تصاعدت حدة المواجهات بين قوات الحماية الرئاسية والحزام الأمني في مناطق متفرقة في مدينة عدن جنوبي اليمن، في الوقت الذي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات العنيفة داعيا كافة الأطراف إلى وقف الأعمال العسكرية.
وأكدت مصادر أمنية وطبية سقوط قتلى وجرحى في المواجهات الدائرة في محيط معسكر اللواء الرابع، حماية رئاسية، بمنطقة اللحوم بمديرية دار سعد، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة من جراء استخدام السلاح الثقيل، فيما اتسعت رقعة الاشتباكات في مديرية خور مكسر.
ونقلت رويترز عن مصادر طبية يوم الجمعة إن ثمانية مدنيين على الأقل قُتلوا في عدن في غمرة العمليات العسكرية المتصاعدة في المدينة.
وفي بيان، دعا أمين عام الأمم المتحدة أطراف الصراع “للدخول في حوار شامل لحل الخلافات وبحث تخفيف المخاوف المشروعة لجميع اليمنيين “.
كما دعت الجامعة العربية، في بيان صادر عنها اليوم الجمعة، جميع أطراف النزاع في اليمن إلى التهدئة، مع استمرار التوتر في مدينة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة.
وطالبت ”جميع الأطراف بالتهدئة والانخراط الجدي في حوار مسؤول من أجل إنهاء الخلافات، والعمل معًا من أجل ضمان عودة الشرعية إلى البلاد، وإنهاء معاناة الشعب اليمني والحفاظ على وحدة البلاد“.
وفي صنعاء أفادت مصادر يمنية في العاصمة صنعاء، الجمعة، بأن ميليشيات الحوثي وضعت عناصرها في حالة استنفار بعد مقتل إبراهيم الحوثي شقيق زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في ظروف غامضة.
وذكرت المصادر أن ميليشيات الحوثي وعناصر جهاز الأمن الوقائي التابعين استحدثوا عددا من نقاط التفتيش في شوارع منطقة مُسيك وسعوان والزبيري والخمسين وشوارع أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن المسلحين الحوثيين تمركزوا في هذه النقاط رفقة أطقم مسلحة وعربات مدرعة.
وقام المتمردون بعمليات تفتيش دقيقة وغير مسبوقة لمركبات المواطنين وفحصوا بطاقات الهوية للسائقين.
وكانت الميليشيا المتمردة الموالية لإيران قد أعلنت في وقت سابق من الجمعة مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المتمردين.
تعزيزات عسكرية سعودية إلى عدن
وفي وقت سابق أكد مصدران يمنيان بأن السعودية دفعت بتعزيزات عسكرية إلى مدينة عدن، جنوب اليمن، أمس الاثنين.
وقال المصدران وهما مسؤولان حكوميان طلبا عدم كشف هويتهما، إن المملكة أرسلت تعزيزات عسكرية في طريقها إلى مدينة عدن التي تشهد احتقانا بين القوات الحكومية ومليشيات انفصالية مدعومة إماراتيا، إثر حملة ترحيل قسري للمواطنين من محافظات شمال ووسط البلاد.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، بدأت قوات “الحزام الأمني” المدعومة من أبوظبي، في عدن،بحملة أمنية في محافظات شمالية، بعد ساعات من هجوم تبناه الحوثيون، استهدف عرضا عسكريا.
وبحسب المصدرين وشهود عيان فإن تعزيزات عسكرية عبارة عن مركبات عسكرية (أطقم) شوهدت في مدينة عتق، بمحافظة شبوة (جنوب شرق البلاد) قادمة من الأراضي السعودية نحو مدينة عدن.
وأشار المصدران إلى أن هناك دفعات أخرى، سترسلها القوات السعودية إلى عدن، منها ما هو مخصص لقوات الحرس الرئاسي التي يقودها نجل الرئيس اليمني العميد ناصر عبدربه.
وهذه التعزيزات الإضافية للقوات السعودية المتواجدة في مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة اليمنية مقرا لها، مؤشر على أن هناك توجها سعوديا لتوسيع حضورها العسكري بالمدينة، عقب إعلان أبوظبي تقليص وجودها ضمن التحالف الذي تقوده المملكة، وهو ما أكده أحد المصدرين.