شدد وزير الدفاع البريطاني بين واليس على ضرورة أن تكون بريطانيا جاهزة لخوض الحروب بدون الولايات المتحدة كحليف أساسي.
وقال واليس إن احتمال انسحاب الولايات المتحدة من موقعها القيادي في العالم في ظل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يسبب له الأرق.
وأشار إلى أن هذا الأمر قد يضطر بريطانيا لإعادة التفكير في افتراضاتها بشأن استراتيجيات الدفاع.
وجاءت تعليقات وزير الدفاع بينما تستعد بريطانيا لـ”أعمق مراجعة” منذ نهاية الحرب الباردة لشؤون الدفاع والأمن والسياسة الخارجية.
وفي تصريحات لصحيفة “صنداي تايمز”، قال واليس “ما يقلقني هو احتمال تراجع الولايات المتحدة عن قيادتها حول العالم”، مضيفا أن “هذا سيكون سيئا للعالم وسيئا لنا. نخطط للأسوأ ونأمل حدوث الأفضل”.
شدد على أن مراجعة شؤون الدفاع يجب استغلالها لجعل بريطانيا أقل اعتمادا على الولايات المتحدة في أي نزاعات في المستقبل.
وقال واليس “خلال العام الماضي، كان هناك انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، وتصريح ترامب بشأن العراق حين قال إن على (حلف شمال الأطلسي) الناتو تولي المسؤولية وفعل المزيد في الشرق الأوسط”.
وأضاف الوزير أن الافتراضات التي كانت سائدة في عام 2010 بأن بريطانيا ستظل دائما جزءا من تحالف للولايات المتحدة لم تعد قائمة.
وأوضح أن بريطانيا تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات والغطاء الجوي والمراقبة التي توفرها الولايات المتحدة، مشددا على ضرورة أن تنوّع المملكة المتحدة مصادر اعتمادها.
كما أشار واليس إلى أن الشهر الماضي شهد عجزا في ميزانية وزارة الدفاع.
وقد حصلت الوزارة على 2.2 مليار جنيه إسترليني، بزيادة قدرها 2.6 في المئة، وذلك بناء على مراجعة الميزانية التي أجريت في شهر سبتمبر/ أيلول.
الجيش البريطاني يدرس تقليص قواته إلى أقل عدد منذ قرون
كشفت صحيفة “صنداي تايمز” أن كبار قادة الجيش البريطاني يدرسون خططا لتقليص حجم القوات وإقراض إحدى حاملات الطائرات الرئيسية التابعة للبحرية الملكية إلى أحد حلفاء المملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن بيان “برنامج” حزب “المحافظين”، الذي نشر الأحد، سوف يتخلى عن التزام صريح تعهدت به رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي قبل عامين فقط “للحفاظ على الحجم الإجمالي للقوات المسلحة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع أن قادة الجيش في صراع بالفعل بشأن خطط من شأنها إعادة تركيز قدرة بريطانيا على القتال وتقليص عدد الجنود، حيث يناقش كبار الضباط مقترح لوصول إلى جيش يتراوح عدد أفراده بين 60 ألفا أو 65 ألف جندي، وهو الأقل منذ قرون.
وأضافت أنه عوضا عن ذلك، تعهد الحزب بالحفاظ على الإنفاق الدفاعي بأكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي ورفعه كل عام بنسبة 0.5% من معدل نسبة التضخم.
وأشارت إلى أن حزب “المحافظين” تعهد في برنامج عام 2015 بأن قوة الجيش لن تنخفض عن 82 ألف جندي، لكن هذا الالتزام قد انخفض بالفعل، حيث أصبح الجيش الآن 73 ألف جندي.
ولفتت إلى أنه في خطوة من شأنها أن تثير ضجة في القوات البحرية، يضغط قادة الجيش لتجميد العمل في واحدة من حاملات الطائرات الجديدة في بريطانيا – أو تأجيرها للأمريكيين.
وفي غضون ذلك، انضم قادة البحرية، بدورهم، إلى الجيش للضغط من أجل تقليص القوى العاملة في قوات سلاح الجو الملكي البريطاني.
وقال أحد المصادر: “يكره الجيش حاملات الطائرات، التي دائما يعتبرونها فيلة بيضاء، لكن الأمريكيين يحبونها، إنها متطورة لأنها يمكن أن تعمل بطاقم أقل بكثير من حاملات الطائرات الأمريكية”.
وأضاف: “لا يستطيع الجيش تجنيد أو الاحتفاظ بالأشخاص الذين يحتاج إليهم، يعتقد كل من الجيش والبحرية أن مهمة سلاح الجو الملكي البريطاني ستسند قريباً إلى طائرات بدون طيار”.
ونوهت الصحيفة بأن العمل لا يزال في مرحلة مبكرة ولكنه يتبع تعليمات من وزير الدفاع بن والاس بأنه يجب على القوات المسلحة “العمل وفق الموارد المتاحة”.
ولفتت إلى أنه وفر مبلغا إضافيا قدره 2.2 مليار جنيه إسترليني من وزارة الخزانة، وقال إنه لن “يفرغ” القوات أكثر لكنه يفضل خفض القدرات والقيام بعدد أقل من الأمور بشكل أفضل.
وتوقعت الصحيفة أن تقليص حجم الجيش سيكون له تأثير عميق على التزام تقرير المراجعة الاستراتيجية حول الدفاع والأمن لعام 2015 لإبقاء القدرة على نشر “فرقة القتال” في المعركة.
في المقابل، رجحت مصادر في وزارة الدفاع أن شكل التغييرات ربما يعتمد على من سيخلف الجنرال السير نيك كارتر كرئيس هيئة أركان الدفاع، العام المقبل.
وذكرت أنه من المرجح أن تقليص حجم قوات الجيش سيكون أكثر احتمالا إذا فاز اللورد البحري الأول الأدميرال توني راداكين بالسباق، بينما ستكون حاملات الطائرات في خطر أكبر إذا حصل رئيس أركان الجيش البريطاني، الجنرال السير مارك كارلتون-سميث على المنصب.