محتويات هذا المقال ☟
أعلنت القيادة الاستراتيجية الأمريكية، أن البحرية الأمريكية أجرت هذا الأسبوع أربع تجارب إطلاق للصاروخ الباليستي “ترايدنت 2 دي 5” الذي يمكن أن يحمل رؤوسا نووية.
وجاء في البيان “أجرت البحرية الأمريكية أربع عمليات إطلاق مبرمجة لصاروخ “ترايدنت 2 دي 5″ غير المسلح من السفينة الأمريكية نبراسكا (SSBN-739) وهي غواصة صاروخية من طراز أوهايو قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا”.
تمت عمليتي إطلاق الأولى في 4 سبتمبر/أيلول والثانية في 6 سبتمبر/أيلول، قبل شروق الشمس.
وأضاف البيان، أن “اختبارات الصواريخ لم تُنفذ استجابة لأي حدث في العالم”.
تشير هذه الاختبارات الجديدة إلى أن العدد الإجمالي لإطلاقات ترايدنت 2 يصل إلى 176 منذ دخول الصاروخ الخدمة مع البحرية الأمريكية في عام 1979.
يعد ترايدنت 2 هو الصاروخ الوحيد القادر على حمل رأس نووي تمتلكه القوات البحرية الأمريكية والبريطانية في ترساناتها.
Tridentالرمح الثلاثي
هو صاروخ باليستي قابلة للتهديفِ بشكل مستقل يطلق من على متن الغواصات (SLBM)صمم بواسطة شركة لوكهيد مارتن لأنظمة الفضاء في الولايات المتّحدةِ وهو صاروخ مسلح برؤوس نووية يطلق من الغواصات العاملة بالطاقة النووية .صواريخ ترايدنت محملة حاليا على عدد 14 غواصة نووية أمريكية من فئة أوهايو US Navy Ohio class submarines ، أما صواريخ ترايدنت البريطانية فهي محملة على عدد أربعة غواصات من طراز الطليعة(Vanguard) تعمل أيضا بالطاقة النووية.
التطوير:
صاروخ ترايدنت( Trident I (C4 تم نشره في عام 1979 وأخرج من الخدمة في التسعينياتِ وبدايات الألفية الجديدة. Trident II (D5) تم نشره لأول مرة ً في 1990، وخُطّطَ لِكي يَكُونَ في الخدمةِ لثلاثين عاما قادمة من مدة خدمة الغواصات النووية و حتى 2027.
زودت المملكة المتحدة بصواريخ Trident طبقا لشروطِ إتفاقيةِ بيع صاروخ النجم القطبي(Polaris)في عام 1963 والتي عُدّلتْ في 1982 للصاروخ ترايدنت. فقد كتبت رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر إلى الرّئيسِ كارتر في 10يوليو/تموز 1980 لطَلَب التصديق على تسليم صواريخTrident I لبريطانيا . و في 1982 كَتبَت تاتشر إلى الرّئيسِ ريغان طَلَب السماح بتسليم المملكة المتّحدةِ نظام (Trident II (Trident D5 ، وقد ساهمت البحرية الأمريكية بتسريع عملية التسليم.وتمت الموافقة على الطلب في مارس 1982 وبموجب الإتّفاقية،تتكفل المملكة المتّحدة بما نسبته% 5 في المساهمة في البحث والتطويرِ.
آلية العمل
ينطلق الصاروخ من الغواصة تحت سطح الماء. ويتم قذف الصواريخ من أنابيب الإطلاق عن طريق إشعال شحنة متفجرة في حاوية منفصلة عن أنابيب الإطلاق بطبقتي تيتانيوم . إنّ الطاقةَ المتولدة مِنْ هذا الإنفجارِ توجه إلى خزان ماء، الذي يتبحر بسرعة البرق. إن هذا الضغط المتولد يكفي لدفع الصاروخ خارج أنابيب الإطلاق ويعطيه الفترة الكافية للوصول إلى سطح الماءِ. على أية حال، في حالة فشل هذه الوسيلة ، هناك عِدّة آليات أمانِ التي يُمْكِنُ أَنْ إما توقف نشاط القذيفةَ قبل الإنطلاقِ أَو تَمْضي القذيفةً خلال مرحلةِ إضافيةِ مِنْ الإطلاق. وعندما تستشعر المجسات أن سرعة الصاروخ قد زادت عقب الخروج من الماء. محرّك المرحلةِ الأولِ يُشعلُ، ,ويخرج الجسم الهوائي المدبب من قمة الصاروخ، ومرحلة الدفعَ تَبْدأُ. إنّ القذيفةَ مكيّفة بضغطُ نتروجيني داخلي ِ يمنع دخول الماءِ إلى أيّ فراغات داخلية، التي يُمْكِنُ أَنْ تُتلفَ مكونات القذيفةَ أَو تُضيفُ وزناً قد يزعزع من إتزان القذيفةَ. عندما يبدأ محرك المرحلة الثالثة بالعمل، خلال دقيقتان من الإنطلاق، تصبح القذيفة أسرع من( 20,000قدم /ثانية)، أَو(6000متر بالثانية)أو 13,600 ميل بالساعة.
تدخل القذيفة إرتفاعِ منخفضِ مؤقتِا فقط بضعة دقائق بعد الإنطلاقِ. إنّ نظامَ التوجيهَ للقذيفةِ نظامُ توجيهِ داخلي مع نظامِ توجيه بالقمر الصناعي، الذي يُستَعملُ لتَصحيح الأخطاءِ الموقعيةِ الصغيرةِ التي تحدث أثناء التحليق. نظام جي بي إس GPSإستعملَ في بَعْض التجارب لكن ظهر بأنه غير مفيد في المهمات الحقيقية .
الصاروخ ترايدنت بُنِى منه نوعين: I (C4) UGM-96A والثّاني II (D5) UGM-133A.بالنسبة للمسميات C4,D5فقد تمت وضعها لوضع هذه القذائفَ ضمن “العائلةِ” التي بَدأتْ في 1960 بالنجم القطبيPOLARIS (A1, A3,A2) وإستمرّتْ عام 1971بال Poseidon (C3). كلتا النسختين C4,D5من صواريخ ترايدنت أو الرمح الثلاثي هي ثلاثية المراحل، تعمل بالوقود الصلب , ذاتية التوجيه ويزيد مداهم متزايدُ بجسم مدبب هوائي يخرج من مقدمة الصاروخ وهو عبارة عن إمتداد تليسكوبي يقسم العائقَ الديناميكي الهوائيَ حول مقدمة الصاروخ. خارجي. في مرحلةِ ما بَعْدَ الدفعَ، تَستعملُ قذيفةَ الرمح الثلاثي التوجيه بالقمر الصناعي لتصحيح المسار.
Trident I (C4) UGM-96A
أَنطلقُ لأول مرة في 18 يناير/كانون الثّاني 1977 في كيب كانيفيرال
الثمانية غواصات الأولى من نوع أوهايو سلحت بقذائف Trident I.وتم إحلاله أيضا في 12 غواصة من نوع جيمس ماديسون وبنيامين فرانكلين(12 SSBNs of the James Madison and Benjamin Franklin classes) محل الصاروخ Poseidon.
Trident II (D5) UGM-133A
أثناء أواخر السبعيناتِ، طور الإتحاد السوفيتي عدد كبير من الصواريخ الثقيلة العابرة للقارات متزايدة الدقة في التصويب مثل صاروخ (SS-18 )، الذي هدّدَ بقاءَ منظومات مينتمان 3 في قواعد إطلاقها عن طريق ضربها بهذه الصواريخ العابرة للقارات.وهذا قد يترك الولايات المتحدة بلا إستطاعة على شن هجوم مضاد ويجعلها بانتظار الضربة الثانية . وكان الصاروخان Poseidon و Trident Iالعابران للقارات ليسوا بالدقة الكافية لتوجيه ضربات مضادة . إذا الضربةِ الأولى السوفيتيةِ تجنبت ضَرْب أهدافِ مدنيةِ، الولايات المتّحدة كان يُمكنُ أنْ تُجبَرَ أَنْ لا تَنتقمَ ضدّ المُدنِ السوفيتيةِ، بسبب قابلياتِ مضادة مماثلة سوفيتية. لذا إحتاجتْ لذا الولايات المتّحدةُ الأسلحةَ التي يُمْكِنُ أَنْ تَبْقى بعد ضربة أولى سوفيتية وتُحيّدُ الترسانةَ الإستراتيجيةَ السوفيتيةَ الباقيةَ، لكي تتفادى الإبتزازَ النوويَ السوفيتي.
إنّ النوع الثاني D5 من صواريخ ترايدنت أوالرمح الثلاثي أكثرُ تَطَوُّراً ويُمْكِنُ أَنْ يَحْملَ حمولة أثقل. وهو دقيقُ بما فيه الكفاية لِكي يَكُونَ سلاح ضربةِ نووية أولىِ. كُلّ مِنْ المراحلِ الثلاثة من صواريخ الرمح الثلاثي أو ترايدنت صنعت من الجرافيتوهو مايجعل الصاروخ أخف مايمكن . Trident II كَانَ القذيفةَ الأصليةَ على الغواصات البريطانية فانجارد Vanguard وأوهايو إس إس بي إن إس Ohio SSBNs. D5 تُحْمَلُ حالياً على إثنا عشرَ غواصة من نوع أوهايو إس إس بي إن إس Ohio class SSBNs وقد أجرت لوكهيد مارتن حوالي 124 إختبارِ متتالي ناجح على القذيفة D5 منذ 1989، طبقاً لبيان الشركةِ الصحفي.