محتويات هذا المقال ☟
تغيّرت خارطة القوى العسكرية بشكلٍ جذّري شمال شرقي سوريا عقب الهجوم التركي الأخير والواسع النطاق على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة يوم التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين دخل لاعبون جدد إليها، الأمر الّذي أثار غضب القوات الأميركية.
وبحسب المعلوماتٍ المتوفرة فإن “الأميركيين يرفضون تواجد الشرطة العسكرية الروسية على ما تبقى من الطريق الدولي، الّذي تسيطر عليه حالياً وحدات من قوات الأسد والشرطة العسكرية”.
مشاحناتٍ يومية
وعلى إثر ذلك لا يزال الخلاف قائماً بين الجانبين، حيث تشهد المنطقة مشاحناتٍ يومية بين الدوريات الأميركية وبين الشرطة العسكرية الروسية التي تتمركز في أجزاءٍ من الطريق الاستراتيجي والذي يربط بين الحسكة شرقاً وحلب غرباً.
فبالتزامن مع الأيام الأولى من الهجوم التركي على مواقع قوات سوريا الديمقراطية، دخلت قوافل الشرطة العسكرية الروسية إلى منبج وكوباني (عين العرب) وصولاً لأطراف تل أبيض وعين عيسى مع قوات الأسد بعد اتفاق الأخيرة مع قوات سوريا الديمقراطية حول نشر عناصرها على طول الحدود السورية ـ التركية.
وانتشرت نتيجة ذلك وحدات من الجيش السوري في المناطق الحدودية الّتي كانت تخضع قبل الهجوم التركي لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وأقامت هذه الوحدات نحو 30 نقطةٍ حدودية في تلك المناطق تمتد من أرياف بلدة ديريك (المالكية) على الحدود السورية ـ العراقية شرقاً وصولاً لأطراف مدينة رأس العين غرباً والّتي سيطرت عليها أنقرة مع مقاتليها السوريين الموالين لها.
وفي حين سيطر الجيش التركي مع المقاتلين السوريين الموالين له على نحو أكثر من 110 كيلومترات بين مدينتي رأس العين وتل أبيض وهي في مجملها قرى وبلداتٍ تقع على الطريق الدولي المعروف بـ M4 وهي نقطة الخلاف الكبرى حالياً بين واشنطن وموسكو في مناطق سوريا الديمقراطية التي تقع شرق نهر الفرات.
مشاورات روسية أميركية
وقالت مصادر مطلعة إن “الأميركيين يسعون إلى السيطرة على كامل الطريق الدولي في شمال شرقي سوريا باستثناء الأجزاء التي سيطرت عليها أنقرة مقابل أن يتواجد الروس في النقاط الحدودية فقط إلى جانب السماح لهم بالتواجد في مواقع التماس مع الجيش التركي”.
ووفق المصادر فإن “الأميركيين يتمسكون بالسيطرة على كلّ المناطق النفطية مع الطريق الدولي، لكن الروس يرفضون ذلك ويسعون بدورهم للسيطرة على أجزاءٍ من هذا الطريق، ونتيجة ذلك لم تتوقف المشاورات بين الجانبين منذ أيام، لكن لم يثمر عنها أي اتفاقٍ بعد”.
ومنذ العام 2011 يسيطر الجيش السوري على نحو 20 كيلومتراً من الطريق الدولي الّذي يتقاطع مع طريقٍ آخر يؤدي إلى مطار القامشلي، حيث المربع الأمني لتلك القوات.
وبحسب المصادر فإن “تواجد قوات الجيش السوري في هذه المنطقة يثير غضب الدوريات الأميركية، خاصة أن دورياتٍ روسية تتواجد في المنطقة ذاتها”.
ويسيطر الجيش السوري منذ سنوات على هذه الكيلومترات القليلة من الطريق الدولي ولم تكن تمرُّ منها الدوريات الأميركية قبل الهجوم التركي الأخير.
وبعد سيطرة الجيش التركي على أجزاءٍ كبيرة من الطريق الدولي، اضطر الأميركيون للعبور من تلك المنطقة ليصلوا إلى قواعدهم الجديدة في تلك المناطق بعد انسحابهم من منبج وكوباني وتل أبيض ورأس العين.