قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن تل أبيب تبرم صفقات أسلحة مع دول يفرض عليها المجتمع الدولي حظرا لبيع السلاح واستيراده، بزعم أن ذلك يوفر للخزينة الإسرائيلية ملايين الدولارات سنويا.
وأوضح الكاتب بالصحيفة تمار ديرسلر أن تل أبيب شهدت في الأيام الأخيرة مؤتمرا دوليا لتجارة الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية للسنة الثامنة على التوالي، بمشاركة 15 ألف مشارك، بينهم أربعة آلاف مسؤول من الخارج، وتسعون من أعضاء الوفود الرسمية الدولية، بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون بارزون، وقادة جيوش وأجهزة أمنية، وثلاثمئة من ممثلي الشركات العسكرية وشركات السلاح حول العالم.
وبحث المشاركون في المؤتمر أوجه التعاون العسكري والأمني وصفقات الأسلحة مع إسرائيل، والاستفادة من الخبرة التسليحية الإسرائيلية.
دول حروب
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن من المشاركين بالمؤتمر ممثلين لدول تحوم حولها شبهات بممارساتها المناهضة للديمقراطية وحقوق الإنسان، ودول تشهد حروبا أهلية، مما دفع بناشطين حقوقيين إلى نشر قائمة بهذه الدول، ومنها جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو وساحل العاج والكاميرون وميانمار.
وبعض هذه الدول يفرض عليها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عقوبات بحظر استيرادها للسلاح، لكن جزءا كبيرا من المشاركين في المؤتمر عبروا عن رغبتهم بتطوير علاقتهم مع إسرائيل.
وقد احتجت مجموعة من منظمة تحالف نساء من أجل السلام داخل قاعة المؤتمر، ورفعت لافتات كتب عليها “هكذا يربحون من الاحتلال”، وعبارات تتهم الصناعة العسكرية الإسرائيلية بالتكسب من وراء الاحتلال، كاشفة النقاب أن بعض تجارب الأسلحة الإسرائيلية تجري داخل المناطق الفلسطينية.
ورغم أن القانون الدولي يعتبر الدولة التي تبيع أسلحة لدول تشهد عمليات قتل أنها تساعد على ارتكاب الجريمة، لكن منظمي المؤتمر يقولون إن مبيعات السلاح الإسرائيلية تشكل 400% من موارد خزينة تل أبيب.
إحصائيات رسمية
ونشرت وزارة الأمن الإسرائيلية إحصائيات تفيد بأن صادرات السلاح الإسرائيلية لدول أفريقيا زادت في العام الماضي 70% مقارنة بالعام 2015، وبلغت قيمتها 6.5 مليارات دولار.
كما وقعت إسرائيل سلسلة عقود تجارية لتوريد أسلحة لجيوش أجنبية حول العالم وفاقت قيمتها في العام 2016 ثمانمئة مليون دولار مقارنة بحصيلة العام 2015، مشيرة إلى أن أكبر مبيعات الأسلحة الإسرائيلية تتوجه إلى آسيا عموما، والهند خصوصا.
واتهمت الناشطة الأرجنتينية جيسيكا نيفو إسرائيل بتوفير الأسلحة للنظام الدكتاتوري السابق في بلادها، كاشفة أن دبلوماسيين إسرائيليين زاروا الأرجنتين في الحقبة الدكتاتورية حين كانت تعيش البلاد ذروة عمليات القتل والاختطاف والتعذيب.