كلمات وخطب سمو الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كاملة
الامير القائد خالد بن سلطان

القائد خالد بن سلطان بن عبدالعزيز هو أحد الشخصيات البارزة في المملكة العربية السعودية. ولد في عام 1949 وهو ابن الملك سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو شقيق الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث ينتمي إلى العائلة الحاكمة في السعودية.يُعرف خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أيضًا بكلماته وخطاباته المؤثرة. تحمل خطاباته رسائل هامة وقضايا وطنية وعربية. وقد تناول خطاباته مواضيع متنوعة مثل الوحدة العربية، وأهمية العمل الجماعي، والدفاع عن المسلمين في العالم، وضرورة تطوير القوات المسلحة والدفاع الوطني.تتميز كلماته وخطاباته بالوضوح والقوة والإلقاء، حيث يستخدم اللغة بشكل فعّال لنقل رسالته وتأثيره على الجمهور. يعتبر القائد خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أحد المشاهير العسكريين السعوديين الذين تتابعهم وتقدرهم الجماهير في المملكة العربية السعودية وخلال السطور القادمة سوف نقدم لكم خطب وكلمات سمو القائد خالد بن سلطان .تابع المقال

سمو القائد خالد بن سلطان
سمو القائد خالد بن سلطان

كلمات وخطب سمو الامير خالد بن سلطان

من (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)

 

في استقبال

طلائع الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية (الآلية) المصرية

ــــــــــــــ

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

السبت 3 ربيع الأول 1411، الموافق 22 سبتمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية

أحيّيكم بتحية الإسلام. تحية من عند الله مباركة طيبة. تحية تحمل معنى السلام مع العزة والكرامة. تحمل معنى السلام، وليس الاستسلام. تحمل معنى السلام النابع من القوة. تحمل معنى السلام الدال على المحبة في الله، والعمل والجهاد في سبيل الله.

إخواني، بتوجيهات من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز، ومن وليّ عهده الأمين، ومن سموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، نرحّب بكم، يا أبطال العبور. نرحّب بكم، يا أبطال العاشر من رمضان. نرحّب بالقوات المصرية، التي خاضت أعنف المعارك وأشرسها في سبيل القضية العربية. نرحّب بكم في بلدكم، ولا أقول بلدكم الثاني، فهنا بلد كلِّ مسلمٍ وقِبلة كلِّ من يعرف حدود الله وحُرماته.

لقد لبّيتم نداء العروبة والإسلام للدفاع عن الأراضي العربية والمقدسات الإسلامية، كما سبق أن لبّت القوات المسلحة السعودية نداء الواجب للدفاع عن الأراضي المصرية، في حرب العاشر من رمضان المجيدة.

نُرحّب بمجيئكم للوقوف سنداً، بعد الله، لإخوانكم في القوات المسلحة السعودية. نُرحّب بمجيئكم للدفاع معنا عن بلد يضم أطهر بقاع العالم، الحرمَيْن الشريفَيْن. نرحّب بمجيئكم دفاعاً عن المبادئ والقِيم، دفاعاً عن الحق والعدل، وردعاً للباطل والظالم، وردعاً للمعتدي والمتكبر.

إننا في المملكة العربية السعودية، لا نشعر بالغربة عندما نزور بلدكم العريق، ونعيش بين شعبكم الكريم. لذلك، أتمنى أن يكون هذا شعوركم أيضاً. فإنكم، بالتأكيد، ستلقَون من الشعب السعودي المضياف كل تقدير، وكل ترحيب.

إننا في هذه الأيام، نشهد مِحَناً، لم يمرّ على أمتنا مثلها، وأوقاتاً حالكة الظلام، بسبب الظلم والعدوان اللذَين وقعا على الشعب الكويتي الشقيق، الذي أصبحت ثروته مطمعاً للناهبين واللصوص. فاحتلت أرضه، ونُهِبت ثرواته، واستبيحت أعراضه. مَنْ مِنّا يقبَل هذا؟ هل هذه من تعاليم الإسلام؟ هل هذه من شِيَم الرجولة والشهامة؟ هل هذه من خِصال العرب الشرفاء؟ لا، والله، فهذه صفات مَـنْ انحرفوا عن الدِّين وأساءوا إليه.

إننا هنا، في المملكة العربية السعودية، وبعون من الله وفضله، ثم بمساندتكم ومساندة الأشقاء والأصدقاء، قادرون على صدّ العدوان ورَدْعه، مستعدون للاستشهاد في سبيل الله، ومستعدون، أيضاً، للحياة رافعين كلمة الله، لتكون هي العُليا دائماً.

إنني أنتهز هذه الفرصة، وأوجّه الشكر والتقدير إلى كلِّ أُسْـرة مصرية، يُسهم أحد أفرادها في الدفاع، مع أشقائه السعوديين، عن بلد الحرمَيْن الشريفَيْن. إن المملكة العربية السعودية، تُقَدّر، أيضاً، مواقف فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، الذي وقف وقفة الرجال، وقفة الشرفاء، وقفة المبادئ الأصيلة،  وقفة القِيم الإسلامية الصحيحة. وفَّقه الله إلى ما يحبّه ويرضاه.

تمنياتي لكم بإقامة سعيدة موفقة، وبعودة سالمة منتصرة، بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

 استقبال طلائع الفرقة التاسعة المدرعة السورية(خالد بن سلطان)

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

الأحد، 17 ربيع الآخر 1411، الموافق 4 نوفمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الفرقة السورية

أحيّيكم بتحية الإسلام. أحييكم بتحية الجهاد. أحييكم بتحية السلام، المبني على القوة والعزة والكرامة.

إخوانـي، بتوجيهات من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن وليّ عهده الأمين، ومن صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، نرحّب بكم في المملكة العربية السعودية. نرحّب بكم، يا أبطال حرب تشرين المجيدة. نرحب بالقوات السورية، التي خاضت وتخوض معارك الشرف والكرامة، دفاعاً عن الحق. نرحّب بكم في بلد كلِّ مسلم، وقِبلة كلِّ مؤمنٍ يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر. نرحّب بلقائكم … لقاء الشرفاء … لقاء العُقلاء … الذين يفرقون بين الحق والباطل.

إخواني، إن أمتنا العربية تمرّ بفترة من أحلك الفترات وأشدّها سواداً. فلقد اختلطت الأمور، وانقلبت الحقائق، وعُمّيت الأبصار، واشتُريت الذمم، وأصبح المُعْـتَدَى عليه هو المُعْـتَدِي. وأصبح السكوت على الظلم، ومنافقة الظالم، هما السلوك السائد في هذه الأيام.

كما تعلمون، لقد شُـرّدَ شعبٌ. احتلت أرضه، وانتُهِك عرضه، ونُهِبَت أمواله، طمعاً من ظالمٍ متكبرٍ، لا يؤمن بيوم الحساب.

لقد ظنَّ هذا الظالم أنه يستطيع أن يُعَـربد كما يشاء. يُهدد ويَتَوعد من يشاء. ويَمْنح ويَمْنع عمن يشاء. ونَسِـيَ أن هناك من لا يغفل ولا ينام، ولا يرضى بالظلم والهوان. إن يومه لآتٍ، وسيكون النصر، بإذن الله، للشرفاء، الذين رفضوا الخنوع له، والانحناء لغير الخالق ـ عزّ وجلّ. وسيكون النصر لنا جميعاً، استرداداً للحق وترسيخاً للعدل.

إننا، هنا، في المملكة العربية السعودية، نُقَـدر مجيئكم للوقوف معنا في خندق واحد، رمزاً إلى الأخوّة الحقّـة، ورمزاً إلى الكفاح المشترك. نُقَـدر مشاعركم الصادقة. ونُقَـدر تضحياتكم الدائمة. ونُقَـدر، بكلِّ إعزازٍ وفخرٍ، مواقف فخامة الرئيس حافظ الأسد، الذي أَيّد الأقوال بالأفعال، ولم يتردد لحظة في إدانة العدوان، عدوان من يرتدي عباءة الإسلام، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام وقِـيَـمِه ومبادئه وخُلُقِه. فتحيةُ تقديرٍ لفخامته، وللشعب السوري العريق.

وفّقكم الله … لِمَا يحبّه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

الجولة التفقدية على وحدات من الفرقة التاسعة المدرعة السورية

 

خلال الجولة التفقدية

على وحدات من الفرقة التاسعة المدرعة السورية

ــــــــــــــ

السبت، 28 جمادى الأولى 1411، الموافق 15 ديسمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الوحدات السورية

أحيّيكم، يا أبطال حرب تشرين المجيدة، بتحية الإسلام، تحية مباركة طيبة. أحيّيكم بتحية الجهاد، وحب الاستشهاد، دفاعاً عن الحق والعدل، وردعاً للبَغْي والظلم.

إخواني، أنقل إليكم تحيات خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووليّ عهدِه الأمين، وصاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام، وأنقل تمنياتهم لكم بالتوفيق في أداء مهمّتكم، وطيب إقامتكم.

إنني أعتز اليوم بما شاهدته من قدرات عالية، وروح معنوية مرتفعة. وأقدر وجودكم بيننا في كفاح مشترك، دفاعاً عن الأراضي المقدسة، ووقوفاً ضدّ من يُهَدّد ويتوعّد، ضدّ من يخدع ويَـتَـلَوّن، ضدّ من أساء إلى الإسلام، وأساء استخدام قواته المسلحة، فبدلاً من أن يوجّهها إلى عدوٍّ مشترك، وَجّهها إلى دولةٍ عربيةٍ إسلامية، جارة له، وادّعى أن هذا هو طريق تحرير فلسطين. والحمد لله، أن الشعب السوري لم ينخدع بما يَـدّعِيه، وكَشَفَ عن زيفِ أقواله، وأسرع يقف ضدّ أطماعه وتوسعاته. فتحية تقدير لهذا الشعب العظيم ولقائده، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، ولم يرهبه الوعيد، والتلويح والتهديد.

إننا لسنا ضدّ الشعب العراقي الشقيق، إنّما نحن ضدّ الظلم، وضدّ التوسع على حساب الغَير، وضدّ انتهاك الحرمات، وضدّ السطْوِ على الممتلكات، وضدّ الهيمنة وفرْض الإتاوات. وسنقف إلى جانب العراق، بالقوة نفسها، إذا تعرض لاعتداءٍ أو ظلمٍ أو قهر. إننا لسنا ضد القوات المسلحة العراقية، ما دامت عوناً لنا، وليس علينا، محققةً لأهدافنا، وليس مخيبةً لآمالنا، ناصرة لنا، وليس ناصرةً علينا. فإذا بغَى قائدها وأساء استخدامها، فعلينا أن نقف ضدّها وقفة رجل واحد، لنعيد إليه صوابه، ونُعيد إليها اتّزانها، وذلك امتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى: “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” صدق الله العظيم.

أقول الحمد لله، أنه لم ينخدع بأقواله إلا القليلون، لأنه، منذ الثاني من أغسطس العام الحالي، يتناقض ما نسمع منه من أهدافٍ ليبرر بها فعلته الشنعاء. فعندما بدأ غزوه الكويت، ادّعى أن الحكومة الكويتية الجديدة هي التي استدعته. وعندما لم يستطع أن يعلن تشكيلها، ووقف الشعب الكـويتي خلْف حكومته الشرعية، ادّعى أن الحكومة تطلب الوحدة الاندماجية. وعندما ضحك العالم من هذه الأكذوبة، أسرع يقول لقد ضممنا الفرع إلى الأصل، وإننا كنّا ندافع عن أنفسنا، فلقد سرقت الكويت النفط من حقولنا، وأقامت المنشآت العسكرية والنفطية على أراضينا. وعندما استنكرت الشعوب العربية والإسلامية الواعية هذه الجريمة، أعلن أنه فعل هذا تحريراً لفلسطين! ما هذا التلاعب والاستخفاف بالعقول؟! وما علاقة غزو دولة مساندة لشعبه وقواته المسلحة بتحرير فلسطين؟! وهل تحرير فلسطين يجب أن يمرّ عبر تدمير دولة أخرى وتشريد شعبها؟  أي منطق في هذا؟ ومَنْ مِنَ العُقلاء يصدّق هذه الادعاءات؟ ونسأله نحن، عن تضحياته في سبيل القضية الفلسطينية؟ وكم مرة حارب فيها من أجلها؟ وكم مرة نفّذ فيها تعهداته نحوها؟ ومرة أخرى، عندما سارع الأشقاء والأصدقاء إلى الوقوف ضدّه، تَلَوّن، فجأة، وارتدى عباءة الإسلام. وادّعى أنه يحارب الكفّار، ويريد تحرير الديار، ويدعو المؤمنين للوقوف في صفه، وأن يَشُدّوا من أزره. ولم يرَ يديه وهما تقطران دماً، من دماء العراقيين والإيرانيين والكويتيين والمصريين وغيرهم. إنه يظن أنه قادرٌ على خداع كلِّ الناس، كلِّ الوقت.

وعندما انكشف أمام العالم كله، ادّعى أنه فعل ذلك دعوةً إلى التوزيع العادل للثروات العربية. ولم يشرح لنا لِمَ لَمْ يوزع ثروات العراق، عندما كانت دولة غنية، قبل أن يُفْقِـرها بتصرفاته وأفعاله؟ ولَمْ يشرح لنا لماذا تقتصر الثروات العربية على النفط فقط؟ ولماذا لا تكون المشاركة، أيضاً، في باقي المصادر المعدنية الأخرى كالفوسفات والحديد مثلاً؟ ولماذا لا تكون المشاركة، أيضاً، في الأراضي الصالحة للزراعة، وفي مياه الأنهار؟

ادّعاءات وأكاذيب مفضوحة. وإذا حاول أيّ شخص أن يعارضها أو يكشفها، فما أسهل اتهامه بالعمالة والخيانة، والرأسمالية والصهيونية! عليكم أن تستمعوا إلى إذاعته، وستجدون أنها تسير في خطَّيْن اثنَيْن،لا ثالث لهما، الأول: الاتهامات وتبرير الأكاذيب. والثاني: السباب والشتائم.

إن حرْبه على إيران، ضاع فيها المال والرجال. وغزْوه الكويت، جاع فيه الشعب العراقي الشقيق، وبـدّد فيه ملايين الدينارات. ولا ندري ما سيحلّ بالمنطقة غداً، نتيجة عناده وإصراره على تحدي إرادة العالم كلّه، وصَمِّ أذنيه عن نداءات العقل والحكمة؟

إخواني، علينا الاستمرار في رفع كفاءتنا القتالية، والتدريب المستمر. وإننا، بإذن الله، جاهزون لأداء مسؤولياتنا، قادرون على تنفيذ ما نؤمر به من قادتنا، متوكلون على الله، واثقون من نصره.

والله يوفّقكم

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــ

الجولة التفقدية على وحدات من القوات السعودية

خلال الجولة التفقدية

على وحدات من القوات السعودية

ــــــــــــــ

الأحد، 29 جمادى الأولى 1411، الموافق 16 ديسمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخوانـي وأبنائــي

أحيّيكم بتحية الإسلام، تحية مباركة طيبة. وأحمد الله ـ سبحانه وتعالى ـ على أنه مَنّ علينا بنعمة الإسلام وبنعمة الاستقرار، ومَـنّ علينا بقادة يعرفون الله، ويؤدّون حقَّه، ومَنّ علينا بشعبٍ مستمسك بدينه وعقيدته، ومتفانٍ في أداء الواجب، ومستعد للجهاد في سبيل الله، ثم في سبيل الوطن.

إخواني وأبنائي

أحمل إليكم تحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة، خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، وولي عهده الأمين، وصاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. أحمل إليكم تمنياتهم لكم بالتوفيق، في أداء مسؤولياتكم التاريخية، وأنتم تدافعون عن وطنكم، وتقفون وقفة رجلٍ واحدٍ، ضدّ أطماع المعتدي، جاهزين لتلقينه درساً لن ينساه.

كما أنني أعبّر عن تقديري لكم، لِمَا شاهدته اليوم، من مستوى تدريبي احترافي، وكفاءة قتالية عالية، ولِمَا تتحلَّون به من انضباط وروح معنوية مرتفعة. إن ما شاهدته، هو أبلغ ردّ على سؤال: أين القوات المسلحة السعودية؟ أقول لهؤلاء: إن القوات المسلحة هنا، تعمل في صمت، وتتدرب في كتمان، مستعدة للبذل والعطاء، وجاهزة للتضحية والفداء. أقول: هذه قواتنا المسلحة، تحمي حدودنا، مستعدة للاستشهاد، ومستعدة للحياة لتحقيق غد أفضل. كلُّ فرد منهم يقف طواعية في خندقه، مؤمناً بربه، ومؤمناً بعقيدته، ومؤمناً بأهدافه في الحقِّ والعدل. لم نفرض رأياً على واحد منهم، كما يفعل غيرنا. ولم نجبرهم على الذّود عن وطنهم. ولم نهدّدهم بالموت، إذا لم ينضموا إلى وحداتهم. أقول: هؤلاء هم رجال القوات المسلحة السعودية، الشرفاء الأشدّاء.

إخواني وأبنائي

إن الدماء العراقية عزيزة علينا، مثل الدماء السعودية، نحرص عليها حرصنا على دمائنا، لا تهون علينا، كما لا تهون علينا دماؤنا، ولكن كلّ هذا بشرطٍ واحدٍ، هو ألا تهون دماؤنا عليهم أيضاً. فإذا هانت، هانت دماؤهم علينا.

لقد دفع القائد العراقي بقواته لغزو دولة الكويت الشقيقة، وأهدر الدماء العربية في شهر من الأشهر الحُرم. لم يرعَ حرمة الزمان، ولم يرعَ حرمة المكان. إننا لسنا ضدّ العراق أو ضدّ قواته المسلحة، لأن قواته المسلحة تُعَدّ درعاً لنا، إذا كانت على طريق الحقِّ وفي طريق العدل. إننا حريصون عليها حرصنا على قواتنا المسلحة، بشرط ألاّ تُهَدّد، أو تَتَوعّد من عاونوها وساندوها، وقدموا إليها السلاح والعتاد، وبشرط أن تكون قواتٍ لنصرة العرب، وليس قواتٍ تُهدد وتُروّع العرب، بشرط أن تكون قواتٍ لحماية الأمن العربي، وليس قوات تُهدّد أمن الشعوب العربية. فإذا لم تكن كما نرجو ونتمنى، فإننا سنتصدى لها بكل قوة، معتمدين على الله، الذي ينصر المظلوم، ويسحق الظالم المتكبر، الذي لا يرعى حدوداً، ولا يؤدّي حقوقاً.

حقيقة، ليس بيننا وبين القوات العراقية، قبل غزوها الكويت، ما يدعو إلى القتال. وإنني على يقين أن الكثير من العراقيين غير مقتنعين بما يفعله قائدهم بهم. فلقد زجّ بهم في حربَيْن، في أقلِّ من عشر سنوات، حربَيْن أكلتا الرجال، وأفنتا الشباب، وخلّفتا وراءهما الآلاف من الأرامل واليتامى والبائسين والمعوقين. أحال حياتهم إلى حياة قاسية مريرة، لا أمل في غد مشرق، وإنما خوف ورعب من مصير مجهول، إمّا في الحرب، أو على أيدي رجال قائدهم، الذين نُزِعت من قلوبهم الرحمة والشفقة. لقد استمعنا مِمَّن قَدِم إلينا من القوات العراقية، ما يؤكد رفضهم لِمَا هم فيه، من قهر وعبودية، مع إصرارهم على أنه إذا ما نشبت الحرب فإنه سيكون لزملائهم تصرف آخر. إنني أقول لهم إن عدوكم هو قائدكم، الذي تهُون عليه أرواحكم، تحقيقاً لأهدافه وطموحاته الشخصية. اسألوه إذا كنتم لا تصدقون، ماذا حقق من حربه ثماني سنوات ضد إيران؟ اسألوه ماذا فعل بأشقائكم العراقيين، عندما أبادهم بالغازات الكيماوية؟ اسألوه ماذا فعل مع كلِّ رأسٍ مخلصٍ يرتفع أمامه؟ اسألوه ماذا فعل بثروتكم وكيف نقل الشعب العراقي الشقيق، من قائمة الأثرياء إلى قائمة الفقراء؟ اسألوه لماذا يعرضهم ويعرض العالم العربي والإسلامي بأسْره لكلِّ هذه الأخطار؟ إنني أعلم أنكم لا تستطيعون سؤاله، ولكن لا تنسوا أن الله الواحد الأحد موجود فوق كلِّ الوجود، ولا يرضى بالظلم والقهر والاستعباد والعدوان، والتجبر والتكبر.

إخواني وأبنائي

إننا نقف هنا للدفاع عن الحق، والصمود ضد قوَى الظلم والبغي، جاهزين لتنفيذ المهمة التي يأمرنا بها قادتنا، دفاعاً أو هجوماً، وسنلقّن من يفكر في الاعتداء علينا درساً، سيكون الأخير له. لا أقول ذلك اعتماداً على قوة الأصدقاء والأشقاء، إنما أقوله اعتماداً على الله أولاً وأخيراً، ثم الاعتماد على أنفسنا، ثم الاعتماد على القوَى، التي سَخّرها المولى ـ عز وجل ـ لتدافع معنا عن أرضنا ووطننا.

وفّقنا الله لِمَا يحبه ويرضاه،

وَرَزَقَنَا إحدى الحسنيَين، النصر أو الشهادة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

الجولة التفقدية على لواء الشهيد الكويتي

خلال الجولة التفقديةعلى لواء الشهيد الكويتي

ــــــــــــــ

الأحد، 29 جمادى الأولى 1411، الموافق 16 ديسمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني منسوبي القوات المسلحة الكويتية

أحيّيكم بتحية الإسلام، تحية مباركة طيبة. وأرحّب بكم في بلدكم، وبلد كلِّ مسلمٍ، وقِبلة كلِّ من يعرف حدود الله وحُرماته.

لقد سعدت اليوم بلقائكم، لقاء الإخوة الأشقاء، ولقاء رفاق السلاح الشرفاء، لقاء على طريق الحق والنصر والتحرير، بإذن الله العلي القدير.

إنني أحمل إليكم تحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة، خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، ووليّ عهده الأمين، وصاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وأبلغكم تمنياتهم لكم بالتوفيق، في أداء مسؤولياتكم، وفي تحرير أرضكم، وفي العودة سالمين منتصرين إلى وطنكم.

إخواني الأعزاء

إنني أعرب لكم عن تقديري لِمَا شاهدته اليوم، من استعدادكم للقتال، لتحرير دولة الكويت الشقيقة. وأُقدّر تصميمكم على الجهاد في سبيل الله، ثم في سبيل وطنكم. إن الأحداث التي مَرّت بكم وبنا، أثبتت أن الرئيس العراقي لا يعرف إلاَّ لغة واحدة، هي لغة القوة، أمّا اللغات الأخرى، فلا يحسنها، لغة الإسلام والعقيدة، والأخوّة والعروبة، والتسامح والجوار، وعرفان الجميل لمن ساندوه وقت الشـدة، كلّها لغات لا يعرفها ويصمّ أذنيه عنها. إن القوة هي اللغة الوحيدة، التي يُقدّرها جيداً. لقد غَيَّر أقواله وأفعاله وتصريحاته، تبعاً لمفردات هذه اللغة. لقد رضِيَ في عام 1975 بمعاهدة الجزائر، عندما شعر بالقوة الإيرانية واحتمال تهديدها له، ثم ألغَى في عام 1980 هذه المعاهدة، عندما شعر بقوّته، واعتقد أن في إمكانه غزو إيران في وقت قصير، وتحقيق نصر سريع حاسم عليها. لم يرعَ عهداً ولا وعداً، ثم تراجع مرة أخرى، واعترف بالمعاهدة نفسها في عام 1990، بل سَلَّم بما هو أكثر منها، عندما شعر بضعفه وعدم قدرته على فتح جبهتَيْن في وقتٍ واحد، وظنّ أنه بهذا الأسلوب خدع إيران وحَـيّدها، وخدع العالم العربي والإسلامي، ولا ندري ماذا سيفعل في الغد بهذه المعاهدة، التي أصبحـت ألعوبة في يده؟

لقد استخدم قوّته لاحتلال دولتكم، دولة عربية مسلمة، لا يتناسب تعدادها ولا قواتها المسلحة مع تعداد بلده، أو مع قواته المسلحة. هذه القوات، التي ساعدت دولتُكم على بنائها، ولم تشفع لكم بلايين الدولارات التي ساندتموه بها، ولم يشفع لكم ما تحملتموه نتيجة وقوفكم إلى جانبه، في حربه الخاسرة ضد إيران لمدة ثماني سنوات، ثم استمر في عناده، ولم يستمع إلى النصح من القادة والزعماء العرب، ولم يرضخ لمطالب الحق والعدل، ولم يرجع عن غيّه وظلمه وعدوانه؛ ولكن، عندما شعر بوقوف زعماء العالم كلهم ضدّ أطماعه وأحقاده، وتصميمهم على تنفيذ الحق والشرعية، قَـبِل من الغرب ما لم يقبله من العرب، ووافق على الحوار من دون شروط من جانبه، وابتدأ في التصريحات التي تخطب ودّ العالم الغربي، وأفرج عن الرهائن أملاً في إبعاد شبح الحرب عنه، أو استخدام القوة ضدّه. أَلَمْ أقل لكم إنه لا يفهم غير لغة القوة؟ أمّا الشهامة العربية، والخُلُق الإسلامي القويم، والقِيم والمبادئ الرفيعة، فهي مفردات لا يَعِيها ولا يُقِيم لها وزناً.

لذلك، فإن علينا جميعاً أن نَعِي هذا الدرس جيداً، وأن يكون اعتمادنا على الله أولاً، وقبل كلِّ شيء، ثم اعتمادنا على قوّتنا الذاتية، ثم اعتمادنا على الدول الشقيقة المخلصة، التي لم تهدّد، ولم تتوعد، ولم تطمع، ولم تطالب.

إن ما حدث لدولة الكويت الشقيقة، لا أعدّه حلماً مزعجاً، ولكني أراه واقعاً مريراً، وعلينا أن نواجهه بما يستحقه من قوةٍ وجديةٍ، وألاّ ندَع مثل هذه الأحداث تتكرر مرة أخرى، سواء على أرض الكويت أو أي أرض عربية أخرى.

إننا في عصر ستظل القوة فيه هي العامل الأساسي، والرادع الرئيسي، لحسم أي قضية، مهْما كانت عادلة، ومن دون هذه القوة الفاعلة والضاربة، فإن أي جهد سياسي، مهْما كان مكلفاً وضاغطاً، لن يجدي نفعاً، وسنكون تحت رحمة هؤلاء الطغاة، الذين لا يرعون حدّاً، ولا يؤدّون حقّاً.

إننا نريد امتلاك القوة، التي تحمينا وتحمي إنجازاتنا، وليس القوة التي تهدم وتدمّر. نريد امتلاك القوة التي تردع المعتدي قبل أن يعتدي، ولا نريد قوة تكون البادئة بالعدوان. نريد القوة التي تحمي السلام والاستقرار، ولا نريد القوة التي تؤدّي إلى الحرب والدمار.

إخواني الأعزاء

حافظوا على استعدادكم، وكثّفوا تدريباتكم، وأخلصوا في أعمالكم، واتّقوا الله، فإن نَصْـره قريب.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــ

الجولة التفقدية على وحدات من الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية (الآلية) المصرية

خلال الجولة التفقدية

على وحدات من الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية (الآلية) المصرية

ــــــــــــــــ

الإثنين: 30 جمادى الأولى 1411، الموافق 17 ديسمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الوحدات المصرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم، يا أبطال حرب العاشر من رمضان، بتحية الإسلام، تحية مباركة طيبة، تحية ملؤها المحبة في الله، والعمل معاً في سبيل الله.

إخواني

أحمل إليكم تحيات خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووليّ عهده الأمين، وصاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وأحمل إليكم تمنياتهم لكم بالتوفيق في أداء مهمّتكم، وسلامة عودتكم.

لقد سعدت اليوم بلقائكم، وسعدت أكثر بما شاهدته من مستوى تدريبي مشرِّف، واستعداد قتاليّ عالٍ، وهذا ما تعودناه دائماً من القوات المصرية، المشهود بكفاءتها وبأدائها. لقد كانت حربكم، في العاشر من رمضان، حرباً مشرّفة، أعادت للعرب كرامتهم، وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي، وأنهت أسطورة العدو الذي لا يُقهر، وغيّرت النظريات العسكرية، وطورت التكتيكات الحربية.

إنني أُقدّر وجودكم بيننا، دفاعاً عن الحق، ودفاعاً عن الأراضي المقدسة، التي هُدِّدت في الثاني من أغسطس الماضي، والتي كانت الهدف التالي لأطماع الرئيس العراقي، الذي فوجئ بالقرار التاريخي، الذي اتخذه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، وفوجئ بالإجماع العربي والإجماع الدوليّ ضدّ أطماعه وتوسعاته. فماذا فعل؟ بدت عليه، فجأة، علامات التَـدَيّن، وادعاء حماية الإسلام، وأخذ يصرخ: “القوات الأجنبية تقف على أرض المقدسات، والمملكة تحالفت مع الشيطان، وهذا مخالف لمبادئ الإسلام”. ولم يسأل نفسه من المتسبب، الذي أجبر المملكة على الاستعانة بالأشقاء والأصدقاء؟ ولم يسأل نفسه هل يتوافق ما فعله في الكويت، الدولة العربية الشقيقة الجارة له، مع الإسلام أو ينافيه؟ وللأسف الشديد، وجد صراخه صدَى لدى المنخدعين به، وأخذوا يتحاورون هل استقدام القوات الأجنبية حلال أو حرام؟ إنني أتحدّى أيّ واحد منهم، أن تكون له الجرأة على الإعلان أمام الملأ، أنه يقبل أن يُنتهك عِرضه، ويُستولَى على ماله، ويُطرد من أرضه، ولن يستعين بالأجنبي أو يتحالف معه.

لقد كان من المضحِكات المبكِيات انشغال بعض الناس، حتى الآن، بالبحث في مشروعية استقدام القوات الأجنبية، أَهُوَ  حلال أم حرام؟ تركوا السبب الرئيسي لكلِّ ما نحن فيه، وتركوا كلَّ ما ارتكبته القوات العراقية تجاه شعب مسلم، وما فعلته من انتهاكات تشمئزّ منها النفوس الأبية، وتستنكرها الضمائر الحيّة والشرائع السماوية، التي أمرت بالحفاظ على الأنفس والأعراض والأموال. لقد خدعهم صدام حسين بارتدائه عباءة الإسلام، وسمَّى نفسه بالمجاهد الأكبر، وتعهّد الدفاع عن قِيم الإسلام ومبادئه وأخلاقه. ولم يسأل، هل هذا الخداع يمكن أن ينطلي على ذي عقل أو فكر؟

وهل الذي دفع قواته المسلحة، في حرب خاسرة لمدة ثماني سنوات، لم يَجْنِ منها سوى الخراب والدمار، وترمل النساء، وتشرد الأطفال، يحقّ له أن يرفع راية الإسلام؟

وهل الذي قتل الآلاف من أفراد شعبه العزّل من السلاح، في أبشع جريمة عرفها التاريخ، مستخدماً الغازات الكيماوية، يحقّ له أن يرفع راية الإسلام؟

وهل الذي شَـرّد شعباً، في سويعات، واعتدى على الأعراض، وانتهك الحُرمات، يحقّ له أن يرفع راية الإسلام؟

إن العالمَيْن العربي والإسلامي، يعلمان تاريخه جيداً، مَهْما ارتدى من عباءات، ومهْما تخفّى خلف الشعارات.

إخوانـي

إننا لنقدر لجمهورية مصر الشقيقة مواقفها الشجاعة على مرّ العصور، وتضحياتها المستمرة وعطاءها الفيّاض. نُقَدّر وقوف شعبها مؤيداً للحق والعدل، محباً للسلام، كارهاً للظلم والاستسلام. تحية تقدير لهذا الشعب الكريم، ولقائده الحكيم.

إخوانـي

نحمد الله في السراء والضراء. نحمد الله على تجمّعنا دفاعاً عن الحق، وردعاً للباطل، وثأراً من الظالم الجاحد، جاهزين لأداء ما نُكلّف به من مهامّ قتالية، متوكلين على الله، واثقين بأنفسنا، وبقادتنا، وبشعوبنا، وبعدالة قضيتنا، ومستمدين العون من الحيّ القيّوم، الذي لا يغفل ولا ينام.

وفّقكم الله جميعاً لِمَا فيه خير أمّتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

استقبال طلائع الفرقة الرابعة المدرعة المصرية

في استقبال

طلائع الفرقة الرابعة المدرعة المصرية

ــــــــــــــــ

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

الجمعة، 4 جمادى الآخرة 1411، الموافق 21 ديسمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الفرقة الرابعة المدرعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم تحية الإسلام، مرحّباً بكم على أرض الحرمَيْن الشريفَيْن، قِبلة المسلمين، التي يتهددها الظلم والطغيان، والمكر والعدوان.

أهلاً بكم في دياركم، وبين أهليكم. تحية من القلب، أحملها إليكم من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ وليّ عهده الأمين، وصاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسموّ نائبه. تحية قوة وإصرار ووفاء، قوة وعزيمة وإيمان، إصرار على الحقِّ والعدل، ووفاء للإسلام والسلام.

أرحّب بكم، وفي ذهني مقولة أسمعها تتردد بين أبناء وطنكم هي، أن المملكة العربية السعودية في قلب كلّ مصري. واليوم أقول لكم: إن مصر العربية في قلب كلّ سعودي، مقولة، أيضاً، تتردد بيننا.

نرحّب بكم دعماً وسنداً، ودفاعاً مع إخوانكم منسوبي القوات المسلحة السعودية، عن الحق ضدّ الطغيان، وعن العدل ضدّ الظلم، وعن الشرف والكرامة ضدّ الذل والمهانة.

إن وجودكم يؤكد ما بيننا من أواصِر الصداقة وروابط التاريخ، أواصِر الإسلام وأحاديث نبيه المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضه بعضاً. المسلم للمسلم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

بكلِّ مشاعر الأخوّة الحقة، نُقدّر مشاركتكم لنا كتفاً بكتف، وتضحيةً بتضحية، وفداءً بفداء، مؤيدين الأقوال بالأفعال.

وفّقنا الله جميعاً لِمَا فُرض علينا، جهاداً لنُصرة المظلوم، واستشهاداً لاستعادة الحق.

وإلى لقاء قريب في مواقعكم، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

استعراض جلالته وحدات رمزية من القوات المشتركة والقوات الصديقة

أمام خادم الحرمَيْن الشريفَيْن،

الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، القائد الأعلى للقوات المسلحة

بعد استعراض جلالته وحدات رمزية من القوات المشتركة والقوات الصديقة

ــــــــــــــــ

حفر الباطن، المنطقة الشمالية، المملكة العربية السعودية

الأحد، 20 جمادى الآخرة 1411، الموافق 6 يناير 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

خادم الحرمين الشريفين، القائد الأعلى للقوات المسلحة

ضيوفنا الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أُحيّيكم بتحيِة الشُكْرِ والعرفان، تحية التقديرِ والامتنان، مُرَحّباً بِكُمْ بَيْنَ أَبْنَائِكُم، وبينَ إخوة وزملاء لهم، أَتَوا يساندونهم ويؤازرونهم، بقراركم التاريخي الحكيم، الذي استجاب له الأشقاء والأصدقاء، فألْجَم المعتدي، وأذهل مؤيديه.

أهلاً بكم بين منسوبي القوات المسلحة السعودية، الذين زوّدتموهم بأحدث ما أنتجه العصر من تقنية، فاستوعبوها، وبأشد الأسلحة فتكاً، فأجادوا استخدامها.

أعددتموهم ليوم الجهاد. فها هُم صفوف متراصة، ومن خلْفهم فروع القوات المسلحة، تبذل الجهد في إسنادهم، وتتحرّق شوقاً إلى دعمهم إذا حَمي الوطيس.

لقد أمضوا الساعات والأيام، تأهيلاً وتدريباً، باذلين الجهد والعَرق، تاركين الأهل والولد، استعداداً ليوم العطاء، يوم التضحية والفداء، يوم تُرفع فيه الرايات، رايات الإسلام الحنيف، راية الحق والعدل، راية الشرف والكرامة، راية المبادئ الأصيلة والقِيم الرفيعة، راية النصر، بإذن الله.

إنهم لا يقفون بمعزل، ولكن إلى جوارهم إخوة أشقاء، وأصدقاء أوفياء، في خندق واحد، لن يتركوا الحق يضيع، أو العدل تطأه الأقدام، مهْما كان البذل، ومهْما كان الفداء، تؤمنهم جبهة داخلية صلبة، لا تسمح لعابث أو متسلل، تسوّل له نفسه تخريباً أو إفساداً.

خادم الحرمين الشريفين، القائد الأعلى للقوات المسلحة

لو لم تكُنْ فطنة إدارتكم، وحكمة قيادتكم، وعلميّة تخطيطكم، لَمَا استطاعت المملكة أن تستقبل وتنقل وتحرك هذه الحشود وذاك العتاد، الذي لم يرَ العصر له مثيلاً في حشده، منذ الحرب العالمية الثانية.

إن ما أُنفق من أموال طائلة، شُـيدت بها البنية الأساسية للمملكة، بجهد المدنيين والعسكريين، وتخطيط المخلصين المتفانين، وبعزم وتوجيه ورعاية منكم، لم يذهب هباءً. ولكن، به استطاع شعب المملكة، أن يرى نظرة التقدير والإعجاب، ووقفة الاحترام في الموانئ والمطارات، وعلى الطرق والوهاد، تقديراً وتبجيلاً للسواعد السعودية، التي بنت وشَـيّدت، تحت قيادتكم، وبإرشاداتكم.

إننا هنا نقف متأهبين، سعوديين وأشقاء وأصدقاء، ننتظر الأمر منكم. إن كان سلاماً، فنحن حماته، وإن كان حرباً فنحن رجاله. فإمّا العيش في عزة وكبرياء، وإمّا الاستشهاد بشرف وإباء.

ختاماً، تحية من أعماقِ قلوبِ رجالِ قواتِكم المسلحة، نهديها لكم ولشعب المملكة الوفيّ، واثقين من نصرِ الله، مطمئنين إلى قادتنا، متمكنين من عُدّتنا، مستمدين العون من الله، الذي وعد بنصر المظلوم، وسحْق كلِّ ظالمٍ، لا يرعى حدوداً، ولا يؤدّي حقوقاً، مستعدين للاستشهاد في سبيل الله، ومستعدين للحياة رافعين كلمة الله. وإنا، بإذن الله، لصُبُر في الحرب، صُدُق عند اللقاء، فسيروا بنا على بركة الله.

أطال الله عمركم وأبقاكم حماة لأرض الحرمَيْن الشريفَيْن، وسنداً لأمة العرب والمسلمين.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــ

افتتاح المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ في المركز الإعلامي في فندق “حياة ريجينسي”

في افتتاح المؤتمر الصحفي،

الذي عُقِدَ في المركز الإعلامي في فندق “حياة ريجينسي”

ــــــــــــــــ

الرياض، المملكة العربية السعودية

الجمعة، 24 رجب 1411، الموافق 8 فبراير 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

طاب يومكم

أشكركم على حضوركم هذا المؤتمر، ووجودكم في المملكة العربية السعودية.

اسمحوا لي أن أقول، بكل أسىً، إن هذه حرب فُرِضَتْ علينا، ولم نسعَ إليها؛ فصدّام لم يدَع لنا خياراً آخر. وهذه حقيقة، لا بدّ من قولها ونقلها عبْر أجهزة الإعلام.

إننا نعتزّ كثيراً بالقوات الشقيقة والصديقة، التي شاركت في التحالف من أجل تحرير دولة الكويت. لقد تجمعت هذه القوات المتحالفة تحت مبدأ: إن العدوان السافر يجب ألاّ يدوم أو يُكافأ.

إننا مصمّمون على أن تعيش دول الشرق الأوسط في سلام، وأن يكون الاحترام متبادلاً بينها، كما أننا مُصِـرّون على تحرير دولة الكويت الشقيقة، وإنني على ثقة أن العراق ـ بمرور الوقت ـ سيعود إلى الحظيرة الدولية. ولهذا السبب، فإني مصمّم أن يُعَامَل أسرَى الحرب معاملة أفضل ممّا أقرّته اتفاقية جنيف.

إن مبدأ معاملة الأسرَى معاملة كريمة، لهو مبدأ أصيل في ديننا الحنيف وحضارتنا العريقة.

لدينا الآن في الأسر حوالى 936 أسيراً، وهذا العدد يزداد يوماً بعد يوم. وهؤلاء هم الذين تم أسْـرهم بعد بداية الحرب. وأستطيع أن أصارحكم بأن هناك 418 عراقياً، سلّموا أنفسهم إلينا، في الفترة ما بين الثالث من أغسطس 1990 و17 يناير الماضي.

إننا نَعُدّ الأسْرى، الذين سلّموا أنفسهم قَبْل بدء الحرب، لاجئين عسكريين. وقد التقيت، قبل فترة وجيزة، مدير إدارة شؤون الأسرَى واللاجئين، وطلبت منه أن يوافيني بتقرير أسبوعي عن حالة اللاجئين والأسرَى وموقفهم.

إنني أدعو المنظمات الدولية وأُشجعها على زيارة معسكرات الأسرَى، لنستمع إلى آرائها وتوجيهاتها، ولتتأكد، هي نفسها، أننا نفعل أفضل ما في وسعنا لأجل هؤلاء الأسرَى.

وأودّ، في نهاية الأسبوع الثالث للحرب، أن أُعطيكم فكرة عن الموقف القتالي حتى الآن:

*   إن حرب تحرير الكويت تسير سيراً حسناً، طبقاً لما هو مُخطط لها. ولتوضيح مدى فاعلية التحالف، أُشير إلى أن طائراتنا نفَّذت أكثر من 54 ألف طلعة حتى يناير، منها 3600 طلعة نفّذتها القوات الجوية السعودية.

*   وإننا نُحكِم سيطرتنا الكاملة على الأجواء فوق العراق والكويت وكلّ السواحل القريبة.

*   إن نجاح معركة الخفجي يُعد نجاحاً تاريخياً، لأسباب كثيرة، منها:

**   أنها أُولَى كبريات المعارك البرية في هذه الحرب.

**   أنها أكبر معركة برّية تخوضها القوات المسلحة السعودية.

**   أنها أول اختبار عمليّ لمدى فاعلية أنظمة القيادة والسيطرة للقوات المتحالفة، في البر والبحر والجو.

تلك هي الأسباب التي جعلت من هذه المعركة نقطة مضيئة في التاريخ العسكري للقوات المسلحة السعودية.

ويسرّني، الآن، الإجابة عن أسئلتكم.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

توجيهات القائد إلى قادة وضباط وضباط صف وجنود القوات المشتركة في بداية العمليات البرّية

ــــــــــــــــ

الرياض، المملكة العربية السعودية

الأحـد: 10 شعبان 1411، الموافق 24 فبراير 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

قادة وضباط وضباط صف وجنود القوات المشتركة ومسرح العمليات

شُهب الحق وسيوف العدل

لقد بذلت قيادتنا الحكيمة، بقيادة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، كلّ ما في وُسعها في سبيل استعادة حقوق شعب الكويت، في أرضه ووطنه، تحت راية حكومته الشرعية. وحاولت بشتّى السُّـبُل والوسائل، عبْر الأشقاء، ومن خلال الأصدقاء، أن تُجنّبَ شعب العراق الشقيق ويلات الدمار وإراقة دماء الأبرياء. ولكن قيادته الظالمة، المتعنتة الباغية، سيطر عليها الصلف والكبرياء، وتحكّم في عقلها الغرور، وركِبها العناد، وظنّت أنها سوف تخرق الأرض وتبلغ الجبال طولاً، فصمَت الآذان، ولوت الأعناق، وتحدّت العالم بأسْـره، مضحية بالشعب العراقي الشقيق، وبالأمّة العربية، وبوحدة الدول الإسلامية.

لقد خطط الطاغية لاغتيال شعب، وابتلاع دولة، وادّعاء باطل، وإراقة دماء مسلمين أشقاء، أبرياء أوفياء، قدّموا إليه العون، وساندوه في كل مِحنة، ولم يخذلوه في أيّ شدة.

لقد جرّ على بلاده الدمار والخراب، وسكب النفط وأحرق الآبار، وعذّب وقتل وقطع الرؤوس والأعناق، وهتك الأعـراض، وفتك بالسيدات والفتيات، ومثّـل بجثثهن وعلّقهن عاريات، لم يردعه دِين، ولم يوقفه ضمير. لقد حكم على جرائمه بيده، وكتب على نفسه ما يراه من هوان ومذلة.

أمّا أنتم، يا رجال القوات المشتركة ومسرح العمليات من كلِّ دولة شقيقة وصديقة، فإنكم اليوم تقاتلون الظلم، نُصرةً للعدل. تقاتلون البغي، تأييداً للحق. تقاتلون العدوان، فرضاً للسلام.

أوصيكـم:

بالحسم في القتال، والاندفاع في التقدم، والحرص على موقع الأقدام، والرأفة بالجرحى، والشفقة بالأسرى، والرحمة بالشيوخ والنساء والأطفال، وأحذّركم أن تهلكوا الحَرْث والضرع، وعليكم بالبعد عن السلب والنهب، ولتكُن شيمكم شيم الكرام، وقتالكم قتال الفرسان.

قاتلوا، ترعاكم عناية الله، وتوكلوا عليه، وثقوا بنصره.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

ـــــــــــــــــــ

افتتاح المؤتمر الصحفي،الذي عُقِدَ في المركز الإعلامي في فندق “حياة ريجينسي”(في حضور المراسلين العرب)

الرياض، المملكة العربية السعودية

الإثنين، 11 شعبان 1411، الموافق 25 فبراير 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

إخوانــي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألقاكم اليوم، وأنا أشعر بكلِّ سعادة وفخر، برجال القوات المشتركة وما حققوه، حتى الآن، من أعمال قتالية ناجحة، وشجاعة فائقة نادرة، وكفاءة واقتدار. وأملي، إن شاء الله، أن تتحقق المهمّة في أسرع وقت ممكن، وبأقلّ ما يمكن من الخسائر، ليس لقواتنا فقط، ولكن ما أتمنّاه أن تستطيع القوات تنفيذ الأوامر الصادرة إليها بتجنّب الخسائر أيضاً في الجنود العراقيين، قدر الإمكان، إلاَّ إذا بدرت مقاومة أو فُتحت نيران من أحد المواقع، تُـعرّض القوات للخطر، ففي هذه الحالة، فإن الأوامر لديها محدّدة “يُـدَمّر الموقع تماماً”.

أقول هذا، والأوامر لم تصدر إلى القوات ببدء الزحف الشامل، إلاّ بعد أن استنفدنا السبل، وسلكنا جميع الطرق، واستخدمنا كلَّ الوسائل، لعلّ وعسى أن يثوب طاغية العراق إلى رشده، ويرتد إليه عقله. فكفاه ما أحدثه في الكويت، من خراب ونهب وسلب، وتشريد لشعب كان آمناً، فأصبح مروعاً؛ فيُنقذ جيش العراق وشعبه من معركة قاسية، لم نجد منها بدّاً، لاستعادة الحق وفرض العدل، مهْما كان الثمن، ومهْما بلغت التضحيات، فنحن لا نَكُنّ كرهاً ولا نُضمرُ شراً لشعب العراق، ولكننا أُكرهنا على القتال. وليكن خلاص الكويت من طاغية ظالم باغٍ، سبيلاً إلى تحرير شعب العراق وجيشه المظلوم المقهور، الذي أجبره الظلم على الاستسلام لقضائه، والاستكانة لقدَرِه.

وعلى الرغم من كلِّ هذا، فإني أعلم أن بين جنود العراق، من أعماه الباغي، وصمّ أذنَيه، وحشا بالأكاذيب عقله، فانساق يرتكب الجرائم، ويعتدي على الأعراض. لهذا، ولمثله، أُحذر وأُنذر أن كلَّ من يرتكب عملاً من أعمال التخريب، أو القتل، أو الاعتداء، بأي صورة كانت، سيحاكم كمجرم حرب، وتُطبق عليه كافة القوانين والأعراف الدولية، ولن نتركه من دون عقاب رادعٍ قاسٍ، يكون عبرة له ولغيره.

أمّا عن عدد الأسرَى من القوات المعتدية، فقد قارب، حتى الآن، حوالى عشرين ألف أسير.

وأودّ أن أطمئنكم أن أعمال القتال، تسير سيراً حسناً لم نكن نتوقّعه، إذ الخسائر دون ما كان في الحسبان؛ فعدد الشهداء ثمانية، وعدد الجرحى ثمانية عشر جريحاً، وهذه عناية من الله ـ عزّ وجلّ. كما أرجو أن تقدروا أمن القوات وأعمال القتال، وما تفرضه علينا من حجْب المعلومات عنكم في الوقت الحالي، حتى لا تُتاح الفرصة للمعتدي، الاستفادة منها، فيحصل من الإعلام على ما لم يستطع أن يحصل عليه بالقتال. ولكن، أعدُكم أن هذه الفترة لن تطول.

وقبل أن أختتم حديثي، أوجّه تحية شكر وتقدير إلى الدول الشقيقة والصديقة، الست والثلاثين، التي تشاركنا في القتال والاستبسال، على كلِّ ما بذلتْه وتبذله دعماً لموقفنا وتأييداً لقضيتنا.

كما أوجّه التحية والعرفان إلى كلِّ أمٍّ يقف ابنها في خندق الحق، وكلِّ زوجة يقاتل زوجها، إرساءً للعدل، وكلِّ طفلٍ يجاهد والده نصرة للمظلوم. تحيةٌ خاصة لهم، وبإذن الله، ستنتهي المعركة سريعاً، ويعود المقاتلون الأشداء سالمين منتصرين.

وإن شاء الله، من نصرٍ إلى نصر.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

إعلان تحرير مدينة الكويت

إعلان تحرير مدينة الكويت

الأربعاء، 13 شعبان 1411، الموافق 27 فبراير 1991

ــــــــــــــــــــ

بيان

من صاحب السموّ الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

ــــــــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

بفضلٍ من الله ـ عـزّ وجـلّ ـ الذي أيّدنـا بنصـره، وأظلّنـا بعنايته، وأعـزّنا بفضله، ثم برعاية خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقـوات المسلحـة، ومساندة الدول العربية والإسلامية، ودول العالم الحرّ، وكل من أيّدنـا ووقف إلى جانبنا، دعماً للحـق، وفرضاً للعدل، وتأكيداً للأمن والسـلام الدوليَيـن، وإلى حكومة وشعب الكويت الشقيق، يسعدني ويشـرّفني أن أُعلـن تحرير مدينـة الكويت، على يد القوات الشقيقة والصديقة، من أيدي المعتدي الغاصـب.

ولكنـي، أُهيب بالجماهير الكويتية الشقيقـة، التي تعُمها الفرحة الغامـرة، وتملـــؤها نشـــوة النصـر، ألاّ تتعجل العـودة إلى الديار، فلقد ترك المعتدي كثيراً من الألغام والأشراك الخداعية، داخل المنازل وخارجها، فضلاً عن العمليات القتاليـة وإجـراءات التطهير، التي لا تزال مستمـرة على أراضي الدولـة. فحفاظـاً على حياتهـم وحرصاً على سلامتهم، نرجـو التأنـي، فكفاهم ما ألمّ بهم من خسائـر، وأحاط بهم مـن نكبـات، حتى لا تضيع بهجة النصر وفرحة التحرير. وستصدر، في القريب العاجل، الإجراءات المنظمة لطرق ووسائل العودة، إن شاء الله.

والله الموفّق.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ـــــــــــــــــــ

برقية إعلان وتهنئة بتحرير مدينة الكويت مرفوعة إلى خادم الحرمَيْن الشريفَيْن،القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية

مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة،

الملك فهد بن عبدالعز يز آل سعود       

 

 سْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(برقية عاجلة)

الأربعاء: 13/8/1411هـ

الموافق: 27/2/1991م

باسمي، وباسم القوات المشتركة والصديقة، أبعث تهنئة تحمل أسمَى معاني الحب والتقدير، لرعايتكم لنا وعنايتكم بنا، معلنين تمام تحقيق الوعد، وتنفيذ المهمّة بتحرير شرف الدولة الكويتية ورمز عزّتها وكرامتها من براثن المعتدي الغاصب.

مولاي، لقد تم تحرير مدينة الكويت في أسرع وقت، وبأقلّ خسائر، كانت دون كلّ التقديرات. ونحن الآن في طريقنا إلى تنفيذ المراحل الأخيرة من مسؤولية تحرير دولة الكويت، التي شرفتمونا بحمْلها.

تحية المنتصرين من مدينة الكويت لمولاي ولشعب المملكة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

 

برقية إعلان وتهنئة بتحرير مدينة الكويت مرفوعة إلى صاحب السموّ الملكي وليّ العهدنائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(برقية عاجلة)

الأربعاء: 13/8/1411هـ

الموافق: 27/2/1991م

صاحب السموّ الملكي / الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود

وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني

من مدينة الكويت المحررة، أبعث إلى سموّكم بتهنئة التحرير، وبتحية القوات المشتركة والصديقة، وشكرها العميق على دَعْمكم لنا بوحدات الحرس الوطني، التي أبلَت بلاءً حسناً، وشاركت في تحرير العاصمة الكويتية، وفي الطريق معاً إلى تحرير التراب الكويتي، محققين النصر النهائي، بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز،

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

برقية إعلان وتهنئة بتحرير مدينة الكويت مرفوعة إلى صاحب السمـوّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الأربعاء: 13/8/1411هـ

الموافق: 27/2/1991م

صاحب السموّ الملكي / الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود

النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء

وزير الدفاع والطيران والمفتش العام

تهنئة لسموّكم الكريم باسم القوات المشتركة، بعد نجاحنا في استعادة حرية العاصمة الكويتية من براثن المعتدي الغادر، مؤكدين لسموّكم المستوى الرائع، والأداء المتميز للقوات المسلحة السعودية، التي تَشَرّفَتْ وتتشرّف دائماً بتوجيهاتكم ونصائحكم، وتعتزّ بقيادتكم، مواصلين التقدم لتحقيق المهمة النهائية، محققين النصر، بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز،

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

برقية إعلان وتهنئة بتحرير مدينة الكويت مرفوعة إلى أمير دولة الكويت

ــــــــــــــــــ

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(برقية عاجلة)

الأربعاء: 13/8/1411هـ

الموافق: 27/2/1991م

سموّ الشيخ جابر الأحمد الصباح

أمير دولة الكويت

أهنئ سموّكم وشعب الكويت بخلاص عاصمة البلاد من الاحتلال والعدوان، مؤكدين لكم استمرارنا في أعمال القتال، حتى يتمّ تحرير التراب الكويتي، بإذن الله.

حفظ الله الكويت، ورَعَى قادتها، وحَمَى شعبها، من كلِّ شرٍّ وسوء.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

برقية إعلان وتهنئة بتحرير مدينة الكويت مرفوعة إلى وليّ عهد دولة الكويت

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(برقية عاجلة)

الأربعاء: 13/8/1411هـ

الموافق: 27/2/1991م

سموّ الشيخ سعد العبدالله الصباح

وليّ عهد دولة الكويت

أحيّيكم بتحية النصر، وأُهنئكم وشعبكم الأبي، بتحرير العاصمة الكويتية وطرْد المعتدين. وإن شاء الله، نهنئكم بإكمال التحرير، والعودة إلى الديار، في القريب العاجل.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

اجتماع مع القادة والضباط وضباط الصف والأفراد، عقب تحرير مدينة الكويت

مدينة الكويت، أم الهيمان، دولة الكويت

الخميس، 14 شعبان 1411، الموافق 28 فبراير 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني القادة والضباط وضباط الصف والجنود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم بتحية النصر، الذي شاركتم في صنْعه. أحيّيكم بتحية الإيمان، الذي به أنجزتم مهمّتكم. أحيّيكم بتحية السلام، الذي فرضتموه بجهادكم. والحمد لله، الذي أعاد الحق، وفرض العدل، ووضع للظلم نهاية، ولنور الحرية بداية.

 

تهنئتي لكم، يا أبطال التحرير. تهنئة بهذا النصر، الذي تحقق بإصراركم وسواعدكم، وتضحياتكم وقناعتكم بعدالة قضيتكم، قضية كل حرّ لا يرضى بالظلم، قضية كلِّ شجاعٍ لا يرضى بالعدوان.

 

تهنئة لدولة الكويت الشقيقة، حكومة وشعباً، بتحرير دولتهم، وإزالة مِحنتهم. باسمكم، أحيّي إخوانكم أبطال الجيش الكويتي، وأهنئهم. باسمكم، أحـيّي شهداء الحرية، الذين سالت دماؤهم جهاداً في سبيل الله. وبإذن الله، من نصر إلى نصر، رافعين رايات المجد، ومردّدين الشكر لله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

_____________________

فـي حفلة الاستقبال،التي أقيمت تكريماً لسموّه، في جمهورية مصر العربية

بدعوة من السيد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية

ــــــــــــــــــــــــــ

نادي الضباط، الزمالك، القاهرة، جمهورية مصر العربية

الأربعاء، 27 شعبان 1411، الموافق 13 مارس 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

معالي الفريق صفي الدين أبو شناف، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية

الإخوة قادة وضباط القوات المسلحة المصرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهنئكم بنصر تحرير دولة الكويت الشقيقة. نصر آخر اشتركتم فيه، يُضاف إلى سجل انتصاراتكم، في حرب رمضان المجيدة، ومجد آخر من أمجاد القوات المسلحة المصرية، العريقة في الأصالة، والقديرة في الفن العسكري، والمتمسكة بالتقاليد العسكرية.

وتحية إعزاز وتقدير للإخوة والزملاء، الذين أعتزّ بهم وبرجالهم، الموجودين اليوم هنا، والمشاركين لنا في أشرف حدث عسكري، اعترض الأمة العربية، في هذه الحقبة من القرن العشرين. هؤلاء الرجال الذين أبلَوا بلاءً حسناً، وأكّدوا كفاءة القوات المسلحة المصرية وتميزها، انضباطاً، وتدريباً، وقدرة قتالية. فشاركوا في تحقيق نصر عزيز غالٍ، أعاد الأمل والحياة لدولة، والعزة والكرامة لشعب عربي شقيق غُدِر به.

ولولا القرار الحكيم لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن، والموقف الحاسم لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك، لَضَاع الحق، وَلَرَسَـخَت قَدَم العدوان، وسادت الأمّةَ العربية شريعةُ الغاب، وأصبحنا أضحوكة القرن، والخارجين على القانون والشرعية الدولية.

“ورُبّ ضارة نافعة”. فقد فتحت أعيننا على ضرورة إيجاد نظام واقعي، للأمن القومي العربي، ينبع من شعوب الأمّة، ويحقق لها الأمن والأمان، وفرصة الاستقرار والاطمئنان، تحقق في ظله الشعوب العربية البناء والرخاء، وتلحق بقطار العصر قبْل فوات الأوان، وتؤكد أنها شعوب حضارة عريقة، وأمّة قِيم ومبادئ، يحق لها أن تشارك المجتمع الدولي في حضارته وازدهاره.

كلُّ هذا يفرض علينا، نحن رجال القوات المسلحة، أن ننتهز الفرصة ونزيد من تعاوننا، وندعم صِـلاتنا، ونؤكد روابطنا، ونكثِـر من تبادل الزيارات والتدريبات المشتركة، والتأهيل والتعاون في جميع المجالات.

وفي ختام كلمتي، لا يسعني إلا أن أوجّه إليكم الشكر، على حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

فـي حفلة الاستقبال، التي أقيمت تكريماً لسموّه، في جمهورية مصر العربية بدعوة من السيد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية

ـــــــــــــــ

نادي الضباط، الزمالك، القاهرة، جمهورية مصر العربية

الأربعاء، 27 شعبان 1411، الموافق 13 مارس 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

معالي الفريق صفي الدين أبو شناف، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية

الإخوة قادة وضباط القوات المسلحة المصرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهنئكم بنصر تحرير دولة الكويت الشقيقة. نصر آخر اشتركتم فيه، يُضاف إلى سجل انتصاراتكم، في حرب رمضان المجيدة، ومجد آخر من أمجاد القوات المسلحة المصرية، العريقة في الأصالة، والقديرة في الفن العسكري، والمتمسكة بالتقاليد العسكرية.

وتحية إعزاز وتقدير للإخوة والزملاء، الذين أعتزّ بهم وبرجالهم، الموجودين اليوم هنا، والمشاركين لنا في أشرف حدث عسكري، اعترض الأمة العربية، في هذه الحقبة من القرن العشرين. هؤلاء الرجال الذين أبلَوا بلاءً حسناً، وأكّدوا كفاءة القوات المسلحة المصرية وتميزها، انضباطاً، وتدريباً، وقدرة قتالية. فشاركوا في تحقيق نصر عزيز غالٍ، أعاد الأمل والحياة لدولة، والعزة والكرامة لشعب عربي شقيق غُدِر به.

ولولا القرار الحكيم لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن، والموقف الحاسم لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك، لَضَاع الحق، وَلَرَسَـخَت قَدَم العدوان، وسادت الأمّةَ العربية شريعةُ الغاب، وأصبحنا أضحوكة القرن، والخارجين على القانون والشرعية الدولية.

“ورُبّ ضارة نافعة”. فقد فتحت أعيننا على ضرورة إيجاد نظام واقعي، للأمن القومي العربي، ينبع من شعوب الأمّة، ويحقق لها الأمن والأمان، وفرصة الاستقرار والاطمئنان، تحقق في ظله الشعوب العربية البناء والرخاء، وتلحق بقطار العصر قبْل فوات الأوان، وتؤكد أنها شعوب حضارة عريقة، وأمّة قِيم ومبادئ، يحق لها أن تشارك المجتمع الدولي في حضارته وازدهاره.

كلُّ هذا يفرض علينا، نحن رجال القوات المسلحة، أن ننتهز الفرصة ونزيد من تعاوننا، وندعم صِـلاتنا، ونؤكد روابطنا، ونكثِـر من تبادل الزيارات والتدريبات المشتركة، والتأهيل والتعاون في جميع المجالات.

وفي ختام كلمتي، لا يسعني إلا أن أوجّه إليكم الشكر، على حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــ

 افتتاح المؤتمر الصحفي، الذي عُقِدَ  قبل مغادرة سموّه الأراضي المصرية

ــــــــــــــــ

فندق “سميراميس”، القاهرة، جمهورية مصر العربية

الخميس، 27 شعبان 1411، الموافق 14 مارس 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

السادة رؤساء تحرير الصحف المصرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرحّب بكم وأحيّيكم. أرحّب بأهل الأقلام الصادقة، والآراء الحرة البنّاءة، المدافعين دائماً عن القِيَمِ والمبادئ.

أرحّب بكم وأشكر لكم ما بذلتم من جهْدٍ في التغطية الإعلامية لأحداث الخليج، وإلقائكم الضوء على دَور القوات المشتركة وتعاونها مع القوات الصديقة، لتحرير دولة الكويت الشقيقة وإنقاذها من بين أنياب العدوان.

لقد حقق تعاونكم مع أشقائكم رجال الصحافة السعودية، إبراز وتوضيح الفظائع والجرائم الوحشية، التي ارتكبها النظام العراقي في عدوانه على الكويت، ما جعل الرأي العام العربي يقف على حقيقة الأهداف والأطماع العراقية، ليس في الكويت فقط، ولكن تجاه المملكة العربية السعودية ودول الخليج كافة.

لن أُطيل عليكم الحديث، لإعطاء الوقت الكافي للأسئلة. ولهذا، سأعرض لكم، في عجالة، الموقف العسكري في الخليج الآن، واحتمالات تطور الأحداث.

بعد نجاح القوات المشتركة والصديقة في طرْد القوات العراقية من الكويت، ووجودها في مواقع تسمح للقيادة السياسية بفرض القرارات الدولية على العراق وإجباره على قبولها، اتّجهنا إلى القضاء على بعض الجيوب، التي تجاوزناها خلال التقدم السريع، لحصار الاحتياطيات في شمال الكويت ومنْعها من الحركة، وذلك لإنجاز المهمة في أقصر وقت وبأقّل خسائر.

والحمد لله، أستطيع أن أؤكد خُلُوّ الكويت، تقريباً، من أي عناصر عراقية متبقية، ويجري الآن تطهير الكويت وسواحلها من الألغام والقنابل التي لم تنفجر. وبالتأكيد، سيساهم الإخوة المصريون بخبرتهم في هذا المجال.

بدأ بعض من القوات الصديقة بعودة مقدماتها، طبقاً لِمَا أُعلن سابقاً عن عودة جميع القوات الصديقة إلى بلادها، فور تحقيق مهامّها.

أمّا القوات العربية والإسلامية، فإنها جاهزة للدفاع عن أراضي المملكة وأراضي الكويت. ولا أظن أنه يوجد، في الوقت الحالي، تهديد مباشر وقويّ من الجانب العراقي، بعد أن نجح الرئيس العراقي في تدمير قواته المسلحة، بقراراته الخاطئة وعناده وتعنّته.

ولا يخفى عليكم ما يُجرَى الآن، من تصورٍ لشكل نظام الأمن القومي العربي في المنطقة، بما يحقق مصالحها، ويجعلها تتفرغ للبناء والتعمير، وللرّقيّ والازدهار بدلاً من الخراب والتدمير. أدعو الله أن يوفّق قادتنا لِمَا فيه خير أمّتنا العربية والإسلامية.

كما يسعدني أن أوجّه من خلالكم، تحية الشكر والتقدير إلى الشعب المصري العظيم وقواته المسلحة الباسلة. والآن، أترك المساحة الباقية من الوقت للإجابة عن أسئلتكم.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـ

 تصريح إلى وكالات الأنباء السورية في بداية زيارة سموّه الجمهورية العربية السورية

دمشق، الجمهورية العربية السورية

الخميس، 27 شعبان 1411، الموافق 14 مارس 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أعرب صاحب السموّ الملكي / الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، عن سعادته بزيارة الجمهورية العربية السورية. وقال سموّه، في تصريح أدلى به، عقب وصوله إلى دمشق، بعد ظهر يوم الخميس 14 مارس 1991، إنه لا يشعر بالغربة في دمشق، ذات الحضارة العريقة والفن الرفيع. وأوضح أن العلاقات، التي تربط بين المملكة العربية السعودية وسورية الشقيقة، هي علاقات الأخوّة الحقة، علاقات قائمة على التعاون والترابط والتلاحم، علاقات قائمة على الروابط العميقة المتأصلة في جذور التاريخ.

وأشاد سموّه بأداء القوات المسلحة السورية، التي شاركت في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة. وأشاد بشجاعة أبطال حرب تشرين المجيدة، الذين ساندوا القوات العربية والإسلامية في إزالة الغمة، التي حلّت بالوطن العربي، وفي تحقيق النصر، النصر على الظلم والقهر، النصر على البغي والعدوان.

كما رفع سموّه تحية إعزاز وتقدير إلى فخامة الرئيس حافظ الأسد، الذي كان لوقفته الصلبة إلى جانب الحق، ومواقفه التي تنمّ على القِيم الرفيعة والأصالة الحقيقية، ومساندته القرار الحكيم لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن، الأثر الواضح في هزيمة العدوان وترسيخ العدل.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــ

خلال الجولة التفقدية على وحدات من المنطقة الشمالية

دولة الكويت

الجمعة، 13 رمضان 1411، الموافق 29 مارس 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

قادة وضباط وأفراد المنطقة الشمالية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنقل إليكم تحية من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ وليّ عهده الأمين، وسموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وتهنئتهم لكم بأعظم الشهور عند الله، شهر رمضان المبارك، الذي يحلّ علينا دائماً، ومعه الفرحة والبهجة. فقد واكب حلولُه هذا العام انتصاراً غالياً، حَفِظَ وطنكم من شرٍّ أُريد به، وأعـاد إخوانكم إلى بلدٍ طُردوا منه، فارتفعت بأيديكم رايات الحرية، ودوّت صيحات النصر، وعَلَت الوجوه الفرحةُ، وزالت عن القلوب الغمة، وانفرج الكرب، فالحمد لله على مِنَّتِه وكرَمِه.

أبطال تحرير الكويت

لقد ارتوت الأرض بدماء شهدائكم، وحملت الأكتاف جرحاكم، فأكد النصر عزائمكم، وذاق المعتدي بأسكم، فاندحر يجرّ أذيال الهزيمة ومرارة الانكسار، من بعد تجبّر وغرور، وصلف وفجور.

إنه الجهد والعرَق. إنه التدريب والاستعداد. إنها الشجاعة وإقدام الرجال. كلّ تلك دعائم الكفاءة والاستعداد القتالي، التي أوصيكم أن تحافظوا عليها وترقُوا بها دائماً. فما سجّله التاريخ لكم، من مجدٍ وشرفٍ، لن يقبَل منكم الوطن منه بديلاً. لقد رفعتم الهامات، وشرّفتم بلدكم، وأكدتم مقدرتكم، فإلى الأمام، وإلى العُلا دائماً، يا أبطال القوات المسلحة السعودية.

باسمكم أُحيّي الشعب السعودي، لوقفته الصلبة القوية، ورباطة جأشه وتماسكه صفاً واحداً، إيماناً بالله، ثم ثقة بقادتِه وبكم. حفظ الله بلدنا وشعبنا الأصيل، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان، والرخاء والاستقرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

_____________-

خلال الجولة التفقدية على وحدات من القوات المصرية

دولة الكويت

السبت، 14 رمضان 1411، الموافق 30 مارس 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود القوات المصرية،

أبطال حرب رمضان المجيدة … وأبطال حرب تحرير الكويت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنقل إليكم تحية من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ وليّ عهده الأمين، وسموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. أنقلها إليكم مع تحيات وتقدير الشعب السعودي، الذي لن ينسى لكم وقفتكم وقتالكم، ولن ينسى شهداءكم وجرحاكم، ولن ينسى أبطالكم وبطولاتكم.

إخواني

مرة أخرى نلتقي على أرض الكويت المحرَّرة، المحرَّرة من أنياب المعتدي، الذي أراد ابتلاع دولة، ونهْب ثروة، وتشريد شعب. نلتقي اليوم، وأعلام النصر ترفرف على دولة الكويت الشقيقة. نصرٌ شاركتم في صنْعه. وراياتٌ شاركتم في رفْعها. وفرحةٌ شاركتم في إعادتها إلى إخوانكم الكويتيين، فالحمد لله على نصْره وفضْله.

حضرت إليكم اليوم لتهنئتكم بأكثر من مناسبة. الأولى، تهنئتي لكم بحلول شهر رمضان المعظم، الذي انقضت أيامه الأولى سريعة، أعاده الله عليكم وعلى الشعب المصري العظيم، وعلى قادتِه وعلى الأمّة العربية والإسلامية، بالخير والرفاهية. والثانية، هي ذكرى مرور ثمانية عشر عاماً على حرب رمضان المجيدة، يوم عبرتم إلى النصر، وإلى العزة والكرامة. فكلّ عام وقواتكم المسلحة تزداد قوة وصلابة وكفاءة. أمّا الثالثة، فهي كرَم الله علينا الذي بلّغنا شهر الصوم، وقد انقشعت الغمة، وعاد الحق، واندحر العدوان. تهنئتي لكم ولنا بفضْله وكرَمه.

وتمنياتي لكم بإقامة طيبة وعودة سالمة، بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ــــــــــــــــ

أمام رئيس جمهورية النيجر بعد تقلّد سموّه الوسام الوطني من درجة ضابط عظيم

ـــــــــــــــــ

نيامي، جمهورية النيجر

الإثنين، 16 رمضان 1411، الموافق الأول من أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

فخامة الرئيس العميد علي شعيب رئيس جمهورية النيجر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدأ كلمتي هذه بالشكر العميق والامتنان لفخامتكم على هذه اللفتة الكريمة. وإن تقديركم وتقليدكم لنا هذا الوسام، الذي سأعتز به دائماً، لن يُمْحَي من ذاكرتنا، وسيظل هذا التقدير علامة مضيئة، تدل على عمق الروابط بين جمهورية النيجر والمملكة العربية السعودية.

لقد سعدنا بزيارة بلدكم المضياف الكريم، ولقائكم الحار، المعبر عما تكنّوه نحونا من مشاعر حب وإعزاز، ظهرت جليّاً في موقفكم العظيم من أحداث الكويت المؤلمة، التي أنزلت ستاراً من الظلمة، وأحدثت شرخاً وفرقة في جدار العالم العربي والإسلامي.

ولولا نخبة من القادة، الذين ألهمهم الله صواب الرأي، وحكمة القول، وصلابة الموقف، ما كان لهذا الظلام أن ينقشع أبداً، وما كان لشعب الكويت إلاّ أن ينضم إلى صفوف المشرّدين واللاجئين.

لهذا كان موقفكم الشجاع، الذي لم يقتصر على التأييد السياسي بإدانة الغزو العراقي، والترحيب بجميع قرارات مجلس الأمن، بل تَعَدّى الأقوال إلى الأفعال، بإرسالكم نخبة من خِيرة رجال قواتكم المسلحة، تساندنا وتقف إلى جانبنا، على الرغم مما يشغلكم من ظروف اقتصادية، وتعرّض بلادكم لأحوال مناخية صعبة، تؤثر في خططكم للنمو والتقدم، حتى تمكّنّا، في النهاية، من تحقيق النصر العظيم بجهد القوات المشتركة والصديقة وشجاعتها.

إنها أحاسيس صادقة، وعواطف جياشة، ومواقف أخوّة ومبادئ ثابتة، لم تكن وليدة الساعة، ولكنها علاقات تاريخية، ترسّخت بزيارة المغفور له الملك فيصل عام 1392هـ، إلى بلادكم، فوضــع أُسُس العلاقات، التي نمت وازدهرت بفضل جهودكم وجهود خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، الملك فهد بن عبدالعزيز.

لهذا، كانت زيارتنا النيجر، بتوجيهات خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، الملك فهد بن عبدالعزيز، زيارة شكر وتقدير لكم وللقادة السياسيين والعسكريين، راجين لبلدكم دوام التقدم والرخاء والاستقرار، متمنين دعْم الروابط وزيادة أواصر الصداقة والمحبة والتعاون بين بلدينا وشعبينا وقواتنا المسلحة، في شتى المجالات، في ظل قِيَمِ الإسلام الحنيف ومبادئه، وتحت راية الإيمان الحق.

 

وفّقكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــ

أمام رئيس جمهورية السنغال بعد تقلّد سموّه وسام “الأسد الوطني من درجة ضابط عظيم”

ـــــــــــــــــ

دكار، جمهورية السنغال

الأربعاء، 18 رمضان 1411، الموافق 3 أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

فخامة الرئيس

أرجو أن تسمح لي بالقول إن لي الشرف أن أحمل هذا الوسام العالي من فخامتكم، ومن شعبكم المسلم الأصيل.

إن الصداقة العميقة، التي تربط بين شعبينا، خاصة بين خادم الحرمَيْن الشريفَيْن وفخامتكم، لهي صداقة يُضرب بها المثل. وإن وقفَتكم الكريمة المشرّفة، سياسياً وعملياً، بإرسالكم وحدات من القوات السنغالية للاشتراك في الدفاع عن الحق، لهي وقفة رجال. وسوف يشهد التاريخ أن هذه القوة السنغالية أثبتت، بكل المعاني، معنى الانضباط العسكري المشرّف، الذي أُعجب به جميع من شارك في القوات المشتركة.

إنه، حقاً، شرف لي عظيم أن أحظى من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن تعييني في قيادة القوات المشتركة. والله ـ سبحانه وتعالى ـ دائماً مع الحق، ولهذا، انتصرت القوات المشتركة بنصرة الحق واستعادة الشرعية، وتحرير دولة الكويت الشقيقة.

أدعو الله ـ جلّ وعلا ـ أن يرحم شهداءكم وشهداءنا، الذين ضربوا أعظم المثل على معاني الصداقة، بالاشتراك معاً في نصرة الحق. وأودّ أن أعبّر عن شعور مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالأسى لكل من أصيب في حادث تحطم الطائرة، شهيداً أو جريحاً، وشعوره بالحزن العميق. كما جئت مبعوثاً من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، لأهنّئ فخامة الرئيس والشعب السنغالي بالنصر، الذي أنتم فيه شركاء رئيسيون.

وإنها لفرصة عظيمة لي، أيضاً، أن أهنّئ فخامتكم وحكومة السنغال وشعبها باليوم الوطني.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

أمام ملك المملكة المغربية بعد تقلّد سموّه وسام “الاستحقاق العسكري من درجة الحمّالة الكبرى”

ـــــــــــــــــ

الرباط، المملكة المغربية

الأربعاء، 21 رمضان 1411، الموافق 6 أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

 

عبّر صاحب السموّ الملكي / الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، عن شكره وتقديره لجلالة الملك الحسن الثاني، على منْحه وسام “الاستحقاق العسكري من درجة الحمّالة الكبرى”.

 

وقال سموّه مخاطباً العاهل المغربي:

إنني أتشرّف بتسلّم هذا الوسام من يدَيْكم الكريمتَيْن، كما أفخر بأنه كان لي شرف قيادة القوات المشتركة، التي كانت القوات المغربية، التي أثبتت بحق كفاءتها العسكرية، ضمن وحداتها.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

في وداع القوات البريطانية

ـــــــــــــــــ

مطار الظهران، المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية

السبت، 28 رمضان 1411، الموافق 13 أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ضباط وضباط صف وجنود القوة البريطانية

من أسعد اللحظات أن تقول “وداعاً” لأصدقاء وحلفاء أعزاء، وهم يعودون سالمين إلى بلادهم، بعد أن اشتركوا وساندوا القوات المتحالفة على إحراز نصرٍ كبير.

لقد حاربت القوات البريطانية بمهارة فائقة، وشجاعة وشرف، سواء في البر أو في الجو. فقد ساعد نسوركم الجويون على تدمير آلة الحرب لطاغية لا أخلاق له، كما ساعدت قواتكم على تطهير الصحراء من آلته الحربية.

وإني شخصياً ـ كخريج كلية ساندهيرست العسكرية ـ ليس لديّ أي شك في أنكم فوق كل تحدٍّ، وأنكم قادرون على مواجهة كل الصِّعَاب.

وبفضل الله، تحققت إرادة الأمم مجتمعةً، وعاد أهل الكويت ـ رجالاً ونساءً ـ أحراراً مرة أخرى. إنني أُحيّي كلَّ فردٍ منكم، وأُحيّي بوجه خاص قائدكم، الجنرال “السير بيتر دي لابليير”، وأُقدره قائداً عظيماً وصديقاً عزيزاً.

ليس هناك فخر أكثر من أن تُرَدّ الحرية إلى أناسٍ سُلِبت منهم، وقد شارك المقاتلون الشجعان من بريطانيا في هذا الفخر. فأصبح العالم، بتضحياتكم وشجاعة حكومتكم، التي ساندت بقوة تحرير دولة الكويت، مكاناً أكثر أمناً وأماناً.

نحن، الآن، في عصر يهتمّ فيه المجتمع الدولي بشؤون الأمم وأمانها. وإن الدرس المستفاد من تحرير الكويت ـ الذي أسهمتم فيه ـ هو أن الأمم المتحدة، لن تسمح للطغاة بغزو الدول الصغيرة.

إن التنافس الاقتصادي، وتبادل المصالح بين الدول، لا بد أن يحلاّ محل العدوان في الشؤون الدولية. فالشكر الجزيل لشجاعتكم وتفانيكم، اللذَيْن من طريقهما تحقق هذا الهدف.

آمل، وأنتم تبدأون رحلة العودة إلى بلادكم، أن تتذكروا دائماً حلفاءكم وأصدقاءكم في المملكة العربية السعودية، ومن جانبنا، ستظلون دوماً في ذاكرتنا، ولن ننساكم.

أتمنى لكم سفراً سعيداً.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

وداع سموّه الفريق الأول نورمان شوارتزكوف، قائد القوات المركزية الأمريكية، والتقليد المتبادل للأوسمة

الرياض، المملكة العربية السعودية

السبت، 6 شوّال 1411، الموافق 20 أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الفريق الأول شوارتزكوف

سيداتي، سادتــي

إنه لَمِن دواعي سروري، في هذا اليوم، أن أتوجّه بالشكر إلى الفريق الأول شوارتزكوف لإنجازه المهمّة على أكمل وجه، وأن أودّع قائداً متميزاً، وصديقاً عزيزاً.

ولا يسعني، في هذه المناسبة، إلاّ أن أتوجّه بالشكر والتقدير إلى الرئيس جورج بوش وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لدورهم الكبير في تحرير الكويت، ولإرسالهم أيضاً شوارتزكوف إلى المملكة.

إنَّ العالم سيظل، أبداً، مديناً بالشكر والعرفان لمولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، والرئيس جورج بوش، والأمم المتحدة، لِمَا تداركوه من خطر داهم، مثّله صدّام حسين. ولولا أنهم عقدوا العزم على ألاّ يستمر هذا العدوان السافر وألاّ يسود، لعدنا إلى عصور الظلم والطغيان.

إنني أؤمن أن نجاحنا في تحرير دولة الكويت، سيجعل كلَّ طاغية يُفكر غير مرة، قَبل أن يُقدِم على عدوان ضدّ جاره الأقل منه عدداً وعدة. وإننا بهذه الخطوة، قد فتحنا باباً لعصرٍ يحل فيه التعاون والمفاوضات، محل الاعتداء والحروب.

كنت دائماً أقول، إنْ كان للعالم أن يكون فيه قوة عظمى واحدة، فلنحمد الله أن هذه القوة هي الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الانتشار السريع للقوات الأمريكية، مَهّد الطريق لوصول أكثر من ستمائة ألف مقاتل، رجلاً أو امرأة، تحت مظلة الأمم المتحدة. وكان لشوارتزكوف ولشخصي الشرف في أن نتقاسم قيادة موازية لهذه القوات. إنها القيادة الموازية الأولى في تاريخ الحرب الحديثة، وقد أبلت بلاءً حسناً. وعلى الرغم ممّا تنبأ به المتشائمون، فإنه لم تظهر أي مشاكل في القيادة أو السيطرة أو الاتصالات.

وإن كان يُقال: إن “للنصر مئات الآباء، أمّا الهزيمة فيتيمة”، فإن نصر “عاصفة الصحراء” هو نصر له آلاف الآباء من سبع وثلاثين دولة. من بينهم أولئك الرجال والنساء، الذين جُرِحوا أو قُتِلوا في ميدان المعركة أو خلال الحرب. وإنَّا لنكنُ لهم عزاءً وتقديراً خاصَّـيْن.

إن تاريخ هذه الحرب، سيُسَجّل ما كنت أقوله لصديقي شوارتزكوف، من أن إخلاصه وعميق فهْمه لتعاليم دِيننا وثوابت ثقافتنا وتقاليدنا لا يقلاّن عن عُمق فهْمي وإخلاصي لذلك الدِين وتلك الثقافة وتلك التقاليد. وقد كان لهذا الفهْم أثر إيجابي كبير على نجاح مهمّتنا.

ولقد تأثرت القوات الأمريكية، التي قَدِمَتْ إلى المملكة، بقائدها شوارتزكوف، واتّخذته أنموذجاً لها. فكانت تلك القوات ـ بحسّها الصادق نحو العدالة ـ تحترم احتراماً حقيقياً قِيم الدولة المضيفة.

يصعب عليَّ أن أقول وداعاً للفريق الأول شوارتزكوف، بعد أن تشاركنا في القيادة مدة الثمانية أشهر الماضية. وإنْ كان الناس في الحروب يُنمّون صداقات دائمة، فإني لأُقدر “نورم” صديقاً عزيزاً، داخل غرفة الحرب وخارجها.

نورم، إننا بطبيعة الحال، سنترك الخدمة، آجلاً أو عاجلاً، ولكني على يقين أن صداقتنا، أثناء الخدمة أو بعدها، ستكون صداقة دائمة.

إنه لشرف وتكريم لي، اليوم، أن أُقلّدكم وسام الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، بأمر خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، مولاي الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. وأقول: إنَّ شوارتزكوف هو أول عسكري غير سعودي، ينال شرف هذا الوسام.

إنني لأقدِّمه إلى شخصَـيْن: الفريق الأول شوارتزكوف، القائد العسكري المتميز، وإلى صديقي نورم شوارتزكوف.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

 وداع سموّه القوات الفرنسية

ـــــــــــــــــ

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

الأربعاء، 10 شوّال 1411، الموافق 24 أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

القادة والضباط والجنود

نحيّيكم تحية وداع، ونشكركم على تعاونكم معنا بإخلاص، وتفانيكم في تأدية المهمة، التي أدّت إلى استعادة حق دولة وشعب في البقاء. لقد ناصرتم المظلومين، وأيّدتم المقهورين، وتعاونتم مع الدول، التي رفعت راية العدل، فكان النصر حليفنا.

أكّدتم أن للعسكرية الفرنسية وجودها ودَورها العالمي، في أول حدَث تشترك فيه معنا عبْر التاريخ، أثبتّم فيه ذاتها وعراقتها وأصالة مجدها، وكان أسلوبكم في التنفيذ مثار إعجاب، بُني على شجاعتكم وإقدامكم، وإسراعكم في الوصول إلى أهدافكم. واليوم، تتركون وراءكم أصدقاء، يقدّرون جهودكم، ويحترمون تفانيكم، ويجلّون علاقاتكم، ويحافظون على صداقتكم.

لقد احترمتم القِيَم، وحافظتم على المشاعر، وليس هذا بغريب على دولة الحرية والإخاء والمساواة، دولة مبادئ الرئيس ديجول، أحد رجال عصر الزعماء العظام، ودولة الرئيس ميتران، رجل القِيم والحق، رجل احترام المنظمات الدولية، وشرائع المجتمع الدولي، والمحافظة على سيادة الدولة وحماية حدودها، وهذا من أهم المبادئ الفرنسية في العلاقات الخارجية، ولو اقتضى السبيل إلى احترامها استخدام القوة.

إنها مبادئ نابعة من الشعب الفرنسي العريق، مستمَدة من أفكاره ونظريات فلاسفته، عبْر تاريخه. إنه ليس شعب آداب وفنون فقط، بل هو، أيضاً، شعب قِيم ومبادئ، يدعو إلى السلام دائماً، ويلجأ إلى القوة، إذا دعت الضرورة.

مواقف خالدة، سيذكُرها التاريخ دائماً لفرنسا، وسيحفظها لها الأصدقاء، ويقدّرها لها الأوفياء، شعوباً وحكومات وقوات مسلحة.

الشكر العميق للجمهورية الفرنسية، رئيساً وحكومة وشعباً وقوات مسلحة.

إننا نحيّي كلاًّ منكم، مودعين ومتمنين لكم عودة سالمة، وحظاً سعيداً، بين أهلكم، وعلى أرض وطنكم.

وتمنياتنا لكم بالتوفيق.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

 وداع سموّه القوة العسكرية التشيكية

ـــــــــــــــــ

الأحد، 21 شوّال 1411، الموافق 5 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قائد وضباط وجنود القوة العسكرية التشيكية

نشكركم على مشاركتكم لنا، ووجودكم معنا، في ما مَـرّ علينا من ظروف صعبة طارئة، استدعت تضامناً عالمياً، لمواجهة عدوان دولة على دولة، في محاولة لإزالتها من الوجود الدولي، ومحوِها من خريطة المنطقة. ولكن بحمد الله وفضله، ثم بالتعاون الدولي، من خلال الحكومات والشعوب، المُحبة للسلام والحق، الرافضة للعدوان، وتأييدها للقرار الحكيم والموقف الصلب لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، تمكّنّا من إعادة الحرية، وفرْض الشرعية لدولة الكويت الشقيقة.

وإننا اليوم، إذ نودّعكم، نرجو أن تصلوا إلى بلدكم وإلى أهليكم، سالمين، حاملين تحيات وشكر حكومة المملكة وشعبها وقواتها المسلحة، إلى حكومة دولة تشيكوسلوفاكيا وشعبها وقواتها المسلحة، التي سمحت، للمرة الأولى، لعناصر من قواتها بالوجود في مسرح عمليات الشرق الأوسط، الذي يختلف تماماً عن المسرح الأوروبي، أرضاً ومناخاً، ومعتقدات دينية واجتماعية أيضاً، كان لاحترامكم لها أثرٌ بالغٌ في نفوسنا. فلكم كلّ الشكر والتقدير. وإننا لن ننسى لكم ما مثّله وجودكم معنا، من معاني التأييد السياسي والدعم المعنوي، وما أضافه إلينا من عِلْمٍ وخبرة في مجال التطهير من التلوث الكيميائي، ما كان له أثرٌ كبيرٌ في النتائج الحاسمة، التي حققناها.

إننا سنحافظ دائماً، على أن تستمر علاقتنا وتعاوننا، بما يحقق مصلحة البلدين، والعيش الآمن المستقر لشعوبنا وشعوب الأُسْـرة الدولية، في ظلِّ الحكومات الحكيمة الرشيدة.

تمنياتنا لكم بالتوفيق.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

حفلة تكريم قادة تشكيلات القوات العربية:   المصرية والسورية والمغربية والخليجية، وتقليدهم الأوسمة

وزارة الدفاع، الرياض، المملكة العربية السعودية

السبت، 27 شوّال 1411، الموافق 11 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة القوات العربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقدّم لكم اليوم تحية خاصة، وأحمل إليكم، تحيات مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أَكَّدَ قَرَاره التاريخي، أنه صاحب حكمة وبُعد نظر، ورجلُ واقعٍ، الذي حقق بدرايته بالأحداث، وخبرته بالأشخاص، وتقديره للنتائج، ومتابعته للتطورات على مسرح المنطقة، وعبْر الساحة العالمية، ما عَدّه المعتدي خيالاً، وأعاد ما ظَنّه الغاصب قد تلاشى، فعادت الكويت، الدولة والشعب.

أحمل إليكم تحيات سموّ سيدي وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وسموّ سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الطيران والمفتش العام. وتحية تقدير وعرفان، من الشعب السعودي، على ما قدَّمتم له من تضحيات، من خلال تعاونكم مع قواته المسلحة، في صدّ العدوان وردْع المعتدي، تنفيذاً للقرارات الحكيمة لقادتِنا ووُلاة أمرنا، ما كان له أبلغ الأثر، سياسياً وعسكرياً، في المجتمع الدولي وشعوب المنطقة.

لقد أدّت مصر، شعباً وحكومة، بقيادة فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، دَورها العربي، انطلاقاً من مبادئها وقِيَمِها. ولم يكن وجود قواتها في مسرح العمليات، إلاّ تأكيداً لهذه المبادئ والقِيَم. وبقيادة الفريق أ.ح صلاح الحلبي وزملائه من القادة والضباط، الذين أخصّ بالذكْر منهم، اللواء أ.ح كمال أحمد عامر، واللواء أ.ح أمين أحمد حسني، وقائد الفرقة الرابعة المدرعة، العميد أ.ح علي نبيل الرشيدي، وقائد الفرقة الثالثة الميكانيكية، العميد أ.ح يحيى محمد علوان، حققت هذه القوات مهامّها بما لديها من خبرة وكفاءة، أشاد بهما قادةُ المسرح من أشقاء وأصدقاء. وليس هذا بجديد، على قوات لها عراقتها وبطولاتها، في حرب رمضان المجيدة.

أمّا القوات السورية، التي جاءت معبّرة عن تصميم سوري، وتأييد شعبي، برفض العدوان، مهْما كان، فقد حققت بوجودها تحت قيادة اللواء الركن علي حبيب محمود وزملائه من القادة والضباط، وأخصّ بالذكر منهم، اللواء نديم فارس عباس، قائد الفرقة التاسعة المدرعة، تضامنها واستعدادها للتضحية والفداء، والوقوف في خندق واحدٍ مع أشقائها من الدول العربية والإسلامية، متعاونة مع الدول الصديقة، تحقيقاً لقرار فخامة الرئيس حافظ الأسد، وامتداداً لبطولاتها، وتأكيداً لإقدامها، فهم أيضاً أبطال حرب تشرين المجيدة.

ولا يمكننا أن ننسى ما مَثّلته القوات المغربية، المتمرّسة بحرب الصحراء، تحت قيادة العقيد أحمد بنياس، من تضامن شعب المملكة المغربية، وإصراره على أن تستعيد الكويت مكانتها، وتعود دولة حرة رافعة علمها. فهذا موقف عربي حكيم، لجلالة الملك الحسن الثاني، الذي عوّدنا دائماً على مواقفه الحكيمة، وتأييده الراسخ لكلِّ ما هو حق وعدل.

أمّا دول مجلس التعاون الخليجي، فقد عَدَّت العدوان عدواناً عليها، والتهديد موجّهاً إليها. لقد أكّد أُخوّة الخليج، ووقوف شعوبه كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضه بعضاً، ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السموّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من استقبال قوات شقيقة وصديقة، تؤمِّن وتحقق الحماية لشاطئ الخليج، وتساند وتُدَعم القوات المشتركة، بوحدات من قواتها المسلحة، بقيادة المقدم الركن هلال بن زيد بن سعيد، فوقفت تقاتل معنا، كتفاً إلى كتف، حتى اندحر المعتدي وزال العدوان.

أمّا الشعب البحريني الشقيق، فقد صمد، ووقف خلْف قائده صفاً واحداً. وقرر صاحب السموّ الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الدفع بعناصر من قواته المسلحة، بقيادة المقدم الركن فهد سالم الغنيم، لتؤكّد بوقوفها على خط النار، استعدادها للتضحية والشهادة، دفاعاً عن إخوة العروبة، ورفضاً لعدوان القوي على الضعيف، وتأكيداً لترابط شعوب الخليج وتضامنها.

ولم يكن هناك مجال لتفكير أو خيار، فكما كانت دائماً مواقف صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حاسمة واضحة، مؤكّدة وحدة الخليج وترابطه، في مواجهة العدوان، مهْما كانت التضحيات، ومهْما كان الثمن، فلم يتردد جلالته، في إرسال مجموعات من القوات المسلحة العُمانية، بقيادة المقدم الركن حميد بن ناصر الحوسني. فكانت عنواناً للروابط الخليجية، وسنداً لنا في سبيل تحقيق النصر، وصوْن العزة والكرامة.

وهذه دولة قطَر، التي فتحت مطاراتها، وأَعَدّت موانئها، لاستقبال قوات الأشقاء والأصدقاء، فإنها بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، لم تتردد في دفع وحدات من قواتها المسلحة، بقيادة المقدم الركن حمد بن علي العطية، إلى الخطوط الأمامية، تنفيذاً للعهود والمواثيق، ورفضاً للظلم والبغْي، وتأكيداً للتضامن مع شعب الكويت الأبيّ. ولم تتوانَ في القتال، عندما تعرض التراب السعودي في الخفجي للعدوان. إنها شهامة العرب وأصالة أبناء الخليج.

ولم يكن أحد ينتظر اللقاء على أحر الجمر، ويتشوق إلى الفداء باحثاً عن الشهادة، كأبناء الكويت وقيادته الشرعية، وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذين فوجئوا بجزاء الدعم والمساندة للجار في مِحنته، يكافئهم بتدمير بلدهم، وتشريد شعبهم، ونهْب ثرواتهم، غادراً بهم بليل. لقد وضعنا تحيتهم في الختام، حتى نتمكن من وصفهم بما يستحقون، وتكريمهم بما يجب أن يكون. ومهْما كان الكلام، ومهْما كان الوصف، فلن نوفّيهم حقهم. لقد تحملوا وصبروا، وبذلوا وضحّوا، وشكّلوا خمسة ألوية في ستة أشهر، مقدمين نخبة شبابهم. ولقد كانت قواتهم المسلحة بقيادة اللواء الركن جابر الصباح، تَعُدُّ الساعات وتتحيّن الفرص، شوقاً إلى أرض الوطن، وحنيناً إلى ديار الأهل، حتى حقق الله الأمل، وصدق الوعد ونصر المظلوم. تحية لهم على صبرهم، وتقديراً لبسالتهم، وتهنئة لهم بحريتهم.

 

الإخوة الأعزاء

إننا بهذا التعاون، قد وضعنا أُسساً جديدة لمعنى العلاقات الحقيقية، بين الدول العربية، وحققنا نموذجاً فريداً لصورة التضامن العربي، في مواجهة الأخطار من الداخل والخارج، يستطيع مواكبة أفكار عالم القرن الواحد والعشرين وسياساته، الراغب في السلام، المصمم على التنميـة والتقدم والرخاء، النابذ لاستخدام القوة، والمطالب بالتفاوض سبيلاً لحل المشاكل وإزالة الخلافات.

أَلَيست هذه المبادئ، وتلك الدعوات، كلمات نادى بها خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، وقواعد أرساها لسياسة المملكة، ومساندات مدّ بها اليد لإغاثة المنكوبين، وإنقاذ المظلومين، ودعْم المجاهدين؟ ليست مِنة، وليست هبة، ولكنها واجب فرضه الدِّين. ولهذا تجمع حوله ذوو القِيم، وهبّ إلى مساندته أصحاب المبادئ وذوو الأصالة، في الأمّة العربية، والدول الإسلامية، والدول الصديقة؛ إنها الحكمة، وإنها الدراية.

أمّا نحن، فقد جمعت بيننا الساحة، وربط بيننا الميدان، ووصل بيننا الشهداء. صداقة يعزّ فيها الفراق، وروابط يصعب معها الانفصال. إنه توديع، وليس وداعاً، لفترة لن تُنسى، ولزملاء يندر أن تجمع مثلهم الأيام، إلاّ في ساحات القتال، حيث يكون الوفاء وعداً، والإخلاص رمزاً، والشرف عهداً، والتضحيات في سبيل الله مجداً.

إنني اليوم في حفلة تكريمكم، أوجّه الشكر إليكم جميعاً، وإلى قواتكم المسلحة وقادتِها، على كلِّ ما بُذل من دعمٍ ومساندةٍ، وتعاونٍ وتنسيقٍ، حتى تحقق النصر، وعادت الكويت حرّة مستقلة. وإذا نُسب إلى قيادتنا للقوات المشتركة نجاح، بفضل من الله، فَعَلَيَّ أن أنسبه إلى من صنعوه. أنسبه إليكم أنتم، فالقائد لا يستطيع تحقيق نجاحٍ، من دون قادة أَكْفاء، ذوي خبرة وعلم، وخلُق وإخلاص.

وإنه لشرف عظيم لي، أن أحظى اليوم، بشرف تقليدكم، باسم مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، أوسمة الملك عبدالعزيز.

(قراءة البراءات وتوزيع الأوسمة)

لكم منّا كلُّ شكرٍ وتحيةٍ.

وتمنياتنا لكم بالتوفيق.

والسلام

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

عليكم ورحمة الله.

 

ـــــــــــــــــــ

 وداع سموّه القوة البنجلاديشية

ـــــــــــــــــ

الظهران، المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية

الإثنين، 29 شوّال 1411، الموافق 13 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

الإخوة قائد وضباط وجنود القوة البنجلاديشية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أودّ أن أشكركم على مشاركتكم، مع القوات العربية والإسلامية والصديقة، في تحرير الكويت. فقد دافعنا معاً عن أرض الحرمَيْن، واستعدنا حرية الكويت، في ظروف بالغة القسوة.

لقد واجهنا معاً عدواناً، أراد فيه العراق أن يمحو من الوجود الدولي دولة إسلامية عربية، وجارة لنا، هي الكويت. وبفضل تعاليم دِيننا الإسلامي وقِيَمِه، وبمؤازرة الحكومات المُحبة للسلام وشعوبها، التي أيّدت القرار الحكيم والوقفة الصلبة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن ولقادتِكم، بفضل ذلك كلّه، استعادت الكويت وأهلها حريتهم مرة أخرى.

إنني في هذا المقام، أُحيّي كلَّ فردٍ منكم، وأحيّي بوجه خاص قائدكم، العميد حسين مشهود شودري.

إن حرب تحرير الكويت درس مفاده أنه، بفضل الله، لن تسمح الدول العربية والإسلامية والصديقة للطغاة، أن ينجحوا في غزو الدول الأصغر من دولهم. لقد آن للتكامل الاقتصادي، والمصالح المشتركة، أن يحلاَّ محل العدوان في الشؤون الدولية.

إن العالم الإسلامي والمجتمع الدولي، سيبقيان مدينَين لكم بمساعدتكم لنا في أوقات المِحَنْ، وتصميمكم على الوقوف معنا في تحرير دولة الكويت الشقيقة.

وإننا نودّعكم، اليوم، بقلوب ملؤها التقدير والإخلاص لكم، وملؤها الحزن والأسى لكارثة الفيضانات التي أصابت بلادكم.

وكما تعلمون، فإنّ خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، وحكومة المملكة العربية السعودية، قد استجابا للمساعدة المالية والعينية، للدولة الإسلامية الشقيقة بنجلاديش. فالملك فهد وحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها لن يتخلوا عنكم، وأنتم تواجهون هذه المِحنة.

وآمل، وأنتم تبدأون رحلة العودة إلى بلادكم، أنكم ستذكرون دائماً إخوانكم وأصدقاءكم في المملكة العربية السعودية. وأن ذِكرَاكمْ ستظل دائماً في نفوسنا.

وآمل أن نواصل معاً أهدافنا في تحقيق الأمن والحياة المستقرة لعالمنا العربي والإسلامي، تحت قيادة حكومتَيْنَا الرشيدتَيْن.

تمنياتنا الطيبة لكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

حفلة تكريم قادة القواتالأفغانية والبنجلاديشية والباكستانية والنيجرية والسنغالية، وتقليدهم الأوسمة

وزارة الدفاع، الرياض، المملكة العربية السعودية

يوم السبت، 4 ذي القعدة 1411، الموافق 18 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

القـادة والزملاء

السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم، اليوم، في حفلة تكريم تحمل كلّ مشاعر الشكر والتقدير لكم ولأفراد قواتكم. لقد عبّرت قـرارات فخامة الرؤساء بوجودكم معنا، في خندق واحد، لمواجهة حمق معتدٍ حاقد، عن مبادئ الأمة الإسلامية وحِكمتها وقِيَمِهَا، في مواجهة أخطار الداخل، التي فاقت أي تهديد أو إزعاج يأتي من الخارج. كما عبّرت هذه القرارات عن نجاح عظيم، لسياسة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن وصواب رأيه. إنه نجاح أشاد به الجميع، واحترمه الساسة، وأكّده الواقع.

لقد مثّلت قوة المجاهدين الأفغان، بقيادة المجاهد حاجي محمد قاسم، التي حضرت إلينا لتؤكّد تأييد المجاهدين ودعْمهم للمملكة، على الرغم مما هم فيه من صراع وجهاد. أكّدت مدى ما تمثّله أرض الحرمَيْن الشريفَيْن لهم من مشاعر وأحاسيس، وأنهم لا يقبلون تهديداً لها، ولا يحتملون خطراً يقترب منها. إننا، مهْما قدّمنا إليهم من الشكر والثناء، لن نوفّيهم حقّهم. فلنرفع أيدينا إلى الله بالدعاء لهم، أن ينصرهم ويثبّت أقدامهم، ويدمّـر أعداءهم، أعداء الدِّين.

وكان الله في عون دولة بنجلاديش، وما أصابها من كارثة فوق ما تكابده من مشاكل اقتصادية، ومع هذا لم تقعِدها الهموم عن مشاركتنا، قدر استطاعتها، انطلاقاً من مشاعر إسلامية وأحاسيس أخوّية، نقدرها لها حق قدرها. ونعتزّ بما مثّلته هذه القوة من جيشها، بقيادة العميد الركن حسين مشهود شودري، من انضباط ممتاز وعسكرية حقة، وعبّرت عن مساندة معنوية وتأييد إسلامي ضدّ البغي والظلم، كما أيّدت موقف المملكة في الأُسْـرة الإسلامية.

أمّا رجال القوة النيجرية، بقيادة العقيد أمادو سيني، فهُم خير مَن مثّل العسكرية النيجرية، التزاماً وخلُقاً واستعداداً للتضحية والفداء، ونكراناً للذات، تأييداً وتمثيلاً من دولتهم، بزعامة فخامة الرئيس العميد علي شعيب، لكلِّ ما مثّله قرار خادم الحرمَيْن الشريفَيْن من معاني الصمود ومواجهة العدوان، لإنقاذ دولة عربية إسلامية من الضياع، ورأفة بشعبها من التشرد، فنِعمَ هذه المواقف.

أمّا إخوة الإسلام من باكستان، دولة محمد علي جناح ومحمد إقبال، رجال الجندية والثقافة العسكرية، التي تنال احترام الصديق قبل الشقيق، فإن وجودهم بيننا كان تعبيراً عن صِدق مشاعرهم ورفْضهم للعدوان ومقْتهم للظلم. إن قوّتهم، بقيادة العميد غلام أحمد خان، كانت مثالاً للعسكرية رفيعة المستوى، انضباطاً وتدريباً وكفاءة. وهذه ليست المرة الأولى التي نعمل فيها معاً، فقد سبق لنا أن التقينا في تعاون عسكري وثيق، نقل إلينا الكثير من خبرتهم، وسيزيد هذا اللقاء في عمق الروابط وقوة العلاقات، في ظلِّ حكومتَيْنا الرشيدتَيْن وقادة بلدَيْنا المخلصين.

ولنا أن نشكر الإخوة السنغاليين، الذين أيدونا وساندونا، ووقف قائدهم، فخامة الرئيس عبده ضيوف، إلى جانب أخيه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، يؤيّد قراره، ويعلن رفْضه لكلِّ ما مَثّله عدوان العراق، ويؤيّد القول بالفعل، على الرغم من بعد الشقة وطول المسافة. فأتاح لنا فرصة اللقاء والتعارف في ساحة الشرف والجهاد، بنخبة من رجال القوات السنغالية ذوي الكفاءة والمقدرة، وذوي الإيمان والعقيدة الراسخة، بقيادة العقيد محمد كيتا، فكانوا لنا خير الرفاق، وتركوا فينا أبلغ الأثر وأعمق المشاعر، التي نرجو أن تستمر بلا انقطاع، لتدعم أواصر الصداقة بين الفروع المختلفة لقواتنا المسلحة.

إننا، اليوم، نحتفل بتكريمكم تتويجاً لهذا الجهد، وتأكيداً لهذا النصر، الذي إذا نسبه أحد إلى قيادتنا ، فإننا نقول له، ما نردّده دائماً، إذا انتصر القائد فخلْفه قادة ورجال نفّذوا ما خططه، وحققوا ما أراده، بعزائم صلبة وشجاعة هي مضرب الأمثال.

لكم منّا كلُّ تحية وتقدير.

إنه لشرف عظيم أن نقف اليوم لنقلّدكم، باسم مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وساماً من أرفع الأوسمة السعودية، وهو وسام الملك عبدالعزيز.

(قراءة البراءات وتوزيع الأوسمة)

لكم منّا الشكر والتحية وتمنياتنا لكم بالتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

في وداع سموّه القوة الهنجارية (المجرية)

ـــــــــــــــــ

الظهران، المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية

الأحد، 5 ذي القعدة 1411، الموافق 19 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قائد وضباط وجنود الوحدة الهنجارية

لقد حضرنا، اليوم، لنودعكم وداع أصدقاء، يشكرون لكم ما قدّمتم من معاونة طيّبة، كانت مع ما قدّمه الآخرون، تعبيراً عن رفْض دوليّ لأعمال العدوان والقهر. لقد ساهمتم، بوجودكم بيننا، في دعْم المجهود القتالي للقوات، وتأمين العلاج وتوفير العناية الطبية للمقاتلين.

إنها لفتة طيّبة من قادة بلدكم وحكومتها، تضامنوا فيها مع الأُسْـرة الدولية، في إرساء مفاهيم السلام للقرن الواحد والعشرين. هذا القرن الذي تريده البشرية جمعاء، أن يكون قرن سلام ورخاء وتقدّم وتطور، بعد أن قاست أوروبا والعالم أجمع أهوال حربَيْن عالميتَيْن، تركتا من خلْفهما الأرامل والأيتام، وشعوباً مقهورة ومدناً مدمَّرة.

لقد أنقذنا، بتعاونكم وتعاون الأشقاء والأصدقاء، منطقتنا من أن تقع فريسة، أو تلقَى خراباً. وهزَمنا، بوقوف العالم إلى جوارنا، قِوى الشرّ والبغْي والطغيان.

واليوم، نسعى إلى سلامٍ يحفظ للجميع حقوقهم، ويعيد الحق إلى نصابه. وسوف نحقق ما نريد، بحكمة قادتِنا ورجال دولتَيْنا المخلصين، ما دمنا في طريق الخير سائرين.

تمنياتنا لكم بالعودة سالمين، مكرّرين لكم شكر المملكة العربية السعودية، قادة وحكومة وشعباً وقوات مسلحة.

في وداع سموّه قوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقوات المصرية، والقوات السورية (في مناسبة قرب انتهاء عمل قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات)

مسرح العمليات الكويتي، دولة الكويت

يوم الإثنين، 13 ذي القعدة 1411، الموافق 27 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

الإخوة قادة وضباط وضباط الصف وجنود القوات العربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم، اليوم، تحية خاصة، تحمل تقديراً وإعزازاً لزملاء الميدان، ورفقاء السلاح، الذين عملت معهم وتشرّفت بقيادتهم، فسطّروا بعَرقهم، ودَوَّنوا بدماء جرحاهم، وأرواح شهدائهم، أغلى أسطر في صفحات تاريخ منطقة الخليج، بل تاريخ الأمّة العربية والإسلامية.

لقد سجّلت تلك الأسطر الخلاص لشعبٍ فَقَدَ هويّـته، بين يوم وليلة، ودولة داستها أطماع حاقدٍ باغٍ، ناكرٍ لكلّ جميل، متجاهلٍ لكلّ قِيمة، متناسٍ لكلّ ما قُدِّم إليه من دَعْم، سانده في مِحنته، وأقاله من عَثْرته. إنه رمزُ الغدرِ والخيانةِ.

وكان قرار مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قمةً في الحكمة والتعقّل والرويّة. وكانت مهمّتنا تأمين حدود المملكة، واستعادة الكويت مرة أخرى، حرّة أبيّة. وبدأت المراحل تتوالى، بدايةً بالحشد، الذي يحقّ للمملكة أن تفخر من خلاله بكفاءة التخطيط، وحسن الإدارة، والاستغلال الأمثل للموارد، لما أدّته الموانئ والمطارات والطرق وعناصر المواصلات، أثناء هذه المرحلة، من خدمات، مكّنت القوات من سرعة الحشد والتمركز، ففاجأت العالم، وفرضَـتْ عليه احترام المملكة وتقديرها.

وبعد أن أُمِّنَت حدود المملكة، وفشلت محاولات ومبادرات دعاة السلام، وأهل العقل والحكمة، أصبح الحسم والحلّ في أيدي القوات المشتركة والصديقة. وكنتم عند حُسن الظن بِكم، وكنتم أهلاً لِما أُلقي على عاتقكم. وبفضلٍ من الله ومِنَّةٍ، تحقق النصر، وتحررت الكويت، وارتفعت الراية الكويتية مرة أخرى، وعلَت الوجوهَ الفرحة، وملأت القلوبَ السعادة. بِكم، وبقتالكم، وبجرحاكم، وبشهدائكم، فُرض العدل، وعاد الحق، وسيسود السلام. أدّيتم الواجب أبطالاً، وحققتم المهمّة رجالاً، وغرستم الأمل بعزيمتكم، وفتحتم أبواب المستقبل بإصراركم، بعد أن شَعر بعض الناس أن المستقبل أَظلم، وأبوابه سُدّت.

تحية من هنا، من أرض البطولة، من رجال القوات المشتركة، إلى خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، الذي وثِق بنا، فكنّا عند حُسن ظنه، وأتاح لنا الفرصة، فأكّدنا مقدرتنا وكفاءتنا، وشدّ من أزرنا، فلم نخذله. وتحدى بنا، فكّنا خير رجاله. أدار المعركة سياسياً، وأشرف عليها عسكرياً، فكان مثالاً ونموذجاً، وكان النصر الذي شاركتم في صُـنعه.

تحية، باسم كل واحد منكم، إلى المملكة، قادة وشعباً، على مساندتهم ودَعْمهم لنا، ووقوفهم سدّاً منيعاً خَلْفنا. تحية، باسم كل واحد منّا، إلى قادة دولِكم، الذين ساندوا الحق والعدل، ورفضوا الباطل والظلم، فكانوا نِعم القادة، ونِعم الزعماء. تحية عرفان وتقدير لهم جميعاً، فالتاريخ لن ينسى مواقفهم، ولن ينسى شهامتهم.

وجاء اليوم، وحانت الساعة. بدأ الوداع للأصدقاء، والرحيل للأشقاء. ولكن، سيبقى بيننا رباط لن ينفك، وعلاقات لن تُنسى، وذكريات لن تُمحى. لقد مرّت علينا أوقات عصيبة، فلم يتزعزع إيماننا، ومرّت علينا لحظات صعبة، فلم يهتز ثباتنا، ثم أكرمَنا الله بنصره وتأييده، فسجدنا له شاكرين فضله.

واليوم، في هذه اللحظات المؤثّرة، لحظات انتهاء المهمّة، لحظات الفراق بين القائد وجنوده، لحظات قد يصعب بعدها اللقاء، لحظات تتوقف عندها الكلمات، فتصبح الوصية واجبة، والنصيحة فرضاً. أوصيكم بتقوى الله في السرِّ والعلن، وأن يكون هدفكم وحدات ذات كفاءة قتالية عالية. عليكم الاهتمام بالتدريب القتالي، والبناء النفسي والمعنوي، والانضباط القوي. لا تدعوا ما اكتسبتم من خبرات، وما تعلمتم من دروس، يمرّ دون الاستفادة منه في جميع المجالات، تطويراً، وتعليماً، وتدريباً، وتسليحاً. فبتقوى الله، ثم بالتدريب الشاقّ المستمر، والانضباط والروح المعنوية العالية، والخبرة القتالية، ستحققون أهدافكم، بمشيئة الله.

أيها الإخوة

هناك دروس، وهناك خبرات، وهناك تطور، والذكي من تعلم وعَلّم، وواكب الزمن. تقديرنا وسلامنا الخاص لكل واحد منكم … وتحيّتنا الشخصية لكل واحد منكم … وتمنياتنا الطيّبة لكم جميعاً.

وفّقكم الله لِما يحبه ويرضاه، وجعَلكم ذخراً للأمة العربية، وسنداً للأمة الإسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

في وداع سموّه القوة البولندية (الفريق الطبي البولندي)

ـــــــــــــــــ

 

مستشفى القوات المسلحة، حفر الباطن، المنطقة الشمالية، المملكة العربية السعودية

السبت: 11 ذي القعدة 1411، الموافق 27 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ضباط وضباط صف وجنود القوة البولندية

إنّني هنا، اليوم، لأقدّم إليكم الشكر والتقدير لمشاركتكم لنا في تحقيق النصر الكبير لقوات التحالف. وإنْ كان هذا التحالف قد تكوّن من أقطار شتَّى، وديانات مختلفة، وثقافات متعددة، وتقاليد متباينة، إلاَّ أنه اتّحد في الالتزام بالأهداف الإنسانية واحترام القوانين الدولية ومواجهة العدوان.

لقد أدّيتم واجبكم بكفاءة في الخطوط الأمامية لمسرح العمليات. ولم يكن ذلك أمراً مستغرباً منكم، فالشعب البولندي عَرَفَ معنى كيف يُصبح الإنسان، بين عشية وضحاها، ضحيةً للظلم والعدوان.

فقبْل عقود خمسةٍ مضت، شَهِدَ العالم هجوم طاغية شرّير واحتلاله لبلدكم. وقد دفع العالم ملايين الأرواح، ثمناً لفشله في الدفاع عنكم.

لذلك، عندما تطلع طاغية شرير آخر، إلى الاستيلاء على دولة الكويت الشقيقة ومحوها، كان طبيعياً أن تكون استجابتكم للدفاع عنها استجابة سريعة، نابعة من القلب.

إنكم ـ قبل سنوات قليلة ـ كافحتم واستعدتم استقلالكم. والآن، ساعدتم على استعادة حرية الكويت. وبهذَيْن الإنجازَيْن، لكم أن تعتزوا وتفخروا كثيراً.

إن التحول الإيجابي، الذي حدث في بولندا مؤخراً، هو جزء من التحولات الأساسية لمجرى التاريخ الحديث. وإنّ العالم الجديد، الذي تتطلعون إليه، كان سيبدو عالماً قاسياً متصدّعاً، لو مضى عدوان صدّام من غير عقاب يردعه.

إننا، بوقوفنا معاً ضد العدوان، أظهرنا للعالم عواقب من تُسوّل له نفسه أن يعتدي على شرعية الدول وكيانها المستقل.

وعلى الرغم من أننا نتحدث لغات مختلفة، إلاَّ أن قلبنا واحد في الوقوف إلى جانب الحق ومواجهة العدوان.

والحمد والشكر لله، أن أصبحت الكويت حرّة مستقلة، وذلك بفضل الله، ثم بفضل شعوركم بالمسؤولية وأداء واجبكم، وبفضل حكمة قادة دول التحالف وشجاعتهم.

إن حلاوة النصر، لن تُنسينا طَعْم المرارة لموت مَنْ ضحُّـوا بأرواحهم، وهم يقفون ضدّ عدوانٍ شرير، ورغبةٍ حاقدةٍ، لطاغيةٍ ظالم.

وإن بولندا، لم تنسَ أبداً أن الشرَّ لا بد أن يُواجَه، والعدوان لا بد أن يُردع. ونحن لن ننساكم، ولن ننسى تضحياتكم تحقيقاً لذلك.

نيابة عن خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، أودّ أن أنقُل إليكم امتنان الشعب السعودي لمساندتكم، التي لن تُنسى أبداً. وأسأل الله أن يبارككم، ويبارك أهاليكم، ويبارك بلادكم.

وتمنياتنا الطيبة لكم بسلامة الوصول.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

في وداع سموّه القوة الباكستانية، وعناصر من القوات المسلحة السعودية والحرس الوطني

عرعر، المنطقة الشمالية، المملكة العربية السعدوية

الثلاثاء، 14 ذي القعدة 1411، الموافق 28 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

الإخوة قادة وضباط وضباط صف وجنود القوة الباكستانية والوحدات السعودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ أسعد الأوقات، وأفضل اللحظات للقائد، أن يلتقي جنود قواته من الدول الشقيقة ومن المملكة العربية السعودية، وأن يجتمع برجاله، سواء من قاتلوا أو ساندوا لتحقيق النصر.

وليس لقاء اليوم، إلاّ نموذجاً ومثالاً حيّاً، لِمَا نتج من أحداث العدوان الغادر، من روابطَ وتآخٍ، وعلاقات صداقة، ربطت بين القوى المختلفة، التي عملت تحت راية القوات المشتركـة. لا فرق بين سعودي وباكستاني، أو سوري وسنغالي، فالجميع في خندق واحد، تصدّوا لغدرٍ وعدوان، وتعرّضوا لنيران لا تميز بين هذا أو ذاك، فنشأت العلاقات، وتولدت الصداقات، ونمَت المحبة، وانتشرت الألفة، وكان النصر تاجاً حملَتْه القوات المشتركة، ثمرة جهادٍ وعَرق وكفاح، حقق الأمن لشعب المملكة، والتحرير والحرية لشعب الكويت.

كلُّ هذا تحقق بِكم وبما تملكون من كفاءات، وما لديكم من خبرات تبادلتموها وتناقلتموها، وحققتـم ما اعتقد المعتدي أنه بعيد المنال، فحققتم النصر.

إنني، اليوم، أواجه رجالاً من القوات الباكستانية، التي أكّدت، بمشاركتها في الأحداث، رفْض قادتِها للعدوان، وتصميم زعمائها على فرْض الحق، وسيطرة العدل، فكان وجودكم بيننا سنداً ودعماً بما لديكم من خبرة، وما تتمتعون به من كفاءة واستعداد قتالي عالي المستوى، لمسناه في لقائكم من قبْل، وأكّدتموه بوجودكم اليوم.

أمّا رجال الوحدات السعودية، من الحرس الوطني ومن سلاح الحدود، ومن القوات المسلحة، الذين ألقاهم اليوم، فلهم دَور لن يغفله التاريخ، ولهم أسطر من الفخر والمجد، سيحفظها لهم الشعب، فهُمْ رجال في الشدائد، سندٌ في المواقف، يحرسون الحدود، ويحافظون على تراب الوطن.

إنني، اليوم، بعد النصر، وتحقيق المهمّة وتنفيذ الواجب وتأدية الأمانة، أودّعكم، شاكراً لكم ما أدّيتم، فخوراً بما حققتم، سعيداً بما أنجزتم، ناصحاً إياكم بالمحافظة على مستواكم، بدعم قدراتكم وتبادل خبراتكم، وتأكيد الثقة بكم دائماً، ببذل المزيد من العَرق، والجهد في التعليم والتدريب، وفي التطوير والتحديث … فأنتم حماة الشعوب، ودرع الأمان، وحرس الأوطان.

تحية خاصة لكم،‎ مع تمنياتنا بالتوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

برقية خطية / سرّيّة

 

سيدي صاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء،

وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية عسكرية، أرفعها إلى مقامكم الكريم، معلناً انتهاء قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، اعتباراً من الساعة14.30 يوم الإثنين 20/11/1411هـ الموافق 3/6/1991م، تنفيذاً لأمر سموّكم الكريم رقم 1/1/2/4616 بتاريخ 8/11/1411هـ.

 

والحمد لله، أنجزنا المهمّة، التي شرفتموني بمسؤوليتها يوم الجمعـة 19/1/1411هـ الموافق 10/8/1990م.

 

توجيهاتكم ستظل دائماً دروساً للأجيال القادمة. هدوؤكم وصبركم وتفانيكم، ستظل مثالاً ونموذجاً أمام كلِّ قائدٍ يُكلّف بأن يعبُر بقواته اللحظات العصيبة، ويقودها إلى النصر. رعايتكم وقيادتكم للقوات المسلحة، ستظل نقاطاً مضيئة في تاريخ العسكرية السعودية.

 

أطال الله عمركم، وأدام عزّكم

والسلام عليكم ورحمة الله.

الخادم

الفريق الركن

 

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات

ـ نسخة لمعالي رئيس هيئة الأركان العامة، نأمل الإحاطة.

 

 حفلة القوات المسلحة، التي أقامتها تكريماً لسموّه، في مناسبة ترقيته إلى رتبة “فريق أول ركن” وإعفاء سموّه من منصبه بناءً على طلبه

ـــــــــــــــــ

الرياض، المملكة العربية السعودية

الإثنين: 29 ربيع الأول 1412، الموافق 7 أكتوبر 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

 

معالي مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية

الإخــــوة القادة

زملائـــي الضباط

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقف بينكم، اليوم، لا لأودّعكم، ولكن لأحيّيكم. أُحيّي فيكم سني العمر التي قضيناها معاً، وزهرة الشباب التي أفنيناها عملاً، وسني الرجولة التي قضيناها تضحية. أُحيّي فيكم الشرف والأمانة، والإخلاص ونكران الذات، إنها قِيَم رجال القوات المسلحة السعودية.

بداية التحية، أوجّهها إلى قائدنا الأعلى، خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي شَـرّفني، فبذلت. وكَرّمني، فضحيت. واختارني قائداً، فلبيت. حَـمّلنا الأمانة، وبفضل من الله، ثم بمجهود الزملاء، أَدّينا. وكَلّفنا فأنجزنا. عَلّمنا من حكمته، ووجَّهنا بحنكته، وشملَنا برعايته. ونحمد الله، أن كُنّا عند حُسن الظن بنا. تحية لكم، يا مولاي، أرفعها إليكم بكل الفخر والاعتزاز، جندياً سعودياً ما حييت، مقاتلاً، تحت راية الوطن، ما دامت عروقي تنبض، وقلبي يدق، ألبّي النداء أينما كنت، مُقدّماً حياتي فداءً لدِيني، ثم مليكي ووطني. أبقاكم الله لنا ذخراً، وحقق على أياديكم الرُقيّ والازدهار، والرفعة والانتصار، للمملكة والأمّة العربية والإسلامية.

أما تحيّتي الثانية، فأرفعها إلى صاحب السموّ الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وليّ العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، على كلِّ دَعْم قدّمه إليّ، وكلِّ مؤازرة لمستُها منه. كان لنا في الخُلق قدوة، وفي العمل مثالاً، وفي الشدائد مرشداً، وفي التضحية سباقاً. حفظه الله وأبقاه.

تحيّتي هذه أرفعها إلى صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي كنت له جندياً مُطيعاً، وقائداً ملتزماً، ومنفذاً أميناً. منه تعلمت الكثير، وبِنُصْحه حققت المهامّ. لم أتردد، يوماً، في أَمْرٍ، ولم أتوانَ في مهمّةٍ. إنه نِعم الأب والمعلم، نِعم الناصح والسند، نِعم القائد والموجّه. دام لنا وللقوات المسلحة، موجّهاً وراعياً.

كُلّفت بقيادة قوات الدفاع الجوي، فوجدت أُسساً أرساها قادةٌ أفاضل من قَبْلي، ووجدت بنياناً يدلّ على جهود السابقين ممّن تقاعدوا، وجهود الحاليين. وبهمّة رجالها ونشاطهم ارتفعنا بالبنيان، تنظيماً وتسليحاً وتدريباً، حتى أصبحت قواتٍ متميزة، سلوكاً وعلماً، وعملاً واحترافاً.

تدانيها مرتبة، قوة الصواريخ الإستراتيجية، التي أُنشِـئت في صمت، فجاءت عملاقة. وتَدَرَّبَت خُفْية، فانطلقت قُدماً. أذهل العالم نبؤها، وأثار الرعب مولدها، وتحقق الردع بوجودها.

ثم جاء تشريفي قائداً للقوات المشتركة ومسرح العمليات، في موقف لم يتعرض لمِثله الوطن من قَبْل، وفي مهمّة لم يُكلَّف بها أحد من قبْل. فحملت الراية مع زملاء أُحسن اختيارهم، واستعنا بالعليّ القدير، والحمد لله سبحانه، وفّقنا في التقدير، فوضعنا الخطط، واستقبلنا حشوداً، لم يشهد مثلها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أتت إلينا من البر والبحر والجو، فتمّت قيادتها وتوجيهها، وأُستُكمل حشدُها بدقةٍ، وبلا ضجة. ترك رجال القوات المسلحة الأهل والولد، ووصلوا الليل بالنهار. عملوا في صمت، وتحركوا بحساب، بذلوا العَرق، وأصروا على السهر حماية للوطن، ودفاعاً عن العِرض والشرف، حتى أتت لحظة النداء، ودَنت ساعة الجهاد، فانطلقنا نستعيد الخفجي، ونلقّن المعتدي درساً لن ينساه. طَهّرنا تراب الوطن، ورفعنا جميعاً راية لا إله إلا الله عالية خفاقة، وهكذا سَـلِمَ الوطن.

وأتى واجب الحق والعدل، حق الجار وشرف الجوار، فمضى رجال القوات المسلحة السعودية، تساندهم قوات من الدول العربية والإسلامية والصديقة، يحققون المهمّة، وينفّذون الوعد، ويردّون الظلم، ويرفعون القهر، ويطلقون الحرية الأسير، فتحررت الكويت الشقيقة، وعلَت البسمة وجوه شعبها، وعادت الشرعية إلى وطنها، هكذا أُدِّيت الأمانة وحُققت المهمّة، ورُفعت رايات النصر. هكذا كان رجال القوات المشتركة، عاصفة الصحراء بحقٍ، وسيف الحقِّ عن قوةٍ، ودرع العدل عن اقتدار.

إخواني رجال القوات المسلحة السعودية

إن كلَّ ما ذكرتُ، هو التحية لكم، هو إعزاز الوطن بكم، هو نظرة قادتِنا إليكم وأملهم فيكم، فأنتم طموح المستقبل، وإشراقة الغد، يرونه فيكم، وينتظرونه منكم، لتكون رايتنا خفاقة يحملها قائد بعد قائد، وجيل بعد جيل، إنها سنّة الحياة، وعجلة الزمن.

أما تحيّتي الآن، فهي لرجال قوات الدفاع الجوي، وقوة الصواريخ الإستراتيجية، ولرجال القوات الجوية والقوات البحرية، وتشكيلات القوات البرّية، التي كان لي شرف قيادتها، ولكلّ من شاركنا من قوات الحرس الوطني، وقوات الأمن العام وأجهزة الدولة المختلفة، وللمتطوعين من الشعب السعودي الأصيل، تحية الأب لأبنائه، تحية الأخ لإخوته، تحية الزميل لزملائه، لهم جميعاً تقديري على ما أعطوا، وشكري على ما قدموا، وامتناني على ما ضحوا، لم أحقق شيئاً إلاّ بهم، ولم أنجز عملاً إلا بجهدهم، ولم أُحرز نصراً إلا بعَرقهم، فليواصلوا ما بدأوا، وليحافظوا على ما شيدوا، ولينظروا إلى الغد، ولا يلتفتوا إلى الأمس، إلاّ لاستخلاص عِبرة أو تعلم درس، وما يسعدني هو تَقَدمهم، وما يفرحني هو رُقيّهم، وما يثلج صدري هو صدارتهم في أصعب المهامّ وأشقّ الواجبات، لهم منّي كلّ تحية وتقدير وامتنان.

 

الإخوة الأعزاء

أتمنى لكم جميعاً التقدم والتطور، والنجاح والنصر، بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ وليّ عهده الأمين، وسموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وأشكركم من كلِّ قلبي على إقامة هذا الحفلة.

إلى الأمام دائماً، يا رفاق العمر، وزملاء السلاح، وشركاء النصر.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

ـــــــــــــــــــ

حفلة قوات الدفاع الجوي، التي أقامتها تكريماً لسموّه، في مناسبة ترقيته إلى رتبة “فريق أول ركن” وإعفاء سموّه من منصبه بناءً على طلبه

ـــــــــــــــــ

الرياض، المملكة العربية السعودية

الإثنين، 7 ربيع الآخر 1412، الموافق 14 أكتوبر 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

الإخـــــوة القادة

الزملاء الضباط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم بتحية الإسلام، تحية من عند الله مباركة طيبة.

أحيّيكم بتحية الجهاد في سبيل الله.

أحيّيكم بتحية العمل، الذي لا يبغي غير وجه الله.

أحيّيكم بتحية ملؤها الأمل في غدٍ أفضل ومستقبل مشرق، بإذن الله.

أحيّيكم بتحية تحمل كل معاني المحبة والعرفان، والمودة والامتنان.

إخواني رجال قوات الدفاع الجوي وقوة الصواريخ الإستراتيجية
إنني فخور بكم. فخور بما عايشتُه معكم ولمستُه منكم. فخور بجهدكم، الذي تبذلونه بلا حدود. فخور بإنجازاتكم. فخور بانضباطكم. فخور بإخلاصكم في عملكم. فخور بمستواكم بين القوات الأخرى. فخور بجهادكم خلال حرب تحرير الكويت، ضباطاً وأفراداً ووحداتٍ، دفاعاً عن وطنكم وأعراضكم، رافعين راية الجهاد في سبيل الله، مستعدين لإعلاء الحق وإزهاق الباطل. لكم جميعاً تحية الفخر والاعتزاز.

* تحية اعتزاز وتقدير للقادة والضباط الذين تقاعدوا، وما زالت بصماتهم واضحة. رفعوا الراية بشرف، وسلّموها لِمَن بعدهم بأمانة.

* تحية اعتزاز وتقدير للقادة والضباط الحاليين، الذين تسلّموا الراية، يرفعونها ويحافظون عليها، يحافظون على مستوى وحداتهم، ويرفعون من كفاءتها، ويزيدون من قدرتها.

* تحية اعتزاز وتقدير لضباط الصف والجنود، الذين يبذلون العرق، ويضحّون بالنفس، مؤمنين بالله، مقدِّمين حياتهم فداءً لدِينهم، ثم مليكهم ووطنهم.

لقد أبليتم بلاءً حسناً في جميع الميادين، وأكّدتم كفاءة قوات الدفاع الجوي وتميّزها، وقوة الصواريخ الإستراتيجية، انضباطاً وتدريباً وقدرة قتالية. لقد كنتم خير عون لي، قادة وزملاء ومرؤوسين، فلَكُم منّي الشكر والتقدير.

إذا تحدثنا عن التاريخ، فنقول الحمد لله، رسمنا معاً السياسات، وحدّدنا الأهداف، ووضعنا البرامج، ونفّذنا الخطوات، واسترشدنا بالأسلوب العلمي في التخطيط والإدارة، فتمّ العمل متكاملاً، وجاء الجهد متناسقاً، فارتفع البنيان، وتحوّل الدفاع الجوي من تخصص ضمن تخصصات القوات البرّية، إلى قوات مستقلة. عملتم جميعاً، وصبرتم، وبذلتم، وأعطيتم، لم يقصّر أحد، ولم يتوانَ، اتّبعتم ما تعلمتم، نفّذتم ما أُمرتُم، أنجزتم ما كُلّفتم، وكنتم للقوات الأخرى، بحق، قدوة ومثالاً.

وإذا ذكرنا قوة الصواريخ الإستراتيجية، فنقول أيضاً الحمد لله، الذي وفّق قادتَنا إلى تزويد القوات المسلحة بأحدث ما في العصر من تقنية وأسلحة ومعدات، فكانت الصواريخ الرادعة درعاً للملكة، حامية، بعد حماية الله، لعمْقها، شاهدة على كفاءة أبنائها، مؤكّدة قدْرتها على الدفاع عن أرضنا المقدسة، وردْع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الحرمات، أو الاقتراب من المقدسات، لقد أُنشئت في صمت وكتمان. استعصى على أجهزة الاستخبارات العالمية كشْفها، أو معرفة أماكن وجودها. وبفضل من الله، ثم بمجهود الرجال، تحقق الهدف، وأصبحت هذه الصواريخ الإستراتيجية قوة يُحسب لها ألف حساب.

وإذا استعرضنا الإنجازات، سنجدها، بفضل الله، كثيرة وعديدة، في جميع المجالات، العملياتية، والتدريبية، والمالية، والاستخبارات، وشؤون الضباط، وشؤون الأفراد، والتفتيش والتقييم، والتسليح، والشؤون العامة، ورفْع الكفاءة القتالية للوحدات، وكافة المجالات الأخرى. تاريخ طويل وكفاح مشرّف، أوصي بشدة، أن تكتبوه وتسجلّوه بأمانة، ليفخر به مَن قَبْلكم، ويقرأه مَن بَعدكم، ويقدّر الجميع جهدكم.

لن أسرد الإنجازات، لأنكم أنتم ومَن كان قَبْلكم صانعوها، وأنتم مشيّدوها، وأنتم حاصدو ثمارها، فحافظوا على ما وصلتم إليه، وعلِّموا الأجيال القادمة ما تعلمتم، وتمسكوا بالانضباط والتقاليد العسكرية كما عايشتموها. ابحثوا عن العلم والدراسة، ولا تهملوا البحث والتطوير. حققوا العدل، وضعوا الله نصب أعينكم في كلِّ قرار تتخذونه، وصمموا على السبق. ابذلوا الجهد والعرق في التدريب، توفروا الدم. واعقدوا العزم على النصر يَدِنْ لكم.

قبْل أن أختم كلمتي هذه، أرفع، باسمكم، أسمى آيات الشكر والعرفان، والتقدير والامتنان، إلى مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ وليّ عهده الأمين، وسموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على دعْمهم لنا، واهتمامهم بنا، أطال الله أعمارهم، وسدّد خطاهم، ووفّقهم لخير المملكة وأمْنها، وسلامتها ورخائها.

إخواني وأبنائي، هاتان كلمتان تحملان كلّ معاني المحبة والألفة، وكلّ مشاعر المودّة والرحمة. إخواني وأبنائي، كلمتان صادرتان من القلب، لا مبالغة فيهما، ولا مجاملة، ولِمَ لا؟ وقد قضيت معظم عمري بينكم، فصرتم لي أكثر من إخوة، وأعزّ من أبناء. وفّقكم الله للرقيّ والبناء.

إخواني وأبنائي

إنني على ثقة بأنكم ستكونون عند حُسن الظن بكم، على طريق الحق تسيرون، وإلى الرقي تهدفون، وبدِينكم تتمسكون، وعلى تفوّقكم تحافظون، وعلى النصر تصرّون.

والآن، وأنا أودّعكم، أترك قوات الدفاع الجوي وقوة الصواريخ الإستراتيجية، أمانة بين أيديكم، فحافظوا عليها، وارفعوا من شأنها، وزيدوا من قدرها، والله معكم.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الفريق الركن

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

 

وفي النهاية قد قمنا بتقديم محتوى كامل وشامل معظم خطب وكلمات سمو الامير خالد بن سلطان حيث يعكس تراث القائد خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الروح الوطنية والإيمان بالعمل الجماعي والتطور العسكري في المملكة العربية السعودية. يعتبر قدوة للشباب السعودي والجيل القادم من القادة المحترفين.