محتويات هذا المقال ☟
نجاح لوجستي لأمريكا وفشل استراتيجي في أفغانستان
قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية في تقرير لها إن ”كبار مسؤولي وزارة الدفاع أدلوا بشهاداتهم علنا لأول مرة أمس الثلاثاء، حول الانسحاب العسكري الأمريكي المثير للجدل من أفغانستان، وسط مساءلة عامة أوسع نطاقاً حول النهاية الفوضوية لأطول حروب الولايات المتحدة“.
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، وقائد القيادة المركزية كينيث ماكنزي، واجهوا أسئلة محددة من لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حول الانهيار المفاجئ للجيش الأفغاني، والإخلاء من مطار كابول، والخطط المستقبلية للجيش للحد من انتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأوضحت المجلة الأمريكية في تقريرها، أن كلا من ميلي وماكينزي اعترفا بأن الاتفاق المبرم بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وطالبان في فبراير 2020 قلل بشدة من الروح المعنوية للجيش الوطني الأفغاني، ما أدى إلى انشقاقات بالجملة خلال هجوم طالبان هذا العام.
تجدد الاشتباكات مع طالبان
ونقلت ”فورين بوليسي“ عن أوستن، أن ”أي وجود متبقٍ للقوات الأمريكية بعد الموعد النهائي في 31 أغسطس كان يمكن أن يؤدي إلى تجدد الاشتباكات مع طالبان. لو بقينا بعد ذلك التاريخ الذي تم الاتفاق عليه في وقت مبكر، فستبدأ طالبان في مهاجمة قواتنا“.
أما صحيفة ”الغارديان“ البريطانية فقد ذكرت في تقرير لها أن رئيس هيئة الأركان المشتركة قال لمجلس الشيوخ: إن ”الانسحاب الأمريكي كان نجاحا لوجستيا ولكنه فشل استراتيجي. من الواضح أن الحرب في أفغانستان لم تنته بالشروط التي أردناها“، مشيراً إلى أن ”طالبان في السلطة الآن في كابول!“.
ونقلت الصحيفة عن ميلي قوله إنه ”يجب أن نتذكر أن طالبان كانت وما زالت منظمة إرهابية ولم يقطعوا بعد علاقاتهم مع تنظيم القاعدة. ليس لدي أوهام بشأن من نتعامل معه. يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان طالبان تعزيز سلطتها أم لا، أو ما إذا كانت البلاد ستنقسم إلى حرب أهلية“.
تنظيمي القاعدة وداعش
في سياق متصل، قالت فورين بوليسي: ”حذر ميلي من أن تنظيمي القاعدة وداعش يمكن أن يطورا الآن القدرات لتهديد الولايات المتحدة في غضون عام“.
وفي تصريح مثير للجدل، أضافت ”فورين بوليسي“ في تقريرها: ”اعترف ماكنزي بأنه أوصى بالإبقاء على 2500 جندي أمريكي في أفغانستان، خوفًا من أن يؤدي الانسحاب الشامل إلى تسريع انهيار الجيش الأفغاني، وهي تصريحات رددها ميلي. وأكد أوستن في وقت لاحق أن الرئيس جو بايدن تلقى توصياتهم“.
واختتمت المجلة الأمريكية بالقول إن ”المشرعين بمجلس الشيوخ ركزوا على التناقض الواضح بين توصية الجيش بالإبقاء على قوة صغيرة وادعاء بايدن أن كبار مستشاريه العسكريين لم يقترحوا شيئًا من هذا القبيل“.
قاضيات أفغانيات وخطر انتقام ”طالبان“
وعن الوضع المأساوي في أفغانستان، خاصة الملفات المتعلقة بانتهاكات حقوق المرأة، قال تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) إن ”ما لا يقل عن 220 قاضية سابقة في أفغانستان حكمن في الماضي ضد أعضاء طالبان معرضات الآن لخطر الانتقام من هؤلاء الرجال، وذلك بعد أن أطلقت الحركة سراح جميع أعضائها المسجونين بعد أن سيطرت على البلاد الشهر الماضي، حتى أولئك الذين ارتكبوا جرائم بشعة“.
وأضافت ”بي. بي. سي“ أنها بنت تحقيقها بالحديث مع ست قاضيات سابقات، كن من أكثر النساء شهرة وقوة في أفغانستان قبل استيلاء طالبان على السلطة. وروت جميع النساء قصة مماثلة، فبعد فترة وجيزة من إطلاق طالبان سراح أعضائها المسجونين، بدأن في تلقي تهديدات بالقتل. وأُجبرت جميع النساء على تغيير أرقام هواتفهن المحمولة ومغادرة منازلهن، وغالبًا ما يعشن هاربات ويغيرن مواقعهن كل بضعة أيام“.