إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة

السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة

بيان الخارجية السعودية الذي نقلتَه لنا يوضح موقفاً سياسياً جديداً من التطورات الأخيرة في اليمن.و يرفض البيان التحركات العسكرية الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي، معتبراً أنها تؤدي إلى تصعيد. غير مبرر، ويسلط الضوء على تداعيات مهمة على مستقبل جنوب اليمن واستقرار المنطقة.

يوضح الجدول أدناه ملخصاً لموقف السعودية الإستراتيجي كما ظهر من البيان والردود عليه:

 السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة
السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة
المحور موقف السعودية الردود الرسمية والمؤشرات الإقليمية
الموقف السياسي رفض تام للتحركات العسكرية الأحادية للمجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة، وتأكيد على دعم المجلس الرئاسي والسلطة الشرعية . رحبت الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي بالبيان، واعتبرته موقفاً مسؤولاً يدعم مؤسسات الدولة .
المطالب والآلية مطالبة المجلس الانتقالي بسحب قواته بشكل عاجل ومنظم، وتسليم المواقع . لقوات “درع الوطن” والسلطات المحلية تحت إشراف التحالف . نشر السعودية عشرات الآلاف من قوات “درع الوطن” على الحدود اليمنية. لزيادة الضغط العسكري، وتهديد بضربات جوية في حال عدم الانسحاب .
النظرة للقضية الجنوبية الاعتراف بأنها “قضية عادلة”، لكن تأكيد أن حلولها يجب أن تكون عبر “طاولة الحوار” في إطار حل سياسي شامل للبلاد . المصادر الإسرائيلية تشير إلى أن المجلس الانتقالي يستغل تقدمه العسكري لطرح فكرة انفصال جنوب اليمن، معتبراً جميع الخيارات مطروحة .
العامل الإقليمي التأكيد على التعاون مع دولة الإمارات في الفريق العسكري المشترك للوساطة مع المجلس الانتقالي . مصادر إعلامية أوروبية تحذر من أن التطورات قد “تهدد بإشعال مواجهة داخل التحالف السعودي-الإماراتي”، لا سيما مع التوترات الحالية في السودان .

 قراءة تحليلية لأسباب الموقف السعودي

 السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة
السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة

 

موقف السعودية الحازم نابع من مجموعة عوامل مترابطة:

  • حماية الاستثمار السياسي: منذ 2015، استثمرت السعودية موارد ضخمة لدعم الحكومة اليمنية . في مواجهة الحوثيين. التحركات الأحادية للمجلس الانتقالي تعمل على تفتيت هذا التحالف المناهض للحوثيين، مما يقوّض استراتيجية الرياض ويضعف موقفها التفاوضي .

  • منع انزلاق الجنوب إلى الفوضى: يؤدي صعود قوة مسلحة خارج سيطرة الدولة، مثل الانتقالي، إلى زيادة خطر الاشتباكات بين الفصائل الجنوبية نفسها. ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان تجارب الصراع السابقة، حيث دخلت هذه الفصائل في “مواجهات دامية” . تسعى السعودية لاحتواء هذه الفوضى التي تعيق الحرب ضد الحوثيين وتزيد التداعيات الإنسانية.

  • الحرص على التوازن الإقليمي: يعتبر الإعلام العربي والعالمي المجلس الانتقالي الجنوبي قوة مدعومة من الإمارات العربية المتحدة .و هذه الحركة الأحادية تضع السعودية أمام خيار صعب: إما مواجهة حليفتها التقليدية في التحالف (الإمارات) بشكل غير مباشر، أو السكوت عن تحرك يقلص نفوذها المباشر في جنوب اليمن. ولذلك، ركز بيان السعودية على العمل المشترك مع الإمارات ، وهو محاولة لتظهير التوافق العلني بين الحليفتين على الأقل.

 استراتيجية السعودية المركبة: الضغط السياسي والعسكري معاً

 السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة
السعودية تقول إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أحادية الجانب وغير منسقة

 

تتبع الرياض استراتيجية ثنائية:

  • مسار الدبلوماسية والمفاوضات: وهذا ما أعلن عنه مباشرة في البيان، من خلال إرسال فريق. عسكري مشترك سعودي-إماراتي للتنسيق مع المجلس الانتقالي .

  • مسار الضغط العسكري المباشر وغير المباشر: هذا الجانب يتضح من تقارير وسائل الإعلام التي تشير إلى تجميع عشرات الآلاف من قوات “درع الوطن”. (المدعومة سعودياً) على الحدود، وإلى تحذيرات بضربات جوية محتملة ضد مواقع الانتقالي في حال عدم انسحابه .

في الختام، يعد البيان السعودي أكثر من مجرد إدانة للحركة العسكرية الأخيرة. إنه بمثابة. رسالة واضحة وإعادة تأكيد لرؤية الرياض لليمن، التي ترتكز على الحل السياسي الشامل والحفاظ على وحدة البلاد المؤسسية.

يبقى المستقبل رهناً برد فعل المجلس الانتقالي الجنوبي على هذه المطالب، ومدى استعداده للتراجع . تحت الضغط السعودي الثنائي (سياسي-عسكري). كما ستتأثر المعادلة بموقف دولة الإمارات، الحليف التقليدي للمجلس الانتقالي، وما إذا كانت ستسعى لتخفيف.  حدة التصعيد أم ستترك المجال لاحتكاك المصالح .

الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook