبية، “موافقة الأطراف الدولية المسيطرة على القرار في ليبيا سواء من الأمم المتحدة أو الدول الأوروبية”، بحسب قوله.
وأعلن تبون خلال قمة برلين التي عقدت في 19 يناير، استعداد بلاده لاحتضان حوار بين طرفي النزاع الليبي لإيجاد حل للأزمة.