أصبح من البديهي أن الدول العربية تركز على تنمية أمنها الداخلي ضد التهديدات كافةً، وتكتسب قضية أمن الخليج العربي أهمية كبيرة في ظل التطورات والمستجدات الجارية في المنطقة، أو في سياق البيئة الإقليمية المحيطة بها، بالنظر إلى أهمية منطقة الخليج العربي بحدّ ذاتها سواء على المستوى الاقتصادي أو الاستراتيجي. وقد برز هذا التركيز خصوصاً في مؤتمر “الأمن في الخليج العربي” في الإفتتاحية التي قدمها الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية:
“لا تنمية حقيقية مستدامة ولا تقدم ولا استقرار ولا سلام كامل يمكن أن يتحقق لأي دولة من دول العالم من غير تأمين الأجواء الأمنية ليس فقط داخل حدود الدولة وإنما في إطارها الإقليمي”.. هذه هي رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنطلق منها في نظرتها إلى قضية الأمن الإقليمي”.
وفي هذا السياق، انطلقت شركة سيليكس إي إس” لتخدم القوات البحرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة، حيث تعمل على توريد معدات وأنظمة قتال متكاملة، وأنشطة دعم وخدمات للقوات البحرية وقوات خفر السواحل الإماراتية لأكثر من 20 سفينة من مختلف الأحجام، بما في ذلك بينونة فئة كورفيت، وسفن دوريات بحرية فئة أبو ظبي، وزوارق دوريات سريعة فئة غرناطة، وسفن الدوريات البحرية “الفلج 2”.
ولتعزيز الأمن الداخلي لدولة الإمارات، تقوم شركة سيليكس إي إس بتوريد نظام مراقبة النيران “إن إيه 30″، ونظام إدارة القتال “آي بي إن-إس/آر”، ورادار تحديد القوات المعادية والصديقة “إس آي آر-إم” مع جهاز إرسال واستقبال، ونظام إدارة النيران البصري إلكتروني “ميدوسا إم كيه 4/ب”، ونظم اتصالات، وموقع اختبار بري. كما قامت الشركة بدمج الأنظمة الأخرى مثل المدافع، والصواريخ، وأنظمة الحرب الإلكترونية وغيرها.
وتعمل شركة سيليكس إي إس كذلك من خلال شركة “أبو ظبي سسيستمز إنتجريشن”، وهي شركة مشتركة مع شركة أبو ظبي لبناء السفن، وينصب تركيزها على هندسة النظم وتكاملها والدعم الفني الكامل. وقد استطاعت تطوير قدرات تمكنها من المنافسة بذاتها داخل دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة.
إضافةً إلى ذلك، تتيح شركة “سيليكس إي إس” لدولة الإمارات قدرة جاهزة للعمل في مجالات نظم الإتصالات وأجهزة للقوات الجوية الإماراتية، وحلول أتمتة الأنظمة لعمليات المرافق.
يشار إلى أن التركيز المتزايد لدولة الإمارات على أمنها الداخلي قد فتح مجالاً لأنشطة تعاون في مجالات المنتجات والأنظمة الإلكترونية العسكرية والمدنية، إذ أعلنت شركة المبادلة للتنمية “مبادلة” شركة الاستثمار والتطوير الاستراتيجي ومقرها أبوظبي، في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، عن التزامها بدعم وتطوير الشباب الإماراتي ليشكلوا جيل المستقبل من العلماء والمهندسين والفنيين ويأخذوا على عاتقهم تطوير صناعة الطيران في الدولة والمنطقة. كما أعلنت مبادلة وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والأبحاث خلال معرض دبي للطيران الذي نظم مؤخرا،ً عن مشروع مشترك بقيمة 55 مليون درهم إماراتي لتأسيس مركز أبحاث متخصص بعلوم الطيران يركز أبحاثه على المواد المركبة المستخدمة في هياكل الطائرات والمكننة الأوتوماتيكية لمراحل التصنيع المختلفة.
لا بدّ إذاً من التشديد على ما تقوم به دولة الإمارات العربية من خطوات لتعزيز أمنها الداخلي، واتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة لتأمين حمايتها، وبحكم موقعها وأهميتها الاستراتيجية في المنطقة، أصبحت الإمارات العربية المتحدة قوة لا بدّ منها في المنطقة، إذ تتابع عن كثب كيفية بناء سياسات لتطوير أمن المنطقة وتعزيزه.
الإمارات العربية المتحدة تعزز أمنها الداخلي