خطة “فريق الأخيار” ضد “فريق الأشرار” في تمرين العلم الأحمر
انطلقت قبل يومين مناورات تمرين العلم الأحمر في دورته الرابعة لعام 2017، والذي يعرف بـ (Red Flag 17-4)، وهو تمرين قتال جوي متقدم، في قاعدة نيليس للقوات الجوية Nellis AFB بولاية نيفادا الأميركية، وقد بدأ في 14 أغسطس ويستمر حتى 25 أغسطس 2017. ويشارك في هذه المناورات بجانب القوات الجوية الأميركية عدد من دول حلف شمال الأطلسي، وبالاضافة إلى المملكة العربية السعودية وسنغافورة.
ووفقاً لتقرير نشره موقع Defense Video Imagery Distribution System، وترجمه موقع أخبار الدفاع والتسليح، فإن من المقرر أن يشارك “جناح المقاتلين 180” للقوات الجوية الأميركية من ولاية أوهايو، في تمرين مشترك مع القوات الجوية للدول الحليفة للولايات المتحدة الأميركية، ومن ضمنها القوات الجوية الملكية السعودية، ضمن تمرينات العلم الأحمر.
وصرح المقدم ايفانز بويف Evans Boeve، وهو طيار طائرة F-16 بـ “جناح المقاتلين 180″، والضابط المسؤول عن مشروع خطة “فريق الأخيار” بتمرين العلم الأحمر، بالقول “أن المشاركة في هذا التمرين يتيح لنا ممارسة نظام يحاكي حرب حقيقية. ويعرفنا على كيفية الحزم، والتأكد من أن لدينا كل ما نحتاجه عندما نصل إلى مكان بعيد جداً، وكيفية البدء في حماية البلاد التي نحن فيه أو الخروج من ذلك البلد للهجوم على عدوٍ ما”.
وأضاف أن هذا التمرين يرسم الوضع القتالي كما وأنه واقعيا قدر الإمكان، لكي يكتسب المشاركين الخبرة والمهارة قبل الذهاب الى حرب حقيقية.
نحن نحاول تشكيل البيئة القتالية لمعركة القتال الجوي عبر تمرين العلم الأحمر، يمكن للطيار التعرف على كيفية التعامل مع القتال الجوي في معركة فعلية، ويكتسب من هذه البيئة القتالية خبرة فعلية أكثر، بدلاً من أن نزج بطيار جديد في معركة القتال الجوي ونتوقع منه بأن لديه ما يكفي من الخبرة وقادر على البقاء على قيد الحياة.
التمرين يستغرق أسبوعين، ويمتد القتال الجوي إلى 10 أيام، حيث سيتمكن “جناح المقاتلين 180” على العمل جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية وسنغافورة ودول منظمة حلف شمال الأطلسي، ودول متعددة، والتمرين يتضمن على نظام الإنذار والتحكم المحمول جواً والوحدات العادية لقوات الولايات المتحدة .
واستطرد بويف بالقول، إننا لا نريد أن نفعل كل شيء فى كل معركة وصراع رئيسى نشارك فيها. نحن بحاجة إلى الحلفاء، وأن من البديهي “جناح المقاتلين 180” لن يندمج ويتكامل مع قوات الدول الحليفة، إلا إذا كانت هناك ممارسات تدريبية مشتركة مع هذه القوات، ومثل تمرين العلم الأحمر خير مثال لممارسة التدريبات المشتركة.
في التمرين سيكون هناك فريقين: “فريق الأخيار” و “فريق الأشرار”، وعلينا أن نعرف مكامن القوة والضعف في كل فريق، ونحن “جناح المقاتلين 180” ومعنا القوات الجوية السعودية سنشكل “فريق الأخيار”، وسنكون في مواجهة مع “فريق الأشرار”، وسنمضي في التمرين أيام كاملة، حوالى 8 الى 12 ساعة يومياً، وسنقوم على تخطيط المهمات والبعثات. نحن نعرف خطة لعبتنا لكل مهمة، متى سنبدأ، وكيف سيكون توقيت تنفيذ كل مهمة، ونتأكد من أن رجال فريق الأخيار يكتسبوا المهارة والخبرة، وكيف نبقى على قيد الحياة.
ومن ضمن تكتيكات “فريق الأخيار” في التمرين: إعداد خطة المهمة المحددة لحظر الطيران، البحث والإنقاذ القتالي، الدعم الجوي الوثيق، الاستهداف الديناميكي، والدفاع الجوي المضاد. الطياريون في القوات الجوية لفريق الأخيار، المنتشرون أثناء أداء التمرين، سوف يستخدمون أساليب وتكتيكات مختلفة لمهاجمة أهداف اختبار تمرين العلم الأحمر بصحراء نيفادا، والتدريب على مجموعة من الأهداف مثل: مطارات وهمية، قوافل المركبات، الدبابات، الطائرات المتوقفة، المواقع الدفاعية المحصنة تحت الأرض والكهوف، ومواقع القذائف.
“فريق الأخيار” سوف يواجه صواريخ أرض – جو (سام) الموجودة على الأرض، والتي في الواقع لا تطلق صواريخ حقيقية علينا ولكن لديهم رادار يعمل مثلما يعمل في أي معركة فعلية. سوف نكون في اندماج مع القوات الحليفة الأخرى للحفاظ على سلامتنا ضد “فريق الأشرار” وعادة يعرف بإسم “الفريق الجوي الأحمر”. نحن نقاتل وفق طريقتنا في البقاء على قيد الحياة ضد جميع صواريخ سام التي يحاول فريق الأشرار اطلاقها علينا، بينما نحن نحاول قصف الأهداف ومن المحتمل أن نستمر في طريقنا القتال والمحاربة عند العودة إلى الوراء.
سوف يقوم “فريق الأخيار” المكون من “جناج المقاتلين 180” ومن معه من دول الحلفاء، بإسقاط الأوامر الحية خلال بضعة أيام أثناء التمرين. وسيكون لدينا قنابل حقيقية تنفجر حقاً، ونقذف على أهداف حقيقية، وهذا أمر لا يمكننا فعله ككل دائماً في “جناح المقاتلات 180” بولاية أوهايو. أثناء تمريناتنا خلال السنة لا يمكننا تحميل القنابل الحية لاننا في مطار دولي ولسنا في قاعدة للقوات الجوية، لذلك فان المشاركة في هذا التمرين “العلم الأحمر” تمنحنا هذه الفرصة.
وينبغي الإشارة أن الطيارون ليسوا هم الوحيدون الذين سيشاركون في هذا التمرين، فهناك عدد من الفنيين العاملين في القوات الجوية لفريق الأخيار من “جناح المقاتلين 180″، وكذلك من الدول الحليفة، سيشاركون في هذا التمرين الذي سيمنحهم اكتساب المهارة والخبرة.
نحن “فريق الأخيار” سيكون لدينا نظامنا الخاص بنا، عندما يقوم الفنيون العاملون في القوات الجوية بتزويد الذخيرة والقنبلة، ثم يقوم فنيو الأسلحة بنقلها الى الطائرة، يجب ان يكونوا قادرون على القيام بتلك المهام على وجه السرعة وفي الوقت المناسب. وهذا التمرين سيكسبهم الخبرة والمهارة المطلوبة لتنفيذ هكذا مهام.
وليس فقط مهمة إسقاط القنابل من ضمن التمرين الذي سيشارك فيه “فريق الأخيار”، فالتمرين يسمح لجميع العاملين في القوات الجوية؛ الطياريون، الفنيون، المهندسون … الخ بالانخراط في المهمات التى تعتبر فريدة من نوعها قياساً لما كانوا متدربين عليه.
سيشمل التدريب أيضاً الممارسة على عملية انقاذ أي طيار أو استعادته في حال أسقطت طائرته، هناك طاقم الطائرة الذي من الممكن تم اسقاط طائرته، أو ربما طيار قذف بنفسه خارج الطائرة، لربما أسقطت الطائرة أو كان عطل في المحرك ناجم عن هجوم في أراضي العدو، ولهذا السيناريو بالتحديد وضعنا خطة لتنفيذها أثناء التمرين، إذ تصبح مهمة “فريق الأخيار” استرداد الأصول (الطائرات والطيارين) جميعها، وسحب ذلك الطيار على نحو فعال من أراضي العدو، واعادتهم الى القاعدة. الطياريون أيضاً سوف يمارسون مهمة ضربة تنسيقية واستطلاعية (SCAR).
بدلاً من أن نبدأ الخطة مع أهداف معروفة، نريد أن ندمر القدرة المعروفة لدى العدو، تلك القدرة التي نعرفها نحاول أن ندهورها بل وندمرها، وسوف نذهب في مهمة اصطياد للعدو. وفي كثير من الأحيان، هذا السيناريو يدور حول صاروخ سكود. نحن نعرف أن العدو لديه صاروخ سكود، وأن العدو يهدد باطلاق صاروخ سكود على أراضينا، وأن الصاروخ متحرك. وهنا تبدأ مهمتنا، علينا ان نجد ذلك الصاروخ سكود، وقبل أن نفكر في تدميره علينا أن نتأكد من ألا يحدث شيء سيء، علينا تجنب قتل الأبرياء وفي نفس الوقت علينا تدمير صاروخ العدو، وهنا يأتي دور تبادل الخبرات واكتساب المهارات.
“فريق الأخيار” المكون من “جناح المقاتلين 180” والقوات الجوية من الدول الحليفة، سوف يتدرب في بيئة واقعية، في ظل ظروف واقعية، لكي نضمن الحفاظ على قدرة ومهارة طيارينا، واكتسابهم على أعلى مستويات الكفاءة والاستعداد للمهمات في جميع أنحاء العالم.