عبرت موسكو الخميس عن ارتياحها لمصادقة الولايات المتحدة على معاهدة خفض الاسلحة النووية (ستارت) التي عرض البرلمان الروسي ابرامها اذا لم تكن الشروط التي وضعها مجلس الشيوخ تؤدي الى تعديل بنودها.
واعلن رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) بوريس غريزلوف الخميس ان المجلس الذي يتمتع الحزب القريب من السلطة في روسيا باغلبية كبيرة فيه، قد يصادق على المعاهدة اعتبارا من الجمعة.
وقال غريزلوف "اذا كانت الشروط (التي وضعها مجلس الشيوخ الاميركي للمصادقة على ستارت الاربعاء) لا تعدل النص الاساسي للمعاهدة، فيمكننا المصادقة عليها بداية من يوم غد" الجمعة.
وتابع "سنقرر اليوم مسار دراسة هذه المعاهدة"، موضحا ان النواب ينتظرون تسلم وثائق التصديق الاميركية في الساعات القادمة.
واكد رئيس الدوما بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء ايتار تاس انه اذا كانت الوثائق الاميركية لا تتفق مع تطلعات الجانب الروسي "فهناك سيناريوهات متعددة للمراحل التالية: يمكننا اولا ان نتبنى مشروع قانون للتصديق في قراءة اولى ثم تبني التعديلات على النص" تاليا.
ورئيس مجلس النواب مسؤول كبير ايضا في حزب روسيا الموحدة الحاكم في روسيا.
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس كونستانتين كوساتشيف في تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس "ننطلق من مبدأ انه يجب الا نسمح باطالة مناقشة هذه القضية. لكننا ننوي العمل على الا تكون هناك مشاكل في المضمون".
واضاف ان حوالى خمسين تعديلا ادخلت على نص المصادقة خلال مناقشات مجلس الشيوخ الاميركي. وقال "اي التعديلات مرت لا نعرف لاننا لم نتسلم بعد النص الاصلي".
واشاد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الخميس بتصديق الولايات المتحدة على معاهدة ستارت، بحسب ما نقلت عنه المتحدثة باسم الكرملين ناتاليا تيماكوفا.
واضافت المتحدثة ان مدفيديف "اعرب عن الامل في ان يكون الدوما ومجلس الاتحاد (مجلسا البرلمان) مستعدين لدراسة هذه القضية وحتى التصديق على الوثيقة".
غير انها اشارت الى ان البرلمان الروسي قد "يحتاج الى بعض الوقت لدراسة الشروط القانونية لتصديق مجلس الشيوخ الاميركي واتخاذ القرار".
وصادق مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء على معاهدة ستارت الجديدة الموقعة في نيسان/ابريل مع روسيا بعد اسابيع من المشاورات المكثفة في واشنطن مع جمهوريين يتحفظون عليها.
وتبنى اعضاء مجلس الشيوخ النص ب71 صوتا مقابل 26. وكان يفترض ان يحصل النص على موافقة ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين.
وفي المجموع صوت 13 جمهوريا لمصلحة المعاهدة التي وقعها الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف في الثامن من نيسان/ابريل 2010.
ويشكل اقرار المعاهدة انتصارا تشريعيا كبيرا وفي السياسة الخارجية للرئيس الاميركي.
ورحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باقرار المعاهدة في مجلس الشيوخ الاميركي معتبرا ان "هذا القرار يصب في جوهر الاتفاقات بين الرئيسين اللذين بذلا جهودا لتأمين تطور ديناميكي للعلاقات الثنائية".
لكن لافروف اوضح مع ذلك ان النص تم تعديله "بطريقة ما مقارنة مع المشروع الاصلي"، مشيرا الى ان "قرار التصديق (…) هو وثيقة معقدة يجب ان تدرس بشكل معمق".
وتنص معاهدة ستارت (اختصار اسمها معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية باللغة الانكليزية) التي وقعها في الثامن من نيسان/ابريل 2010 الرئيسان اوباما والروسي ديمتري مدفيديف على الحد من الاسلحة النووية الاستراتيجية التي يملكها كل من الجانبين، اي الصواريخ النووية البعيدة المدى والاقوى منها.
وتقضي المعاهدة المحددة بعشر سنوات بامتلاك كل من البلدين 1550 رأسا نوويا على الاكثر، مقابل 2200 حاليا، اي انها خفضت عددها بنسبة ثلاثن بالمئة.
وهي تنص على استئناف عمليات التحقق المتبادلة من الترسانات النوويتين للبلدين التي توقفت في نهاية 2009 مع انتهاء معاهدة ستارت السابقة التي وقعت في 1991.
وقد رحب الامينان العامان لحف شمال الاطلسي والامم المتحدة اندرس فوغ راسموسين وبان كي مون بالمصادقة الاميركية على المعاهدة. 2010 AFP.