قالت مصادر مطلعة إن القوات السعودية في اليمن اتخذت إجراءات لتأمين ميناءين استراتيجيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بعد أن خفضت حليفتها الرئيسية الإمارات وجودها العسكري هناك بشكل كبير وتسلم ضباط سعوديون تلك المواقع.
وقال قياديان عسكريان يمنيان ومسؤولان بالحكومة اليمنية إن ضباطا سعوديين تسلموا قيادة القواعد العسكرية في ميناءي المخا والخوخة وكانت القوات الإماراتية تستخدمهما لدعم الحملة العسكرية التي كانت تستهدف السيطرة على الحديدة القريبة ولمراقبة الساحل.
كما أرسلت الرياض عددا غير محدد من القوات لمدينة عدن الساحلية وإلى جزيرة بريم الصغيرة البركانية في مضيق باب المندب، وهو ممر استراتيجي للملاحة يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال مسؤول إماراتي كبير عن الخطوة هذا الأسبوع: “لا يعترينا أي قلق بشأن حدوث فراغ في اليمن لأننا دربنا 90 ألف جندي يمني في المجمل.. هذا أحد نجاحاتنا الكبيرة في اليمن”.
الإمارات متمسكة بإلتزاماتها
وتقول الإمارات إنها لا تزال على التزاماتها تجاه التحالف والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن وأضاف المسؤول الذي رفض نشر اسمه إن قرار خفض القوات لم يكن وليد اللحظة بل نوقش باستفاضة مع الرياض.
وليس من المتوقع أن تؤدي تلك التغييرات في قيادة القواعد العسكرية إلى تغير يذكر في مسار الحرب ولا في وقف لإطلاق النار في الحديدة أبرم بدعم من الأمم المتحدة العام الماضي في السويد بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين.
لكن توسيع نطاق الوجود السعودي على الأرض من شأنه أن يكثف من الانتقادات الدولية لدور المملكة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وقتلت مئات المدنيين في ضربات جوية على مستشفيات ومدارس وأسواق.
وجاءت المتغيرات مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران ومع سعي الولايات المتحدة لتشكيل تحالف عسكري لحماية الملاحة الدولية من هجمات إيرانية محتملة قبالة ساحل اليمن وقرب مضيق هرمز.
وكان مسؤول إماراتي كبير قال الاثنين، إنّ بلاده تقوم بعملية سحب لقواتها في اليمن ضمن ما سماها “خطة إعادة انتشار لأسباب استراتيجية وتكتيكية”، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر المسؤول الذي لم تكشف الوكالة عن هويته أن “أبوظبي تعمل على الانتقال من استراتيجية عسكرية إلى خطة تقوم على تحقيق السلام أوّلا”، وفق تعبيره.