ورافقت مروحيات "مي 17 1 شا" الروسية الصنع اجهزة ومستلزمات من شأنها ان تؤمن استغلال المعدات الحربية. وقد مرت مروحيات الدفعة الثانية بمرحلة التجربة بنجاح ودخلت حوزة السلاح الجوي البيرواني. اما الدفعة الاولى للمروحيات فتم تسليمها الى الجانب البيرواني في مايو/ايار عام 2011. وقد نفذت شركة "روس ابورون اكسبورت" في الوقت الراهن كل التزاماتها الجارية بشأن هذه الاتفاقية. وستعتبر تلك الالتزامات منفذة تماما بعد انتهاء فترة الضمان الخاصة بمروحيات "مي 17 1 شا" و " مي – 35 بي".
يعرف الخبراء البيروانيون المروحيات الروسية الصنع منذ زمن بعيد. وكانت بيرو من أولى دول امريكا اللاتينية الشريكة للاتحاد السوفيتي وروسيا في مجال التعاون التقني العسكري. وقد انطلق هذا التعاون في 1 فبراير/شباط عام 1969 بعد اقامة العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد. وابتداء من عام 1973 صار الاتحاد السوفيتي يورد الى البيرو دبابات "تي – 55" وطائرات "ميغ -29" ومروحيات "مي – 8" وغيرها من الآليات الحربية التي اتصفت بتكنولوجيات مرموقة. وتحولت البيرو آنذاك الى احد الشركاء الرواد للاتحاد السوفيتي بعد ان احتلت المرتبة الاولى في امريكا الجنوبية من حيث مشتريات الطائرات والمروحيات الحربية والمدنية الروسية .وقد تكدست خبرة كبيرة لمشاركة الخبراء السوفيت في تنفيذ شتى المشاريع الاقتصادية في البيرو. وساعد رجال الانقاذ والاطباء السوفيت شعب البيرو بعد ان تعرضت للزلزال المرعب عام 1970 مما أثر ايجابا في عملية التقارب بين الشعبين.
لم تشهد تسعينات القرن الماضي تطوير التعاون في المجال التقني العسكري بين البلدين، علما انهما كانا مشغولين بإجراء الاصلاحات، الامر الذي تسبب في تقليص التعاون الى درجة ما. لكن مطلع الآلفية الجديدة شهد مجددا نهوضا بالتعاون الاستراتيجي الطويل الاجل. واصبحت اتفاقيات تطوير وإصلاح مروحيات "مي – 17" ومقاتلات "مي – 29" خطوة اولى على طريق استئناف العلاقات في مجال التعاون العسكري التقني. وهناك خطوة اخرى على هذا الطريق، وهي شراء البيرو لمنظومات "كورنيت – إي" الصاروخية الروسية المضادة للدبابات. وقد اختارات وزارة الدفاع البيروانية مروحيات "مي – 17" و "مي -35 بي" لمتانتها و قدرتها على تحمل ظروف المناخ الصعب وبساطة استخدامها واسلحتها القوية وقابليتها للاصلاح واحتمالات تطويرها مستقبلا. وورثت تلك المروحيات حيويتها الفريدة من نوعها من سابقاتها التي شاركت عمليا في كافة نزاعات النصف الثاني للقرن العشرين. واكدت المروحيات الروسية الاسطورية مواصفاتها الممتازة في افغانستان حيث استطاعت مرارا العودة الى القاعدة الجوية بالرغم من اصابة مراوحها وخزاناتها من قبل العدو. وبعد اصلاحها رجعت الى ميدان المعركة.
وأكدت التطورات الاخيرة في البيرو المواصفات العالية للمروحيات الروسية من طراز "مي" حيث استخدمت بنشاط ضد عصابات الارهابيين وتجار المخدرات في واديي نهري أبوريماك وإيني. وبحسب المعلومات الواردة من وسائل الاعلام البيروانية فان احدى المروحيات الروسية وقعت بالكمين في عملية سبتمبر/ايلول الحربية وتمكنت من العودة الى القاعدة الجوية بالرغم من تعرضها لاعطال جدية الحقت بها.
وفيما يتعلق بالمجالات الاخرى للتعاون العسكري التقني بين روسيا والبيرو فهناك إنشاء مركز لصيانة وإصلاح مروحيات "مي – 8" و"مي – 17" و"مي – 26 تي".
وتعرض شركة "روس ابورون اكسبورت" على البيرو تطوير العلاقات في معرض تحديث وتطوير الآليات الحربية المتوفرة وشراء المدرعات والسفن والرادارات والمنظومات الصاروخية المضادة للجو والدبابات والاسلحة الخفيفة والذخائر، ناهيك عن وسائل التدريب التقنية. ويعار اهتمام خاص بالآليات التي تستخدم وقت السلم لحل مهام تقديم المساعدات الانسانية والقضاء على عواقب الكوارث الطبيعية التي كثيرا ما تضرب بلدان امريكا اللاتينية، والبيرو ضمنا.
وقد أكدت سيارات الشحن "اورال" الروسية المتعددة المهام مواصفاتها الجديدة اثناء مشاركتها في عمليات الإنقاذ . واستحقت تلك السيارات تقييما عاليا في امريكا اللاتينية. واستعان بها المكسيكيون لدى القضاء على عواقب إعصار" كاثرين". واستخدم اهالي اروغواي هذه السيارات في بعثات الامم المتحدة. اما اهالي هايتي وغواتيمالا فاستخدموها في عمليات مكافحة تجارة المخدرات.
ثمة سيارة روسية اخرى تستخدم في عمليات الانقاذ والبحث وهي سيارة الجيب المصفحة من طراز "تيغر"(النمر) التي تصدر حاليا الى اوروغواي حيث تستخدم في الشرطة.
بلغ حجم التعاون العسكري التقني بين روسيا والبيرو في السنوات الاخيرة 130 مليون دولار. ويساعد هذا التعاون المثمر والمتطور باستمرار في النهوض بالاهتمام بالاسلحة الروسية في المنطقة، الامر الذي يمكن شركة "روس ابورون اكسبورت" من ممارسة سياسة الاسعار المتوازنة اخذا بالحسبان الامكانات الاقتصادية للبلدان المشترية. ولا تزال شركة "روس ابورون اكسبورت" اليوم تمارس التسويق النشيط لمنتجات قطاع الصناعات الحربية الروسية في امريكا اللاتينية باعتبارها سوقا واعدة وهامة بالنسبة الى روسيا، علما ان حجم صادرات الاسلحة الروسية ازداد في السنوات الاخيرة الى درجة ملحوظة.
ولا تعرض شركة "روس اوبورون اكسبورت" على شركائها في امريكا اللاتينية، خلافا لصناع الاسلحة الآخرين، لا تعرض عليهم الاسلحة والمعدات الجاهزة فحسب ، بل وطيفا واسعا من خدمات الصيانة والاصلاح وتوريد قطع الغيار وتسليم التكنولوجيات وتطوير الاسلحة وصنعها بترخيص في فترة تعقب الضمان. وعلى سبيل المثال يعمل في المكسيك مركز للصيانة والاصلاح يقدم خدمات للمروحيات الروسية الصنع ويقوم بتدريب افراد الجيش المكسيكي على المعدات الروسية. وقد تم في الوقت الحاضر توقيع وتنفيذ شتى الاتفاقيات مع الارجنتين والبرازيل وفنزويلا وكولومبيا والبيرو وغيرها من دول أمريكا اللاتينية.
ونظرا الى ان استراتيجية شركة "روس اوبورون اكسبورت" ترمي الى تشكيل وتعزيز وتطوير العلاقات الطويلة الاجل مع الدول الشريكة في مجال التعاون العسكري التقني فان خبراء الشركة يستجيبون دوما لطلبات الشركاء ويبدون استعدادهم لتطوير الحوار الشفاف والبناء ذي المنفعة المتبادلة.