أفادت مصادر مطلعة أن الغواصات الروسية سوغ تحصل على غطاء يعمل على تحسين عامل التمويه من رادارات العدو. وقد أكد معهد الأكاديمي كريلوف للبحوث العلمية في مجال بناء السفن في مدينة سان بطرسبورغ هذه المعلومات الواردة في الوثائق التي تتحدث عن مواضيع تطوير الأسطول البحري الحربي، والتي أصبحت بمتناول يد صحيفة إيزفيستيا. يشار إلى أن معهد كريلوف هو الذي يجري الأبحاث العلمية في مجال تطوير السونار أو ما يسمى أيضاً بالمسبار البحري للغواصات، وهنا أيضاً يقوم العلماء بتصميم معدات جديدة تسمح للغواصات الروسية في أن تصبح غير مرئية على الإطلاق، وذلك عن طريق مادة جديدة تحتوي على جزء من أجهزة الاستشعار النشطة ولوحات البوليمر كهرضغطية، تعمل على إبطال مفعول إشارات السونار الموجهة من غواصات وسفن العدو. ولدى الحفاظ على المؤشرات الصوتية التي طبقت في الغواصات من الجيل الرابع الجديدة من طراز “ياسن” و”بوري” فإن ذلك سوف يسمح بتقليل عامل رؤية الغواصات الروسية بنسبة ثلاثة أضعاف
واليوم تستخدم مادة مضادة للسونار كغطاء للغواصات من أجل إخفائها من أنظمة الكشف وهي تعتمد على المواد المطاطية، ولكن تبين أنه لدى استخدامها لم تحم الغواصة من الظهور على رادارات العدو التي تعمل على ترددات أقل من 1 كيلوهيرتز. ووفقاً للمعلومات الواردة في وثيقة وزارة الدفاع فإن الغواصات الروسية ضعيفة جداً في مجال الكشف عن طريق مثل هذه الرادارات.
وفي هذا الإطار أشار مصدر في معهد كريلوف للأبحاث العلمية إلى صحيفة إيزفيستيا بأن الوسائل الحديثة التي يستخدمها العدو وصلت تردداتها إلى أقل من واحد كيلوهيرتز وبالتالي ازداد مسافة المدى المجدي للكشف وبدأت تظهر مشاكل في هذا الصدد.
أما الطلاء الجديد فهو لن يمتص إشارة الرادارات فقط التي تعمل حالياً على الغواصات من الجيل الرابع، وإنما سوف تعمل على إبطال مفعول الإشعاع الوارد، وذلك عن طريق قدرة الغطاء الفعال الذي يحتوي على مواد الكترونية نشطة تعمل على تحديد تردد رادارات الخصم وتطلق إشارات خاصة بنفس التردد لكنها عكسية.
ويشير المتحدث لصحيفة إيزفيستيا مؤكداً أن المواد الجديدة تتلقى الإشارات وتعيدها بطور عكسي. ومن أجل ذلك ينبغي وضع أجهزة استشعار وألياف بصرية لمخدمي أجهزة الإدارة بالإضافة إلى ما يسمى بالبواعث النشطة. هذه المادة سوف تتوضع في لوحة البوليمر كهرضغطية، ولهذا، كما تشير وثائق وزارة الدفاع، لن يكون بالإمكان استخدام المواد المطاطية مستقبلاً كغطاء للغواصات الحديثة. هذا التصميم سوف يطبق بشكل كامل على جميع الغواصات على أن تعمل ضمن نظام الحواسيب المتطورة التابعة لأسطول الغواصات الروسية.
وحسب التقارير الواردة فإن تقنية تصميم وإنتاج هذا الغطاء الذي يعمل على مواد نسيجية باستخدام مواد مركبة في غضون ثلاث سنوات بحيث تظهر النماذج الأولى بحلول عام 2016. كما أعلنت وزارة التجارة والصناعة أنها مستعدة لإنفاق 200 مليون روبل من أجل تطوير أنظمة مضادة للرادارات.
وتضيف المصادر الواردة من معهد كريلوف للأبحاث العلمية بأن نتائج التجارب التي يقوم بها المعهد ينبغي أن تصبح طفرة على المستوى العالمي لأن مثل هذه التقنية ليست موجودة فقط في روسيا وإنما في العالم كله. فالدول المتطورة تستخدم غطاء سلبي أما الأغطية الإيجابية فهي أغطية المستقبل.
وقد أشار أندريه نيكولايف الخبير في أسطول الغواصات، وهو عضو في مجلس سان بطرسبورغ لنادي بحارة الغواصات بأن التقنية التي يدور عنها الحديث في الوثائق سوف تحسن من عملية تمويه الغواصات إلى حد كبير.
وأضاف أندريه أنه من المفترض أن تعمل المواد ليس فقط على امتصاص الإشارات وإنما على إخماده عن طريق وسائل تقنية معينة. القضية تكمن في القدرة إلى عدم السماح بإصدار إشارات عكسية أو تشويهه.
الجيل الجديد من الغواصات الروسية غير المرئية